07-11-2024 12:08 PM بتوقيت القدس المحتلة

الصحافة اليوم 24-6-2013: محاولة اغتيال صيدا والجيش

الصحافة اليوم 24-6-2013: محاولة اغتيال صيدا والجيش

تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الاثنين 24-6-2013 الشأن اللبناني الداخلي ولا سيما ما حصل في صيدا أمس من معارك بين الجيش اللبناني ومجموعات مسلحة للأسير


تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الاثنين 24-6-2013 الشأن اللبناني الداخلي ولا سيما ما حصل في صيدا أمس من معارك بين الجيش اللبناني ومجموعات مسلحة تابعة للأسير والتي ما زالت مستمرة حتى اللحظة بعد أن قامت هذه الاخيرة بالاعتداء ومن دون سبب على حاجز للجيش في منطقة عبرا ذهب ضحيته مجموعة من الشهداء.


السفير


استشهاد 10عسكريين يدفع في اتجاه الحسم

محاولة اغتيال صيدا والجيش


وكتبت صحيفة السفير تقول "هزت الجريمة التي ارتكبت بحق الجيش اللبناني في صيدا، كل اللبنانيين الشرفاء، بمعزل عن طبيعة انتماءاتهم الطائفية والمذهبية والسياسية.

ما تعرض له الجيش في عبرا على أيدي مسلحي الشيخ أحمد الأسير شكل صدمة حقيقية، وضعت هيبة المؤسسة العسكرية ومصير الوطن على محك اختبار صعب، لا يحتمل الحلول الوسط ونتيجة التعادل، لاسيما ان سيناريو الأحداث أظهر انه كانت هناك خطة مدبرة ومعدة سلفا لاستهداف الجيش، جرى تطبيقها من قبل المسلحين على الارض، ترجمة لـ«بروفة» الأحد الماضي.

هي محاولة اغتيال موصوفة تعرضت لها مدينة صيدا والمؤسسة العسكرية وعبرهما كل لبنان، بواسطة الوكلاء المعتمدين للفتنة، والذين استفادوا من مرحلة انعدام الوزن التي يمر فيها لبنان، شارعا ومؤسسات، ليوجهوا ضربتهم الى الجيش وما يمثله من حماية أخيرة لما بقي واقفا من أعمدة الوحدة الوطنية والاستقرار الداخلي.

وهكذا، وجد الجيش نفسه امام امتحان مصيري، يتوقف الكثير على نتائجه، ولا مبالغة في القول بان خروجه من هذا الامتحان قويا ومصانا هو أمر ضروري ليس له فقط، وإنما للبنان كله، بعدما اصبحت المؤسسة العسكرية خط الدفاع الاخير عن البلاد، في ظل الانهيار الذي اصاب المؤسسات الأخرى بنسب متفاوتة.

ولأن الكلفة التي دفعها الجيش كانت مرتفعة جدا، وبلغت حتى ليل أمس 10 شهداء، فهو اتخذ قراره بالحسم العسكري ضد مجموعات الأسير، على قاعدة ان أي تفاوض مع قتلة ضباطه وجنوده مرفوض، كما أكدت مصادر عسكرية لـ«السفير»، مشددة على انه لم يعد هناك مجال امام أي مبادرة سياسية بعد الذي حصل.

وتحت هذا السقف، سارع الجيش الى فرض إيقاعه على مسرح الأحداث، عبر بيان غير مسبوق بلهجته الحاسمة، قافزا فوق حسابات السياسيين الذين طالما اشتهروا بازدواجية مواقفهم واللعب على الحبال، بحيث يقولون في العلن شيئا ويفعلون في السر شيئا آخر.

وعلى قاعدة ان زمن المناورات انتهى وان اللون الرمادي لم يعد مقبولا، وضعت قيادة الجيش الجميع امام مسؤولياتهم رافضة اللغة المزدوجة، ومطالبة قيادات صيدا ومرجعياتها بان تكون إما الى جانب الجيش، وإما إلى جانب مروجي الفتنة وقاتلي العسكريين. وأكدت القيادة ان ما حصل في صيدا فاق كل التوقعات، بعدما استهدف الجيش بدم بارد وبنية مقصودة لإشعال فتيل التفجير في صيدا كما جرى في العام 1975، بغية إدخال لبنان مجددا في دوامة العنف، مشددة على أنها «لن تسكت عما تعرضت إليه سياسيا أو عسكريا».

هذه المرة، انتزع الجيش المبادرة دفاعا عن كرامته وعنفوانه، وهو الذي سبق له ان دفع في أكثر من مكان ثمن الميوعة الرسمية المتمادية في التعاطي مع الظواهر الشاذة التي استفادت من غياب القرار السياسي بمواجهتها والقضاء عليها، فراحت تنمو تدريجيا على ضفاف مستنقعات التحريض الآسنة، واكتسبت حصانة مذهبية، أمنت لها الحماية وشجعتها على استهداف الجيش في وضح النهار.

وبرغم العدد الكبير من الشهداء والجرحى الذين سقطوا في صفوف الجيش بفعل اعتداءات أنصار الاسير، إلا ان الميوعة في احتضانه وتأمين التغطية اللازمة له، بقيت ملازمة لأداء المسؤولين والعديد من الشخصيات السياسية، وليس أدل على ذلك من البرودة التي اتسم بها التحرك الرسمي في مواجهة التطورات الساخنة في صيدا، كما يتبين من الدعوة الى عقد اجتماع وزاري ــــ أمني اليوم، في حين ان خطورة الاعتداء على الجيش كانت تستوجب تحركا فوريا على كل المستويات لمواكبته ودعمه في مهمة الاقتصاص من قتلة ضباطه وعناصره.

والغريب، ان بعض البيانات والتصريحات التي صدرت عن أطراف سياسية مؤثرة لجأت الى توجيه ضربة على الحافر وضربة على المسمار، فاتسمت بقدر من الالتباس والغموض لا يتناسب مع حجم ما تعرض له الجيش، وكان من النافر في هذا الإطار محاولة المساواة بين الجيش والمعتدين عليه عبر الدعوة الفضفاضة الى وقف إطلاق النار، وكأن المطلوب اعطاء انطباع بوجود طرفين متساويين يتقاتلان، وتجاهل حقيقة ان هناك مجموعات مسلحة غير شرعية اعتدت على الجيش.

وليست فقط هيبة الجيش هي التي تستوجب معالجة جذرية للظاهرة الشاذة في صيدا، بل ان المدينة بحد ذاتها، والمعروفة بعراقتها في المقاومة والعيش المشترك، لم تعد تحتمل تلك «الحمولة الزائدة» التي تثقل كاهلها وتهدد نسيج العلاقات بين مكوناتها، وبالتالي فان عاصمة الجنوب أحوج ما تكون الى الحفاظ على هويتها الأصلية ونفض الغبار عنها.

والأكيد ان صيدا المرادفة للعروبة والتنوع والمقاومة والانفتاح هي أكبر من أن يأسرها أحد في قمقم مشاريعه المشبوهة وهي لا يمكن ان تكون إلا مع الجيش الذي يشبهها في تركيبته وتوجهاتها، ويبقى فقط ان يكف السياسيون شرهم عن الجيش، وأن يتركوه يؤدي مهمته من دون ضغوط او مداخلات لاحتواء رد فعله.

وفي انتظار ان تستعيد عاصمة الجنوب استقرارها، أمضى عدد كبير من سكانها يومهم أمس في الملاجئ والطوابق السفلى، هربا من المعارك التي ألحقت أضرارا فادحة بالممتلكات، فيما حوصر عدد من المواطنين في أماكن تحاصرها الاشتباكات ورصاص القنص، ما دفعهم الى توجيه نداءات استغاثة عبر وسائل الاعلام.

وفي محاولة لتخفيف الضغط على الأسير، دخلت مجموعات مسلحة في مخيم عين الحلوة، وتحديدا من «جند الشام»، على خط اشتباكات صيدا وأطلقت النار على مواقع للجيش في محيط حي التعمير لاستدراجه الى معركة جانبية، ما استدعى تحركا سريعا من فصائل فلسطينية سعيا الى ضبط الوضع في المخيم، رافضة الانزلاق الى أي مواجهة مع الجيش اللبناني.

وبالتزامن، قام شبان متضامنون مع الاسير بقطع العديد من الطرقات في الشمال والبقاع وبيروت وبالاعتداء على مواطنين في منطقة الناعمة.

وفيما قال الرئيس نبيه بري لـ«السفير» ان الاعتداء على صيدا كان يراد منه اطلاق الفتنة، معتبرا انه لم يعد من الجائز استمرار الوضع على حاله، أجرى كل من الرئيسين سعد الحريري وفؤاد السنيورة اتصالا ببري الذي اكد لهما ان عناصر حركة «أمل» و«حزب الله» لا تشارك في الاشتباكات، برغم كل الاستفزازات.

وشدد النائب وليد جنبلاط على ضرورة أن «ننأى بأنفسنا عن استيراد الفتنة»، لافتا الانتباه الى أن «صيدا يجب أن تكون عاصمة المقاومة كما كانت أيام مصطفى سعد ورفيق الحريري»، ومؤكدا أنه «لا يمكن أن نطلب من الجيش أن يفاوض من قتلوا ضباطه وعناصره»."


النهار


أمس صيدا حرب... اليوم حسم أم تسوية؟ 1975-2013 الفارق في الأسماء والوجوه


وكتبت صحيفة النهار تقول "أمس وقع المحظور، وسواء أكان الشيخ احمد الأسير استدرج الى التصادم مع الجيش، كما يقول مناصروه، أم انه اتخذ قراراً واضحاً بالمواجهة بعد استعدادات ميدانية لمحاصرته منذ ايام، كما يفيد المصدر نفسه، فإن الأكيد ان الاسير باعتدائه على الجيش اللبناني وتسببه باستشهاد عشرة عناصر عسكريين، منهم ضابطان، اعاد الى صيدا مشاهد العام 1975، عندما انطلقت شرارة الحرب من المدينة نفسها.

ووقع المحظور ايضا مع دعوة الأسير الجنود الى التمرد على القيادة العسكرية، ودعوته الى الجهاد ضد مؤسسة الجيش اللبناني، التي يبدو انها حسمت امرها واعلنت ان "القيادة لن تسكت عما تعرضت له سياسياً أو عسكرياً، وهي ستواصل مهمتها لقمع الفتنة في صيدا وفي غيرها من المناطق، والضرب بيد من حديد لكل من تسول له نفسه سفك دماء الجيش، وسترد على كل من يغطي هؤلاء سياسياً واعلامياً".

ودعت قيادة الجيش "قيادات صيدا الى التعبير عن موقفهم علناً وبصراحة تامة، وان يكونوا الى جانب الجيش لحماية المدينة وأهلها وسحب فتيل التفجير، او الى جانب مروجي الفتنة وقاتلي العسكريين".

وبينما شكل الجيش الطرف الاساس في المواجهة مع مناصري الاسير، فان دخول عناصر من المخيمات الفلسطينية، وخصوصاً من المجموعات المتشددة في عين الحلوة على خط الاشتباكات، انذر بامكان توسع دائرة المواجهات.

واليها، تحرك اهالي حارة صيدا مدعومين من "حزب الله"، فانتشر مسلحون في قرى شرق صيدا المشرفة على الحارة، وفي جوار عبرا، وفي مجدليون حيث تقيم النائبة بهية الحريري. وقد اعلن النائب وليد جنبلاط في اتصال مع "الجديد" انه اتصل بمسؤول وحدة الارتباط لدى "حزب الله" وفيق صفا طالباً منه سحب المسلحين، فوعده بذلك. وفي معلومات ميدانية لـ"النهار" ان الحزب اتخذ اجراءات احترازية قبل اسابيع، وعززها قبل ايام، في حارة صيدا، واستقدم تعزيزات تحسباً للمواجهة المحتملة التي كانت متوقعة اليوم الاثنين، قبل ان يعلن الأسير تأجيل تحركه لازالة الشقق التابعة للحزب في عبرا، وذلك افساحاً في المجال للتلامذة لمتابعة امتحاناتهم الرسمية

علماء طرابلس

وعلى رغم "الوساطة" العلمائية التي كلف القيام بها الشيخ سالم الرافعي، بضوء أخضر من مرجعيات سياسية وعسكرية، للتوصل الى حل يقضي بتسليم الاسير جميع مطلقي النار على الجيش واخضاعهم للمحاكمة في مقابل وقف النار، فان المعارك استمرت حتى ساعة متقدمة ليلاً، وطالت قذائف احياء في مدينة صيدا، وفي قرى شرق صيدا المحيطة بعبرا، وسجل انتشار عسكري واسع للجيش والمسلحين، ما دفع اهالي عدد من القرى الى مغادرة منازلهم تخوفاً من حصار كالذي عاناه المقيمون في عبرا.

وكان العلماء الذين اجتمعوا في طرابلس دعوا الجيش الى العمل لوقف فوري للنار، وطالبوا بلجنة تحقيق لكشف ملابسات ما حصل. واعتبروا "أن القصف الذي يتعرض له المسجد والمناطق المدنية المحيطة به من حارة صيدا وبعض المناطق الاخرى يهدد بتفجير الوضع في كل لبنان ويظهر نيات الاطراف الذين يسعون لزج أهل السنة في مواجهة مع الجيش لا يرغب الطرفان فيها". وابقى المجتمعون جلساتهم مفتوحة لمواكبة المستجدات واتخاذ القرارات اللازمة.

اجتماع في بعبدا

وقد أكد رئيس الجمهورية ميشال سليمان ان الجيش يحظى بالغطاء الكامل لقمع المعتدين على المواطنين والعسكريين، ودعا الوزراء والقادة المعنيين بالامن الى اجتماع يعقد صباح اليوم في قصر بعبدا.

وعلمت "النهار" ان الاجتماع سيؤكد رفض الدعوات الى العسكريين للانشقاق عن قيادتهم، وسيوفر دعماً اضافياً لوجستياً، وغطاء سياسياً للجيش للقيام بمهمته في فرض الامن، وقطع دابر الفتنة. وسيكون الاجتماع خطوة اولى، وقد تدعى حكومة تصريف الاعمال الى جلسة طارئة اذا لم تحسم الامور اليوم.

اما الرئيس نبيه بري فقال لـ"النهار": "ان ما حصل في صيدا يشبه ما جرى في المدينة عند اغتيال معروف سعد. والاعتداء على الجيش أكثر من مرفوض ومدان، انه فعل حرام وخيانة للوطن". واعتبر "أن من حق قيادة الجيش القيام بكل ما تراه مناسبا لتقوم بواجبها في الدفاع عن البلد، ومنع التلاعب بأمنه، والغرق في نظام الفتنة التي لن ينجو منها أحد اذا خربت المؤسسة العسكرية".

وعلمت "النهار" ان رئيس مجلس النواب اجرى اكثر من اتصال بالرئيسين سعد الحريري وفؤاد السنيورة، واكد لهما عدم مشاركة عناصر من "حزب الله" و"امل" في الاشتباكات، وان المطلوب اعطاء الدور الكامل للجيش.

وفي المواقف، حذر الرئيس سعد الحريري من أي محاولة لاستدراج مدينة صيدا الى مواجهة مع الدولة والجيش قال: "ان الخطيئة الكبرى التي يتحمل مسؤوليتها "حزب الله" من خلال استفزاز المواطنين في عاصمة الجنوب ونشر البؤر الامنية في الاحياء، لا يصح ان تشكل مبرراً للخروج على القانون واللجوء الى استخدام السلاح ضد مراكز الجيش اللبناني او أية قوى أمنية شرعية".

ودعا المواطنين الى عدم "الانجرار الى أية ردود فعل سلبية من شأنها ان تغطي على ارتكابات "حزب الله"، وتعطي المتضررين من بسط سلطة الدولة الفرصة لتحقيق مآربهم السياسية والامنية".

اما الرئيس فؤاد السنيورة و"لئلا تتطور الامور"، فقد شدد على "ضرورة اخلاء الشقق المسلحة ومغادرة مسلحي حزب الله، ومن يسمون أنفسهم سرايا المقاومة، لانهم في الاصل سبب الفتنة والبلاء".

ميدانياً، وفي الساعة الاولى فجراً، ومع وصول الشيخ سالم الرافعي ووفد من "هيئة علماء المسلمين"، الى المدينة، لم تتوقف عمليات القنص، واحراق المسلحين لسيارات المواطنين واملاكهم.

في المقابل، كانت قوات من الجيش اللبناني تقتحم مراكز عدة وبنايات في محيط مسجد بلال بن رباح حيث يتحصن الشيخ الأسير وعدد من انصاره، وتتقدم قوة اخرى في اتجاه تعمير عين الحلوة الذي تراجعت حدة اطلاق النار منه بعد تعامل الجيش مع مطلقي النار بالاجراءات المناسبة

انقطاع الكهرباء والاتصالات

حياتياً، عجزت مؤسسات الاغاثة عن بلوغ المواطنين المحاصرين، فيما ارتفعت نداءات الاستغاثة من بنايات احترقت طبقات فيها، أو اصيب البعض بالرصاص والشظايا. وسجل انقطاع للتيار الكهربائي، وايضا لشبكة الاتصالات الخليوية اذ توقفت مولدات الكهرباء التي تمد محطاتها بالطاقةلاخبار."

 

الاخبار


الجيش لن يتراجع حتى توقيـف الأسير


وكتبت صحيفة الاخبار تقول "فيما أكد الجيش أنه لن يتراجع عن عمليته العسكرية في صيدا حتى توقيف الشيخ أحمد الأسير، التفّت القيادات الرسمية والسياسية والحزبية حول الجيش، موفّرة الغطاء السياسي له في مهمته، ودعت إلى إلقاء القبض على الجناة الذين استهدفوا الضباط والعسكريين.

لن تتوقف عملية الجيش اللبناني في صيدا إلا بالقبض على إمام مسجد بلال بن رباح في عبرا، الشيخ أحمد الأسير، وإنهاء ظاهرته المسلحة. والجيش رفع درجة جهوزيته الى الحد الأقصى لوضع حدّ لحال الفلتان الأمني في عاصمة الجنوب.

هذه هي خلاصة الموقف بعد سقوط سبعة شهداء وأربعين جريحاً للجيش اللبناني في الهجوم الذي شنّه عليهم الأسير ومناصروه، وبث الشائعات والدعوات الى انسحاب العسكريين والضباط السنة من المؤسسة العسكرية، التي أكدت وحدتها وتماسكها، ولا سيما في ظل ارتفاع عدد شهدائها.

وتشكل هذه العملية واحدة من أقسى عمليات الجيش وأهمها، ولا سيما أن مجموعة الأسير بحسب التقديرات تعدّ نحو 250 مسلحاً، وتضمّ لبنانيين وسوريين وفلسطينيين مدرّبين ومجهزين بالأسلحة. لكن حجم العملية التي قام بها الأسير تدل على أن ما حصل مخطط له بدقة، وعلى وجود نية واضحة بضرب الجيش وتحويل صيدا إلى ساحة حرب حقيقية. وما حصل بعد حادثة عبرا، في الناعمة والبقاع وطرابلس وبيروت، من إطلاق نار على الجيش وتوقيف سيارات وإقامة حواجز «طائفية» يشير إلى أن استهداف الجيش في صيدا لم يكن وليد ساعته، بل مخطط له لينشر الفتنة في كل المناطق ويشتت قوى الجيش في أكثر من منطقة.

وجاء الهجوم في وقت كانت فيه قيادة الجيش تجدد عبر بيانات متكررة الدعوة الى تحييد لبنان عن الفتنة وعدم جرّه إليها. لكن ما كانت تخشى منه قيادة الجيش وقع فعلاً، والفتنة التي حذّرت منها مرات عدة وصلت الى عقر دارها لتغتال ثلاثة من ضباط الجيش وأربعة عسكريين «بدم بارد» بحسب بيان قيادة الجيش.

وبعدما استهدف الجيش في عرسال لمرتين، وفي طرابلس أكثر من مرة وسقط له شهداء وجرحى، جاء الهجوم المفاجئ الذي شنه الأسير ومناصروه، وسقوط شهداء وجرحى للجيش، وسط سكوت تام وغض نظر لقيادات تيار «المستقبل» في صيدا.

وفي وقت كانت فيه وحدات الجيش تواجه الهجوم المسلح والقنص وتدمير آلياته، كانت هذه القيادات صامتة، مكتفية باتصالات دعم من دون أي ترجمة فعلية على الأرض. إذ لم يصدر أي بيان استنكار أو رد أو تعليق من الرئيسين سعد الحريري وفؤاد السنيورة والنائبة بهية الحريري إلا بعدما صدر بيان شديد اللهجة عن قيادة الجيش رفض فيه اللغة المزدوجة وطالب قيادات صيدا السياسية والروحية بموقف واضح «إما إلى جانب الجيش اللبناني لحماية المدينة وأهلها وسحب فتيل التفجير، وإما إلى جانب مروّجي الفتنة وقاتلي العسكريين».

ولم تأت بيانات الحريري ونائبي صيدا على قدر التوقعات، لا بل جاءت خالية من أي استنكار واضح لعملية الأسير، حتى إنهم لم يسمّوه بالاسم، واكتفوا ببيانات عمومية حول دعم الدولة ومؤسساتها.

وأكد عضو كتلة «المستقبل» النائب نهاد المشنوق لـ«الأخبار» أن التيار يدعم الجيش لأنه «الخيار الوحيد لحماية السلم الأهلي، ولا خيار آخر لنا». ورأى أن على المؤسسة العسكرية «اتخاذ كل الإجراءات التي تحمي مدينة صيدا وأهلها».

وتعليقاً على بيان الجيش، الذي دعا القيادات السياسية في صيدا إلى الابتعاد عن الخطاب المزدوج، أكد المشنوق «أن لا خطاب مزدوجاً عند قيادات المستقبل، وهي تؤكد دعمها الجيش سياسياً، في الوقت الذي تقول فيه القيادة العسكرية إنها لا تحظى بغطاء سياسي». ورأى أن «الحلّ الوحيد هو في استئصال المشكلة من أساسها وإزالة الورم»، من دون أن يذكر ما هي الخيارات المتاحة أمام الجيش، رافضاً أن يكون الحل في قتل الشيخ الأسير أو اعتقاله «لأن ذلك سيزيد من التوتر الحاصل». وانتقد المشنوق «اختراع ما يسمى سرايا المقاومة التي لا تؤدي إلا إلى مزيد من الفتنة»، رافضاً دعوة الأسير إلى الجهاد لأن «الجهاد لا يكون إلا ضد العدو الإسرائيلي»، كما رفض دعوته عناصر الجيش السنة الى الانشقاق، مؤكداً أن «هذا المنطق غير وارد في أدبياتنا».

في المقابل، رفع الجيش جهوزيته واستنفر وحداته في كل المناطق، وعزّز وحداته في صيدا، وأعطيت أوامر مشددة بضرورة ضبط الوضع وإنهاء حالة الأسير المسلحة التي حاول الجيش مراراً التعامل معها بروية وحكمة من أجل تحييد صيدا عن أي توتر واحتكاك أمني، مهما كان نوعه. لكن الأسير أبى إلا أن يرتدّ على الجيش ويرفع من وتيرة الشحن المذهبي ضده.

واليوم، ينتظر أن يعقد اجتماع أمني وزاري في قصر بعبدا برئاسة رئيس الجمهورية ميشال. ويعوّل على هذا الاجتماع من أجل سحب الغطاء عن الذين استهدفوا الجيش وقتلوا ضباطه وجنوده، وإعطاء الدعم السياسي الكامل للجيش من أجل القبض على مطلقي النار، وعدم الرضوخ للتسويات السياسية التي تحاول منذ الأمس القفز فوق دماء الشهداء الذين يسقطون للجيش منذ أشهر عدة.

وكان الرئيس سليمان قد تابع الوضع في صيدا مع وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال مروان شربل وقائد الجيش العماد جان قهوجي. واعتبر أن الدعوات الى العسكريين للانشقاق عن وحداتهم والجهاد ضد الجيش «تصب في خانة مصلحة أعداء لبنان ولن تجد آذاناً صاغية لدى المواطنين اللبنانيين والفلسطينيين، ولدى أفراد الجيش». وأكد أن «الجيش يحوز ثقة الشعب وتأييده والتفافه حوله، كما يحظى بالغطاء السياسي الكامل والشامل كي يقمع المعتدين على أمن المواطنين والعسكريين والمحرضين على النيل من وحدته وتوقيف الفاعلين وإحالتهم الى القضاء المختص».

وصدرت مواقف رسمية وفرت غطاءً سياسياً للجيش في مهمته. فدان رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي التعرض للجيش« الذي يشكل صمام الأمان للبنان وجميع اللبنانيين، ولا سيما في هذه الظروف الصعبة التي يمر بها وطننا». ودعا الجميع الى الالتفاف حول الجيش «ودعم مهمته في حفظ الأمن والاستقرار وعدم الانجرار وراء محاولات تفجير الأوضاع في لبنان». فيما أكد رئيس الحكومة المكلف تمام سلام «ضرورة قيام الجيش والقوى الأمنية بمعالجة الوضع على الأرض بالسرعة الممكنة واعتقال الفاعلين وإنهاء حالة الاستنفار المسلح الذي يهدد المواطنين والسلم الأهلي في عاصمة الجنوب».

ورد الوزير شربل على رئيس التنظيم الشعبي الناصري أسامة سعد، الذي حمّله مسؤولية الأحداث في صيدا لسماحه بترك المربع الأمني للشيخ الأسير، مشيراً الى أنه «كان يحب سعد، إلا أنه بعد هذه الاتهامات سيغير رأيه»، داعياً الجيش «الى أن يكون حازماً مع المعتدين بسبب سقوط شهداء للجيش في الاشتباكات». فيما أكد وزير الدفاع فايز غصن أن «الجيش ليس بمذهبي ولا بطائفي، وهو لكل لبنان».

ونبه الرئيس الحريري، في بيان، من أي محاولة لاستدراج مدينة صيدا الى مواجهة مع الدولة والجيش، مشدداً على «وجوب اتخاذ كل الإجراءات التي تحمي المدينة وأهلها ووقف مسلسل الفتن المتنقلة التي تتهدد لبنان».

ودعا رئيس كتلة المستقبل النيابية النائب فؤاد السنيورة الى «وقف إطلاق النار فوراً بطلب من أهل المدينة وكل اللبنانيين». كما دعا الى اجتماع فاعليات المدينة لفرض العودة الى الاستقرار ومنطق الدولة وتطبيق خطة أمنية.

ورأت النائبة بهية الحريري أن «ما حصل في صيدا هو تدمير للمدينة ولأهلها»، مشيرة الى «أننا حذرنا مما يحضّر للمدينة، ونرفض الفتنة والاقتتال والسلاح لأنه لا يؤدي إلا الى الخراب».

بدوره، شدد رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط على ضرورة أن «ننأى بأنفسنا عن استيراد الفتنة، ونحن مع الجيش لدرء الفتنة»، لافتاً الى أن «صيدا يجب أن تكون عاصمة المقاومة كما كانت أيام مصطفى سعد ورفيق الحريري»، ومؤكداً أن «صيدا عاصمة الجنوب وليست ملكاً لأحد». ولفت جنبلاط الى أنه «لا يمكن أن نطلب من الجيش أن يفاوض من قتلوا ضباطه وعناصره». وأشار إلى أنه اتصل بمسؤول وحدة التنسيق والارتباط في حزب الله الحاج وفيق صفا «ووعدني بسحب المسلحين من محيط عبرا»، مشدداً على ضرورة تشكيل حكومة من دون شروط تعجيزية، وعلى نقل الخلاف من الشارع الى طاولة مجلس الوزراء. وأشار الى أننا «نتواصل مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري والرئيس الحريري وحزب الله لإخراج البلد من الفراغ الحكومي».

ورفض المسؤول السياسي لـ«الجماعة الإسلامية» في صيدا، بسام حمود، الاعتداء على الجيش، ودعا «الى وقف إطلاق النار، لأن المعركة في صيدا ليست في الموقع الصحيح». ورأى أنه «تم توريط أحمد الأسير بمعركة مع الجيش اللبناني».

وأكدت حركة «أمل» دعمها «المطلق للجيش في مهماته المتنوعة لحفظ الأمن إلى جانب الدفاع عن الوطن».

وأعلنت نقابة المحامين في بيروت تعليق الجلسات والعمل اليوم استنكاراً لما يجري في صيدا وتضامناً مع الجيش."


المستقبل


صيدا تحترق وتدفع ثمن "خطيئة حزب الله"

الحريري مع الجيش في وجه السلاح غير الشرعي


وكتبت صحيفة المستقبل تقول "وقعت صيدا مرّة جديدة ضحيّة للعبة السلاح والمسلّحين، ورفضت أن تكون في مواجهة مع الدولة أو الجيش الذي سقط له عشرة شهداء بينهم ضابطان وصفهم الرئيس سعد الحريري بأنّهم "شهداء كل الوطن"، ودفعت ثمناً كبيراً في الأرواح والممتلكات نتيجة تفلّت السلاح، "كل السلاح"، غير الشرعي "واستفزاز المواطنين ونشر البؤر الأمنية في الأحياء" والتي هي في الأصل "الخطيئة الكبرى"، كما وصفها الحريري، التي يتحمّل مسؤوليتها "حزب الله"، مؤكداً في المقابل أنّ ذلك "لا يصح أن يشكّل مبرّراً للخروج على القانون واللجوء إلى استخدام السلاح ضدّ مراكز الجيش اللبناني أو أية قوى أمنية شرعية". ودعا إلى وجوب "اتخاذ كل الإجراءات التي تحمي المدينة وأهلها ووقف مسلسل الفتن المتنقّلة التي تتهدّد لبنان، معوّلاً على "حكمة قيادة الجيش في اتخاذ التدابير التي تحمي المدينة وتجنّب السقوط في أفخاخ المحرّضين ودعوات الجهات التي تحتمي خلف سلاح حزب الله".الاشتباكات غير المسبوقة بين وحدات الجيش والمجموعات المسلّحة التابعة للشيخ أحمد الأسير في عبرا، والتي تمدّدت إلى بعض أحياء المدينة وصولاً إلى حي التعمير ومشارف مخيم عين الحلوة، كانت مدار استنكار واسع تقدّمه رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ورئيس الحكومة المكلّف تمام سلام ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ونائبا صيدا الرئيس فؤاد السنيورة وبهيّة الحريري فيما سعى المفتي سليم سوسان نهاراً والشيخ سالم الرافعي مساءً إلى إقناع الأسير بالخروج منفرداً من مربّعه الأمني، إلاّ أنّ هذه المساعي باءت بالفشل.


سليمان

وأكد الرئيس سليمان الذي تابع تطورات صيدا ودعا إلى اجتماع وزاري أمني اليوم انّ الجيش "يحظى بالغطاء السياسي الكامل والشامل كي يقمع المعتدين على أمن المواطنين والعسكريين والمحرّضين على النيل من وحدته". ووصف الدعوات إلى العسكريين للانشقاق عن وحداتهم والجهاد ضدّ الجيش بأنّها "تصبّ في خانة مصلحة أعداء لبنان".


السنيورة

أمّا الرئيس السنيورة فدان بدوره الاعتداء على الجيش في صيدا "تحت أي سبب كان ومن أي جهة أتى"، مؤكداً أنّ صيدا "كانت وستبقى مدينة الالتزام بالدولة والقانون". ودعا إلى "وقف إطلاق النار فوراً وإلى رفض منطق السلاح في مقابل السلاح، كذلك ضرورة إخلاء الشقق المسلحة ومغادرة مسلّحي حزب الله ومَن يسمّون سرايا المقاومة"، الذين أكد انهم "في الأصل سبب الفتنة والبلاء". وأكد السنيورة "اجتماع فاعليات المدينة لفرض العودة إلى الاستقرار وتطبيق خطة أمنية تسحب المظاهر المسلّحة من كل الأطراف في المدينة بالتعاون مع الجيش".


بهية الحريري

أما النائب بهية الحريري فوصفت في كلمة متلفزة ما جرى بأنّه "تدمير لصيدا وأهلها"، مذكّرة بأنّ هذه الأحداث "تقع في اطار فتن تدور رحاها منذ أسابيع". ودعت الذين "توعّدوا صيدا وأهلها سرّاً وعلانية، والذين حاولوا أخذها أسيرة لهذا الفريق أو ذاك، بأن يتفضّلوا فنحن باقون في منازلنا وعلى أرضنا، ولن نخاف، ولن نهون لأنّ الله معنا".

وأكدت الحريري "اننا كنّا ولا نزال نرفض كل أشكال التسلّح في المدينة وإثارة النعرات"، منبّهة كل أهالي صيدا والجوار "بأن استدراجهم إلى لعبة السلاح هو من أجل قهر إرادتهم المدنية"، ودعت إلى "عدم الخوف ورفع الصوت عالياً في وجه لعبة السلاح، كل السلاح".


ميدانياً

وكانت الاشتباكات بدأت عند الثانية بعد ظهر أمس، اثر هجوم شنّه مناصرو الشيخ الأسير على حاجز للجيش عند مدخل المربّع الأمني في عبرا، على خلفية توقيف قريب لأحد مرافقي الأسير على الحاجز، ما أدّى إلى استشهاد ثلاثة عسكريين بينهم ضابط وإصابة عدد آخر بجروح.

وردّ الجيش بقوّة على الاعتداء، ودارت اشتباكات عنيفة بين جنوده وبين مناصري الأسير الذين تحصّنوا داخل المربّع الأمني. وتصاعدت وتيرة الاشتباكات بعد ساعة، وتطوّرت إلى استخدام القذائف الصاروخية، كما استخدم الجيش قذائف الهاون والأسلحة المتوسطة والصاروخية من مرابضه في تلة مار الياس وجون والأولي، وأفيد عن مقتل أحد مرافقي الأسير ويدعى علي وحيد وإصابة 15 آخرين من بينهم شقيقه أمجد. كما استهدف مناصرو الأسير ملالة للجيش أمام مسجد حمزة بقذائف صاروخية ما أدى إلى احتراقها.

وتعرّضت بعد ذلك نقطة الجيش في التعمير للهجوم بقذيفة صاروخية من داخل منطقة تعمير عين الحلوة تطورت إلى اشتباك بين الجيش ومجموعة فلسطينية ما استدعى تدخّل القوى الفلسطينية في المخيم لضبط المجموعة.

وحوصرت مئات العائلات في بيوتها ومحالها التجارية في مناطق الاشتباكات وفي أحياء صيدا التي طاولها رصاص القنص وشلّت الحركة في شوارع المدينة الرئيسية.

كما سجّل انتشار عناصر من "حزب الله" وسراياه على التلال المشرفة على عبرا وسجّل ظهور مسلح لهم على تلة قريبة من دارة آل الحريري في مجدليون وعلى أسطح عدد من المباني في المنطقة، وفي حين دخلت قوّة كبيرة من مسلحي الحزب إلى عبرا وتمركزت في محيط ثانوية السيدة للراهبات المخلصيات.

وفيما ردّدت وسائل إعلامية بعد منتصف ليل أمس أنّ الجيش بدأ عملية "حسم" ضدّ مجموعات الأسير، ذكرت "الوكالة الوطنية للاعلام" ان عدد شهداء الجيش ارتفع إلى عشرة إضافة إلى 35 جريحاً.


الجيش

وأصدرت قيادة الجيش مديرية التوجيه سلسلة بيانات متتالية يوم أمس أكدت فيها سقوط "عدد من الشهداء والجرحى غدراً برصاص مجموعة من قلب مدينة صيدا العزيزة على الجيش وأبنائه". أضافت ان الجيش "حاول ألاّ يردّ على المطالبات السياسية المتكرّرة بضرورة قمع المجموعة التابعة للشيخ أحمد الأسير في صيدا حرصاً منه على احتواء الفتنة والرغبة بالسماح لأي طرف سياسي بالتحرّك والعمل تحت سقف القانون.. لكن ما حصل في صيدا اليوم (أمس) فاق كل التوقعات، مع استهداف الجيش بدم بارد وبنيّة مقصودة لإشعال فتيل التفجير في صيدا كما جرى في العام 1975".

ودعت قيادة الجيش قيادات صيدا إلى "التعبير عن موقفها علناً وبصراحة تامّة، فإمّا أن يكونوا إلى جانب الجيش لحماية المدينة وأهلها وإمّا أن يكونوا إلى جانب مروّجي الفتنة وقاتلي العسكريين"، مؤكدة انها "لن تسكت عمّا تعرّضت إليه سياسياً وعسكرياً وهي ستواصل مهمتها لقمع الفتنة في صيدا وفي غيرها من المناطق والضرب بيد من حديد كل مَن تسوّل له نفسه سفك دماء الجيش، وستردّ على كل مَن يغطّي هؤلاء سياسياً وإعلامياً".


اعتصام

على صعيد آخر، نفّذ حزب "الانتماء اللبناني" اعتصاماً أمس أمام السفارة الإيرانية بحضور رئيسه أحمد الأسعد، بعد أسبوعين على استشهاد هاشم السلمان، شارك فيه عدد من المناصرين ومن أعضاء المجتمع المدني، واقتصر الاعتصام على وضع الزهور ورفع العلم اللبناني أمام مكان سقوط السلمان.

وتلي النشيد الوطني خلال الاعتصام ثم الفاتحة عن روح السلمان."


اللواء


الحريري يرفض المواجهة مع الجيش والسنيورة لوقف النار وجنبلاط يتضامن مع بهية

20 ساعة عصيبة في صيدا تهزّ لبنان وتهدّد بالفتنة!


وكتبت صحيفة اللواء تقول "عاشت صيدا، ومعها لبنان، ساعات عصيبة وما تزال منذ اللحظة التي شاع فيها نبأ الإشكال الذي وقع بين وحدة من الجيش اللبناني ومسلحين تابعين للشيخ أحمد الأسير في منطقة عبرا، وتبيّن لاحقاً أنه سقط من جرائه ضابطين ورقيب وعدد من الجنود الجرحى، قال بيان قيادة الجيش «أنهم سقطوا غدراً وبرصاص مجموعة لبنانية من قلب مدينة صيدا العزيزة على الجيش». وأفيد ليلاً عن ارتفاع عدد شهداء الجيش الى عشرة والجرحى إلى 35 جريحاً.

واعتبر الجيش في بيانه أن «ما حصل فوق التوقعات، راسماً مشهداً غير مريح لما جرى ويمكن أن يجري، فقد جاء في البيان: «استهدف الجيش بدم بارد وبنيّة مقصودة لإشعال فتيل التفجير في صيدا، كما جرى في العام 1975، بغية إدخال لبنان مجدداً في دوامة العنف». وأعلن البيان «رفض القيادة للغة المزدوجة، داعياً صيدا ونوابها الى التعبير عن موقفهم علناً، فإما أن يكونوا الى جانب الجيش وسحب فتيل التفجير أو أن يكونوا إلى جانب مروّجي الفتنة وقاتلي العسكريين».

ومع امتداد رقعة الاشتباكات واشتدادها لا سيما بعد بيان الجيش، نشطت الاتصالات في غير اتجاه لاحتواء الموقف، وسط انقسام حاد في المواقف، والتي وإن كانت أبدت تعاطفاً مع الجيش، إلا أنها اختلفت في طريقة المعالجة.

وواجهت الدعوة لوقف إطلاق النار في منطقة عبرا، رفضاً من قيادة الجيش التي أصرّت على تسليم قتلة الضابطين والجندي، قبل البحث بأي أمر آخر، فيما نشطت اتصالات أخرى لتحييد المخيمات الفلسطينية وتحييد مسلحي حارة صيدا من المشاركة في الاشتباك، واعتبار أن الجيش هو المعني بمعالجة الوضع وحسم الموقف مع المجموعات المسلحة، درءاً للفتنة وحصراً لذيول المعركة، لكن الواقع الميداني كان خلاف ذلك، إذ توسعت دائرة قطع الطرقات والتحرش بالوحدات العسكرية في غير منطقة، إلى جانب تواصل الاشتباكات في صيدا وامتدادها الى منطقة التعمير، حيث استهدفت مراكز الجيش.

وكان من نتائج انهيار المفاوضات التي أعلن النائب وليد جنبلاط أنه كان أجرى اتصالات لتحييد مجدليون وحارة صيدا، ومنع المعركة من أن تنحو منحى مذهبياً بين السنّة والشيعة، أو بين حارة صيدا والمخيمات، أن امتدت شرارة المواجهة إلى مدينة صيدا، وانتشر المسلحون في عدد من الأحياء، وعلى سطوح الأبنية، امتداداً الى منطقة تعمير عين الحلوة، حيث كانت الفصائل الفلسطينية قد أعلنت موقفاً رافضاً للتدخل بين الجيش اللبناني والمجموعات المناصرة للشيخ الأسير.

الحريري - جنبلاط

هكذا، وبلمحة بصر، خيّم شبح الحرب فوق لبنان، خصوصاً بعد امتداد التوتر إلى طرابلس وبعض مناطق البقاع الغربي وبعض أحياء العاصمة التي قطعت فيها طرقات رئيسية، الأمر الذي جعل الرئيس ميشال سليمان يدعو إلى اجتماع أمني وزاري - أمني في بعبدا اليوم، ويسارع النائب جنبلاط إلى إرسال الوزير وائل أبو فاعور مع نجله تيمور الى المملكة العربية السعودية في زيارة متوقعة اليوم للاجتماع مع الرئيس سعد الحريري والتباحث معه في ضرورة تشكيل حكومة جديدة قادرة على احتواء مشاكل لبنان، لا سيما السعي الى درء الفتنة الناجمة عن تداعيات الحرب السورية وتورط حزب الله فيها، ومن «دون شروط تعجيزية»، على حد تعبير جنبلاط الذي شدد على أهمية تشكيل الحكومة «لنقل الخلاف من الشارع الى طاولة مجلس الوزراء، معتبراً أنه من غير الطبيعي أن نطلب من الجيش أن يفاوض من قتلوا ضباطه وعناصره».

وكان الرئيس الحريري حذّر في بيان، أصدره أمس، «من أي محاولة لاستدراج مدينة صيدا إلى مواجهة مع الدولة والجيش اللبناني، مشيراً إلى أن «الخطيئة الكبرى التي يتحمل مسؤوليتها حزب الله من خلال استفزاز المواطنين في عاصمة الجنوب، ونشر البؤر الأمنية في الأحياء، لا يصح أن تشكل مبرراً للخروج على القانون واللجوء الى استخدام السلاح ضد مراكز الجيش اللبناني أو أية قوى أمنية شرعية».

وبدوره أجرى الرئيس فؤاد السنيورة اتصالات مع الرئيس نبيه بري والرئيس نجيب ميقاتي وقائد الجيش العماد جان قهوجي مقترحاً وقف إطلاق النار فوراً، ورفض مقولة السلاح في مقابل السلاح، واخلاء الشقق التي هي اصل المشكلة في عبرا، وسحب المظاهر المسلحة من المدينة، وفق خطة أمنية يتفق عليها، على ان تأتي المبادرة من فعاليات صيدا ورئيس البلدية محمد السعودي الذي بقي السنيورة على اتصال معه، فضلا عن الخط المفتوح مع النائب بهية الحريري التي كان لها موقف مماثل، ادانت فيه الاعتداء على الجيش، ودعت اهالي صيدا الى رفع الصوت عاليا في وجه لعبة السلاح، كل السلاح».

تجدر الاشارة الى ان الجيش ضرب طوقاً عسكرياً في محيط دارة آل الحريري في مجدليون لحمايته بعد معلومات عن احتمال استهدافه من قبل مسلحين موالين لحزب الله، وهو ما كان اشار اليه جنبلاط مساء امس حين تحدث عن «وضع تعيشه السيدة الحريري» مستذكراً حصاره والرئيس الحريري في دارتيهما في السابع من ايار 2008.

ووفق معلومات مؤكدة، فإن الجيش يتجه ليلا الى حسم الوضع في صيدا، والتي شهدت قبيل منتصف الليل اشتباكات عنيفة بمختلف انواع الاسلحة في محيط عبرا، واشارت الى ان قيادة الجيش امرت بتوقيف الشيخ الاسير الذي جدد ليلا الطلب من مناصريه في كافة المناطق اللبنانية ان يهبوا لنصرته، وان يأتي من يستطيع منهم الى صيدا فورا، مشيرا الى ان القصف متواصل منذ تسع ساعات ولم يهدأ، وحتى القتلى والجرحى من المدنيين لم يستطيعوا مغادرة محيط المنطقة الى المستشفيات.

وصدرت نداءات من عدة ابنية في محيط عبرا للاستغاثة طالبة من الصليب الاحمر سحب القتلى والجرحى من هذه الابنية ولا سيما مبنى البزري والمبنى الملاصق للصيدلية.

وكان الاسير قد اتهم في بيان له الجيش بنصب حاجز بشكل استفزازي في محيط مسجد بلال بن رباح والاعتداء على اثنين من مناصريه، وان عناصر الحاجز اطلقوا النار بشكل مباشر على هؤلاء المناصرين، وان ذلك تزامن مع اطلاق نار من الشقق التي تتواجد فيها عناصر من حزب الله، في خطوة تدل على تنسيق وقرار بين الطرفين، مشيرا الى انه بعد دقائق من الحادث تساقطت قذائف صاروخية على المسجد مباشرة وكل ما يحيط به من مبان سكنية آمنة مصدرها مار الياس في حارة صيدا.

ووجه الاسير نداء عبر «تويتر» الى جميع مناصريه كي يهبوا الى صيدا لنصرته، وطلب من جميع العسكريين السنّة الانشقاق فورا وعدم المشاركة في قتل اخوانهم.

واعاد الجيش فتح الطريق البحرية في صيدا بعدما كان مسلحون ملثمون قطعوها بإطلاق النار في الهواء، وسيّر دوريات على الخط الساحلي، ولا سيما عند اوتوستراد الناعمة - خلدة.

وتحدثت معلومات عن ارتفاع عدد شهداء الجيش الى عشرة وحوالى 35 جريحاً، فيما قال الاسير انه سقط منه قتيل و15 جريحاً، لكنه لم يتم التأكد من هذه المعلومات، لان الخطوط الهاتفية الخلوية الخاصة بالاسيروالمقربين منه كانت مقفلة.

وتأكد ليلاً، ان الشيخ سالم الرافعي قد وصل الى صيدا للعمل على وساطة مع الاسير والجيش، في ضوء الاجتماع الذي عقدته فعاليات علمائية واسلامية وشعبية في طرابلس، دعا الجيش الى العمل فوراً لوقف فوري لاطلاق النار، وفتح المجال للعلماء والعقلاء للقيام بوساطات للخروج من هذا المأزق.

وطالب المجتمعون بلجنة تحقيق لكشف ملابسات ما جرى وتحميل المسؤولية للمخلين.

وسجل، في هذا السياق، دور بارز قام به مفتي صيدا الشيخ سليم سوسان الذي سعى، عبر اتصالات مع قيادة الجيش وفعاليات المدينة، ومع الاسير لتطويق الاشتباكات والتفاهم على وقف اطلاق نار.

وكان علماء طرابلس الذين انقسموا بين اتجاهين، الاول تصعيدي مثله داعي الاسلام الشهال، والآخر تهدوي بزعامة الشيخ الرافعي، قد اعتبروا في بيانهم ان القصف الذي يتعرض له مسجد بلال بن رباح والمناطق المحيطة به من حارة صيدا وبعض المناطق الأخرى يهدد بتفجير الوضع في كل لبنان، ويظهر نوايا الأطراف التي تسعى لزج أهل السنة في مواجهة مع الجيش لا يرغب الطرفان بها.

توتر في طرابلس

وتزامن هذا الاجتماع مع توتر شديد شهدته مدينة طرابلس التي انتشر فيها مسلحون في ساحاتها الرئيسية مثل ساحة النور وباب الرمل ومستديرة نهر أبو علي، الذين عمدوا إلى اطلاق النار عشوائياً، فيما عمد هؤلاء إلى قطع هذه المستديرات بالاطارات المشتعلة، واقفال المقاهي والمحلات التجارية، فيما تجنب الجيش والقوى الأمنية الاحتكاك بهؤلاء المسلحين الذين كانوا يتنقلون على دراجات نارية.

وأفيد ليلاً عن تبادل اطلاق نار بين الجيش ومسلحين في التبانة، واستهداف مركز للجيش عند مستديرة أبو علي إلى قذيفة صاروخية، لم تؤد إلى اصابات.

وعمد شبان في عكار إلى قطع طريق حلبا - الكويخات عند مفرق بلدة تلعباس الغربي وعند مستديرة العبدة، وعن ظهور مسلح في منطقة المصنع وفي بلدة الفيضة في البقاع الأوسط، وسجل قطع طريق قب الياس عميق بالاطارات المشتعلة تضامناً مع الأسير، وعمد المتظاهرون إلى تحطيم سيارتي اسعاف واطفائية تابعتين للدفاع المدني وضرب المسعفين بالعصى والحجارة.

وفي بيروت، نفذت وحدات الجيش انتشاراً واسعاً معززة بالآليات في عدد من احياء العاصمة، بعد محاولات جرت لقطع طريق المدينة الرياضية وقصقص، عمل الجيش على فتحها، وسجلت مسيرة دراجة لعشرات الشبان في منطقة الجامعة العربية، وجابت منطقة الطريق الجديدة، فيما حاول عدد من الشبان قطع طريق فردان، لكن الجيش تدخل ومنعهم من ذلك."

 

     الموضوعات المدرجة ضمن هذه الصفحة تعرض للقارئ أبرز ما جاء في الصحف, وموقع المنار لا يتبنى مضمونها