أبرز ما جاء في الصحف والمواقع الأجنبية ليوم الخميس 04-07-2013
أبرز ما جاء في الصحف والمواقع الأجنبية ليوم الخميس 04-07-2013
ما زال الشأن المصري يستحوذ على جل اهتمام الصحف الأجنبية، حيت تناولت صحف الجمعة آخر التطورات في مصر في صور متعددة منها التقرير والمقال والتحليل.
التايمز البريطانية: الربيع العربي يتحول إلى صيف عسكري
كتب أمير طاهري بعنوان "الربيع العربي يتحول إلى صيف عسكري". ويقول طاهري إنه عندما بدأ الربيع العربي في مصر خشي البعض أن يتحول إلى "شتاء إسلامي"، والآن بعد انقلاب عسكري ظهر احتمال جديد، هو "الصيف العسكري". ويقول طاهري إن الانقلاب الذي قام به الفريق أول السيسي يعد صورة طبق الأصل من نحو 40 انقلابا شهدتها الدول العربية منذ الحرب العالمية الثانية. ويضيف أنه في الفصل الأول من الانقلاب ابدي الشارع العربي غضبه بدعوة الجيش لإطاحة مرسي. ويقول أن الفصل الثاني يتمثل في التقاط صور مع كبار الشخصيات الدينية والسياسية التي يستعان بها حتى تكون "ورقة التوت" التي يفترض أن تمنح الشرعية والقبول. وفي الفصل التالي تحركت الدبابات للسيطرة على مبنى الإذاعة والتلفزيون وتطويق المباني الحكومية وإلقاء القبض على مرسي ومعاونيه. ويقول طاهري إنه خلال الخمسين عاما التي سيطر فيها الجيش على الحكم في مصر، كان الجيش يلعب أوراقه جيدا مع الإسلاميين والعلمانيين. فأحيانا يتصرف ك "حامي للإسلام" وأحيانا يتحدث إلى الأمريكيين بوصفه "راعي للحداثة". ويرى طاهري إن الجيش بهذه الصورة يخلق "دولة داخل الدولة". ويقول إن الجيش المصري يمتلك مصارف وشركات تأمين وخطوط شحن وملاحة ومصانع وشركات نشر. كما يتسوق رجال الجيش في متاجر خاصة ويعالجون في مستشفيات خاصة بهم، ويعيش أصحاب الرتب الكبرى في تجمعات سكنية شبيهة ببفرلي هيلز. ويضيف طاهري أن الجيش يقول إنه لا يسعى لشيء لمنفعته، ولكن الحقيقة أنه يريد مصلحته. فالجيش رفض بالفعل مسودة دستور يخضع فيه الجيش لسلطة حكومة مدنية منتخبة وتنتزع فيه السيطرة على المعونة الأمريكية من الجيش. وقادة الجيش يريدون مسودة دستور يمكنهم من رفض جوانب رئيسة من السياسة الخارجية والاقتصادية والدفاعية لمصر. ويقول طاهري، الآن وبعد أن عطل السيسي العمل بالدستور، فإنه يريد أن يكون له دور كراع للحكم الدستوري. ويقول إن ذلك يعني أن الجيش أسقط رئيسا، ويمكنه اتخاذ نفس الإجراء مع أي رئيس آخر. ويقول طاهري إن مرسي كان رئيسا لا يتمتع بالكفاءة، وبل أن وجوده كان ضارا بمصر، ولكن الطريقة التي خلع بها من منصبه قد تكون أسوأ من وجوده، حيث ستشجع الجهاديين الذين يقولون إن الدستور الوحيد الذي يحتاجه المسلمون هو كتاب الله والقانون الوحيد هو الشريعة. ويضيف طاهري، سيسعد الجهاديين عودة الجيش لأن ما يخشونه هو البديل العلماني الليبرالي الديمقراطي. ويقول إنه لم يكن من قبيل الصدفة أن يجتمع حزب النور السلفي مع الجنرالات يوم الأربعاء قبل الإعلان عن الانقلاب. ويقول طاهري إنه إذا تم حظر الإخوان المسلمين مجددا، قد يتحالف الجيش مع السلفيين ويبعد الديمقراطيين الذين بحت أصواتهم في ميدان التحرير. وينهي طاهري مقاله قائلا إن مصر قد تعود إلى المسار المسدود الذي بقيت فيه خمسين عاما محاصرة بين الجنرالات الفاسدين والجهاديين الطامحين للسلطة، مع تقزم الديمقراطية إلى سراب أو أضحوكة.
الغارديان البريطانية: مصر تتأهب لرد فعل قوي بينما يرفض مؤيدو مرسي النظام الجديد
نشرت صحيفة الغارديان تقريرا أعده من القاهرة مارتين شولوف وباتريك كينغزلي بعنوان "مصر تتأهب لرد فعل قوي بينما يرفض مؤيدو مرسي النظام الجديد". وتقول الصحيفة إن مصر تتأهب للمزيد من الاحداث الجمعة اثر مناداة جماعة الإخوان المسلمين التي منيت بهزيمة كبيرة لما أسمته "يوم الغضب" اثر شن الرئيس الانتقالي عدلي منصور حملة واسعة على قيادتها. وتضيف الصحيفة أن مؤيدي الرئيس المصري المطاح محمد مرسي، الذين ما زالوا يترنحون إثر انقلاب عسكري أبعدهم عن السلطة، يتأهبون للتظاهر عقب صلاة الجمعة بعد سلسلة من الاعتقالات في صفوف قيادات الجماعة وإحكام قبضة الجيش على البلاد. وتضيف الصحيفة إنه في دليل على الواقع السياسي الجديد في مصر اعتقل المرشد العام للإخوان المسلمين، الذي كان لا يمكن المساس به إبان حكم الجماعة. وقال جهاد الحداد المتحدث باسم الإخوان المسلمين للصحيفة إن "يتم تصيدنا في كل مكان. سننظم مظاهرة حاشدة بعد صلاة الجمعة لاتخاذ كل الخطوات السلمية لإنهاء هذا الانقلاب". وجاء اعتقال نحو 300 من مسؤولي الإخوان إثر قيام القائد العام للقوات المسلحة المصرية الفريق أول عبد الفتاح السيسي بانقلاب أنهى رئاسة مرسي، أول رئيس منتخب ديمقراطيا لمصر.
الإندبندنت البريطانية: خطوة إلى الوراء
ننتقل إلى صحيفة الإندبندنت التي جاءت افتتاحيتها بعنوان "خطوة إلى الوراء للديمقراطية في مصر". وتقول الصحيفة إنه بعد عام من إجراء مصر أول انتخابات حرة ونزيهة، أطاح الجيش محمد مرسي، أول رئيس منتخب ديمقراطيا، بناء على طلب المتظاهرين في ميدان التحرير، وقوبلت إطاحته بنفس الابتهاج والفرح اللتين قوبل بهما سقوط الرئيس الأسبق حسني مبارك. وتقول الصحيفة إن العام الذي أمضاه مرسي في السلطة كان حافلا بمشكلات طغت فيها أخطاء مرسي الكثيرة على نجاحاته في بداية رئاسته مثل الوساطة بين الفلسطينيين وإسرائيل. وتضيف الصحيفة إن مصر كانت في حاجة إلى قائد يتمتع بالقدرة على إيجاد وفاق ومصالحة بين القوى المختلفة ويسوي الانقسامات في البلاد، ولكن مرسي سعى إلى الخلاف وفقد الكثير من حلفائه اثر ذلك. وتقول الصحيفة إن السؤال الآن هو من سيخلف مرسي وكيف سيتم تنصيبه. وتقول الصحيفة إن الفريق السيسي قد يقول إن إجراء الجيش جاء بناء على تحرك شعبي، ولكن ذلك لا يحد من المخاوف من أن ما يسمى "الدولة العميقة" اغتنمت الفرصة للعودة مرة أخرى.
الغارديان البريطانية: النظام القديم عائد وفرحة 30 حزيران لن تدوم طويلا
قالت صحيفة الغارديان البريطانية إن القوات المسلحة فشلت في تبرير أن ما جرى ليس انقلابا عسكريا؛ حيث أن عدم ذكر الفريق أول عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع، اسم الرئيس المعزول محمد مرسي في بيان القوات المسلحة أمس دليلا عن أن ما جرى أمس الأربعاء كان إعلانا قاطعا بعزل أول رئيس مصري منتخب بطريقة ديمقراطية. وأضافت الصحيفة في افتتاحيتها، والتي جاءت تحت عنوان "صندوق الانتخابات المصري ألقي من النافذة"، أن الجيش حاول تمويه ما يقوم به على أنه ليس انقلابا عسكريا، إلا أن أداءه كان ضعيفا. وأطاح الجيش بالرئيس محمد مرسي وكلف رئيس المحكمة الدستوري العليا المستشار عدلي منصور بإدارة شؤون البلاد لفترة انتقالية يتم فيها تعديل الدستور الذي تم تعطيله وتشكيل حكومة وحدة وطنية وتشكيل لجنة لعمل مصالحة وطنية. وذكرت الغارديان أن تعيين رئيس المحكمة الدستورية، أثار تساؤلات حول عدم معرفة الشعب به، لكنه سيكون واجهة لمن يكتبون الإعلان الدستوري. وأضافت الصحيفة أن السيسي دعا إلى انتخابات رئاسية، وبرلمانية، ولجنة لمراجعة الدستور، لكنه لم يحدد مدة زمنية لذلك. وأوضحت أن السياسيين أو رجال الدين( أحمد الطيب – الباب تواضروس – جلال مرة) الذين كانوا يجلسون مع المجلس العسكري، الذين تسببوا في أثارة شك العلمانيين والليبراليين حول تفسير الشريعة في الدستور الجديد، لن يستطيعوا تحديد جدول زمني لخارطة الطريق. من ناحية أخرى، أشارت الصحيفة إلى ما يمكن أن يكون عقبة أمام النظام الجديد هو تفسيرات السلفيين الذين باتوا في معسكر في معسكر الليبراليين والعلمانيين ضد الإخوان. ورأت الصحيفة بأن فرحة "إعادة إطلاق ثورة 25 يناير "على حد تعبير الليبراليين – في إشارة إلى 30 يونيو الذي أدى إلى عزل مرسي - لن تدوم طويلا، لأن حقيقة ما حدث في مصر هو الرجوع للوراء سنتين. وقالت الغارديان إنه برحيل مرسي سيعود النظام القديم، بمجرد عودة الفريق أحمد شفيق "المنفي" في الإمارات العربية، حسب قوله الصحيفة. وأوضحت الصحيفة أن "مرسي فشل في الوفاء بوعده وهو أن يكون رئيسا لجميع أطياف الشعب الذين قاموا بإطاحة مبارك، وعندما طالب بالتوافق لكتابة الدستور ودعا حكومة وحدو وطنية ولحان محايدة لإعادة كتابة الدستور كان الأوان قد فات". وقالت الغارديان إن ما وقع بالأمس (عزل مرسي) أكثر أصولية من أي من الصراعات التي قادت إلى وقوعه؛ مشيرة إلى عزل أول رئيس منتخب ديمقراطيا، الذي أدى إلى حرمان هؤلاء الذين شاركوا في الانتخابات الحرة سواء الرئاسية أو البرلمانية أو الاستفتاء على الدستور،، من حقهم. وأشارت إلى أن كل ذلك ووجه بانتقادات من الحكومات الأجنبية وجماعات حقوق الإنسان لمخالفاتها للمعايير الدولية. وقالت الصحيفة إن مرسي أُعطي محاضرات في كيف أن الديمقراطية أكثر من صندوق انتخابات، إلا أنها تساءلت عن أي معيار أكثر أهمية من تلك القرارات التي تنقل السلطة سلميا من خلال صندوق الانتخابات؟ وهذا ألقي في سلة المهملات. وذكرت الصحيفة أن "الانقلاب العسكري" له فائدة واحدة، وهي أنه أوضح في أي جانب يقف كل شخص؛ فالليبراليين والقوميين والسلفيين ورأس الكنيسة القبطية انضموا إلى جانب الدولة العميقة التي لم يتم إصلاحها". وأضافت الغارديان أن الإخوان المسلمين المخلوعين اكتسبوا سببا أكثر فاعلية أكثر من الإسلامية، وهو أنهم يكافحون الآن من أجل الديمقراطية الدستورية. وتساءلت الغارديان: هل بإمكان أي شخص تخيل إجراء انتخابات في تلك الظروف؟ فالانتخابات هي السبيل الوحيد الآن؛ إلا أن أي من الأطراف يستطيع تحريك قواه (مؤيديه) دون الخوف من القبض عليه.
الإندبندنت البريطانية: روبرت فيسك: للمرة الأولى في التاريخ يكون الانقلاب العسكري ليس انقلابا عسكريا
تناول المحلل والكاتب البريطاني الشهير "روبرت فيسك" الشأن المصري وجملة الأحداث الأخيرة.. واستهل مقاله متسائلا: "متى يعتبر الانقلاب العسكري ليس انقلابا عسكريًا؟ إنها مصر التي يمكن أن ترى أو تسمع فيها هذا الأمر". وأضاف: "على القادة الغربيين الذين دومًا ما أخبرونا أن مصر على طريقها الصحيح صوب الديمقراطية أن يتذكروا أن "مرسى" هو رئيس منتخب ديمقراطيًا في انتخابات شهد لها الغرب ورفع لها العالم القبعة". واعتبر فيسك: "أنها المرة الأولى في تاريخ العالم، لا يتم اعتبار اغتصاب الجيش للسلطة "انقلابا"، فالجيش المصرى استولى على السلطة، وعزل واعتقل رئيسا منتخبا انتخابا ديمقراطيا وعلق الدستور وألقى القبض على قادة الحزب الحاكم وأغلق المحطات التليفزيونية". واستطرد: "وحاصر الحشود المؤيدة فى شوارع العاصمة المصرية (القاهرة)، ومع كل ذلك، لم يتلفظ الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" بلفظ "الانقلاب" حتى أن الأمين العام للأمم المتحدة لم يجرؤ على التفوه بهذا اللفظ، فالأمر يبدو كما لو أن قادة العالم لم يعرفوا شيئا عن هذا الانقلاب!". وتساءل: هل هذا التكتم العالمي السافر فقط لأن الملايين من الشعب المصري طالبوا بمثل هذا الانقلاب! وبالفعل، أصبح المصريون أول شعب في العالم يحتشدون ويطالبون بانقلاب عسكري. وأوضح: "هل هذا التكتم نابع من مخاوف إدارة "أوباما" من أن الانقلاب سيجبر الولايات المتحدة الأمريكية على فرض عقوبات على الأمة العربية الأكثر أهمية في العالم العربي، وهو الأمر الذي قد يؤثر على السلام مع إسرائيل الحليف الأقوى لواشنطن بالمنطقة، أم لأن الرجال الذين دبروا هذا الانقلاب ربما يفقدوا المعونة الأمريكية إذا اعترفوا بأنهم قاموا بانقلاب".
وقال فيسك: "في هذا الموقف التي تشهده مصر، نتذكر كلمة الرئيس الأمريكي "أوباما" خلال كلمته في جامعة القاهرة 2009: "هناك بعض القادة الذين لا ينادون بالديمقراطية إلا عندما يكونون خارج السلطة وعندما يصبحون على رأس السلطة، فإنهم يصبحون بلا رحمة في قمع الآخرين وانتهاك حرياتهم، يجب عليهم أن يحترموا الأقليات ويشاركوا بروح من التسامح، وبدون هذه المبادئ لا يمكن للانتخابات وحدها أن تحقق الديمقراطية الحقيقية." واستغرب من سكوت "أوباما" بسبب عدم تعليقه بمثل هذه الكلمات -التي ألقاها منذ سنوات- اليوم عندما حدث بالفعل انقلابا حقيقيا. وقال فيسك: بغض النظر عن هذا التغاضي، إلا أن تلك الأحداث التي شهدتها مصر مؤخرا تظهر الأخطاء التي ارتكبها الرئيس "محمد مرسى"، لقد عامل "مرسى" أعضاء جماعته على أنهم سادة للشعب المصري بدلا من كونهم خادمين للشعب في مناصبهم الحكومية، لم يبدِ أي اهتمام بالأقليات المسيحية بالبلاد ومن ثم غضب الجيش كثيرا عندما حضر الرئيس اجتماعا دعا إلى الجهاد في سوريا لقتل الشيعة وإسقاط نظام "الأسد".
وتابع: "ولكن هناك حقيقية واحدة برزت خلال الـ48 ساعة الماضية، ليس هناك من هو أسعد وأكثر ارتياحًا الآن من الرئيس السوري "بشار الأسد" الذي ستقوى شوكته في حربه ضد الإسلاميين أو الإرهابيين في بلاده. وشدد على أنه بالرغم من أن الغرب يعمل جاهدًا على تدمير نظام "الأسد"، إلا أنه لم يفعل شيئا على الإطلاق حيال تدمير الجيش المصري لرئيس منتخب فقط مشكلته أنه وقف بجانب معارضي "الأسد" من الإسلاميين، بل الأكثر استغرابا أن الجيش المصري وصف أنصار الرئيس "مرسى" بالإرهابيين والحمقى، أليس بتلك الكلمات دائما ما يصف "الأسد" أعداءه! وأكد أن الغرب يريد أن يقول إن مصر ما زالت على طريقها نحو الديمقراطية ولكنها تمر بفترة انتقالية جديدة كالتي شهدتها مصر بعد الفترة الانتقالية التي حكم فيها العسكر عقب إسقاط "مبارك" في انتفاضة يناير 2011، وأن المصريين دعموا الانقلاب الذي لا يعد انقلابا!! وتناول الكاتب البريطاني فشل الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش في الفوز بالانتخابات الرئاسية الأمريكية، ونجاح "مرسى" وفوزه بالانتخابات الرئاسية وحصل على عدد من الأصوات الشعبية أكبر من التي حصل عليها "ديفيد كاميرون" رئيس وزراء بريطانيا. وختم فيسك: "يمكننا القول إن "مرسى" فقد ولايته ومنصبه عندما لم يعد يتمتع بأغلبية الشعب، ولكن هل هذا يعنى أن القادة الغربيين يجب أن يسقطوا عندما تنخفض شعبية رؤساء وزارات تلك البلدان أسفل الـ50% في استطلاعات الرأي الشعبية؟ والأهم: هل سيسمح لجماعة الإخوان المسلمين بالمشاركة في الانتخابات الرئاسية المقبلة أم سيتم حظرهم.. وعلى افتراض أنهم شاركوا، ماذا سيحدث لو فاز مرشحهم بالانتخابات الرئاسية؟
معهد واشنطن: مصر الآن تمثل تحدياً سياسياً لحاكم قطر الجديد
على الرغم من أن الاحتجاجات التي دارت في شوارع القاهرة ومدن أخرى قد قررت مستقبل مصر، إلا أن قطر تستطيع أيضاً أن تلعب دوراً حيوياً في قدرة جماعة «الإخوان المسلمين» على البقاء في السلطة. وكانت هذه الدولة الصغيرة الواقعة على الخليج الفارسي من أوائل الدول العربية التي تعترف بالحكومة العسكرية الأولية في مرحلة ما بعد مبارك، وينظر إليها منذ ذلك الحين باعتبارها أكبر داعم ومساند لحزب «الإخوان» الحاكم. والآن يبدو أن الحكمة من استثمار الكثير من النفوذ والأموال في مصر أصبحت محل شك. فقد أصبحت قطر ممقوتة من جانب قطاعات عريضة من المصريين العاديين الذين يرون، وربما يكونوا مخطئين في ذلك، أن الإمارة تستغل ثروتها الهائلة من الغاز الطبيعي لشراء أصول مصرية (لدرجة تشمل قناة السويس أيضاً) بأسعار رخيصة. وعلى نحو مماثل، فإن الخصوم السياسيين لجماعة «الإخوان» يتهمون قطر بتمويل الحزب وتوفير حقائب نقود لزعمائه بينما تشعر الولايات المتحدة ودول أخرى بالإستياء جراء إرسال قطر كميات ضخمة من المساعدات -- تقدر بنحو 5 مليار دولار على الأقل، وربما تصل إلى 8 مليار دولار في بعض التقديرات -- دون المطالبة بإدخال تغييرات على الإعانات الاقتصادية المعيبة للقاهرة. وفي دول الخليج، يمقت كذلك جيران قطر من الدول العربية نهج الدوحة في التعامل مع مصر، نظراً لبغضهم لـ «الإخوان». وإجمالاً، أصبحت مصر معضلة سياسية شائكة لحاكم قطر الجديد، الأمير تميم بن حمد آل ثاني، الذي يبلغ من العمر ثلاثة وثلاثين عاماً، والذي تولى السلطة لدى تخلي والده عن العرش الأسبوع الماضي. إذ يجب عليه الآن أن يقرر ما إذا كان سيواصل الدعم المالي لجماعة «الإخوان» أم سيجمد ذلك الدعم إلى حين الوصول إلى تسوية سياسية مع المعارضة. ومما يزيد الأمر تعقيداً أن الأمير تميم يفتقر إلى الخبرة حول هذه المسألة: فرغم أنه زار القاهرة بعد فترة وجيزة من الثورة، عندما كان لا يزال ولياً للعهد، إلا أن الجزء الأكبر من سياسة الإمارة للارتباط بمصر الجديدة كانت تحت قيادة الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني، رئيس الوزراء ووزير الخارجية الذي أعفاه الأمير تميم عن الخدمة الأسبوع الماضي. وفي 2 تموز، فقد الشيخ حمد منصبه كرئيس لـ "جهاز قطر للاستثمار" الذي شغله لفترة طويلة، ويعتبر هذا الجهاز "صندوق الثروة السيادية" للبلاد الذي تزيد أرصدته عن 100 مليار دولار. ولم يتم بعد تفسير سبب عزله عن منصبه؛ وقبل شهرين قال بطريقة كاشفة "إنه وصل إلى نهاية حياته المهنية".
ولا يزال المسؤولون القطريون يصورون هذه التغييرات كما لو كانت انتقالاً سلساً ومخططاً للسلطة. لكن الفوضى في مصر -- إلى جانب الدعم القوي من قطر للثوار في سوريا والحكومة الجديدة في ليبيا -- سوف تمثل مجالات اختبار للقدرة الإدارية لدول أكبر بكثير، ناهيك عن قطر. وأثناء حديثه في واشنطن في نيسان، أشار حمد بن جاسم إلى أن الدوحة بدأت تدعم مصر مالياً قبل أن تُسفر الانتخابات عن مجئ جماعة «الإخوان» إلى السلطة في البلاد. وقد أكد على التزام دولته تجاه الحكومة المصرية، لكنه لاحظ أنهم "اليوم يختارون حكومة إسلامية. وربما يختارون غداً حكومة أخرى...وبغض النظر عما يقرره شعب مصر، فسوف نحترم اختياراته". كما صرح "أننا لا نريد أحداً أن يتدخل في شؤوننا في قطر...فنحن نحترم إرادة الشعوب في الدول الأخرى". وفي حين لا يرجح أن يشعر تميم بقيود جراء تصريحات حمد بن جاسم، إلا أنه سوف يفضل على الأرجح ألا يغير اتجاه سياسة قطر تجاه مصر في وقت مبكر من حكمه، حيث إنها مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بوالده، الذي يعرف رسمياً الآن باسم "الأمير الوالد". وبالنسبة لواشنطن، لا تزال قطر شريكاً هاماً، حيث توفر قاعدة جوية رئيسية للقوات الأمريكية وتشارك في العديد من وجهات النظر السياسية العامة رغم اختلافها حول التفاصيل في بعض الأحيان. وعلى الرغم من أن الوضع في القاهرة قد يكون محرجاً للزعيم القطري الجديد، إلا أن واشنطن لا تزال بحاجة إلى استغلال نفوذ الإمارة المنحسر في مصر. وفي وقت مبكر من الثالث من تموز/يوليو، زار وفد مجلس الشيوخ الأميركي برئاسة جون ماكين وليندسي غراهام، الأمير تميم في الدوحة، وليس هناك شك بأن اللقاء كان فرصة للإطلاع على آراء الزعيم الجديد حول مصر، من بين أمور أخرى. وستكون هذه المعلومات حاسمة في الوقت الذي تعمل فيه واشنطن على إيجاد سبل للمساعدة في حل الأزمة المصرية بسرعة.
المونيتور: حملة غير منظّمة "ليحكم الجيش" في لبنان
فور اندلاع الاشتباك المسلح الذي أدّى في بلدة عبرا في منطقة صيدا جنوب لبنان إلى القضاء على ظاهرة الشيخ أحمد الأسير وجماعته المسلّحة في 23 حزيران/يونيو الماضي، اشتعلت في الصالونات اللبنانيّة وفي فضاء مواقع الاتصال الاجتماعي لا سيّما في البيئة المسيحيّة، حملة غير منظّمة ومتعدّدة المنطلق تقدّس الجيش اللبناني وتؤلّهه إلى درجة الدعوة إلى أن يحكم لبنان بعدما أثبتت الأحزاب والتنظيمات والقوى السياسيّة على اختلافها أنها أخفقت في رسم حلول لمشكلات لبنان وشعبه، فكيف بتحقيقها؟ تغذّت الحملة ببراءة وطنيّة صافية عند كثيرين من اللبنانيّين ممّن يرون وعن حقّ في المؤسّسة العسكريّة مدرسة في الوطنيّة تقدّم الشهداء من أجل الوطن ككلّ وليس في سبيل فئة، كما أنها تشكّل الضمان الأقوى والدعامة الرئيسيّة للدولة وحقوق المواطن. لكن نقيض البراءة العفويّة بدأ يظهر من خلال محاولات تجيير "صورة البطل" بعد معركة عبرا إلى هذا المسؤول العسكري الكبير أو ذاك. تحديداً، انقسمت الصورة على صفحات موقع فيسبوك خصوصاً بين القائد الحالي للجيش العماد جان قهوجي وقائد فوج المغاوير العميد شامل روكز الذي يصادف أنه صهر رئيس "التيار الوطني الحر" و"تكتّل التغيير والإصلاح" القائد السابق للجيش العماد ميشال عون. يبدو بوضوح للمتمعّن في الصورتَين أن في الخلفيّة صراعاً سياسياً، ليس في المؤسّسة العسكريّة بل على مستوى الإنقسام اللبناني الأوسع. صراع أدّى إلى تأجيل جلسة لمجلس النواب كانت مقرّرة الإثنين في الأوّل من تمّوز الجاري بذريعة دستوريّة، هي عدم صلاحيّة مجلس النواب للتشريع في قضايا غير طارئة وفائقة الأهميّة بغياب الحكومة، علماً أن حكومة تصريف الأعمال برئاسة الرئيس المستقيل نجيب ميقاتي تدير البلاد موقتاً في المبدأ، إلى حين يشكّل الرئيس المكلّف تمام سلام حكومته التي لن تتشكّل في المدى المنظور. فالرجل يقول إنه ينتظر موافقة الرئيس نبيه بري وكذلك رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط، على تركيبة حكوميّة لا يتمثّل فيها "حزب الله". ومن رابع المستحيلات أن يوافق بري خصوصاً وجنبلاط عموماً على خطوة كهذه تتحدّى الحزب.
لكن الذرائع الدستوريّة لم تخفِ عن أعين السياسيّين والمراقبين أن موقع قيادة الجيش، الذي تتوافر غالبيّة نيابيّة نظرياً لإبقاء القائد الحالي العماد قهوجي فيه لمدّة سنتَين من خلال رفع سنّ التقاعد للضباط الكبار، هو موقع ذو صلة وإن غير أكيدة بانتخاب رئيس جديد للجمهوريّة في النصف الأوّل من العام 2014. وفي أذهان من يربطون بالإستنتاج بين القيادة والرئاسة، أن رئيسَين بعد اتفاق الطائف الذي أنهى الحرب الأهليّة (1975- 1990) انتقلا من مقرّ قيادة الجيش إلى قصر الرئاسة، وهما الرئيس السابق إميل لحود والرئيس الحالي ميشال سليمان. وقبل "الطائف" مباشرة، كانت مرحلة انتقالية مشوبة بالملابسات والإعتراضات والمواجهات العسكريّة كان بطلها النائب العماد ميشال عون نفسه. والمثال الأعلى في هذه الحالة يظل ماثلاً ويفعل فعله في الذاكرة الجماعيّة للبنانيّين، وقد سوّغ لقادة الجيش الموارنة الذين تعاقبوا بعده الطموحات الكبيرة. إنه الرئيس الراحل الأمير واللواء فؤاد شهاب، أوّل قائد للجيش اللبناني، والذي تسلّم الرئاسة بعد حرب أهليّة مصغّرة عن الحرب التي اندلعت في العام 1975. كان ذلك في آخر ولاية الرئيس الراحل كميل شمعون (1952- 1958). وأعاد شهاب توحيد البلاد متفاهماً على السياسة الخارجيّة مع الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، ويعتبر عهده من أكثر العهود في تاريخ لبنان الحديث استقراراً وبناءً للمؤسّسات في الدولة. توحّدت في حملة "الجيش هو الحلّ" عفويّة الوطنيّة اللبنانيّة البريئة إذاً، مع نتيجة العمل التقليدي لأجهزة تمارس العمل نفسه منذ عقود لتزيين صورة الجيش في كلّ الظروف، مع حسابات وطموحات لتيار سياسي وازن انبثق من خلفيّة عسكريّة هو "التيار العوني". لكن الحملة بقيت محصورة في الأطر الشعبيّة. ففي أوساط النخب السياسيّة والثقافيّة يلتقي المرء في كلّ مكان من يشبّهون شعار "الجيش هو الحلّ" بشعار "الإسلام (السياسي) هو الحلّ" الذي هوى بسرعة في مصر وتونس وسواهما.
وتعبّر الحملة عن نفسها في بيارق وأعلام ومواكب سيّارات يلوّح من فيها بأعلام لبنان والجيش اللبناني الذي يحمل شعار "شرف، تضحية، وفاء". وكذلك في لافتات عملاقة عُلّقت في الساحات الرئيسيّة وملصقات تمجّد الضباط والجنود وشهداء الوطن. ومن ردود فعل المواطنين العاديّين يتبيّن أن الحملة ناجحة، إذ إنها تدغدغ الأحلام الرومنسيّة النائمة عند كثيرين من اللبنانيّين الذين يتطلّعون إلى وطن تسير فيه حياة شعبه كما تسير الساعة السويسريّة (مثل لبناني قديم). ربما لشدّة وطول ما عانوا الفوضى وأهوالها، يريد أبناء هذا الشعب حياة منضبطة ملتزمة على غرار خبط أقدام العسكر في الإستعراضات. يقول بعض من يدافعون عن وجهة النظر هذه شفوياً أو في كتاباتهم على صفحات موقعَيّ فيسبوك وتويتر، إن أي فريق في لبنان لا يمكن مقارنته ولو من بعيد، بالمؤسّسة العسكريّة في ابتعادها عن الطائفيّة والمذهبيّة والفساد السياسي والمالي وحتى الأخلاقي. وفوق ذلك كله تتفوّق في الوطنيّة والإستعداد الدائم لأداء الواجب حتى الإستشهاد. لكن ثمّة رأياً مقابلاً، إذ يسهو عن بال أصحاب دعوة "ليحكم الجيش" أن مشكلات لبنان هي نفسها تتكرّر منذ ما قبل نشوء كيانه السياسي الحديث، وأن تجربة حكم العسكر لم تحمل حلولاً لأي دولة أو شعب على وجه الأرض لا في الشرق ولا في الغرب، وأن التعقيدات اللبنانيّة يصعب حلّها حتى حدود الإستحالة تقريباً على السياسيّين المحترفين، فكيف بالعسكر المتخصّصين في مجال آخر مختلف تماماً. كذلك فإن تجربة حكم العسكر خارج إطار الإنتخابات الديمقراطيّة –حتى لو اقتصرت على الشكل-، أقل ما يُقال فيها أنها لا تشجّع على تكرارها. ثم أن الرئيس فؤاد شهاب مثل كلّ القادة التاريخيّين لا يتكرّر. والتاريخ شديد البخل في هذه المنطقة من العالم.
عناوين الصحف
الغارديان البريطانية
• مصر تستعد لردة الفعل فيما يرفض حلفاء مرسي النظام الجديد.
• باراك أوباما يحث مصر على استعادة حكومة مدنية بسرعة.
ديلي تلغراف
• الجيش المصري سيسمح 'بالاحتجاج السلمي' قبيل التظاهرات المؤيدة لمرسي.
فايننشال تايمز
• الولايات المتحدة تستجيب بحذر للتغيير في مصر.
نيويورك تايمز
• الحملة على مؤيدي مرسي تعمق الفجوة في مصر.
• انقلاب؟ أو شيء آخر؟ 1.5 مليار دولار من المساعدات الأميركية على المحك.
• الرئيس السوري مبتهج بسقوط مرسي.
الموضوعات المدرجة ضمن هذه الصفحة تعرض للقارئ أبرز ما جاء في الصحف والمواقع الأجنبية, وموقع المنار لا يتبنى مضمونها