... يمر العالم العربي منذ أواخر العام 2011 بحالة يعتبرها محللون ضمن "الفوضى الخلاقة " كما خطط لها الأميركي بينما آخرون يرون انها " ربيع عربي ".
إبراهيم عبدالله
يمر العالم العربي منذ أواخر العام 2011 بحالة يعتبرها محللون ضمن "الفوضى الخلاقة " كما خطط لها الأميركي بينما آخرون يرون انها " ربيع عربي ".
في خضم هذا الربيع ، تساقطت أنظمة والعيون شاخصة على أخرى ... والمراد إبقاء الربيع وذيوله ضمن حدود المتوسط لا يتعداه ليصل الخليج.
من المعتقد لدى بعض المتابعين انه اريد في هذا الربيع، ان تستدرج الحركات الإسلامية الى السلطة ، بديلاً عن الأنظمة التي وضعها الإستعمار القديم، بهدف إحراجها فإخراجها من قبل الشعوب تحت مسميات وعناوين شتى.
فالأميركي نجح في ركوب موجة "الربيع العربي" والرقص على مسرحه ، لكي يحكم السيطرة على هذا الربيع.
نشير هنا الى ان وزيرة الخارجية الأميركية السابقة مادلين أولبرايت كانت قامت بزيارة رسمية وبناء على تكليف من نائب الرئيس الأميركي وقتها ديك تشيني الى مصر في أواخر يناير 2005 وإلتقت خلالها عدد من القيادات السياسية ونشطاء حقوق الإنسان ومفاد هذه الزيارة خلص الى تقرير ، طالبت فيه أولبرايت" بضرورة مواصلة الإدارة الأميركية حوارها مع الإسلاميين وتحديداً جماعة الإخوان المسلمين تحت أي صيغة ، بهدف التعرف على المزيد من أفكارهم ومدى إستعدادهم للقبول بالمطالب الأميركية ".
وبدورها إعترفت هيلاري كلينتون سابقاً في إحدى تصريحاتها لموقع مصراوي الإلكتروني "بأن بلادها لا تعارض وصول الإخوان المسلمين الى السلطة في مصر ، وعبرت عن موقف عام مفاده "أي حزب يلتزم بنبذ العنف والديمقراطية وحقوق كل المصريين يجب أن تكون لديه الفرصة للمنافسة على أصوات المصريين ". لكن في ظل التطورات التي لم تكن لصالح اميركا في المنطقة وفي سوريا يُطرح السؤال: هل اميركا ايدت ودعمت خنق الإخوان وتحميلهم المسؤولية عن تنازلها لصالح الروس جراء انكسارات ادواتها في سوريا ؟
في ظل الضعف الاميركي حاليا في سوريا لم تتحرك الامور في مصر فقط وربما ليس صدفة ان نرى التحركات في تركيا والانتقال السياسي في قطر بطريقة ديمقراطية راقية تتناسب مع حقبة الألفية الثالثة.
هل ركبت اميركا مجددا موجة المعارضة الشعبية لسياسات الاخوان في الحكم التي اعتبرها هؤلاء الذين خرجوا الى الشوارع غير ناجحة على اكثر من صعيد؟ وهل هناك ربيع عربي مقابل للربيع المعروف، وقد شهدنا بداياته في مصر بسقوط حكم مرسي؟ الايام القادمة تفصح عن المستقبل.
موقع المنار غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه