29-11-2024 04:40 AM بتوقيت القدس المحتلة

وزير الدفاع: حزب الله لم يقاتل إلى جانب الجيش

وزير الدفاع: حزب الله لم يقاتل إلى جانب الجيش

تُقلق حملة التشكيك في الجيش اللبناني وزير الدفاع فايز غصن، وينصح المشككين بالتوقف لأن الندم لا ينفع. يرى غصن أن الأيام المقبلة صعبة، وقيادة الجيش الحالية أدرى بشعاب البلد

فراس الشوفي

فايز غصنأخطأ وزير الدفاع فايز غصن قبل سنة. كان على الرجل أن يحمل صورةً للافتة «المقرّ الرئيسي لجبهة النصرة في لبنان» حتى لا يصبح موضع تشكيك واتهام بعد تصريحه الشهير عن وجود تنظيم القاعدة في بلاد الأرز.

«حين قلت إن القاعدة موجودة في لبنان، قلت بناءً على معلومات وليس من باب التهويل». في منزله المدجج بالجنود، يعرض غصن شريط الأحداث التي مرّ بها لبنان منذ ما قبل تصريحه، مروراً بمعارك صيدا الأخيرة.

يرى الوزير المثقل بالهموم في ظلّ حكومة تصريف الأعمال أن «الأيام الآتية صعبة، وعلى رأس المخاطر التي نواجهها تفشّي حركة التطرّف والإرهاب»، ثم يطلب الوزير ما لا يقدر أحد على صنعه، «المطلوب تفاهم سياسي لتدارك الأمر».

وبفخرٍ عارم، يقول غصن إنه يعتزّ حين حذّر في مجلس النواب من وجود القاعدة: «قمت بواجبي يومها، ثمّ ما شاء الله، بدأوا جميعهم بالحجّ إلى عرسال، قبل أن يحصل ما حصل مراتٍ من اعتداءاتٍ على الجيش اللبناني هناك».

يرفض الوزير السؤال عن المطلوب لإبعاد الأزمة السورية عن لبنان: «الأزمة الآن موجودة في لبنان بارتداداتها وتحالفاتها وذيولها، وما نحاوله كوزارة وجيش هو التخفيف من حدّة الأمر قدر الإمكان».

كيف يُتخذ القرار بين الحكومة والمؤسسة والعسكرية في ظلّ حكومة تصريف الأعمال؟ يرى الوزير أن الجيش في أصعب ظروفه بسبب غياب الحكومة، «القرارات تؤخذ شورى بين قيادة الجيش والحكومة، بينما لو كان هناك حكومة لكان قرار الجيش أفعل». الأمر لا يقف عند حدود الجيش؛ غياب القرار الحكومي جعل مؤسسة قوى الأمن الداخلي من دون فعالية، «لو كانت الحكومة موجودة لكانت قوى الأمن فاعلة، بدل أن تكون كما هي اليوم فارغة وغائبة. هل سمعت عن دور واحد لقوى الأمن خلال الأحداث الماضية؟ كان الجيش وحيداً».

لا جديد لدى الوزير حيال معارك صيدا. مصير الشيخ أحمد الأسير ما زال مجهولاً لدى المعنيين في الجيش، «لكن أحداث صيدا لم تكن لتحدث لولا قتل العسكريين بدم بارد. كان تعدياً مباشراً وردّ فعل الجيش كان طبيعياً». لماذا ترك الأسير حتى هذه اللحظة، علماً بأن مسيرته كانت واضحة؟ «تُرك الأسير لأن تركيبة البلد هشّة، ولأن فئات لبنانية حمته طوال هذا الوقت. لو أوقفه الجيش من قبل كانوا سيقولون إن فريقاً مستهدفاً في البلد».

لماذا لا يضبط لبنان حدوده مع سوريا؟ ألا يستطيع الجيش القيام بهذه المهمة؟ يعيد غصن التذكير بما يقوله كل العارفين بأمور المؤسسة العسكرية: «المطلوب من لبنان بحسب 1701 أن يكون 15 ألف جندي في الجنوب، إضافة إلى أن المشاكل اليوم تحتّم نشر الجيش في كل شارع وكل زاروب، هذا الأمر صعب للغاية». ليست المشاكل التقنية وحدها وعديد الجيش ما يمنعه من ضبط الحدود، «فليكفوا عن استهداف الجيش والتشكيك فيه، هذه المؤسسة الجامعة الوحيدة الباقية، وغداً إذا استمر التشكيك، فسيندمون بعد فوات الأوان».

يجزم غصن بأن حزب الله لم يقاتل إلى جانب الجيش في صيدا، «مع احترامنا لكلّ القوى، قرار الجيش مستقل، وهو جيش جامع لا يقبل أن يحسب على طرف أو أن يتدخل أحد في موضوع يستهدف أمن البلد».

طرابلس ليست بعيدة كثيراً عن صيدا. غصن يتحسّر على طرابلس من موقعه كـ«ابن الكورة» القريبة، «الأحداث أضرّت طرابلس، وانتعش الجوار على حسابها، والعترة على الفقراء». يقول الوزير: «الحمد لله أن جبهة طرابلس على خط جبل ـــ محسن وجواره لم تشتعل في الأيام الماضية، لكن ثمة من ينفث نار الفتنة». السؤال عن دور استخبارات الجيش في الشمال ضروري، بعد ما يتردّد عن دور سلبي للعميد عامر الحسن في التغطية على بعض المسلّحين والمطلوبين هناك، لكنّ غصن ينفي ذلك بشكلٍ قاطع: «مخابرات الجيش تقوم بعمل جبّار في طرابلس، وتنجح في تخفيف حدّة الخسائر ومنع أحداث من الحدوث».

ماذا عن التمديد لقائد الجيش العماد جان قهوجي؟ لا يخفي غصن رغبته في التمديد لقهوجي، ويشير إلى أنه أول من أرسل مشروعاً إلى مجلس الوزراء، وتمت عرقلته. «كنّا موعودين أن تتمّ جلسة لمجلس النواب الاثنين (اليوم) للتمديد لقائد الجيش، لكنها رُحِّلت على ما أعتقد، رغم أن الوضع دقيق جداً وصعب».

يرى غصن أن «قيادة الجيش الحالية تفهم تماماً الوضع الآن، وتعرف كيف تدار الأمور، لذا من الأفضل أن يتم التمديد. أفهم آراء حلفائي في السياسة، لكنّي كوزير مع التمديد لقهوجي».

وعن موضوع تسليح الجيش اللبناني، يقول الوزير إن الحكومة أمنت مشروع التسليح لخمس سنوات، «لكن المبلغ المطروح (مليار وستمئة مليون دولار) لا يكفي أبداً، أمام الجيش مهمات كبيرة جداً». ولا يقول الوزير جديداً إذا أكد أن «الجيش يجد مع المسلحين الذين يحاربونه أسلحة أكثر تطوراً من تلك التي في حوزته».

ويؤكد غصن أن الدول التي أعلنت أنها ستموّل الجيش لم تدفع إلا أجزاءً بسيطة لا تذكر. ويشير غصن إلى أنه كان منتظراً أن يعقد الاتحاد الأوروبي مؤتمراً دولياً الشهر المقبل في بيروت لدعم الجيش بمبلغ 4 مليارات و400 مليون يورو، «لكن الأحداث أجّلته».

أزمة النازحين السوريين في لبنان أمرٌ آخر يمثّل هاجساً لدى وزارة الدفاع. برأي غصن «مسألة النازحين قنبلة موقوتة. هناك أرقام ضخمة للنازحين، كيف سيستمر لبنان في احتضانهم إن لم يكن هناك مساعدة؟ إضافة إلى الخطر الأمني في حال الإهمال والفوضى، إذ لا يمكننا أن ننسى أن عدداً لا بأس به من السوريين بات يحمل السلاح في وجه الجيش».

يدافع الوزير دفاعاً شرساً عمّا أشيع أخيراً عن أن الجيش يرتكب انتهاكات بحقّ معتقلين لديه، «الجيش لديه مناقبية عالية، قد تكون هناك حالات فردية، لكن لا يجوز التعميم والمؤسسة العسكرية تحاسب المخطئين، والجيش ليس طائفياً كما يحاولون الإيحاء، الجيش جيش كل مواطن لبناني».

هل تؤثّر الأحداث الجارية في تماسك المؤسسة العسكرية؟ لا تبدو الإجابة صعبة عن هذا السؤال، إذ يجزم غصن بأن لا شيء يهدد وحدة الجيش «لأنه مبني على عقيدة ولدينا ملء الثقة به، لكن على السياسيين أن يعوا أن الأحداث يجب ألا تطول».

يعبّر الوزير عن استهجانه لأن إسرائيل تنتهك السيادة اللبنانية يومياً، «والبعض شغله الشاغل أن يُكبّر الأشياء السخيفة، ثم يطالب بنزع سلاح المقاومة».

ما رأي وزير الدفاع في مواقف رئيس الجمهورية الأخيرة من سوريا؟ غصن: لا تعليق.

موقع المنار غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه