رأى واتكنز في الإعلام اللبناني «مصدراً للاضطراب» رغم أنّه «غنى للتنوّع والحوار الاجتماعي» لكنّه استخدم «للتأثير في النفوس وتحوّل إلى أداة تحريض»
بعد جولات «المصارعة» التي شهدتها الشاشات اللبنانية أخيراً، خرج إلى النور أمس «ميثاق الشرف الإعلامي لتعزيز السلم الأهلي في لبنان» بعد ورشة عمل شهدت نقاشات بين 21 رئيس تحرير وممثلاً عن مختلف وسائل الإعلام.
نادين كنعان / جريدة الأخبار
بعد سلسلة مسودات، أطلق «مشروع تعزيز السلم الأهلي في لبنان» (التابع لبرنامج الأمم المتحـدة الإنمائي (UNDP) والمموّل من الاتحاد الأوروبي) الميثاق في احتفال استضافه أحد الفنادق البيروتية بحضور وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال وليد الداعوق، والممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي روبرت واتكنز، ورئيسة بعثة الاتحاد الأوروبي في لبنان السفيرة أنجيلينا أيخهورست. وحضر الحدث أيضاً نقيبا الصحافة والمحررين محمد البعلبكي وإلياس عون، ورئيس «المجلس الوطني للإعلام» عبد الهادي محفوظ، ومجموعة من رؤساء تحرير ووجوه إعلامية شاركت في صياغة الميثاق.
رأى واتكنز في الإعلام اللبناني «مصدراً للاضطراب» رغم أنّه «غنى للتنوّع والحوار الاجتماعي» لكنّه استخدم «للتأثير في النفوس وتحوّل إلى أداة تحريض»، مذكراً بأنّ عمل الـUNDP مع الصحافيين بدأ في 2007 من أجل «اعتماد الموضوعية في التقارير الإخبارية».
كلام أيخهورست تقاطع مع سلفها، مشددة على أنّه رغم توافر إعلام لبناني حرّ ومتنوّع، إلا أنّ «حرّية التعبير تنطوي على مسؤوليات». ولم تنس أيخهورست تذكيرنا بأنّ الاتحاد الأوروبي حاز العام الماضي جائزة نوبل للسلام! ختام الكلمات كان مع الداعوق الذي أعلن أنّ «هذا اليوم يجب أن يحفر بأحرف من ذهب في سجل الإعلام اللبناني»، معتبراً أنّه من «أهم إنجازات وزارة الإعلام خلال الفترة الماضية».
المدخل إلى «الورشة الإصلاحية في النصوص» برأي الداعوق هو «الالتزام بهذا الميثاق» في سبيل «توحيد الجسم الإعلامي ضمن إطار نقابي يجعل منه سلطة رابعة عن حق ومدافعاً رئيسياً عن الحرّيات».
«نعوّل على هذا الميثاق كخطوة لتشكيل قناعات مشتركة تمكّن الصحافيين من الضغط على مؤسسات عملهم»، قال الداعوق، لافتاً إلى إجراءات عملية يجب اتخاذها من أبناء مهنة المتاعب عبر «انتخاب مجلس تأديبي ذي صلاحيات كافية لمحاسبة كل مخل ببنود الميثاق».
18 مادة ضمّها الميثاق تناولت مختلف جوانب العمل الصحافي بدءاً بـ«احترام سيادة القانون» والمهنية ورفض مبادئ التمييز العنصري، مروراً بآلية بث أسماء الضحايا وتأكيد حق الوصول إلى المعلومات ونسب المعلومات إلى مصدرها، وصولاً إلى افتتاحيات الصحف ومقدّمات نشرات الأخبار، ومفردات القدح والذم، وآراء الإعلاميين على مواقع التوصل الاجتماعي، فضلاً عن الالتزام بالدستور وحقوق الملكية الفكرية.
ولعلّ خلاصة الحدث الصباحي هو ما قاله مقدّمه ومدير حلقات النقاش أستاذ الإعلام في الجامعة اللبنانية محمود طربيه: «البعض سيقول أنّ هناك الكثير من الطوباوية في الميثاق، لكن يجب أن نبدأ من مكان». وتبقى العبرة ــ كما قال وزيرنا ــ في التطبيق والالتزام!..