أكد وزير الدولة السوداني برئاسة الجمهورية أمين حسن عمر، أن الجيش السوداني سيبقى في ابيي لحين التوصل إلى ترتيبات أمنية جديدة، مشيراً إلى استعداد حكومته للتفاوض
أكد وزير الدولة السوداني برئاسة الجمهورية أمين حسن عمر، أن الجيش السوداني سيبقى في ابيي لحين التوصل إلى ترتيبات أمنية جديدة، مشيراً إلى استعداد حكومته للتفاوض.
وقال أمين حسن عمر للصحافيين، عقب مباحثات عقدتها الحكومة السودانية مع أعضاء مجلس الأمن الدولي في الخرطوم، "حتى نتوصل لترتيبات أمنية جديدة سيظل الجيش حارساً للمنطقة حتى يضمن عدم دخول قوات الجيش الشعبي لها مرة اخرى". واعتبر الوزير السوداني أنه من واجب الجيش طرد الجيش الشعبي خارج حدود ابيي والتعامل معه كقوة غير شرعية.
من جهتها، طالبت حكومة جنوب السودان الجيش السوداني بإنهاء "الاحتلال غير المشروع" لمنطقة ابيي، محذرة من أن معارك الأيام الأخيرة قد تغرق البلاد مجدداً في الحرب الأهلية.
وفرّ الآلاف من السكان من منطقة ابيي المتنازع عليها على الحدود بين شمال وجنوب السودان. وقال المتحدث باسم الجيش الشعبي الجنوبي فيليب أغوير إن معارك ضارية دارت في المنطقة، مضيفاً أن السكان فروا من المنطقة بسبب القصف العشوائي المدفعي والغارات الجوية. وأشار أغوير إلى أن فرقة كاملة من القوات المسلحة السودانية "دخلت الى ابيي، في حين أننا لم نكن ننشر قوات قتالية فيها".
وفي السياق، أكدت مصادر عسكرية شمالية أمس أن "القوات المسلحة السودانية وصلت عند المغرب الى مدينة ابيي وأحكمت سيطرتها عليها وطردت قوات العدو الى جنوبها". من جهته، أكد المتحدث الجنوبي انسحاب قوات الجيش الشعبي وأنصاره الى الجنوب تماشياً مع اتفاق أبرم برعاية الامم المتحدة، وينص هذا الإتفاق أيضاً على انسحاب القوات الشمالية من المنطقة.
وقال المتحدث أنه لا توجد خطة لشنّ هجوم مضاد على الفور، مضيفاً "نحن لا يمكننا كجيش شعبي إعلان الحرب على الجيش السوداني، سننتظر ما ستقرره حكومة جنوب السودان". ودعت الأمم المتحدة الى "الوقف الفوري للمعارك"، في وقت تعرضت فيه قواتها في ابيي لقصف بقذائف الهاون لم يسفر عن سقوط ضحايا.
ودخل الجيش السوداني مدينة ابيي مساء أمس بعد معارك مع الجيش الشعبي (جيش جنوب السودان ) اندلعت يوم الخميس الماضي على اثر تعرض قوة من الجيش السوداني لهجوم في منطقة تسيطر عليها شرطة حكومة جنوب السودان.
دولياً، دانت بريطانيا هجوم الجيش السوداني على مدينة ابيي، معتبرة أنه "انتهاك واضح" لاتفاق السلام المبرم عام 2005. يذكر أن ابيي شهدت تصعيداً في حدة المواجهات بعد استفتاء كانون الثاني/يناير الذي اختار فيه غالبية سكان الجنوب الإنفصال عن الشمال تمهيداً لإعلان دولة مستقلة في 9 تموز/يوليو.