23-11-2024 05:25 PM بتوقيت القدس المحتلة

الإعلام الإسرائيلي : مرسي سيتجاوز الأزمة

الإعلام الإسرائيلي : مرسي سيتجاوز الأزمة

تقديرات المتابعين للأحداث المصرية في اسرائيل، تقول إن الرئيس محمد مرسي سيجتاز الأزمة لكنه سيجتازها ضعيفا ومُحرجاً.وبحسب "يديعوت" فإنه ليس عند مرسي حلول سحرية، ومن حسن حظه أنه لا يوجد بديل عنه في المعسكر

الصحافة الإسرائيليةحظيت الأحداث الجارية في مصر والمطالبة برحيل الرئيس المصري محمد مرسي باهتمام كبير من وسائل الاعلام في الكيان الصهيوني على اختلافها، حيث أعطت مساحة واسعة لمناقشة ما يدور في مصر مع المسؤولين والمحللين السياسيين الإسرائيليين، ليظهر التباين في النظرة إليها واضحا من خلال ما قاله المحللون السياسيون إذ رأى بعضهم أن ما يجري في مصر ثورة لا رجوع عنها ستنتهي بالإطاحة بالرئيس "الاخواني"، فيما اعتبر آخرون أن انقلاباً بدأ ضد مرسي وسط توقعات بأن يأخذ الحكم مرة أخرى لفترة انتقالية جديدة.


لا يوجد حل والجيش أقوى من مرسي :
صحيفة "معاريف" الإسرائيلية قالت وعلى لسان محللين سياسيين فيها، إن الأحداث في مصر تبعت خطر الحرب التقليدية في الجبهة المصرية لبضع سنوات، لكنها أشارت إلى أنه كلما كانت الدول العربية منشغلة أكثر بالحروب الداخلية، "فإنها ستكون لها طاقة ودافعية أقل للاستعداد لمواجهة متجددة مع إسرائيل".


وأوضح الكاتب في صحيفة "معاريف" الإسرائيلية عمير ربابورت أنّ الانقلاب ضد مرسي بدأ منذ الآن، متوقعاً أن يأخذ الحكم مرة أخرى لفترة انتقالية، بينما أشار الكاتب يورام ميتال إلى أن الجيش يقف بوضوح إلى جانب المتظاهرين وضد الرئيس محمد مرسي والإخوان المسلمين والسلفيين، ومع أن الجيش دعا كل الأفرقاء إلى تحقيق حل في غضون 48 ساعة، إلا أن التقدير هو أنه لن يكون ممكنا الوصول إلى حل في ظل هذه الأجواء التي تخيم على مصر.


ولفتت "معاريف" إلى أن البشائر من مصر ليست إيجابية لإسرائيل في المدى الزمني القصير، وقد أثبتت الأحداث أنه مع كل الاحترام لمرسي، الذي حاول السيطرة على الجيش المصري، فإن الجيش لا يزال أقوى منه، وهذه بشرى هامة جداً لإسرائيل.

مرسي سيجتاز الأزمة وما يحدث ليس انقلاباً
الملايين تطالب الرئيس المصري مرسي بالرحيلمن جهته اعتبر الكاتب في صحيفة "يديعوت أحرونوت" سمدار بيري، أنّ تقديرات المتابعين للأحداث المصرية في اسرائيل، تقول إن الرئيس محمد مرسي سيجتاز الأزمة لكنه سيجتازها ضعيفا ومُحرجاً.وبحسب "يديعوت" فإنه ليس عند مرسي حلول سحرية، ومن حسن حظه أنه لا يوجد بديل عنه في المعسكر الخصم فقد مات عمر سليمان، ومبارك العجوز المريض في السجن، وعمرو موسى مغترب كثيراً ومحمد البرادعي معني بالتثوير فقط على حد قولها، وهرب البديل المحتمل أحمد شفيق إلى دبي، وما زال حمدين صباحي لم يحشد ما يكفي له من القوة.


في المقابل رأت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أنّ ما يجري في مصر ليس انقلاباً عسكرياً في ظاهر الأمر، مشيرة إلى أن الإنذار لمدة 48 ساعة يهدف إلى حث الرئيس محمد مرسي على الاستجابة لمطالب الشعب الذي خرج في كل المدن المصرية وميدان التحرير. ورأت الصحيفة أنه لا يمكن أن تخطئ نية قادة الجيش المصري أن يتولوا زمام الأمور من جديد، لافتة أن المسألة مسألة  وقت فقط، إلى أن يبدأ المتظاهرون الهتاف مرة أخرى بسقوط حكم الجيش.


وقال الكاتب في الصحيفة تسيفي بارئيل: "إنّ ما يجري في مصر هو ثورة ضد ثورة، لكن الثورة ضد مرسي لا رجعة عنها دون أن يكون هناك خطة"، متسائلاً عما سيفعله المصريون لو رحل مرسي، لكن كاتبا آخر أشار إلى أن ما يجري في مصر هو انتقام الجيش من تطهير مرسي لقيادة الجيش العليا.


مصر دولة منقسمة :
الرئيس مرسي مصر على البقاء في الحكموفي نفس السياق رأت "إسرائيل اليوم" أن مصر اليوم أصبحت دولة منقسمة، ومن المنطق أن نفترض أن "المتطرفين المتدينين" لم يقولوا الكلمة الاخيرة الى الآن على حد قولها، موضحة أنه لا يجوز أن ننسى أن ثورة التحرير قد قوّت السلفيين في الدولة.


وبحسب "إسرائيل اليوم" فإن الهجوم المادي على أنصار الاخوان ومؤسساتهم لن يبقى بلا رد، متسائلة عن كيفية نجاح الجيش في إخراج الاخوان من الحكم دون صراع عنيف في الشوارع، وهذا متعلق بالإخوان ايضا بالطبع. وفي أثناء ذلك، وعلى حسب الوضع على الارض، يوجد في مقابل كل واحد من الاخوان المسلمين عشرة من المعارضين.


وخلص الكاتب في "إسرائيل اليوم" بوعز بسموت إلى أنه: "كما يبدو بعد إنذار الجيش، فإن العلمانيين بمساعدة الجيش  في الطريق إلى تنحية الإخوان المسلمين عن الحكم، و يجب أن نعترف بأن الحديث اليوم عن تحالف بين العلمانيين والجيش أكثر طبيعية من التحالف السابق. وقد ينشأ عن هذا في نهاية الأمر شيء صالح لمصر بل ربما لنا في إسرائيل".