كثر الحديث في السنوات الماضية ، عن التلويح بتوجيه ضربة عسكرية لإيران ، من خلال قصف المفاعلات النووية أملاً بوضع "حد للطموحات النووية الإيرانية" .
إبراهيم عبدالله
كثر الحديث في السنوات الماضية ، عن التلويح بتوجيه ضربة عسكرية لإيران ، من خلال قصف المفاعلات النووية أملاً بوضع "حد للطموحات النووية الإيرانية" .
وعلى ضوء ذلك ، رُتبت ندوات ومؤتمرات كانت تصوب على برنامج ايران النووي ، وتشكك في سياساتها الشرق أوسطية وأنشطتها النووية. المواقف والتصريحات حول ايران عادة ما كانت خاضعة لبارومتر المفاوضات النووية مع دول (5+1) .
مع نهاية كل جولة من المفاوضات ، وإلتماس الغرب لنوع من الخزي والخيبة في حوارهم مع إيران ، يُطلق العنان لتصريحات عدائية وتلويحات بعمل عسكري ضد الجمهورية الاسلامية أملا بردع طهران وتراجعها عن حقها في امتلاك التقنية النووية ، لكن الإيراني يبادر الى المزيد من التصلب في الملف النووي معتمدا أسلوب " فتح الجعبة لكشف ورقة جديدة من الأوراق الإيرانية المستورة " والتي تتعلق بالإعلان إما عن سلاح جديد كاسر للتوازن أو إجراء مناورة عسكرية أو تركيب معادلة عسكرية ما وإيصالها للجهات المعنية.
هذا الإجراء الايراني يفضي الى فرملة أي خطوة يمكن أن يقدم عليها الغرب ، ضمن إطار نظرية " توازن الردع " .
... ولكن النوايا المبيتة للغرب لم تتوقف يوماً تجاه إيران وشعبها والتي تخرج الى العلن عبر تصريحات واضحة أو تسريبات اعلامية.
فمن هذه التسريبات ما نشرته صحيفة " هآرتس " عن سيناريو نظري لهجوم عسكري على المواقع النووية في إيران قبل نهاية هذا العام والمعد من قبل جنرالات أميركا وإسرائيل .
* مضمون السيناريو؟؟...
قيام ضابتين سابقين كبار من الكيان الغاصب والولايات المتحدة الأميركية ، وهما الجنرال الإسرائيلي عاموس يادلين والعماد الأميركي جيمس كارترايت، بوضع سيناريو يقضي بالهجوم على مفاعلات إيران النووية نهاية هذا العام.
وصرح الضابطان لوسائل الإعلام :" إزاء الطيف الواسع من الخيارات الأخرى المتوفرة يجب إستخدام القوة العسكرية ضد البرنامج النووي ، وعلينا أن نكون جاهزين دائماً لاستخدامه عند الضرورة.
وتم نشر السيناريو من قبل معهد دراسات الأمن القومي في جامعة تل أبيب والذي يرأسه عاموس يادلين ومعهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى ، وجاء فيه:
يتلقى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إتصالاً هاتفياً من البيت الأبيض يفيد بأن العقوبات على إيران لم تردعها عن الإستمرار ببرنامجها النووي ، وحينها يجتمع القادة العسكريون ويقررون القيام بضربة عسكرية ضد المنشآت النووية الإيرانية بمبادرة من الولايات المتحدة الأميركية بسبب قدراتها العسكرية الهائلة وباستخدام حاملات الطائرات لشن الهجوم .
ويعتقد معدو السيناريو أنه إزاء هذه الضربة ، فإن ردة الفعل في العالم العربي لن تكون قوية ، نظراً لظروف المنطقة ، والتدخل الإيراني الى جانب الدولة السورية في وجه ما يسمى ب" الربيع العربي " .
سريعاً جاء الرد الإيراني عبر عدة مواقف
* تصريح وزير الدفاع الإيراني .
وزير الدفاع الإيراني أحمد وحيدي أكد إمتلاك الجمهورية الاسلامية قدرات خفية لمواجهة التهديدات العسكرية الأجنبية ، ستكشف عنها في الوقت المناسب ، وأن أميركا تدرك جيداً بانها ستكون المتضرر الأكبر فيما لو دخلت أي جهة الحرب مع إيران ، مذكّراً بان إيران سبق أن أعلنت أنها ستدافع عن مصالحها بكل ما أوتيت من قوة، مؤكداً ان الولايات المتحدة ستواجه ظروفاً جديدة تضطرها الى التفكير بكيفية التعامل مع إيران.
* كشف إيران عن جزء بسيط من القدرات العسكرية .
ضمن إطار لعبة " كشف الأوراق المستورة " في رسالة منها لكل من يعنيه الأمر، عمدت إيران لاظهار جزء يسير من قدراتها التكتيكية والإستراتيجية تمثلت بالكشف عن صاروخ" قدر 1" البالستي والذي أدخل ضمن المنظومة الصاروخية الإستراتيجية للجمهورية الإسلامية القادرة على تدمير أهداف حيوية لدى الأعداء.
1- الأنظمة الصاروخية الايرانية.
أ- صواريخ أرض-أرض.
تكمن قوة إيران العسكرية والإستراتيجية حالياً وفقاً لمتخصصين في شؤون التسليح في صواريخ أرض - أرض بعيدة المدى القادرة على إصابة أي هدف معاد ثابت كان أم متحرك في مدى يبلغ ما بين ( 1800الى 3000 كلم ) ، وهو ما يعني القدرة على الوصول الى أي هدف تحدده الجمهورية الاسلامية في دول الجوار وفي مياه الخليج والمحيط الهندي وداخل الكيان الغاصب وبعض البلدان الأوروبية سواء أطلقت من الأراضي الإيرانية نفسها أو وصل بعضها الى سوريا، أو الى حزب الله في لبنان.
ومن هذه الصواريخ التي كشفت إيران النقاب عنها في إحدى العروض العسكرية ، (صاروخ قدر1 ) ويبلغ مداه بين 1800 الى 3000 كلم. هذا الصاروخ هو تطوير لصاروخ سابق يسمى " شهاب 3 " طورته إيران ليبلغ مداه 1500 كلم ، وعائلة صواريخ شهاب هي في الأساس نسخ مطورة من أسرة الصاروخ الكوري يسمى نودونغ .
ب- صواريخ أرض- جو .
يعتقد الخبراء العسكريون أنَّ درة منظومة الصواريخ الأيرانية تعرف بنظام ( تور- أم - وان) وهو روسي الصنع ، وينتمي الى الجيل الخامس من الأسلحة الصاروخية المضادة للطائرات ، ويمكنه مواجهة كل الطائرات والصواريخ المتحركة.
كما يستطيع هذا النظام إكتشاف ما يصل إلى 48 هدفاً كطائرة أو مروحية أو صاروخ مضاد للرادارات أو صاروخ مجنح في آن واحد، وبإمكانه تتبع أو ضرب هدفين في آن معاً ، على إرتفاعات مختلفة وشديدة التباين تتراوح بين عشرين متراً وستة آلاف متر، من مسافة تتراوح بين 1 و12 كلم .
ج - السلاح الجوي .
فضلا عن منظومة الصواريخ السابقة الذكر فإن إيران تعوّل على سلاحها الجوي ، وقد أظهرت منه طائرات مقاتلة من طراز " الصاعقة " تقول إنها تشبه المقاتلات الأميركية (إف- 15 ) و( إف -18 ) وطائرات من طراز( قاهر313 ) المعروفة ب" أف 313 " والتي تشبه المقاتلة الأميركية ( إف - إيه - 18 ) .
في هذا السياق يمكن القول ان إيران تتمتع بأنظمة دفاع جوي يقول بعض الخبراء العسكريون بمن فيهم الغرب انها قادرة على خلخلة مفهوم السيطرة الجوية ، وفقاً للمعطيات والخصائص التقنية" المعروفة عسكرياً حتى الآن لدى إيران" .
2- القوة البحرية .
فضلاً عن منظومة الصواريخ والسلاح الجوي، فإن لدى إيران قوة أخرى لا تقّل شأنا عن باقي الأسلحة ، تتمثل في قدراتها البحرية المتطورة والمتعددة والمتشعبة من المدمرات والبوارج على أنواعها والغواصات بالإضافة الى صواريخ (بر- بحر ) وصواريخ (بحر - بحر ) المحلية الصنع والفائقة التطور بحيث يجعل إيران من الدول القليلة الحائزة على هذه التكنولوجيا في تصنيع تلك الصواريخ.
*- تركيب المعادلات العسكرية وإيصالها لمن يعنيه الأمر.
الخطوة الثالثة من الرد الإيراني على تهديدات الغرب ، تمثل بقيام الجمهورية الإسلامية من خلال قادة وضباط الحرس الثوري بوضع وتركيب المعادلات العسكرية بهدف حماية أجوائها البحرية والجوية والبرية من أي هجوم غاشم أو غادر من قبل الأعداء .
من هذه المعادلات على سبيل المثال لا الحصر :
1- معادلة الهجوم الصاروخي العنيف على جميع القواعد الأميركية في الخليج والمنطقة .
مع تزايد الحديث مؤخراً عن إحتمال تعرض المنشآت النووية الإيرانية لهجمات عسكرية جوية إسرائيلية؛ وضعت إيران ضمن سلسلة الردود على الهجوم الإسرائيلي معادلة مفادها " توجيه ضربة صاروخية صاعقة دفعة واحدة على جميع القواعد العسكرية الأميركية الموجودة في دول الخليج العربي والمنطقة الواقعة تحت مرمى الصواريخ الهجومية الإيرانية " .
هذه المعادلة ، ترمي الى شل قدرات العدو بحيث تجعله لا يستوعب الضربة ، وبالتالي لا تتمكن أي قاعدة من تقديم الدعم العسكري واللوجستي للقاعدة الأخرى .
2- معادلة إقفال مضيق هرمز .
هذه المعادلة وضعت للتصدي لخطوتين، يمكن للغرب اللجوء إليهما :
- تشديد العقوبات الإقتصادية على إيران، ووقف إستيراد النفط الإيراني أو شرائه.
- شن هجوم على المنشآت الإيرانية، وإندلاع الحرب مع المعسكر الغربي وإسرائيل .
في هذا الجو، إذا قدّر للإحدى هاتين الخطوتين من التحقق، وأجبرت إيران على تنفيذ تهديداتها في إقفال مضيق هرمز، فإن إمدادات النفط العالمية ستشهد إنحساراً حادا،ً وسيخسر العالم %40 من كمية النفط المتوفر عالمياً، كون المضيق واقع بين إيران وعمان ، ويعتبر من أهم محاور الملاحة ، وتجري عبره عمليات شحن النفط من دول المنطقة المنضوية ضمن منظمة أوبيك .
هذا الوضع المستجد ، سينعكس سلباً على أسعار النفط ، حيث إغلاق المضيق سيؤدي إلى إرتفاع الأسعار مع إستمرار الطلب ، وسيقفز السعر صعوداً حتى يلامس عتبة 400 دولار للبرميل الواحد ، وربما أكثر في حال تدهور الوضع الى عتبة الحرب الشاملة .
3- معادلة تدمير تل أبيب.
في خضم دفع الأذى وكف شر الأعداء عن الجمهورية الإسلامية، تحتم على القيادة العسكرية، بإذن من الإمام القائد السيد علي الخامنئي وضع معادلة " تدمير تل أبيب " ، كون الكيان الغاصب هو بمثابة " اليد الضعيفة " التي تؤلم الغرب وعلى رأسه الولايات المتحدة الأميركية.
* لماذا إختيار تل أبيب؟
اولا : كون تل أبيب هي عاصمة الكيان الغاصب.
ثانياً : هي رمز المشروع الغربي الإستعماري التقسيمي في قلب العالم العربي والإسلامي .
ثالثاً : هي الرئة الإقتصادية للعالم الغربي ، مرتكز التوازن النقدي والمالي العالمي كون القادة والساسة اليهود ومنذ القدم يقبضون على التكتلات النقدية والمالية في العالم.
رابعاً : تعتبر تل أبيب بورصة المعادن الثمينة بسبب سيطرتها على سوق الألماس والذهب العالميين .
خامساً : تل أبيب هي بمثابة القاعدة العسكرية المتقدمة للعالم الغربي، وتقوم بوظيفة الشرطي في الشرق الوسط ، ورأس حربة العالم المستكبر في شن الحروب بالوكالة ضد بلدان وشعوب هذه المنطقة .
سادساً : إنها عاصمة الحركة (الصهيونية / التلمودية) في العالم ، هذه الحركة المعروفة بالافساد في الأرض.
هذا غيث من فيض قدرات إيران العسكرية، ولا شك أن المعركة ستكون مليئة بالمفاجآت والمستور هو الأعظم