اننا نعيش في دولة لا منطق فيها، وأصبح المهم الحفاظ على بلدنا من خلال آرائنا الحرة سواء أعجبت من الحكم أم لم تعجبهم وهناك سوء نية تجاه الثقافة المصرية بتجريفها مثل تحريم التمثيل وتكفير المسرحيين
تعطل تسويق مسلسل ‘ويأتي النهار’ الذي تقوم ببطولته الفنانة فردوس عبدالحميد’ الأمر الذي يذكرنا بمسلسل ‘السائرون نياما’ الذي عرض على القناة الثقافية فقط بسبب انتقاده لسلبيات نظام مبارك، حتى لا يحقق نسبة المشاهدة الطبيعية. تقول ‘فردوس′: رغم اننا بدأنا تصوير مسلسل ‘ويأتي النهار’ منذ عامين، وتوقف اكثر من مرة بسبب الأزمة المالية، والمشكلات التي تعاني منها مصر في مجالات شتى، إلا أني لا اعرف مصيره حتى الآن، رغم أن الشركة المنتجة له هي صوت القاهرة التي من المفترض أن تعرضه على التليفزيون المصري وسائر القنوات، خاصة انه جاهز للعرض.
وأوضحت ‘فردوس′: اننا نعيش في دولة لا منطق فيها، وأصبح المهم الحفاظ على بلدنا من خلال آرائنا الحرة سواء أعجبت من الحكم أم لم تعجبهم وليس المهم الآن عرض المسلسل في بلد تضيع. وأضاف انها تجسد في المسلسل شخصية بائعة الشاي التي تمثل آلاف المطحونين في المجتمع الذين يعيشون في العشوائيات ويجمعون رزقهم قوماً بيوم، ويسكنون في منازل تفتقد المياه والمجاري الأمر الذي أحالهم الى العيش وسط الأمراض وسط أجواء لا تصلح للحياة الآدمية، وكانت لدى هذه الشريحة آمال عريضة في قيام ثورة 25 يناير ويتوقعون أنها ستخلصهم من حياتهم المشئومة إلا أن شيئاً من ذلك لم يحدث.
والمسلسل بذلك ينتقد السلبيات التي من أجلها قامت الثورة والتي زادت بعد قيامها، فرغم أن النظام السابق كان مليئاً بالفساد لكن الجميع أدركوا أنه مازال موجوداً، بسبب استيلاء فصيل واحد على الحكم وأصبح مطابقاً للنظام السابق، ومرتبكاً في نفس الوقت.
والمسلسل بذلك يشجع على استكمال الثورة التي لم تحقق أهدافها بعد والثورات بطبيعتها تأخذ فترات طويلة حتى تنال مطالبها وتتخطى المعوقات، فالنظام الحاكم الحالي لا يؤمن أساساً الثورة والأمل معقود على الحراك السياسي حتى لا تنتهي آمال المصريين في ثورتهم.
وهذا ما يحدث في وزارة الثقافة التي تسعى الجماعة للاستيلاء عليها وتدميرها مثلما يدمرون باقي مؤسسات الدولة، وليس سبب الاعتصام بالوزارة إقالة إيناس عبدالدايم و أحمد مجاهد لكن الأزمة في المبدأ بإبعاد اصحاب الكفاءات العالية ويضع بدلا منهم من هم موالون للنظام وهذه كل ميزتهم، وهناك سوء نية تجاه الثقافة المصرية بتجريفها مثل تحريم التمثيل وتكفير المسرحيين وقد استشعرنا ذلك مسبقاً فجبهة الإبداع بعد الثورة بستة أشهر قامت بخطوة استباقية عندما شعرت بتلميحات للانتقاض على الثقافة المصرية.
وأوضحت ‘فردوس′ أن حركة ‘تمرد’ تؤكد أن الشعب رافض لهذا النظام بعد أن وصل عدد الموقعين عليها الى عشرة ملايين، فهي حراك ثوري ناجح.