تدرك الخارجية الروسية صعوبة تحديد موعد عقد مؤتمر جينيف 2 لتسوية الأزمة السورية، ويبقى تمثيل المشاركين في المؤتمر عائقا أمام إنعقاده
احمد الحاج علي - موسكو
تدرك الخارجية الروسية صعوبة تحديد موعد عقد مؤتمر جينيف 2 لتسوية الأزمة السورية، ويبقى تمثيل المشاركين في المؤتمر عائقا أمام إنعقاده. فالحكومة السورية أعلنت عن من يمثلها بخلاف المعارضات المتنوعة. كما ان مشاركة الجمهورية الإسلامية في إيران أمر تعتبره موسكو ضروريا بينما يبقى محل رفض واشنطن. و في ظل تفعيل الغرب و دول خليجية ضخ السلاح للمجموعات المسلحة تتجه الأنظار إلى لقاء لافروف كيري المرتقب في سلطنة بروناي لرابطة دول جنوب آسيا و شركائها مطلع الأسبوع المقبل.
من ناحية أخرى نفت وزارة الدفاع الروسية في بيان لها نهار الخميس 27 حزيران، صحة أية أنباء نشرتها وسائل اعلام عن إخلاء عاملين في قاعدة طرطوس البحرية للإمداد و الصيانة في سوريا. وأشار بيان وزارة الدفاع الروسية إلى أن القاعدة البحرية أساسا تخلو من العسكريين الروس كون العاملين فيها مدنيين يواصلون عملهم كالمعتاد، و أضاف بيان وزارة الدفاع الروسية إلى أن ميناء طرطوس السوري ما زال يحتضن القاعدة الروسية التقنية للتموين و الإمداد و التي يتم إصلاح السفن الروسية التي تواصل مهامها في المتوسط. كلام وزارة الدفاع أكده لافروف خلال لقائه نظيره المغربي، كما دحض لافروف شائعات تناولتها وسائل إعلام معادية لسوريا عن نية روسيا بإخلاء سفارتها في دمشق. و وضع وزير الخارجية الروسي هذا الكلام في إطار الهجمة المستمرة على سوريا و التي لا ترى سبيلا أمامها سوى إسقاط النظام.
ضمن سياق إجراءات الإدارة الروسية لمواجهة تحديات و مستجدات قضايا السياسة الدولية إجتمع مجلس الأمن الروسي الجمعة 28 حزيران برئاسة الرئيس بوتين، و على سلم اولويات البحث تفاصيل الجهود المبذولة في إطار التحضير لعقد مؤتمر جينيف 2 لتسوية الأزمة السورية، في ضوء اللقاءات الروسية الأميركية المرتقبة. و المرتقب هو لقاء لافروف كيري على هامش إجتماع رابطة دول جنوب آسيا و شركائها مطلع تموز المقبل في سلطنة بروناي، حيث سيواجه لافروف نظيره الأميركي بوقائع تجاوز و إنتهاك مقررات مجلس الأمن و التفاهمات المتفق عليها من بيان جينيف 30 حزيران 2012 إلى مسألة حظر توريد و تصدير الأسلحة من و إلى ليبيا إلى المعلومات الواردة في وسائل إعلام أميركية و غير أميركية عن خطط واشنطن و حلفائها تزويد المجموعات المسلحة المقاتلة في سوريا بما لذ و طاب لها من أنواع الأسلحة و منها قد وصل و منها من ينتظر الوصول إلى أيدي أبشع الإرهابيين التكفيريين إحترافا في التفنن بفظاعة تنفيذ الجرائم.
في المحصلة تعتبر الخارجية الروسية أن مفاتيح حل الأزمة السورية لا تكمن فقط في موسكو و واشنطن و لو كانت تلك المفاتيح بيد روسيا و الولايات المتحدة، لكان الحل أسهل بكثير أو كان الجانبان تمكنا من إحراز تقدم ملموس نفتقده حتى الآن في مسار تسوية الأزمة أو حلها... هذا يعني أنه بالرغم من وجود أوراق ضغط و مساومة بين الجانبين الروسي و الأميركي إلا أنه ليس بإمكانهم الإمساك بكامل خيوط الأزمة التي يبقى الميدان سيد الحسم فيها.