دافع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يوم الإثنين، عن الاتفاقات طويلة الأجل التي أبرمتها روسيا لتصدير جزء كبير من انتاجها من الغاز الطبيعي
دافع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يوم الإثنين، عن الاتفاقات طويلة الأجل التي أبرمتها روسيا لتصدير جزء كبير من انتاجها من الغاز الطبيعي قائلا إن تغييرها سيقوض أمن الطاقة العالمي. ورفض بوتين في كلمته أمام منتدى الدول المصدرة للغاز الضغوط الخارجية لإنهاء ربط أسعار الغاز بأسعار النفط وتغيير العقود التي تلزم المشتري بدفع غرامة إذا رفض تسلم الكمية المتعاقد عليها.
وتصدر شركة غازبروم التي تحتكر تصدير الغاز الروسي إنتاجها بموجب تلك العقود. وحظى بوتين بدعم حلفاء استراتيجيين في القمة التي عقدت في الكرملين لكن القمة كشفت أيضا عن الانقسامات بشأن التحديات التي يشكلها الغاز الطبيعي المسال لامدادات الغاز التقليدية عبر خطوط الأنابيب. ويحاول بوتين منذ فترة رئاسته الأولى في عام 2000 أن يجعل من غازبروم قوة جيوسياسية لاستعادة بعض النفوذ الذي فقدته بلاده في أعقاب انهيار الاتحاد السوفيتي السابق.
لكن مع نمو أسطول السفن التي تحمل الغاز الطبيعي المسال إلى الأسواق العالمية أصبحت عقود صادرات الغاز الروسية طويلة الأجل – التي تربط سعر الغاز الروسي بالنفط وتضع حدا أدنى لكميات المشتريات للمتعاقدين – تواجه تهديدا متزايدا.
وقال بوتين إن فك الارتباط مع أسعار النفط أو إلغاء شروط تسلم حد أدنى من الكميات سيؤدي إلى ارتفاع التكلفة ليس فقط بالنسبة للمنتجين الذين يحتاجون إلى سعر آمن لتبرير الاستثمارات على الأمد البعيد وإنما أيضا بالنسبة للمشترين.
وقال الرئيس الروسي أمام قادة 13 دولة شاركوا في قمة منتدى الدول المصدرة للغاز نتحدث عن محاولات لفرض شروط اقتصادية غير مقبولة لمنتجي الغاز المصدر عبر خطوط الأنابيب. للأسف فإن أنصار تلك السياسة لا يدركون أن التخلي عن المبادئ الاساسية للعقود طويلة الأجل لن يلحق ضررا بمنتجي الغاز فقط لكنه سيؤدي أيضا إلى ارتفاع كبير في التكلفة. وأضاف في التحليل النهائي سيقوض ذلك أمن الطاقة للمشترين.
وأدى فقدان غازبروم لقوتها في تحديد الأسعار في أوروبا التي تشكل ما يزيد عن نصف إيراداتها من تصدير الغاز إلى هبوط القيمة السوقية للشركة الروسية العملاقة إلى 78 مليار دولار من ذروة صعودها عند 360 مليار دولار في 2008.
ويقول محللون إن العوامل الأساسية للامدادات التي تشمل وفرة الغاز كسلعة أولية مقارنة مع الندرة النسبية للنفط ستجعل من الصعب على روسيا التمسك بنموذج في تسعير الصادرات يرجع إلى الحقبة السوفيتية.
وحصل بوتين على دعم بشأن تسعير الغاز من نظيريه الفنزويلي نيكولاس مادورو والبوليفي ايفو موراليس، كما أيدت الجزائر تفضيل موسكو لنظام العقود طويلة الأجل. لكن الدول الرئيسية الموردة للغاز الطبيعي المسال عرضت مواقف بديلة بشكل صريح حيث قال وزير الطاقة القطري محمد صالح السادة إن كل دولة من اعضاء المنتدى لديها وجهة نظرها الخاصة بشأن تطوير القطاع.
وأضاف خلال القمة أنه ينبغي أن يتذكر الجميع أن سياسة التسعير ينبغي أن تنبع أيضا من مصلحة المستهلكين أيضا وليس المنتجين وحدهم. ويضم منتدى الدول المصدرة للغاز الجزائر وبوليفيا ومصر وغينيا الاستوائية وايران وليبيا ونيجيريا وعمان وقطر وروسيا وترينيداد وتوباجو والامارات وفنزويلا. وتشارك العراق وقازاخستان وهولندا والنرويج بصفة مراقب.