قتلوا النّســـــــاء وذبّحوا الأطــفــال في الأرض انتقــالَ نحـروا اليتـــامـــا قبل يُـتـمهـمُ ومــــــا تـركــوا ثـكـــالا نبشــــــوا القبور وحطّموا التـــاريخ واقتســـموا الغِـلالَ

الحُزْنُ فَوْقَ القلْبِ هــالَ أصاب في الصّدرِ النّبالَ(1)
وأمـــــام قـــافـلـة الدّمــــاء وقفتُ والعقلُ اســتقالَ

تـدنـو فـأدنــــو خــطــوةً فتُثيــرُ فـي قـلـبي اعْتِـلالا
فـإذا بهـا صارتْ لأهــــــل الأرض في الدّنيا مَآلا(2)

وهناك في أقصى الدّجى قـومٌ طـغـوْا بُرَهــاً طِـوالا(3)
سـادوا وقـد عــاينتُ في ألبـــابِـهـمْ داءً عُضـــالا

عـاثـوا فســاداً في القرى يـَرمــون بالفتنِ افـتـعـــالا
فـمِـثــالُـهـم ألـقـى بـحـبــل الله واصطنعَ الحِـبــالَ

سـاموا القرى سوءَ العذاب بعنفهم فغدتْ نَكـالا(4)
قتلوا النّســاء وذبّحوا الأطــفــال في الأرض انتقــالَ

نحـروا اليتـــامـــا قبل يُـتـمهـمُ ومــــــا تـركــوا ثـكـــالا
نبشــــــوا القبور وحطّموا التاريخ واقتســـموا الغِـلالَ

جـعـلـوا الحرام حلالهم بل حرّمــوا بَـعـدُ الحــلالَ
وتــذرّعــوا ثم احتمــوا بمنــافقٍ يُفتي ارْتــجــــــالا
هـم معـشـرُ الجُـهّـال أشـــــباهَ الرّجــالِ ولا رِجالَ

يـا طـفلُ هـــل ذنبُ الطّـفـولـة أنّـها ارتضـتِ الدلالَ
هــل ذنـبـُهــا أنّ العـظــــام دقـيـقـةٌ سَـــهُـلـَتْ مَـنـــالا

قم أَنـطِـق النّحـر الـذي مِن جُرْحِهِ المرجانُ ســالَ
واشــــهـدْ على مَـــن حال دون منالك المــاءَ الزّلالَ

خــرج الحســـينُ بوجه أعداء الهـــدى يتلو مقـالا
عــــاد الطّغاة برأسه فــــوق القنـــا بدراً تـلالا

فالظلم في وجه الهدى في الحرب يفتقد الخصالَ
فتـزول إنســانية الإنســـان تُـنـتـَزع اغتـيــالا

فـتُـقـطّـع الأوصــال والأكـبــــاد تُبتـلع انتشــــالا

أمقاوم الإســلام يـا مَـن نهجُه زانَ النِّضـــــالَ
يـا مُثلجاً مُهَجَ الشّــــعوب وحـاملاً سـُـــــحُبـاً ثـِقـالا

أطـلـق عليهم وابـل النّيران في الـجـمـع اشــتعالا
إضــرب فأنت النّجم يختـال عـلـى الدّنـيــا كــمـالا

إضـــرب فأنت الـبـدر قـدْرَ الجــــرح تــزداد اكـتـمــالا
فالشــــمـس بــازغــةٌ وذاك الـلـيـل ينتـظـر الــزّوال

والحـــقـــد ينعم في قلوب الـقـــــوم يـفـتـــرش الضّـلال
قم وانزع الشيطان من تـلك التـــراقي، لا ســجال

لا تأبــهــنّ بــزائــف التكبيــــر واعـتـنـقِ الـنِّـصـــــال(5)
واهـجـم عـلى المـوت اقتحــــاماً وارتـمـس فيه ابـتــلالا

لا لمْ يُرِدْ مَنْ خـــــاضَ بحرَ المـوتِ أنْ يَـطَــأ الـرِّمــالَ

يــــا قــومَ يأجــوجٍ ومأجـــوجٍ ألا خـبــتــمْ نِـــــزالا
عـهـدٌ مضى، كنّا لـصــد فســادكــم نـبـنـي تِــلالا

في عصرنــا بأس به ذاقت رؤوســـكم النِّعالَ
هيّا اهجموا قد جاءكم للحــرب مـن يهوى القتالَ

نحن الألى مَن بأسُــنا قَلَبَ الرّحى وطوى الجِبالَ(6)
إنّا غشِـــينا اللّيل لا لـن نـتّـخـذْ فـيـهِ الجِمــــالَ

إنّا أســـــود نهـارنا واللّـيـل نحـيـيـه ابـتهــــالا

يا عالم الســـلـطان إعلم أنّنا لســــنا ذِلالا
نحن الأبــاة روافض الـظـلـم اضـطـهــاداً واحـتــلالا

مهديُّنا ســـــيُزيل عرشَــــــــكمُ فعهد الجور طــالَ
جيشُ الأبــــاة لنصرة المظلوم قد شــــــــدّ الرّحـالَ

وعداً لأشـــــرفِ أمةٍ ســـنعيد بالنّصر احتفالا

ياسر فحص / موقع المنار
24-6-2013
(1): هال: هال الشيء أي سكبه سكباً
(2): مآلا: مقصداً ومصيرا
(3): برهاً: البرهة، هي المدة الطويلة
(4): نَكالا: النكال نتيجة للتنكيل
(5): النصال: السيوف
(6): الرحى: رحى الحرب أي حومتها