انتهت ظاهرة الأسير إلى غير رجعة، ليقفل بذلك باب من أبواب الفتنة. أعاد الجيش اللبناني الأمن إلى مدينة صيدا، التي اُسرت بخطاب لم يألفه أهلها. إنجلى غبار المعركة ليتضح أن "الشيخ" ضحّى بالمدينة وأهلها
انتهت ظاهرة الأسير إلى غير رجعة، ليقفل بذلك باب من أبواب الفتنة. أعاد الجيش اللبناني الأمن إلى مدينة صيدا، التي اُسرت بخطاب لم يألفه أهلها. إنجلى غبار المعركة ليتضح أن "الشيخ" ضحّى بالمدينة وأهلها، مخلياً الميدان لمسلحين تبيّن أن أغلبهم من الأجانب.. ليتأكد خبر فرار الأسير!
منذ اللحظات الأولى للاعلان عن أن أحمد الأسير لم يكن في عداد القتلى ولا حتى من بين الجرحى أو المعتقلين، انطلقت التحليلات ومعلومات باتت تتدوال من هنا وهناك لتجيب عن سؤال واحد: أين فر الأسير؟
السفارة القطرية
أولى الترجيحات كان الحديث عن فرار أحمد الأسير وعدد من عناصره إلى السفارة القطرية، التي عولت بلادها كثيراً على نجاح مهمته لناحية اثارة الفتنة في صيدا.
في حديث تلفزيوني رجَّح النائب السابق في البرلمان اللبناني ناصر قنديل أن يكون الأسير قد توجه إلى السفارة القطرية. وفي شبكة "توب نيوز الاخبارية" التابعة لقنديل ذُكر أن هناك معلومات تقول إن "القطريين قاموا بعد منتصف الليل بنقل الأسير إلى سفارتهم في بيروت، حيث تدار العمليات من هناك، بعدما تم تهريبه بين عدد من الأهالي في محيط المسجد متنكرا بزي إمراة، وأن الأوامر القطرية قضت بمواصلة القتال ورفض تسليم المسلحين أنفسهم".
المعلومات نفسها، نشرتها صحيفة "الديار" إذ نقلت عن "مصادر عليمة" أن "الارهابي احمد الاسير، وخلال اشتداد المعارك العسكرية التي خاضها ضد الجيش اللبناني في صيدا غادر مسجد بلال بن رباح في عبرا، الذي كان يقود فيه معاركه، بموكب سيارات دبلوماسية تابعة للسفارة القطرية".
طرابلس
من جانبها، قالت صحيفة "النهار" إن معلومات تحدثت عن فرار الأسير من مركزه عند العاشرة من صباح الاثنين باتجاه طرابلس.
كلام "النهار" أتى متوافقاً مع شائعات سرت وأشارت إليها جريدة "الأخبار" عن تمكن موكب الشيخ سالم الرافعي من سحب أحمد الأسير ليل الاحد عندما حضر إلى صيدا للطلب من الجيش وقف إطلاق النار.
صيدا
شائعات أخرى راجت –وفقاً للأخبار نفسها- "كون الشيخ الفار قد وجد الملجأ السري في حمى حليفيه الجماعة الإسلامية أو النائبة بهية الحريري في مجدليون".
فيما تحدثت "الأنباء" الكويتية عن هروب الأسير وجماعته إلى حي التعمير في مخيم عين الحلوة.
سورية
وتحدثت وكالة الصحافة الفرنسية (فرانس برس) عن احتمالات لجوء الأسير إلى صيدا أو طرابلس "شمال لبنان بعد ان تنكر بلباس امرأة او الى سورية".
كلام "فرانس برس" أخذ بعين الاعتبار ما ذكره القيادي في ما يسمى "الجيش السوري الحر" بسام الدادا، الذي صرح في حديث تلفزيوني أن الأسير أصبح بعهدتهم في الداخل السوري، مضيفا ً أن "الجيش الحر على استعداد لوضع جميع قدراته تحت تصرف الاسير".
وبعيداً عن هذه الترجيحات.. يبقى السؤال: أين فر الأسير؟
استبعدت بعض المصادر ما ذكر عن لجوء الأسير إلى مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في صيدا، معللة ذلك بأن الجيش اللبناني يحكم السيطرة على مداخل ومخارج المخيم ما ينفي هذه الفرضية.
هذا وتستبعد جهات أمنية وثيقة الاطلاع ما تم تداوله من فرضيات أعلاه. وتقول هذه الجهات في حديث خاص مع موقع قناة المنار إن البحث جار بناءً على فرضيتين:
الأولى تقول إن الأسير لا يزال موجوداً ضمن النطاق الجغرافي لمدينة صيدا. وتوضح أن الأسير قد يكون موجوداً في احدى الشقق السكنية "السرية" التابعة لأحد مناصريه.. وترجح منطقة مجدليون حيث تقطن الحريري أيضاً.
فيما تنظر الفرضية الثانية في أن يكون الأسير قد فر منذ اليوم الأول ، ما يعني انه لم يشارك شخصياً في الاشتباكات. هذه فرضية وان تبدو ضعيفة أمام ما ذكرته وسائل اعلام محلية عن أن آخر رسالة صوتية وجهها الأسير بصوته عبر جهاز لاسلكي سُجلت يوم الاثنين بحدود الساعة الثانية ليلاً، الا أنها تتقاطع مع ما قاله وزير الداخلية مروان شربل من أن "المعلومات التي بحوزته تؤكد أن الاسير غادر صيدا قبل وصول الجيش إلى المنطقة".
وتؤكد هذه الجهات في حديثها لموقع "المنار" أن ما يرجح من فرضيات هي قيد الدراسة والبحث، إذ أن الجيش اللبناني ماضٍ في ملاحقة الأسير ومسلحيه، وأن هذا القرار نهائي لا عودة عنه.