ومع اشتداد الإجراءات الأمنية المصرية على الحدود بدأت قائمة السلع التي اختفت أو تناقصت من الأسواق تطول، فقد كان الإسمنت ومواد البناء المهربة من أبرز هذه الأنواع إلى أن طال الأمر المواد الغذائية
تعاني معظم الأسواق والمتاجر في محافظة رفح وقطاع غزة بشكل عام شحاً واضحاً في العديد من أصناف السلع المصرية المهرّبة، وقد اختفى عدد منها بينما شهدت أسعار سلع أخرى ارتفاعاً لافتاً. ويعد الوقود السائل أكثر السلع ندرة من المحطات التي تعمل بين الحين والآخر، بعد تهافت آلاف المواطنين عليها لشرائه وتخزينه في منازلهم تحسبا من اختفائه.
ومع اشتداد الإجراءات الأمنية المصرية في الجانب الآخر من الحدود بدأت قائمة السلع التي اختفت أو تناقصت من الأسواق تطول، فقد كان الإسمنت ومواد البناء المهربة من أبرز هذه الأنواع إلى أن طال الأمر السجائر والأجبان وكذلك الأسماك الطازجة التي باتت الأنفاق مصدرها شبه الوحيد. ويجمع العاملون في منطقة الأنفاق على أن الحملة المصرية التي تعدّ الأشد منذ نحو عام أثرت على كميات البضائع المهربة من خلال الأنفاق، ويؤكدون أن كميات الوقود والسلع الأخرى التي وصلت الجانب الفلسطيني من الحدود خلال اليومين الماضيين كانت أقل بكثير من المعتاد.
ورأى العديد من التجار والباعة في الأسواق أن قيام كبار التجار بإخفاء البضائع وتخزينها أسهم في زيادة الأزمة وتعميقها، وسرع في اختفاء السلع أو ارتفاع أسعارها. وتوقع العديد من مالكي الأنفاق استمرار الحملة المصرية الحالية حتى نهاية الشهر الجاري على الأقل، وربما يتم تكثيفها في الأيام المقبلة بحيث يتم إغلاق وتدمير مزيد من الأنفاق.
ويرى إبراهيم عبيد أن فوز الاخوان المسلمين في مصر كانة مدعاة للتفاؤل بالنسبة إليهم وأنهم سوف يفرج عنهم اقتصاديا بعد الخناق الذي فرضته سلطات حسني مبارك، لكن الأيام أثبتت أن لا شيء قد تغير.. وأن تأثير الحملة سيمتد إلى الأسبوع المقبل لتطال كافة أنواع البضائع المصرية خاصة الأجبان والمكسرات، التي عادة ما يزيد الطلب عليها في شهر رمضان المبارك.
ولفت إلى أن أثر الحملة بات جليا في الأسواق الشعبية بشكل خاص، التي تعتمد على البضائع المصرية المهربة في حركتها التجارية، معربا عن خشيته من أن تستمر الإجراءات المصرية مدة أطول من المتوقع، لما لذلك من آثار كارثية على الأسواق.
الأنفاق تصارع :
وقال مالكو أنفاق إن الحملة استهدفت العديد من الأحياء والمناطق خاصة تلك التي تكثر فيها الأنفاق، مؤكدين أنها ترافقت مع انتشار مصري مكثف على طول الحدود. وأشاروا إلى توقف عدد كبير من أنفاق التهريب عن العمل بصورة كلية، في حين يتم عبر أنفاق أخرى تهريب كميات محدودة من السلع والبضائع وعلى فترات زمنية متباعدة.
وأضافوا أن الإجراءات المصرية ضد الأنفاق دفعتهم للتفكير في طرق عدة في محاولة لإعادة الحياة إلى أنفاقهم من جديد، أبرزها زيادة طول الأنفاق أو إحداث أكثر من فتحة لها وإخراج فتحاتها في مناطق بعيدة نسبيا عن منطقة الحدود، حيث تنتشر القوات المصرية بصورة مكثفة "منطقة عمليات القوات المصرية".
وأوضح الشاب أحمد جبر العامل في نفق قرب حي البرازيل أنه بالرغم من صعوبة هذه الطريقة فإنها تسهم إلى حد ما في إبعاد الأنفاق عن منطقة الخطر، وقد تمكن مالك النفق من جلب بضائع بين الفينة والأخرى. وأشار جبر إلى أن الشركاء المصريين يواجهون صعوبات كبيرة في نقل البضائع إلى المنطقة الحدودية، بعد أن باتوا مجبرين على سلوك طرق ترابية والتفافية بواسطة مركبات صغيرة خشية اكتشافها.