قيادي سابق من مؤسسي التنظيم العالمي يتحدث" التنظيم العالمي أشبه بتنسيقية....
قيادي سابق من مؤسسي التنظيم العالمي يتحدث: التنظيم العالمي أشبه بتنسيقية..
تمر جماعة الإخوان المسلمين بفترة مصيرية هذه الأيام أتت بعد عامين مما اصطلح على تسميته بالربيع العربي، ووصول الجماعة الى سدة الحكم في أكثر من بلد عربي خصوصا في مصر البلد العربي والأفريقي الأهم، وبعد انتعاش آمال الجماعة في قدرتها على السيطرة على الحكم في أكثر من بلد عبر الحراك الشعبي المعارض للأنظمة الحاكمة او عبر الدخول في صراع مسلح، كما حصل في سوري ، وما هو متوقع حدوثه في مصر .
ويبدو ان جماعة الإخوان المسلمين كانت متأكدة من قرب سيطرتها على الأوضاع في أكثر من بلد ، وهي عملت من هذا المبدأ طيلة الأشهر الماضية خصوصا في مصر حيث تفاجأت الجماعة بنزول الحشود المعارضة لها الى الشارع ، ومسارعة الجيش المصري لالتقاط الفرصة والانحياز الى جانب أنصار المعارضة التي تظاهر أنصارها بالملايين ، وأدت مظاهراتهم الى قيام الجيش بعزل الرئيس محمد مرسي ، وبالتالي فقد تنظيم الإخوان المسلمين الحكم في مصر البلد الركن والأساس في منظومة الإخوان والتي قد يجر فقدان الحكم فيها الى وضع كارثي على الإخوان المسلمين في باقي الدول العربية ، اولها في قطاع غزة. وقد بدأت علامات التراجع هذه في المعارضة السورية عبر قبول جماعة الاخوان المسلمين بمرشح السعودية (أحمد عاصي الجربا) بعد ان كانوا رفضوه سابقا برغم سعي قطر الحثيث لانتخاب (مصطفى الصباغ) رئيسا للإئتلاف المعارض بعد استقالة أحمد معاذ الخطيب.
وتشهد التجربة الحالية نقاشات واسعة داخل القيادات القُطرية في كل بلد خصوصا التجربة المصرية التي اعتبرتها الفروع القُطرية التجربة الأم والتي إن نجحت نجح مشروع الإخوان في تشكيل قوس حكم قوي من اسطنبول الى القاهرة مرورا بدمشق وغزة ولبنان ، هذا فضلا عن وصول النهضة الى الحكم في تونس وتصدرها المشهد الإعلامي والسياسي في الكثير من ساحات الصراع التي دخلتها الجماعة خصوصا في سوريا. وحول وضع الجماعة كتنظيم دولي او التنظيمات القطرية يتحدث الى موقع المنار قيادي سابق في جماعة الإخوان المسلمين من مؤسسي التنظيم الدولي ، ومن الأشخاص الأوائل الذين قدموا البيعة السرية لمجلس الإرشاد في مصر، وبالتالي للتنظيم المصري كقائد للتنظيمات القُطرية في وعاء التنظيم الدولي.
يقول القيادي السابق والعضو المؤسس للتنظيم العالمي أن التنظيم العالمي للإخوان ليس له أية فعالية جدية على الأرض ، وهو أشبه بتنسيقية منه بتنظيم جدي، مضيفا أن التنظيم العالمي مؤلف من فرعين:
أ - مجلس الشورى
ب - مكتب الإرشاد
مجلس الشورى هو مؤسسة صورية انتهت عمليا منذ سنوات حسب القيادي ، وكانت في بدايات تأسيس التنظيم العالمي تعقد جلساته على مستوى مسؤول الجماعة في كل قطر والذي يُطلق عليه لقب (المراقب) ومساعد له ، غير انه في السنتين الأخيرتين لم يعقد اي اجتماع لمجلس الثورى بسبب الأحداث العربية ، ووصول الفرعين المصري والتونسي الى الحكم الذي له شروطه وظروفه ومصالحه بعيدا عن سنوات المعارضة التي كانت اجتماعات الجماعة خلالها أكثر تنظيما وأكثر ولائية بسبب الاستبعاد والاضطهاد الذي كانت تشعر به الجماعة في العالم العربي.
أما مكتب الإرشاد فهو صيغ على مقياس التنظيم المصري ليمكنه من السيطرة على التنظيمات القُطرية ، وهو يتألف من 14 عضوا بينهم المرشد العام ومنهم ثمانية أعضاء من مصر البلد الأم بالاضافة الى المرشد ليصبح العدد تسعة من أصل اربعة عشر عضوا والخمسة أعضاء الباقون يتوزعون على الأقاليم.
المسؤول الإخواني يقول ان التنظيم العالمي أنشئ في نهاية سبعينات القرن الماضي ، وتمت مبايعة المرشد العام في مصر مبايعة سرية ، وكان اول المبايعين من تونس ، ويضم التنظيم العالمي خمس دول غير مصر وهي ( تونس ، ليبيا، الأردن، لبنان، وسوريا). ويعتبر الليبيون الأكثر غبنا في هذه التركيبة ، كما ان للجماعة علاقات وثيقة مع كل من الجماعة الإسلامية في باكستان وحزب العدالة والتنمية في تركيا.
ويشرح المسؤول الإخواني العلاقة بالقرضاوي قائلا انه كان عضوا في الجماعة ، ولكن ليس له أي نفوذ في التنظيم مضيفا أن علاقة القرضاوي مع قطر اختارها هو طمعا بالسلطة وبغيرها، ولم يكن الأمر من تخطيط جماعة الإخوان المسلمين ، واعتبر ان القرضاوي رجل القصر في قطر ، ويتماهى مع السياسة القطرية قبل أي شيء.
الجزء الثاني: الإخوان وتجربة الحكم في مصر