07-11-2024 09:31 AM بتوقيت القدس المحتلة

الصحافة اليوم 8/7/2013 مصر على مفترق طرق

الصحافة اليوم 8/7/2013 مصر على مفترق طرق

ابرز ما جاء في الصحف اللبانية الصادرة صباح اليوم في بيروت

تصدر الملف المصري عناوين الصحف الصادرة صباح اليوم في بيروت مع استمرار انقسام الشارع بين مؤيد للرئيس المعزول محمد مرسي ومندد به. ويأتي هذا في وقت رصدت الصحف آخر التطورات المحلية.


الاخبار

مصر تسقط حكم المرشد
رئاسة الحكومة بين العقدة وبهاء الدين... وحرق صور لأوباما في ميدان التحرير

كثيرة هي الأسئلة التي لا تزال ترافق تلك الثورة الوطنية الشعبية، التي جعلت لمصر «رئيس سابق ثان»، خلال عامين. بعضها داخلي، يتعلق بالأفق الضبابي للحشود المتبادلة، في ظل تمسك ثوار الميدان بمكتسبات «30 يونيو»، وإصرار «الإخوان» على إعادة عقارب الساعة إلى الوراء، بأي ثمن. وبملامح الفترة الانتقالية مع تعثر التفاهم على رئيس وزراء جديد. وبعضها الآخر له ذيول خارجية، من مثل السؤال عن صحة وجود تفاهمات بين الجيش والمرشد محمد بديع، نكث بها الأخير لما صعد إلى المنصة الجمعة، وعن خلفية تمسك الولايات المتحدة ووسائل إعلامها بالتلويح بـ«الانقلاب» المصري، وعن مدى صدق الروايات عن أن واشنطن لا تزال تحتفظ بشعرة معاوية مع الإخوان وفرض خطوط حمر حالت دون اعتقال قادتها. الأحاديث كثيرة عن ملفات إشكالية بين الجيش وواشنطن، بعضها مرتبط بالتسلح والآخر بسوريا، وعن عدم استعداد العم سام للتخلي نهائياً عن ورقة الإخوان، قبل ضمان بديل يمكن الوثوق بقدرته على حمل راية «مواجهة المشروع الإيراني». الثابت الوحيد أن الشعب المصري لا يزال يسطّر ملحمة تاريخية عنوانها الرغيف والحرية والكرامة، لا شك في أنها ستشكل نموذجاً يحتذى

رانيا العبد
 
القاهرة | بعد اجتماعات ماراتونية بين الأطياف السياسية ومؤسستي الرئاسة والقوات المسلحة، أكّدت مصادر مطلعة لـ«الأخبار» أنّ الأمر استقرّ على تكليف فاروق العقدة، محافظ البنك المركزي السابق، بتشكيل الحكومة المقبلة، فيما أشار متحدث رئاسي إلى إمكان تكليف أحمد بهاء الدين هذه المهمة، وذلك بعدما اعترضت قيادات من جبهة الإنقاذ وحزب «النور» السلفي على اسم محمد البرادعي الذي اعتُبر ترشّحه منافياً لما تم الاتفاق عليه في اجتماع «3 يوليو»، في وقت لم تتبين فيه أي ملامح للانتخابات المقبلة، سواء كانت التشريعية أو الرئاسية.
تطورات الحكومة تأتي في موازاة استمرار التظاهرات المتضادة بمستوى زخم ينخفض نهاراً قبل أن يتصاعد ليلاً، وتراجع وتيرة العنف خلال اليومين الماضيين، فيما أطل الداعية يوسف القرضاوي بفتوى تدعم الرئيس المخلوع محمد مرسي وتدعو الى عدم الاستجابة لإجراءات القائد الأعلى للقوات المسلحة عبدالفتاح السيسي.
وقالت مصادر مطلعة لـ«الأخبار» إن من المتوقع أن يتم اليوم إعلان تنصيب العقدة رئيساً لوزراء مصر، مضيفةً أن الرئاسة ستصدر خلال ساعات إعلاناً دستورياً يحدد تشكيل اللجنة المنوطة بالتعديلات الدستورية، من دون التطرق إلى مواعيد أي من الاستحقاقات الانتخابية، «برلمانية أو رئاسية»، موضحةً أن جميع المؤشرات تقول إنه لن يكون هناك انتخابات قبل الأول من العام المقبل. وتابعت إنه سيجري تعيين نائبين لرئيس الوزراء، أحدهما هو الفريق أول عبد الفتاح السيسي، والثاني للشؤون المالية. وتجدر الإشارة الى أن فاروق عبد الباقي العقدة عيّنه الرئيس السابق محمد حسني مبارك محافظاً للبنك المركزي المصري في كانون الأول 2003.
في هذا الوقت، أوضحت مصادر أخرى داخل جبهة الإنقاذ الوطني لـ«الأخبار»، أن هناك أزمة بين الجبهة وحركة «تمرد» بسبب طرح الأخيرة لرؤية مختلفة عن المتفق عليها، على قيادات المؤسسة العسكرية، وهي إجراء انتخابات رئاسية بعد 3 شهور تعقبها انتخابات برلمانية بعد 3 شهور أخرى ثم يجري تعديل الدستور، وهو ما يتنافى تماماً مع رؤية الجبهة التي تقترح تعديل الدستور أولاً ثم إجراء انتخابات مجلس نواب ثم انتخابات رئاسية.
وعلمت «الأخبار» من مصدر مطّلع أن جميع المحاولات التي بذلها قادة الجبهة مع السلفيين لإقناعهم بتولّي محمد البرادعي، رئيس حزب «الدستور»، رئاسة الحكومة، باءت بالفشل وسبّبت استبعاد البرادعي من رئاسة الحكومة، التي لن يترك الجيش لها صلاحيات كاملة. وتحدثت أنباء عن أن البرادعي رشح عضو الهيئة العليا للحزب المصري الديموقراطي، ورئيس البورصة السابق، زياد بهاء الدين، لتولّي المنصب. لم تمض ساعات حتى رجّح المتحدث باسم الرئاسة المصرية احمد المسلماني تعيين بهاء الدين رئيسا للوزراء والبرادعي نائبا للرئيس المؤقت عدلي منصور.
وفي السياق، كشفت مصادر سياسية مطلعة داخل جبهة الانقاذ عن قيام كلّ من مؤسس التيار الشعبي حمدين صباحي، ورئيس حزب الوفد السيد البدوي، باتصالات مع قيادات من حزب «النور» ومشايخ السلفيين، وأبرزهم ياسر برهامي نائب رئيس الدعوة السلفية، والشيخ السلفي محمد حسين يعقوب، في محاولة لإقناعهم بالموافقة على تولي البرادعي رئاسة الحكومة. غير أن القيادات السلفية رفضت بحجة أنه تم الاتفاق خلال اجتماع القوى السياسية مع المجلس العسكري في «3 يوليو» على أن تتولى الحكومة شخصية تكنوقراط غير حزبية. إلا أن مصادر أخرى قالت إن «النور» يرفض أن ينضم إلى صف الجبهة المؤيدة للبرادعي كي لا يخسر قاعدته الشعبية في الانتخابات التشريعية المقبلة.
لكن رئيس حزب «المؤتمر»، عمرو موسى، قال لـ«الأخبار» إن تشكيل الحكومة لا يزال رهن الاتصالات والمشاورات بين الرئيس المؤقت عدلي منصور والأسماء المطروحة لتولّي رئاستها، رافضاً الإفصاح عن هذه الأسماء. وبشأن التوقيت الزمني للفترة الانتقالية، قال إن مدتها الزمنية لم تحدد بعد، مؤكداً أنه يؤيّد أن تتراوح هذه المدة ما بين 6 أشهر وعام، تجري خلالها مصالحة وطنية شاملة، والانتهاء من الدستور. وعن احتمال قبول البرادعي، أو أي من أعضاء الجبهة، منصب رئاسة الحكومة أو تولّي حقائب وزارية، قال موسى «إن القرار متوقف على طبيعة المشاورات، التي تجري بين الرئيس ومختلف الشخصيات، وبانتهائها سيتم الاعلان عن الموقف النهائي».
وبالنسبة إلى حزب «الوفد»، فقد شددت قياداته خلال اجتماعاتها المختلفة على ضرورة ابتعاد «جبهة الإنقاذ» وقياداتها عن تولي مناصب في الحكومة المقبلة، وأن يتم تشكيلها بناءً على الخبرة لا المحاصصة الحزبية، بحسب تصريحات ياسر حسان، عضو الهيئة العليا للحزب، لـ«الأخبار». وأكد حسان ضرورة أن تتولى رئاسة الحكومة شخصية تكنوقراط اقتصادية، مطالباً الرئاسة بضرورة ألا تصدر قرارات قبل التنسيق مع كافة القوى السياسية، منعاً لإحداث بلبلة في الرأي العام، مشيداً بتولي أحمد المسلماني منصب المستشار الاعلامي للرئيس.
على المستوى الميداني، تواصلت المسيرات والاعتصامات في مختف أنحاء مصر. وشاركت مسيرات انطلقت في مختلف المحافظات في فعاليات مليونية «شرعية الشعب»، لدعم مكتسبات «30 يونيو».
وكان اللافت إطلاق مسيرات غضب في ميادين مصر ضد الرئيس الأميركي باراك أوباما بسبب دعمه لجماعة الإخوان، ووقوفه في وجه الإرادة الشعبية. ورفع متظاهرو ميدان التحرير دمية كبيرة لأوباما في الساحة، وألبسوها «فستاناً أبيض كبيراً»، وكتبوا عليها «باي باي أوباما»، وأحرقوا صوراً للرئيس الأميركي.
في المقابل، احتشد عشرات الآلاف من أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي أمام دار الحرس الجمهوري، حيث وصلت عدة مسيرات تضم الآلاف من اعتصام رابعة عدوية، ووزع بعض الموجودين سترات على المشاركين كُتب عليها «مشروع شهيد». وأعلنت منصة «الحرس الجمهوري» أن «المهلة المحددة للإفراج عن مرسي ستنتهي الأحد (أمس)، مهدّدين باقتحام المقر، صباح اليوم، إذا لم يُفرَج عنه.

القرضاوي فدا مرسي

من جهة ثانية، أصدر الداعية يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، فتوى تقول «بوجوب تأييد الرئيس المصري المنتخب محمد مرسي»، وإبقاء الدستور مع ضرورة إتمامه، كما طالب كلاً من السيسي «ومن معه بالانسحاب حفاظاً على الشرعية والديموقراطية».
وتطرق القرضاوي إلى موقف شيخ الأزهر أحمد الطيب، فقال إن «الدكتور الطيب رئيس هيئة كبار العلماء، وأنا أحدهم، لم يستشرنا ولم نفوّضه ليتحدث باسمنا، وهو مخطئ في تأييده الخروج على الرئيس الشرعي للبلاد، وهو مخالف لإجماع الأمة... ليت الدكتور الطيب يتعامل مع الدكتور مرسي كما تعامل من قبل مع حسني مبارك! فلماذا يكيل بمكيالين؟ فهذا تخريب لدور الأزهر، الذي يقف دائماً مع الشعب، لا مع الحاكم المستبد». أما البابا تواضروس فقال عنه «لم يوكله الأقباط ليتحدث باسمهم، وقد كان منهم من شارك مع حزب الحرية والعدالة والأحزاب الإسلامية».

ملاحقة «الإخوان»

في غضون ذلك، توالت البلاغات النيابية ضدّ جماعة الإخوان ورئيسهم المخلوع، حيث قرر النائب العام المستشار عبد المجيد محمود إحالة بلاغ ضد مرسي على التحقيق في تهمة إهدار المال العام والاستيلاء عليه، والحصول على منفعة من أعمال وظيفته السابقة بدون وجه حق، وذلك عن طريق منح نفسه عدداً من الأوسمة التي يحصل بناءً عليها على مكافآت مالية من ميزانية الدولة شهرياً.
كذلك ذكرت مصادر قضائية مطّلعة أن النيابة العامة فتحت تحقيقات في كيفية اقتحام السجون أثناء ثورة «25 يناير»، والتي يتورط فيها مرسي و43 قيادياً من جماعة الإخوان المسلمين، وآخرون من حركة «حماس». وكانت النيابة المصرية قد قررت حبس النائب الاول للمرشد العام للإخوان المسلمين، خيرت الشاطر، والقيادي السلفي حازم صلاح أبو إسماعيل، 15 يوماً على ذمة التحقيقات في التحريض على قتل متظاهرين في محيط جامعة القاهرة الاسبوع الماضي.
كذلك قررت النيابة العامة ضبط وإحضار نائب رئيس حزب «الحرية والعدالة»، عصام العريان، والقيادي في الحزب محمد البلتاجي، إضافة إلى الداعية الاسلامي صفوت حجازي، لاتهامهم بالتحريض على قتل المتظاهرين أمام مكتب الإرشاد في المقطم.
في المقابل، قضت محكمة مصرية ببراءة 12 ناشطاً سياسياً من تهم التحريض على العنف والتعدي على جماعة الإخوان المسلمين والشرطة في الاشتباكات التي وقعت أمام مقر الإخوان الرئيسي قبل أربعة أشهر.
وقال مصدر قضائي إن «محكمة القاهرة الجديدة قضت ببراءة النشطاء السياسيين أحمد دومة وعلاء عبد الفتاح ونوار نجم و9 آخرين من الاتهامات بالتحريض على العنف والتعدي على جماعة الإخوان المسلمين والشرطة».
الى ذلك، نفت جماعة الإخوان المسلمين الأنباء التي تناقلتها بعض وسائل الإعلام حول تقديم عرض من محمد بديع، المرشد العام للجماعة، بسحب كل المتظاهرين في الشارع مقابل إطلاق سراح مرسي، وإعادته إلى منصبه وإلغاء جميع الإجراءات الانقلابية على الشرعية.


المستقبل

الرئاسة المصرية: توافق منطقي على زياد بهاء الدين رئيساً للوزراء والبرادعي نائباً لرئيس الجمهورية
قيادات طلابية من "الإخوان" تحذّر الجماعة من "دفع البلاد إلى الدم"
 
ناشدت قيادات طلابية في "الإخوان المسلمين" قيادات الجماعة أمس، "أن عودوا إلى رشدكم.. ولا تدفعوا البلاد إلى بحور من الدم وقودها وضحاياها نحن شباب الجماعة"، مع إعلان الرئاسة المصرية عن اتجاه قوي لتكليف الخبير الاقتصادي والقانوني زياد بهاء الدين تشكيل حكومة جديدة، والمنسق العام لجبهة الإنقاذ الوطني محمد البرادعي نائباً للرئيس المصري الموقت عدلي منصور للشؤون الخارجية.
وأعلن المستشار الإعلامي للرئاسة أحمد المسلماني أمس، ترجيح تولي البرادعي منصب نائب رئيس الجمهورية وبهاء الدين رئاسة الحكومة العتيدة. وأشار في اتصال هاتفي أجرته معه القناة الأولى في التلفزيون المصري مساء أمس، إلى أن التوافق المنطقي بشأن الشخصيتين في الموقعين المذكورين قد تحقق.
وشدد على أن هدف مؤسسة الرئاسة هو إقامة نظام متماسك وطني توافقي فضلا عن إقامة حكومة وطنية تكنوقراطية رفيعة المستوى تستطيع أن تنجز المهام المنوطة بها حتى يتم تجاوز المرحلة العصيبة التي يمر بها الوطن .
وحول المصالحة الوطنية، أكد المسلماني بدء مؤسسة الرئاسة في إجراء المصالحة الوطنية، مشيراً في الوقت ذاته إلى وجود أطراف لا ترغب في اتمام تلك المصالحة.
وأوضح المسلماني أن "جماعة "الإخوان المسلمين" في تقدير الرئاسة هي جماعة وطنية لها تاريخها، وأن ما حدث في ثورة 30 يونيو لا يعني إقصاء الإخوان المسلمين من الحياة السياسية".
وأكد البرادعي في مقابلة مع اسبوعية در شبيغل الالمانية نشرت أمس، على ضرورة اشراك الاخوان في رسم المستقبل السياسي لمصر.
وقال "ادعو الى اشراك الاخوان في العملية الديموقراطية"، مضيفا "يجب عدم احالة اي شخص الى القضاء بدون سبب مقنع. والرئيس السابق مرسي يجب ان يعامل باحترام".
وأياً كان من سيتولى تشكيل الحكومة الجديدة سيتعين عليه القيام بمهمة مزدوجة هي اصلاح الوضع المالي والاقتصادي، اذ سيرث بلداً على وشك الافلاس المالي، واعادة الاستقرار في وقت تتحول فيه الخلافات السياسية الى مواجهات دامية في الشوارع فضلا عن تزايد الهجمات المسلحة على قوات الجيش والشرطة والمنشآت العامة.
وفي آخر هذه الهجمات شن مسلحون مجهولون أمس هجوماً على حاجز عسكري في شمال شبه جزيرة سيناء قتلوا خلاله جندياً، بحسب مسؤول امني. واوضح المصدر ان الهجوم وقع بالقرب من مدينة العريش.
وفي شبه جزيرة سيناء التي تشهد اعمال عنف منذ اقصاء مرسي، ذكر شهود عيان ان ناشطين قاموا بتفجير انبوب للغاز يربط بين مصر والاردن. وقال الشهود ان الانفجار وقع بالقرب من مدينة العريش.
وفي مصر كذلك، أصدرت قيادات طلابية إخوانية بياناً أعلنت فيه تأسيس جبهة "أحرار الإخوان على موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك"، لمطالبة قيادات الجماعة بالسماح لشباب الإخوان بمغادرة الاعتصام الجبري لبعض الأعضاء في رابعة العدوية.
وأضافت انه "من هذا المنطلق نعلن نحن مجموعة من شباب الإخوان وقياداتها الشابة انشقاقنا ليس عن جماعة الإخوان، وإنما عن قياداتنا التي تدعونا إلى ما يخالف تعاليم الدين ومصلحة الوطن". وتابع البيان "نناشد قياداتنا أن عودوا إلى رشدكم وأعطونا الفرصة في التعبير عن أنفسنا بطريقة سلمية ولا تدفعوا البلاد إلى بحور من الدم وقودها وضحاياها نحن شباب الجماعة".
ونزلت حشود ضخمة من المصريين الاحد الى الشوارع في القاهرة وفي عدة محافظات استجابة لدعوة اطلقتها حركة تمرد لـ"الدفاع عن شرعية الشعب" التي يؤكدون انها السبب في اسقاط الرئيس المخلوع محمد مرسي وليس قرار الجيش بعزله.
وتظاهر مئات الالاف في القاهرة وفي معظم المحافظات المصرية تأييدا للخطوة التي قام بها الجيش الاربعاء الماضي بعزل مرسي.
وفي ميدان التحرير، رفع المتظاهرون لافتات كتب عليها "مصر شهدت ثورة وليس انقلابا"، كما رفعوا صور وزير الدفاع الفريق اول عبد الفتاح السيسي الذي عزل مرسي، وصورا اخرى للرئيس الاميركي باراك اوباما يظهر فيها بلحية طويلة ساخرين بذلك من موقف الادارة الاميركية التي يقول معارضو مرسي انها تؤيد جماعة الاخوان.
وحمل المتظاهرون كذلك علما مصريا ضخما كتب عليه "ارحل" وهو الشعار الرئيسي لتظاهرات الثلاثين من حزيران غير المسبوقة التي شارك فيها الملايين.
وحلقت في سماء القاهرة طائرات حربية راسمة بالدخان الملون في سماء الميدان علم مصر بالوانه الثلاثة، الاسود والاحمر والابيض، وقلوبا مما اثار حماسة المتظاهرين، كما القت الطائرات اعلاما مصرية على المتظاهرين.
وامام قصر الاتحادية الرئاسي، تصاعدت هتافات الاف المتظاهرين بقوة أثناء مرور المروحيات فوقهم، كما قامت طائرات عسكرية برسم علم مصر كذلك بالدخان الملون.
واثارت عروض الطائرات حماسة المتظاهرين فهتفوا اكثر من مرة "سيسي يا سيسي، مرسي مش رئيسي" و"الشعب خلاص اسقط النظام"، واطلقوا الالعاب النارية ونفخوا في صفارات كانوا يحملونها.
وتظاهر عشرات الالاف كذلك في الاسكندرية التي شهدت مسيرات كبيرة تجمعت في ميداني سيدي جابر (شرق) والقائد ابراهيم (وسط).
في المقابل، احتشد انصار مرسي في القاهرة في حي مدينة نصر (شمال) وفي الجيزة (جنوب) واغلقوا الطريق الرئيسية المؤدية الى مطار القاهرة، بحسب صحافيين.
وكان انصار مرسي دعوا الى الاحتشاد دفاعا عن "الشرعية" وقد تجمع الاف منهم امام دار الحرس الجمهوري في مصر الجديدة (شرق القاهرة) واغلقوا طريق صلاح سالم، وهو الطريق الرئيسي المؤدي الى مطار القاهرة، في الاتجاهين. واعلنوا انهم سيبقون في "اعتصام مفتوح" امام دار الحرس الجمهوري حتى عودة مرسي الى الحكم.
وقررت النيابة المصرية أمس، حبس النائب الاول للمرشد العام للاخوان خيرت الشاطر الرجل القوي في الجماعة، والقيادي السلفي حازم صلاح ابو اسماعيل 15 يوما على ذمة التحقيقات في التحريض على قتل متظاهرين في محيط جامعة القاهرة الاسبوع الفائت، حسبما قال مصدر قضائي.
وكانت الاجهزة الامنية القت القبض على الشاطر وابو اسماعيل مساء الجمعة بعد صدور قرارات ضبط واحضار بشأنهما من النيابة العامة.
وقتل 16 شخصا على الاقل وسقط عشرات المصابين في اشتباكات بين اهالي منطقة بين السرايات القريبة من جامعة القاهرة ومئات المناصرين للرئيس المصري المعزول المعتصمين في محيط جامعة القاهرة.
في المقابل برأت محكمة مصرية 12 ناشطا سياسيا من تهم التحريض على العنف والتعدي على جماعة الاخوان والشرطة في الاشتباكات التي وقعت امام مقر الاخوان الرئيسي قبل اربعة اشهر، حسبما صرح مصدر قضائي.
وقال المصدر القضائي ان "محكمة القاهرة الجديدة قضت ببراءة النشطاء السياسيين أحمد دومة وعلاء عبدالفتاح ونوارة نجم و9 اخرين من الاتهامات بالتحريض على العنف والتعدي على جماعة الاخوان والشرطة".
دولياً، رفض رئيس المفوضية الأوروبية خوسي مانويل باروسو أمس، وصف ما حدث في مصر بالانقلاب العسكري على الرئيس المنتخب محمد مرسي، معتبراً أن الديمقراطية يصنعها الديمقراطيون.
وقال باروسو في مؤتمر صحافي عقده بالعاصمة الجزائر في ختام زيارة رسمية استمرت يومين في رده حول ما إذا كان يعتبر أن ما حدث في مصر انقلاباً عسكرياً ضد رئيس منتخب بصورة ديمقراطية، إن الجيش المصري جاء لتصحيح الوضع في البلاد.
واعتبر باروسو أن الديمقراطية ليست انتخابات فقط، وإنما هي أيضاً قدرة الدولة على توحيد الشعب وليس تقسيمه. وقال إن الوضع أظهر وجود استقطاب حاد داخل المجتمع المصري وهو ما يفسر تدخل الجيش.
واعتبر باروسو أن الدرس الذي يؤخذ من الحالة المصرية هو أن الديموقراطية يصنعها الديموقراطيون في إشارة إلى رفضه لحكم الإخوان.
وكان البيت الابيض اعلن السبت ان الرئيس باراك اوباما "كرر القول ان الولايات المتحدة ليست منحازة ولا تدعم اي حزب سياسي او جماعة محددة في مصر".
وقالت الرئاسة الاميركية في بيان اوردت فيه ملخصا عما دار خلال اجتماع عقده اوباما مع فريقه للامن القومي وخصص لبحث الوضع في مصر ان "الولايات المتحدة ترفض رفضا قاطعا الادعاءات الكاذبة التي يروجها البعض في مصر ومفادها اننا نعمل مع احزاب سياسية او حركات محددة لاملاء العملية الانتقالية في مصر".
واضاف البيان انه "في هذه المرحلة الانتقالية ندعو جميع المصريين الى السير معا في مسيرة جامعة تسمح بمشاركة كل الجماعات والاحزاب السياسية".
وفي هذا الاطار حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس من ان مصر باتت على شفير حرب اهلية. ونقلت وكالات الانباء الروسية عن بوتين قوله خلال زيارة لكازاخستان "تشهد سوريا للاسف حربا اهلية ومصر تتجه على الطريق نفسه".
كذلك دافع رئيس الوزراء البريطاني السابق طوني بلير أمس، عن قرار الجيش المصري ازاحة الرئيس المنتخب ديموقراطيا، معتبرا ان البديل كان "الفوضى". وقال بلير لصحيفة "الاوبزرفر" ان "الاحداث التي ادت الى ازاحة الرئيس محمد مرسي وضعت الجيش المصري امام خيار بسيط: التدخل او الفوضى".

 

النهار

مصر أسيرة عروض القوة في الشارع - احتمال تعيين زياد بهاء الدين رئيساً للحكومة

عاشت القاهرة ومدن مصرية اخرى يوماً جديداً من عروض القوة بين مئات الآلاف من مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي من جماعة "الاخوان المسلمين"، ومئات الآلاف من مؤيدي خريطة الطريق التي اعلنها الجيش للانتقال السياسي. ونشر الجيش قواته في مناطق رئيسية من العاصمة للحؤول دون تصادم الجانبين. وليس بعيداً من الميدان، واجهت عملية الانتقال السياسي عقبة رئيسية عندما رفض حزب النور السلفي ترشيح الرئاسة الموقتة المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي لتولي منصب رئيس الوزراء الموقت، الامر الذي جعل الرئاسة تتراجع، ليبرز اسم الاقتصادي الليبرالي زياد احمد بهاء الدين بديلاً منه على ان يتولى البرادعي منصب نائب الرئيس الموقّت.
واحتشد عشرات الآلاف من المؤيدين لمرسي قرب دار الحرس الجمهوري في القاهرة وفي ميدان مسجد رابعة العدوية حيث يعتصمون. وأقام الجيش حاجزاً لابعاد المحتجين عن مدخل دار الحرس. ووصلت مسيرات حاشدة إلى ميدان النهضة أمام جامعة القاهرة، وامتدت الحشود في اتجاه ميدان الجيزة وناحية كوبري الجامعة. ووصلت مسيرات تضم آلاف المتظاهرين قادمين من اتجاه كلية الفنون التطبيقية وهم يهتفون "مرسي... مرسي"، ويرفعون أكفانهم على أيديهم ، مؤكدين أنهم سيعتصمون في الميدان الى حين تحقيق مطالبهم في "عودة الشرعية والتراجع عن الإجراءات الانقلابية".
كما احتشد انصار مرسي في حي مدينة نصر شمال القاهرة وفي الجيزة وجنوبها وأقفلوا الطريق الرئيسية المؤدية الى مطار القاهرة.
وفي المقابل، احتشد مئات الآلاف في ميدان التحرير بوسط القاهرة تعبيراً عن تاييدهم لاطاحة الجيش مرسي وللتنديد بالعنف الذي حصل اخيراً واسفر عن مقتل العشرات. ولوح المتظاهرون بالاعلام وانشدوا أغاني وطنية في الميدان. ورفع المتظاهرون لافتات كتب فيها: "مصر شهدت ثورة وليس انقلابا". كما رفعوا صور وزير الدفاع الفريق اول عبدالفتاح السيسي وصورا للرئيس الاميركي باراك اوباما يظهر فيها بلحية طويلة ساخرين بذلك من موقف الادارة الاميركية التي يقول معارضو مرسي انها مؤيدة لجماعة "الاخوان المسلمين". وخلال التجمع في الميدان، شاركت عشرات من الطائرات الحربية وطائرات الهليكوبتر في عروض جوية ومناورات اكروباتية.
وتظاهر الآلاف كذلك في الاسكندرية والمنوفية والمنصورة دعما لقرار الجيش عزل مرسي.
وقالت مصادر أمنية إن رجل شرطة قتل وإن ثلاثة آخرين بينهم ضابط جرحوا، كما أصيب مجند في الجيش في هجمات مسلحين بمدينة العريش عاصمة محافظة شمال سيناء قرب الحدود مع إسرائيل وقطاع غزة. ويعتقد أن متشددين إسلاميين استهدفوا خط أنابيب لتصدير الغاز الطبيعي إلى الأردن.
سياسياً، نقل التلفزيون الحكومي عن الرئاسة انه يرجح ان يكون الرئيس السابق لهيئة الرقابة المالية زياد بهاء الدين (48 سنة) رئيسا للحكومة الموقتة على ان يكون البرادعي مرشحاً لمنصب نائب الرئيس الموقت.
وأكد بهاء الدين انه تلقى اقتراحا من الرئاسة بتكليفه تأليف الكومة الموقتة. وقال إنه سيرد عليه اليوم.
 
السفارة السورية

على صعيد آخر، أصدرت وزارة الخارجية المصرية بياناً جاء فيه أن القاهرة ودمشق اتفقتا بعد قطع العلاقات الديبلوماسية بينهما على الاحتفاظ بعلاقات قنصلية عبر القنصلية المصرية في دمشق والقنصلية السورية في القاهرة، وذلك لرعاية مصالح البلدين. وأشارت إلى وجود أكثر من 160 ألف سوري في مصر، إلى آلاف المصريين في سوريا.
وفي وقت سابق قالت مصادر لقناة "روسيا اليوم" إن القسم القنصلي للسفارة السورية في القاهرة أعلن في 7 تموز معاودة عمله والبدء باستقبال طلبات المصريين وشكاوى المواطنين السوريين في مصر. وكان مرسي أعلن في 15 حزيران قطع العلاقات الديبلوماسية مع سوريا، واقفال السفارة السورية في القاهرة وسحب القائم بالأعمال المصري من دمشق.

الموقف الاميركي

وفي واشنطن، صرّح وزير الخارجية الأميركي جون كيري بأن "الولايات المتحدة ترفض رفضاً قاطعاً المزاعم الكاذبة والتي لا أساس لها من الصحة من جانب البعض في مصر بأن بلاده تؤيد جماعة الإخوان المسلمين أو أي حزب سياسي أو حركة مصرية بعينها". وقال إن الولايات المتحدة كانت دوماً ولا تزال ملتزمة العملية الديموقراطية في مصر، وليس أي حزب أو شخص. وأضاف: "نريد أن يجعل المصريون ديموقراطيتهم تعمل لمصلحة جميع المصريين وخيرهم. وفي هذا التوقيت الحساس، ندعو جميع الزعماء المصريين إلى التنديد باستخدام القوة ومنع مزيد من أعمال العنف بين مؤيديهم ونحض المتظاهرين على جعل تظاهراتهم سلمية". واكد ان "الولايات المتحدة تدين بقوة العنف من جميع الأطراف وتحض على التهدئة".
وصرح الناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" جورج ليتل بأن الاتصالات الهاتفية الثلاثة التي أجراها وزير الدفاع الأميركي تشاك هيغل الجمعة والسبت الماضيين مع نظيره المصري الفريق أول عبد الفتاح السيسي تخللتها مناقشة الأحداث الجارية في مصر، وأكد خلالها الحاجة إلى انتقال مدني سلمي في مصر، وأهمية الأمن للشعب المصري والدول المجاورة والمنطقة.
وقال رئيس هيئة الأركان الاميركية المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي في مقابلة مع شبكة "سي ان ان" الاميركية للتلفزيون إن "مصر بلد عظيم وتمثل حجر زاوية في الشرق الأوسط، وتتمتع بتاريخ وثقافة رائعين والعالم يحتاج إلى أن تكون مصر مستقرة".
واستبعد أعضاء في الكونغرس الأميركي ان توقف الولايات المتحدة المعونة التي تقدمها لمصر والبالغة قيمتها 1,5 مليار دولار سنوياً أكثرها مساعدات عسكرية في اي وقت قريب، على رغم عزل مرسي في خطوة وصفها المؤيدون له بانها انقلاب.
وقال عضو مجلس النواب الجمهوري مايك روجرز لـ"السي ان ان": "يجب ان نستمر في دعم الجيش،ـ فهو قوة الاستقرار الوحيدة في مصر التي اعتقد ان في امكانها تهدئة النزاع السياسي".

 

اللواء

«حرب الميادين» تشلّ مصر.. وتُعرقل الحكومة

إنشقاق في «الإخوان».. ومناصرو مرسي يُلقون الناس عن السطوح
عاشت مصر أمس يوما جديدا من الانقسام والعنف ودارت جولة أخرى من الاشتباكات بين الإخوان ومعارضيهم فيما كانت الساحة المصرية والعربية والإسلامية تعبر عن صدمتها بمشاهد (فيديو) لمناصرين للرئيس يلقون بأناس يعارضونهم من على سطوح بعض المباني، كما عاد جرح سيناء إلى النزف مع قتل أحد المجندين بيد مسلحين مجهولين، وأمام ما يجري لم يجد بعض شباب الإخوان بداً من إعلان تأسيسي «جبهة أحرار الإخوان» التي تدعو للعودة إلى مبادئ مؤسس الجماعة الشيخ حسن البنّا والتبرؤ من القيادات التي انحرفت عن منهجه وذهبت إلى «ما يخالف تعاليم الدين ومصلحة الوطن»، وترافق ذلك مع مخاض عسير للحكومة العتيدة دخلت فيه أسماء المرشحين بورصة «هذا وسطي وهذا استفزازي» لهذا المعسكر أو ذاك، وأمام معارضة حزب النور لاسم محمد البرادعي كرئيس للوزراء، تنازل الأخير عن هذه الفرصة ورشح اسم الاقتصادي زياد بهاء الدين لشغل المهمة على أن يكتفي هو بمنصب نائب الرئيس للشؤون السياسية.
وانطلقت في القاهرة مظاهرات نظمها معارضو الرئيس المعزول محمد مرسي ومؤيدوه واندلعت اشتباكات بين الجانبين في منطقة المنيل وفي الاسكندرية.
ورفع المتظاهرون المعارضون لمرسي لافتات كتب عليها «مصر شهدت ثورة وليس انقلابا» كما رفعوا صور وزير الدفاع الفريق اول عبد الفتاح السيسي وصورا للرئيس الاميركي باراك اوباما يظهر فيها بلحية طويلة ساخرين بذلك من موقف الادارة الاميركية التي يقول معارضو مرسي انها مؤيدة لجماعة الاخوان.
ومع حلول المساء لم يكن هناك موطئ قدم في ميدان التحرير الذي غص بالمتظاهرين المعارضين لمرسي.
كما شوهدت حشود ضخمة من معارضي الإخوان أمام قصر الاتحادية (قصر الرئاسة).
وتظاهر الالاف كذلك في الاسكندرية والمنوفية والمنصورة دعما لقرار الجيش عزل مرسي.
في المقابل، احتشد انصار مرسي في حي مدينة نصر (شمال) وفي الجيزة (جنوب) واغلقوا الطريق الرئيسية المؤدية الى مطار القاهرة.
وكان انصار مرسي دعوا الى الاحتشاد دفاعا عنه وتجمع الاف منهم امام دار الحرس الجمهوري في مصر الجديدة (شرق القاهرة) واغلقوا طريق صلاح سالم وهو الطريق الرئيسية المؤدية الى مطار القاهرة في الاتجاهين.
واعلنوا انهم سيبقون في «اعتصام مفتوح» امام دار الحرس الجمهورية حتى عودة مرسي الى الحكم.
ومساء أفيد عن مقتل مجند من حرس الحدود في هجوم مسلح في العريش بشمال سيناء.
كما أقدم مسلحون على بتفجير انبوب للغاز يربط بين مصر والاردن.
وقال الإعلام المصري إن الحريق الذي نشب اثر التفجير تمت السيطرة عليه دون سقوط قتلى.
في هذا الوقت أعلنت قيادات طلابية إخوانية عن تأسيس جبهة أحرار الإخوان، لمطالبة قيادات الجماعة بالسماح لشباب الإخوان بمغادرة الاعتصام الجبري لبعض الأعضاء في رابعة العدوية.
وأضافت «الجبهة» في بيان لها على موقع فيس بوك «قالها إمامنا حسن البنا منذ أكثر من ثلاثين عامًا واليوم نقولها نحن أحرار جماعة الإخوان فنحن نتبرأ أمام الله والشعب المصري مما يدعوننا إليه أولئك القيادات التي تناست تعاليم إمامنا البنا وما نشأت من اجله تلك الفكرة التى تربينا على إعلاء شأنها لإعلاء شأن الدين».
وتابع البيان «ومن هذا المنطلق نعلن نحن مجموعة من شباب الإخوان وقياداتها الشابة انشقاقنا ليس عن جماعة الإخوان وإنما عن قياداتنا التي تدعونا إلى ما هو يخالف تعاليم الدين ومصلحة الوطن».
سياسيا نقلت مصادر مطلعة عن منسق جبهة الانقاذ الوطني محمد البرادعي أنه اعتذر عن تولي منصب رئاسة الوزراء بعد تحفظ حزب النور عليه في هذه المرحلة الحساسة.
واقترح البرادعي لرئاسة الحكومة اسم الاقتصادي زياد بهاء الدين على أن يكتفي هو بمنصب نائب الرئيس للشؤون الخارجية.
وقال القيادي في حزب النور نادر بكار «موقفنا بسيط. هناك سببان لرفض البرادعي. نحن بحاجة لإنهاء الاستقطاب في الشارع. نحن بحاجة إلى شخصية تكنوقراطية اقتصادية (...) لا يمكن الحديث عن المصالحة الوطنية ثم نضع اشد خصوم مرسي رئيسا للوزراء».
وفي وقت لاحق مساء أعلن المستشار الاعلامي للرئيس المصري المؤقت عدلي منصور « ترجيح تعيين البرادعي نائبا للرئيس وزياد بهاء الدين رئيسا للوزراء».
في هذا الوقت نفى سفير مصر لدى واشنطن محمد توفيق أمس وقوع اي انقلاب عسكري في بلاده واوضح ان الجيش اضطر للتدخل حتى لا يخرج العنف في الشوارع عن السيطرة.
وكان بارزا أمس موقف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي حذر من ان مصر باتت على شفير حرب اهلية. ونقلت وكالات الانباء الروسية عن بوتين قوله خلال زيارة لكازاخستان «تشهد سوريا للاسف حربا اهلية ومصر تتجه على الطريق نفسه». واضاف «كنا نود ان يتفادى الشعب المصري المصير ذاته».

 

السفير

السلفيون يعرقلون «خريطة المستقبل» برفض البرادعي وزياد بهاء الدين
مصر: «الميدان» يحصّن «الشرعية الثورية»
 
القاهرة ـ محمد هشام عبيه وعمرو بدر:

حتى ليل أمس، كانت الكلمة ما زالت للثورة، حيث تدفق الملايين إلى ميدان التحرير وباقي ميادين مصر للدفاع عن «الشرعية الثورية»، بانتظار حل الخلاف المستجد بين حركة «تمرّد» و«حزب النور» السلفي على خلفية رفض الأخير ترشيح رئيس «حزب الدستور» محمد البرادعي لرئاسة الحكومة في المرحلة الانتقالية، فيما بدا «الإخوان» شبه معزولين في ميدان رابعة العدوية وأمام دار الحرس الجمهوري، وبعض البؤر الأخرى في القاهرة والمحافظات، بانتظار تدخّل أميركي ينقذ رئيسهم المعزول، مراهنين على سيناريو تتضاءل احتمالات نجاحه يوماً بعد يوم، في ظل الانقسام الأميركي حول طبيعة ما جرى في مصر خلال الأسبوع الماضي، والاعتراف الأوروبي بأن ما تشهده مصر ليس «انقلاباً عسكرياً».
في القاهرة، امس، مشهدان اختزلا حراك الشارع المصري بعد أسبوع على «ثورة 30 يونيو». الأول أمام منصة رابعة العدوية حيث يعتصم مؤيدو الرئيس المعزول محمّد مرسي منذ أسبوع، والثاني في ميدان التحرير، حيث جدد المصريون دعمهم للعهد الجديد.
الفريقان حرّكهما ما تردد صباحاً، من أن ثمة اقتراحاً أميركياً بأن يعود مرسي إلى الرئاسة ليوم واحد، ويقدم بعده استقالته، مبرراً ذلك بحفظ دماء المصريين. ولذلك فقد سعى المعسكران لحشد الشارع، لتوجيه رسائل «عددية» إلى الأميركيين.
الاقتراح الأميركي، كما قيل، يستهدف تجنيب مصر سيناريو «الحرب الأهلية»، التي انضم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى طابور الزعماء الدوليين المحذرين منها، ويخرج جماعة «الإخوان» بخسارة محتمل قبولها، ليتم على أساس ذلك إشراكها في «خريطة المستقبل» للمرحلة الانتقالية... أما الصعوبة والمشكلة في ذلك الاقتراح فهما مصير القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول عبد الفتاح السيسي.
الفريقان كانا يحشدان بقوة، وبسلمية لافتة، وواصلا الحضور في الميادين، من دون أن يظهر حتى الليل أثر لذلك الاقتراح.
على منصة رابعة العدوية، سأل الخطيب: «هل تعرفون كم من إخوانكم يتجهون إلى دار الحرس الجمهوري؟»، ليجيب صارخاً: «أربعة ملايين من إخوانكم ذهبوا ولن يعودوا إلا والرئيس مرسي معهم»، فيردد الحشد: «الله أكبر، مرسي رئيسنا». بعدها بنصف ساعة، أعاد الرجل السؤال، فأجاب: «ثلاثة ملايين في (ميدان) النهضة، وأربعين مليوناً في باقي المحافظات» فيرد الحشد عليه «ولسه.. ولسه».
على المقلب الآخر، كان معتصمو ميدان التحرير وقصر الاتحادية يرفعون لافتات موجهة مباشرة إلى الرئيس الأميركي باراك أوباما، تصفه بـ«راعي الإرهاب»، وترفض تدخله، وانحيازه لـ«الإخوان»، وهو مشهد تكرر في كل الميادين، من سيدي جابر في الاسكندرية، مروراً بالمحلة والمنوفية والمنصورة وصولاً إلى السويس وبور سعيد والاسماعيلية.
وبحلول ساعات المساء الأولى، كانت الرسالة واضحة: ملايين المصريين هتفوا: «نعم للشرعية... الثورية».
في مقابل ذلك، اصطدم التحوّل السياسي في مصر بأولى العقبات، بعدما نجح «حزب النور» السلفي، ثاني أكبر فصيل إسلامي بعد «الإخوان المسلمين»، في إزاحة مؤسس «حزب الدستور» محمد البرادعي من منصب رئيس الحكومة، إلى منصب نائــــب رئيس الجمــــهورية للشؤون الخارجية.
وكان المصريون قد استبشروا خيراً، مساء أمس الأول، بعدما أكدت مصادر رسمية تكليف محمد البرادعي تشكيل الحكومة الانتقالية، وهو ما ترافق مع تسريبات عن التشكيلة الوزارية (ترددت معلومات عن تعيين جمال فهمي وزيراً للخارجية، وخالد علي وزيراً للقوى العاملة، وأحمد النجار وزيراً للمال، وذلك بعدما تأكد تعيين الكاتبة سكينة فؤاد مستشارة في رئاسة الجمهورية لشؤون المرأة).
ولكن سرعان ما أصدر «حزب النور» بياناً أعرب فيه عن رفضه تكليف البرادعي تشكيل الحكومة الجديدة، وهو ما دفع برئاسة الجمهورية إلى إصدار بيان، بعد منتصف الليل، تنفي فيه تكليف أي شخصية حتى الآن بتشكيل الحكومة.
ووضع «حزب النور» النظام السياسي الجديد أمام اختبار صعب ومعقّد، بعدما اختار فكرة «المصالحة الوطنية»، ووضعها على المحك، مهدداً بالانسحاب من العملية السياسية إذا كلف البرادعي برئاسة الحكومة، ما يعني أن العهد الجديد سيفتقد تماما أي «غطاء إسلامي».
وقال عضو المجلس الرئاسي في «حزب الــــنور» عبدالله بدران إن رفض الحزب تولي البرادعي رئاسة الحكــــومة ينطـــلق من أن المرحلة الحالية تحتاج إلى ترشيح أسماء تــــلقى قدرا كبيرا من التــــوافق لدى القوى الســـياسية والشعبية، وأن تكون ذات سمعة كبـــيرة من الاستقلالية الحــــزبـــية والسياسيـــة بما يمهّد الأجـــواء للمصالحة الوطــنية الحقيــقية.
وكان الاسلاميون قد شنوا عبر مواقع التواصل الاجتماعي حملة شديدة على البرادعي بعد الثورة التي أسقطت حسني مبارك في شباط العام 2011، واتهموه بأنه وافق على زواج ابنته من مسيحي، وهو ما نفاه البرادعي، مؤكدا أن ابنته تزوجت بريطانياً بعدما أشهر إسلامه في الأزهر، وعقد قرانه عليها طبقا لتعاليم الإسلام.
وفيما حاولت حركة «تمرّد»، التي رشحت البرادعي لرئاسة الحكومة، إقناع «حزب النور» بقبول خيارها، وذلك خلال اجتماع عقد بين الطرفين مساء أمس، طرح أهل الحكم الجديد تسوية تقضي بتعيين البرادعي نائباً لرئيس الجمهورية للشؤون الخارجية، استناداً إلى علاقاته الدولية المتعددة، وتكليف القيادي في «الحزب المصري الديموقرطي الاجتماعي» زياد بهاء الدين بتشكيل الحكومة الانتقالية.
وقال المتحدث باسم الرئاسة المصرية أحمد المسلماني، في تصريح لقناة «اون تي في»، إنه «بنسبة غالبة، سيتم تعيين زياد بهاء الدين رئيسا للوزراء والدكتور البرادعي نائبا للرئيس».
لكن «حزب النور» سارع أيضاً إلى رفض ترشيح بهاء الدين، مستنداً إلى الذريعة ذاتها، التي رفض على أســــاسها البرادعي، وهي أن بهاء الدين شخصية حزبية، بحكم انتمائه إلى «الحزب المصري الديموقراطي الاجتماعي».
من جهة ثانية، قال أعضاء في الكونغرس الأميركي إنه ليس من المرجح أن توقف الولايات المتحدة المعونة التي تقدمها لمصر (1.5 مليار دولار سنوياً)، برغم عزل مرسي. وقال عضو مجلس النواب الجمهوري مايك روجرز لشبكة «سي.ان.ان» إن «علينا أن نستمر في دعم الجيش، فهو قوة الاستقرار الوحيدة في مصر التي أعتقد أن بإمكانها تهدئة النزاع السياسي».
واتفق مشرعون آخرون على ضرورة أن تتوخى واشنطن الحذر في تعاملها مع الوضع المضطرب في مصر وهي تحاول الانتقال إلى حكم ديموقراطي.
وفي الجزائر، رفض رئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروسو وصف ما حدث في مصر بالانقلاب العسكري، معتبراً أن «الديموقراطية يصنعها الديموقراطيون».
ورأى أن «الجيش المصري جاء لتصحيح الوضع في البلاد»، مشيراً إلى ان «الديموقراطية ليست انتخابات فقط، وإنما هي أيضاً قدرة الدولة على توحيد الشعب لا تقسيمه».

 

الموضوعات المدرجة ضمن هذه الصفحة تعرض للقارئ أبرز ما جاء في الصحف, وموقع المنار لا يتبنى مضمونها