في حديث الى صحيفة الاخبار تحدث العماد ميشال عون عن رأيه في مجموعة من الملفات المحلية كان أبرزها موقفه الأخير الرافض للتمديد لقائد الجيش العماد جون قهوجي وملف تشكيل الحكومة الجديدة
هيام القصيفي
في حديث الى صحيفة الاخبار تحدث العماد ميشال عون عن رأيه في مجموعة من الملفات المحلية كان أبرزها موقفه الأخير الرافض للتمديد لقائد الجيش العماد جون قهوجي وملف تشكيل الحكومة الجديدة، كما تحدث عن مستقبل تحالفاته السياسية وخصوصاً مع حزب الله، وهذا نص الحوار:
"مرة جديدة يخرق رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون الإجماع، ويخلق الحدث. اليوم، وعلى أهبة عقد جلسة للمجلس النيابي يطرح فيها التمديد لقائد الجيش العماد جان قهوجي، يرفض عون التمديد، لا بل يعلن انه سيطعن به.
يقف العماد ميشال عون وحيداً، هذه الأيام، وهو يذكّر بأنه كان وحيداً في 13 تشرين الأول عام 1990 وفي أيار عام 2005. وهذا يعني أنه مصرّ على مواقفه الأخيرة؛ فهو وقف ضد التمديد للمجلس النيابي وطعن لدى المجلس الدستوري وخسر الأمرين وتأثرت علاقته بحلفائه في قوى 8 آذار. لكنه، بالنسبة إليه، ربح موقفه المتمسك بالدستور. ووقف ضد التمديد لقائد الجيش ويكشف اليوم في حواره مع «الأخبار» أنه سيطعن بالقانون أيضاً فور صدوره وهو بدأ الإعداد للطعن، انسجاماً مع مواقفه. هو يعرف ايضاً انه سيخسر المعركتين. لكنه متمسك بموقفه المبدئي الذي ينطلق من رفضه عدم تداول السلطة، ومن تمسكه بالأُسس الديموقراطية وبالدستور، وكذلك رفضه إنهاك مؤسسة الجيش وترهلها بالتمديد لجميع العقداء والعمداء، وليس من باب استهداف شخص معين او مؤسسة في ذاتها، وسيستمر على موقفه ولو بقي وحيداً.
يبدأ الحوار مع عون من موقفه الأخير الرافض للتمديد لقائد الجيش، ونسأله:
■ «في خضم فرحة الناس بانتصار عبرا، وفيما لا يزال الجيش يدفن شهداءه، أعلنت موقفك ضد التمديد لقائد الجيش، هل كان الوقت مناسباً لفتح الموضوع؟».
يجيب: «لست أنا الذي فتح معركة حول التمديد، بل الرئيس سعد الحريري، حتى يستفيد من همروجة الناس حول الجيش لتمرير التمديد وهو عمل غير قانوني. انا ضد مبدأ التمديد في الوظائف العامة. هناك قوانين يجب احترامها، واذا لم نكن نريد احترامها، فلماذا نضعها ثم نقوم باستثناءات عليها؟ الآن سيعقدون جلسة لمجلس نواب وسيطرحون قانوناً للتمديد، وأردت أن أحدد موقفنا مسبقاً. كل من يعمل للتمديد لا علاقة له بالجيش. والسؤال هو من طرح مشروع القانون ولماذا معجل مكرر؟».
■ أليس الرئيس نبيه بري؟
حتى لو كان هو.
الدكتور سمير جعجع قال إن موقفك موقف ميليشيوي، لماذا الانطباع بأن العماد عون لا يزال يشعر بأنه قائد الجيش ويحق له الكلام عنه فيما لا يحق لغيره؟
انا اتحدث عن موضوعية وعن خبرة بالجيش وعن احترام الدستور والقوانين، وهم لا يحترمونه في اي موضوع في الحكم. انا لا احتكر الجيش، بل قلت اننا نحن من يمثل المسيحيين والرأي الاول لنا وفقاً للتقاليد المحترمة في الحكم. على أي حال، إذا أراد أحد أن يشتم، فلن أرد عليه. قلة التهذيب صارت جزءاً من الخطاب السياسي.
■ هل ستصوّت ضد قانون التمديد اذاً؟
بالتأكيد سأصوت ضده.
■ ألن يبدو الامر وكأن اكبر كتلة نيابية مسيحية تصوت ضد التمديد لقائد الجيش المسيحي الماروني؟ الن يفهم الموضوع بأنه فتح معركة رئاسة الجمهورية مبكراً؟
لست أنا من طرح المشكلة، بل طرحها من قام بالموضوع كله. ألا يوجد عدد كبير من الضباط العمداء الذين يتمتعون بالكفاءة؟
■ ولكن لا توجد حكومة اليوم لتعيين قائد للجيش؟
لا يزال أمامنا ثلاثة أشهر، فلماذا الاستعجال؟ يبدو أن هناك نية لتعطيل الحكومة بعدما تعطل كل شيء. القانون سيمدد ثلاث سنوات للعمداء والعقداء، أي سيصبح لدينا مجموعة كهول في الجيش. فهل يمكن الضابط الميداني أن يعمل كالمحامي والسفير وراء مكتبه؟
■ ألن تشارك وتعدل؟
لماذا ألعب اساساً بالقانون. لقد جئنا برئيس الجمهورية «شو طلع؟»، وقالوا لي إنه خطئي لأني وافقت. لن اكرر الخطأ لن اوافق على خطأ جسيم يخرب الجيش وإدارة الافراد والهيكلية والتراتبية. هل يمكن ان اضع في شركة خمسين موظفاً وهي لا تتحمل اكثر من خمسة؟
■ واذا صدر القانون، ماذا ستفعل؟ هل ستطعن به؟
سأطعن بالقانون، وقد بدأت التحضير للطعن.
■ هل سبق أن سميت قائداً بديلاً للجيش؟
ـــ لم يسألني أحد شيئاً. عرفت أنهم طرحوا قانوناً. وهو ليس في وقته، وقائد الجيش لا يزال في موقعه حتى ايلول، وهناك حكومة ستتشكل ولا اعرف لماذ طرحوا من الآن المشروع في مجلس النواب. وأكشف هنا ايضاً انهم فاتحوني بالموضوع في أواخر 2011، وقالوا لأن الوضع سيكون سيئاً من أجل تعيين قائد جيش، فما هذه النبوءة؟
■ من فاتحك بالموضوع؟
هذا سأتركه لأقوله في مجلس النواب.
■ الرئيس سعد الحريري طرح الموضوع أمس، ولكن حلفاءك هم الذين طرحوه معك؟
ما المشكلة؟ البارحة طعنت بالتمديد لمجلس النواب. هل أنا ملزم بالأخطاء التي ترتكب في حق الدستور. ما قيمتي كتكتل تغيير وإصلاح اذا وافقت على الاخطاء بالتشريع، فيما الناس يشتمون الحالة التي وصلنا اليها؟ اذا نجحت كان به، وإلا أكن قد ساهمت في اطلاع الرأي العام.
■ الن يؤثر عليك الموقف مسيحياً؟
لماذا يوضع التمديد غير القانوني في خانة الجيش الذي ربح المعركة؟ انا لا اقبل تقريش تضحيات الجيش، لماذا تحدث الحريري عن التمديد بالأمس، اللعبة ليست نظيفة. منذ متى اصبح يحب الجيش، فيما جميع نوابه وتياره يشتمون الجيش؟ هل حل عليه الروح القدس؟
■ هل هنأت قائد الجيش بعملية عبرا؟
لم أهنئ أحداً، لا أعرف إذا كان اعطى اوامر للجيش للقيام بهذه العملية او لا. لقد صدر بيان عن القيادة الساعة السابعة تطلب من السياسيين تحديد مواقفهم بوضوح وكانت المعركة قد أصبحت في مرحلة متقدمة من الحسم. القائد الميداني تصرف على الارض كما يجب ان يتصرف المسؤول عندما يقع اعتداء على وحدته. الواقع الميداني لا يمكن أن ينتظر أوامر القيادة، فالدفاع هو ردة فعل طبيعية وواجبة.
■ تتمسك بمبدأ تداول السلطة، ووقفت ضد التمديد للنواب، لكنه مرّ، واليوم سيمدد لقائد الجيش، وستبقى وحدك والطبقة السياسية كلها ضدك؟
الطبقة السياسية تقوم بما هو لمصلحتها، وما يحصل يخرب الادارة والجيش والصندوق المالي. لا نستطيع ان نوسع قاعدة الضباط وتصبح اكبر من العسكر.
■ ولكن اسلوب الممانعة الى اين سيوصل التكتل؟
سأبقى احافظ على اسم التغيير والاصلاح ولا يمكن ان ارى كل معالم السلطة تهدم، ويخرق القانون والدستور والانظمة لا تحترم. كيف نحكم اذا لم يكن هناك قوانين أو دستور او معايير ثابتة. حينها سيصبح الدستور والقانون وجهة نظر. القانون وجد لتطبيقه لا لخرقه. نحن نلعب كمجوعة ونغتصب السلطة ونتجاوز الدستور ونفسد التمثيل الشعبي.
■ وقف حلفاؤك ضدك والآن سيقفون ضدك وسيكثر أعداؤك، هل ستبقى تغرد وحيداً من دون حلفاء؟
اذا كان هناك حيّ فيه مجموعة نساء سلوكهن سيئ ومجموعة صغيرة صيتها حسن، فهل يصبح سلوك الجماعة هو الفضيلة وسلوك الأقلية هو الجريمة؟
■ ألا يوجد لديك مثل عن غير النساء؟
هذا المثل فاقع أكثر. لأنه يحدث صدمة أكثر. كيف يمكن أن نميز في معالم قيادة المجتمع إذا لم نحتكم للقاضي الذي يحكم بالقانون.
■ كنا نرى عند أي مشكلة مع حلفائك أنهم كانوا يقفون على خاطرك، اليوم لا يبدو الأمر على هذا النحو؟
هذا الأمر يعنيني شخصياً.
■ هل هناك حوار بينكم؟
الحوارات معنا لا ننشرها.
■ ولكن نحن اعتدنا التنسيق والاجتماعات بينكم؟
الخلاف ليس مع حزب الله، بل مع الرئيس نبيه بري، إلا إذا وقف الحزب اليوم مؤيداً التمديد. نحن اختلفنا على التمديد لمجلس النواب، ولكن لا أعتبر ذلك أساسياً، بل يمكن إصلاحه. ولا أستبق للحدث، بل أنتظر ماذا سيحصل.
■ هل الحلف بينكما لا يزال قائماً؟
نحن لم نكن منسوخين عن بعضنا. اختلفنا في ثلاث محطات: في نهر البارد، وفي معالجة ملف المياومين، والآن على قانون الانتخاب. الاختلافات حين تتكاثر تصبح مزعجة، ويصبح الواحد منا يفتش عن إعادة نظر.
■ هل تفتش اليوم عن إعادة نظر مع الحزب؟
أنا أتحدث عموميات. الواحد يفتش إذا تكررت الاختلافات. كل واحد لديه طاقة على الاحتمال. فإذا وصلت إلى مكان لا يعود فيه يتحمل يقوم بإعادة نظر. وهذه الإعادة إما تبقيه في مكانه أو تنقله، ولكنها على الأرجح تنقله.
■ هل تناقشون ملف الحكومة كفريق واحد أم كفريقين؟
حتى الآن لم أتواصل مع رئيس الحكومة منذ الاستشارات، هو ذهب إلى بيته ولم يعد إلى الاستشارات. نحن كنا نتفق على أمر واحد، وكل واحد يناقش من جانبه.
■ اليوم هل ما زلتم متفقين؟
مبدئياً متفقون، ولكن لا أعرف إذا كان سيحصل التزام أو لا.
■ ماذا تريد أنت من الحكومة تحديداً؟
أنا اقترحت على رئيس حكومة أن يتمثل كل فريق بحسب حجمه، أي ستة وزراء لتكتل التغيير والإصلاح. لكنه لم يجب حتى الآن.
■ هل تريد حكومة سياسية؟
طبعاً، وأي حكومة إذا في هذه المرحلة التي نعيشها، هل نأتي بحكومة مهندسين وأطباء. حكومة سياسية وبالكاد تنقذ الوضع.
■ هل تتخوف من أن يمر التمديد لرئيس الجمهورية بعد التمديد للمجلس وقائد الجيش؟
لا أعرف. كل شيء معقول. يكفي أن أقول إنني ضد التمديد حتى يتم التمديد. يجب أن يسعد من أقول إنني ضد التمديد له؛ لأنهم سيمددون له.
■ ما هو حل الإنقاذ؟
الإدارة عاطلة ومددوا لها. أنا لا أقوم بالعجائب، ولكن أحافظ على ما أتمسك به. أنا سأستمر بالتمسك بالمبادئ وباحترام القانون
■ لماذا لم تستقيلوا؟
نحن لسنا ممن يخلعون رداءهم ويذهبون. نحن نجاهد ونقاتل، وهذه ميزتنا.
■ هل هناك حوار متطور مع السفارة السعودية؟
لا تزال علاقة اجتماعية. ولكن لماذا نعاديها؟ ولماذا لا يطرح السؤال على رئيس المجلس وعلى حزب الله، والرئيس سعد الحريري يسكن هناك.
■ هل يمكن أن نشهد زيارة لك، وقيل إن هناك موعداً لك في السعودية؟
يمكن. أنا لا أستبعد شيئاً. سابقاً تلقيت دعوة لزيارة سوريا في أيار ولبيتها في تشرين.
■ هل تلقيت دعوة لزيارة السعودية؟
محتمل، لم لا؟ نعلنها في حينه."
موقع المنار غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه