أبرز ما جاء في الصحف والمواقع الأجنبية ليوم الخميس 11-07-2013
أبرز ما جاء في الصحف والمواقع الأجنبية ليوم الخميس 11-07-2013
التايمز البريطانية: وكالات استخباراتية تحذر من خطورة وقوع أسلحة كيماوية بيد عناصر إرهابية متطرفة
ذكرت صحيفة التايمز البريطانية اليوم الخميس أن ترسانة الأسلحة الكيماوية التي يمتلكها الرئيس السوري بشار الأسد تشكل تهديدا خطيرا بل كارثة على الأمن القومي البريطاني. وأوضحت الصحيفة في تقرير أوردته على موقعها الالكتروني أن رؤساء وكالات استخباراتية حذروا من أن خطورة وقوع مخزون الأسلحة الكيماوية في يدي عناصر إرهابية متطرفة في سوريا أو أتت إلى سوريا للقتال يمثل كارثة على منطقة الشرق الأوسط بأكملها والأمن القومي البريطاني. وذكرت الصحيفة أن مدير جهاز الاستخبارات السرية جون ساويرز ابلغ لجنة الاستخبارات في البرلمان البريطاني بان المشكلة قد تتأزم للغاية عندما ينهار نظام الرئيس السوري بشار الأسد ما يضعف عمليان السيطرة على مخزونات الأسلحة الكيماوية. ونوهت الصحيفة أن اللجنة جمعت شهادات ودلائل من قبل عملاء تجسس ومحللين ووزراء لتقريرها السنوي الذي أكد على أن عواقب حصول المتشددين المرتبطين بحركة تنظيم القاعدة على مخزونات نظام الرئيس بشار الأسد من غاز السارين وغاز الأعصاب ومادة الريسين وغاز الخردل، ستكون "كارثية". وأشارت الصحيفة إلى أن اللجنة، التي تشرف كذلك على عمل أجهزة الاستخبارات البريطانية،دعت الحكومة إلى تسريع جهود معالجة تهديدات الهجمات المعلوماتية "المقلقة". وفى تقرير آخر للصحيفة ، قالت التايمز أن هناك مخاوف إرهابية حيال الجهادين البريطانيين الذين يقاتلون في سوريا حيث يقاتل ما يزيد عن مائة بريطاني بجانب جماعة جبهة النصرة المسلحة التابعة لتنظيم القاعدة . وأشارت الصحيفة إلى أن حالة المخاوف والقلق تتزايد من أن يتلقى بعض الجهاديين البريطانيين أوامر العودة إلى بلادهم لتنفيذ هجمات إرهابية خطيرة تضر بالأمن القومي
الغارديان البريطانية: نظام جبهة النصرة
نشرت صحيفة الغارديان على صفحتها الأولى تحقيقاً خاصاً لغيث عبد الأحد تحت عنوان "وسط كل الانفلات في سوريا هناك نظام لكنه يسمي جبهة النصرة". ويروي المحرر كيف أن مقاتلي جبهة النصرة قد أقاموا نظاما خاصا بهم في منطقة الشدادي شرقي سوريا حيث يحكمون السيطرة على موارد الغذاء والوقود والمياه. ويقول عبد الأحد إن قادة جبهة النصرة التي ترتبط بعلاقات مع تنظيم القاعدة يفتخرون بأنهم تمكنوا من إقرار نظام صارم من توزيع حصص الغذاء وكيف أن الأمن مستتب في المدينة فيما يعتبرونه نواة لإقامة خلافة إسلامية سورية.ويقول المراسل إن ما يحدث في الشدادي يخالف كثيرا ما اعتاد على إقامته المقاتلون الإسلاميون في مناطق أخري حيث يلجأون إلي المناطق الفقيرة المحرومة والجبلية النائية لإقامة ما يقال أنه خلافة إسلامية. لكن منطقة الشدادي تتمتع بحقول القمح الواسعة وموارد النفط وحقول الغاز وأساطيل من السيارات المسروقة من الحكومة السورية. ويفتخر أحد قادة جبهة النصرة بأنهم يقومون بإيصال الخبز جاهزا إلى كل شارع في المدينة كما يتمتع السكان بالكهرباء والمياه المجانية وإضافة إلى ذلك تقوم جبهة النصرة بتقديم الخدمات الصحية إلى سكان البلدة عن طريق عيادة طبية صغيرة تقدم الخدمات الصحية مجانا للسكان دون الأخذ في الاعتبار ما إذا كانوا قد اقسموا قسم الولاء للإمارة.ويختم كاتب المقال بالقول "يقوم مقاتلو النصرة بحفظ الأمن بتطبيق الشريعة الإسلامية علي يد عدد من القضاة الذين تم تعيينهم مؤخرا لكن سكان المدينة يشكون من سيطرة جبهة النصرة علي جميع مناحي الحياة لدرجة أنهم يمكن أن يسيطروا حتى على الهواء لو استطاعوا إلى ذلك سبيلا".
الفرنسية: دور الدوحة يتراجع لصالح الرياض في الشرق الأوسط
يبدو أن دور قطر، الداعم الأكبر لجماعة الإخوان المسلمين، بدأ يتراجع على الساحة الإقليمية لصالح السعودية التي باتت تمسك بزمام المبادرة في الملفات الرئيسية مثل مصر وسوريا. وأدى قرار الجيش المصري عزل الرئيس الإسلامي محمد مرسي، وانتخاب مقرب من السعودية رئيسًا للمعارضة السورية هو أحمد عاصي الجربا، واستقالة رئيس الحكومة السورية المؤقتة غسان هيتو المحسوب على قطر إلى تحجيم طموحات الدوحة. وقال المحلل الكويتي عايد المناع لفرانس برس إن "قطر حاولت تولي دور القيادة في المنطقة لكنها تجاوزت حدودها عبر تبنيها علانية للاخوان المسلمين في مصر وسوريا وغيرها من دول الربيع العربي". ويؤيد هذا الرأي جوناثان ايال رئيس قسم العلاقات الدولية في "رويال يونايتد سرفيسز انستيتوت" في بريطانيا. ونقلت عنه صحيفة "ناشونال" الاماراتية قوله الثلاثاء أن "دبلوماسية قطر الشرق أوسطية انحسرت اليوم فهي لم تنجح في ليبيا كما أنها فشلت في سوريا وتشهد انهيارا في مصر". وأضاف المناع أن القطريين، بعد أن أدركوا الأضرار الناجمة عن سياستهم، "عملوا على خفض مستوى اندفاعهم" الذي حده التغيير في رأس هرم الحكم مع تخلي الشيخ حمد بن خليفة ال ثاني المفاجئ عن العرش لصالح نجله الشيح تميم وإبعاد مهندس دبلوماسية الإمارة الصغيرة الشيخ حمد بن جاسم ال ثاني. وتابع "بالتالي، استعادت السعودية الحليف التاريخي للولايات المتحدة في المنطقة، دورها السابق". والمؤشر على هذه العودة القوية، إعلان السعودية والإمارات الثلاثاء عن مساعدات لمصر بحجم خمسة مليارات وثلاثة مليارات دولار على التوالي، كما أن هذين البلدين كانا من أوائل الذين قدموا التهنئة للرئيس المصري الموقت عدلي منصور إثر عزل محمد مرسي.
المونيتور: "كاريش" أول نزاع إسرائيلي-لبناني على الغاز
في الخامس من تموز الجاري أعلن وزير الطاقة في الحكومة اللبنانيّة المستقيلة جبران باسيل، أنه للمرّة الأولى بات هناك خطر فعلي من أن تعمد إسرائيل مباشرة أو بالنتيجة العمليّة لتنقيبها عن الغاز في البحر الأبيض المتوسط، إلى سرقة حصّة لبنان من هذه المادة. وفي الثامن من تموز قام باسيل بجولة على المسؤولين الرسميّين في الدولة اللبنانيّة، رئيس الجمهوريّة ورئيسَي الحكومة والبرلمان، طالباً منهم المسارعة إلى عقد جلستَين استثنائيّتَين لمجلس الوزراء وكذلك للبرلمان، لإقرار ما تبقّى من مراسيم تطبيقيّة ومن قوانين لازمة لمباشرة لبنان عمليّة تلزيم الشركات الدوليّة عمليّة التنقيب عن الغاز في المنطقة الاقتصاديّة الخالصة العائدة إليه في المتوسط. فهذه هي الوسيلة الوحيدة للإسراع في حفظ حقّ لبنان في ثروته البحريّة ومنع ذهابها إلى جهّة أخرى. مصدر مسؤول في وزارة الطاقة اللبنانيّة أوضح لموقع "المونيتور"، أن المشكلة التي أثارها الوزير لم تكن مطروحة حتى الفترة الأخيرة. ذلك أن إسرائيل كانت حتى الآن تعمل على مكامن متوقّعة للتنقيب عن غازها، في حقول "ليفياتان 1" و"دولفين 1" و"داليت 1" و"تامار" و"تانين 1". علماً أن جميع هذه الحقول والمكامن بعيدة نسبياً عن المنطقة الاقتصاديّة الخاصة بلبنان في المتوسط. ذلك أن أقربها وهو "تانين 1" يبعد عشرات الكيلومترات عن حدود المنطقة اللبنانيّة، ولا تأثير لأي تنقيب فيه على المنطقة اللبنانيّة وثرواتها. غير أنه في الأسابيع القليلة الماضيّة، أعلنت إسرائيل عن نيّتها البدء بالتنقيب في حقل جديد، أطلق عليه اسم "كاريش 1". والللافت في هذا الحقل أن مساحته مقدّرة بنحو 150 كيلومتراً مربّعاً، وتشير تقديرات المسح إلى احتمال أن يحتوي على كميّات تتراوح ما بين 1.5 و 2 تريليون قدم مكعّب من الغاز. لكن الأهم أن هذا الحقل قريب جداً من الحدود الفاصلة بين المنطقتَين الاقتصاديّتَين الخاصتَين بكلّ من إسرائيل ولبنان. ذلك أن أبعد نقطة منه تقع على بعد يتراوح ما بين 15 و17 كيلومتراً من حدود المنطقة اللبنانيّة، أما أقرب نقطة منه فتقع على مسافة نحو 4 كيلومترات فقط من حدود المنطقة اللبنانيّة.
وأوضح المصدر اللبناني المسؤول في وزارة الطاقة، أن هذا الحقل الإسرائيلي الجديد بات على تماس غازي مع بلوكَين اثنَين من البلوكات الثلاثة التي تشكّل حدود المنطقة اللبنانيّة مع المنطقة الإسرائيليّة في المتوسط. علماً أن المنطقة الاقتصاديّة الخاصة بلبنان ومساحتها نحو 22 ألف كيلومتر مربّع، باتت مقسّمة بحسب المسوحات التي أجرتها وزارة الطاقة اللبنانيّة، إلى 10 بلوكات. ثلاثة منها تقع على حدود المنطقة الإسرائيليّة، وهي البلوكات 8 و9 و10 بحسب تسمياتها من الغرب إلى الشرق أو من عمق البحر المتوسط إلى البرّ اللبناني. وأكّد المصدر نفسه أن حقل "كاريش 1" يبعد 4 كيلومترات فقط عن البلوك رقم 8 ويبعد 6 كيلومترات عن البلوك رقم 9، كذلك يبعد 9 كيلومترات عن مكمن غازي تمّ مسحه في البلوك اللبناني رقم 9. وتابع المصدر اللبناني المسؤول أنه في حقل "تامار" الإسرائيلي الذي تبلغ مساحته نحو 250 كيلومتراً مربّعاً والذي تشير التقديرات إلى احتوائه على نحو 8 إلى 10 تريليون قدم مكعّب من الغاز، أقامت إسرائيل حتى الآن 5 آبار. وعلى هذا القياس، يتوقّع أن تقيم في حقل "كاريش 1" ما بين 3 إلى 4 آبار. ويتوقّع أن يكون واحد أو اثنان من هذه الآبار على أقل تقدير إلى شمال الحقل المذكور، وبالتالي على مسافة مؤثّرة من ثروة لبنان من الغاز.
وأوضح المصدر أن مجرّد الحفر في تلك الآبار عامودياً قادر على التأثير على ثروة لبنان من الغاز في البلوك اللبناني رقم 9، وتحديداً في أحد مكامنه الممسوحة. ذلك أن التكوينات الجيولوجيّة الحاوية للغاز الطبيعي تحت سطح البحر، متواصلة في هذه المنطقة. وبالتالي يكفي حفر أي بئر بشكل عامودي للتأثير على المنطقة المحاذية. لكن الأخطر بحسب المصدر الوزاري اللبناني، هو كون تقنيات الحفر الحديثة للآبار تسمح بحفر منحرف أو حتى أفقي. وقد تصل مسافة هذا النوع من الحفر إلى نحو عشرة كيلومترات أو أكثر. وبالتالي فإن أي حفر منحرف أو أفقي في حقل "كاريش 1" بمسافة تتراوح ما بين 4 و7 كيلومترات، يكفي للوصول إلى أي من البلوكَين اللبنانيَّين 8 و9، وبالتالي التعدّي على ثروة لبنان من الغاز في المتوسّط. ويعطي المصدر الوزاري اللبناني أمثلة راهنة على ذلك. فيشير إلى أن روسيا مثلاً، قامت بتنفيذ حفر أفقي منحرف بمسافة 11.7 كيلومتراً في حقل تابع لها في جزيرة ساخالين. وهو ما سمح بمسافة سطحية بعيدة 10.88 كيلومتراً عن مكان الحفر على السطح. كذلك نفّذت قطر حفراً مماثلاً في حقل "الشاهين" البحري بلغ مسافة 12.289 كيلومتراً، بمسافة سطحيّة وصلت إلى 10.900 كيلومترات. وبناء على هذه الوقائع والأمثلة، يمكن القول أن الخطر على الغاز اللبناني بات جدياً في تلك المنطقة، وهو ما يستوجب إسراع لبنان إلى استثمار ثروته، خصوصاً في ظل تعثّر المساعي الدوليّة في تنظيم العلاقة بين لبنان وإسرائيل في هذا المجال، مع استمرار حالة النزاع القائم بين البلدَين.
كريستيان ساينس مونيتور: سقوط مرسى يهدد شركاء الإسلاميين في تركيا
قالت الصحيفة، إن سقوط الرئيس الإخوانى محمد مرسى يهدد شركاءه الإسلاميين في تركيا، حيث بات الحزب التركي الحاكم، الذي استثمر بكثافة في مرسى والإخوان المسلمين، يقف وحيدا في انتقاداته العلنية للإطاحة بشركائه من قبل الجيش المصري. وتشير الصحيفة إلى الانتقادات الشرسة التي يشنها رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان لما يصفه "الانقلاب العسكري" ضد الرئيس الذي ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين في مصر، قائلة أن عزل مرسى يهز بقوة القادة الإسلاميين في تركيا. ويواجه أردوغان انتقادات واحتجاجات شعبية واسعة بسبب بعض الممارسات الديكتاتورية وعنف الشرطة ضد المتظاهرين. ويقول مصطفى أكيول، محلل سياسي وكاتب تركي، إن الكثير من الأتراك يقرأون المشهد في مصر وفقا لما هو في بلادهم. ويقول معارضو رئيس الوزراء التركي إنه اقترف نفس الأخطاء التي ارتكبها حلفاؤه في مصر. وتشير أن من بين الأمور التي يشترك فيها أردوغان مع مرسى، تهميشه للأحزاب الأخرى وتوجيه إعلام الدولة لصالحه. فمنذ عزل مرسى تعمل وكالة الأنباء التركية على تغطية المسيرات المؤيدة للرئيس المصري المعزول فقط. وقد نظم حزب العدالة والتنمية الحاكم مسيرات مؤيدة لمرسى في تركيا.
نيويورك تايمز: حظر جماعة الإخوان المسلمين ضربة تقلب الأوضاع
قالت صحيفة نيويورك تايمز، إن الحكومة المصرية الجديدة يبدو أنها تتجه لحظر جماعة الإخوان المسلمين بسبب دعوات قادة الجماعة للعنف. وأضافت الصحيفة أن إقدام الحكومة الانتقالية على مثل هذه الخطوة من شأنه أن يقلب الأوضاع رأسا على عقب ويكون ضربة للجماعة، التي تم حظرها طيلة ستة عقود في ظل الأنظمة العسكرية الحاكمة. وقال محمد بدر الدين زايد، رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، أنه يجرى التحقيق في اختزان الجماعة أسلحة داخل مقراتها، وهو ما يعنى حظرها وسحب الترخيص الذي حصلت عليه هذا العام كجمعية دعوية. ومع ذلك فإن حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية للجماعة، يظل قائما. وفى إطار أكاذيبه، قال جهاد الحداد، القيادي في الجماعة، للنيويورك تايمز أنه هذه جزء من مؤامرة بين الشرطة والقضاء والإعلام لقمع الجماعة. وأضاف: "إن تفكيك جماعة الإخوان هي الوسيلة الوحيدة لهم لضمان عدم عودتنا للمشهد السياسي". وتقول الصحيفة أنه في أعقاب عزل مرسى، هدد الإسلاميين الغاضبين بتحولهم إلى الإرهاب والعنف. وحث القادة الإسلاميون أتباعهم على عدم ترك الاعتصام القائم أمام مسجد رابعة العدوية، حتى يعود محمد مرسى أو يقتلون فى سبيل ذلك. وتقول الصحيفة أن البعض ذهب بتلك الدعاوى باعتبارها محرضا على الاعتداءات الأخيرة على دار الحرس الجمهوري وكذلك الهجمات الإرهابية في سيناء، انتقاما لمرسى. وقال بدر عبد العاطى، المتحدث باسم وزارة الخارجية أن تبنى العنف يمكن أن يبرر استثناء للحكومة الجديدة من تعهدها بعدم إقصاء أي فصيل سياسي. وأضاف: "نحن نشهد حملة متواصلة من التحريض لاستخدام العنف.. لا يمكن لأحد أن يقبل في أي بلد هذا التحريض". وأشار إلى أن الخطاب الأخير لمرسى والذي كان مساء الثلاثاء 2 تموز، أي قبل عزله بساعات، وصل إلى درجة التهديد: "إما أنا أو العنف".
فورين بوليسي: التعامل مع مصر على النحو الصحيح هذه المرة
في أعقاب إطاحة الجيش المصري بالرئيس محمد مرسي، تمحورت الكثير من المناقشات والمناظرات في واشنطن حول مسألة المساعدات الأمريكية، وإذا ما كان ينبغي للولايات المتحدة وصف الخطوات التي اتخذها الجيش بأنها انقلاب ومن ثم وقف المساعدات كما ينص القانون أم لا؟ ولقد أُجريت مناظرات ساخنة للإجابة على هذا السؤال والتي صاحبها قيام طرفي تلك المناقشات من محللين ومسؤولين سابقين بارزين بتوجيه انتقادات لبعضهم البعض. بيد أن السؤال في حد ذاته ليس في محله، كما أن انحسار التركيز على المساعدات الأمريكية هو أمر في غير موضعه. وكما هو الحال بالنسبة للنقاش الطويل حول مسألة تسليح المعارضة وإقامة منطقة حظر جوي في سوريا، فمن الأشياء الخاطئة بشكل عام في السياسة الخارجية هي السلبية التي توصم بها تلك السياسة إلى جانب النقاشات حول اتباع تكتيك معين يتم في ظل غياب أي شعور واضح بوجود هدف أو إستراتيجية لدى صانعي القرار لتحقيقه. وفي الحالة المتعلقة بمصر، لدى الولايات المتحدة عدد من المصالح في المنطقة، ولكن أكبرها على الإطلاق هو الاستقرار الإقليمي الذي له صلة بالأحداث الحالية. ولكي تقوم مصر بلعب دور إيجابي في الحفاظ على استقرار المنطقة، لا يتعين عليها فقط تحقيق الاستقرار في السياسة الخارجية -- مثل الحفاظ على معاهدة السلام مع إسرائيل والعمل من أجل مكافحة الإرهاب والانتشار النووي -- بل يجب عليها أيضاً المحافظة على استقرارها الداخلي. بدا مرسي راغباً، على الأقل في البداية، في تحقيق الاستقرار في السياسة الخارجية؛ ومع ذلك فإن نهجه في الحكم القائم على الأغلبية -- والاستبدادية على نحو متزايد -- قد زاد من زعزعة استقرار مصر بدلاً من عمله على إضفاء هذا الاستقرار. وفي الوقت الذي احتاج فيه المصريون أفضل الكفاءات فيما بينهم وأبرزها للتوحد حول المبادئ والخطط لقيادة وطنهم وإيجاد مخرج للأزمة السياسية والاقتصادية، سعى مرسي إلى إضفاء الطابع المؤسسي للأيديولوجية الإسلامية وتجميع كل ما أوتي من قوة لتمكين جماعته -- «الإخوان المسلمين» -- ولإقصاء الآخرين.
ومع ذلك، لم يقدم الإجراء الذي اتخذه الجيش المصري فيما يخص الإدارة السيئة لمرسي سوى النذر اليسير من الطمأنة لصانعي القرار في الولايات المتحدة. حيث أن ما اتخذه الجيش لا يبشر بزيادة وتيرة العنف فحسب -- من منطلق أن جماعة «الإخوان» وغيرها من الإسلاميين لن يرضخوا ببساطة لهذا الواقع أو أنهم سيختفون من المشهد -- بل أن الجماعات المتباينة الأخرى التي توحدت معاً للإطاحة بمرسي، لم يظهر أن لديها خطة أوضح مما قام به الرئيس المعزول لإخراج مصر في مرحلة ما بعد مبارك من أزمتها المستمرة والمتفاقمة. كانت واشنطن تفضل أن يتم الإطاحة بمرسي -- أو إضعاف قوته -- عبر صفقة لتقاسم السلطة السياسية والتي ربما كانت قد تجنبت المشكلة الأولى من خلال الحفاظ على جماعة «الإخوان» في المعترك السياسي وبعيداً عن الشارع، وهو ما كان من شأنه كذلك أن يساعد في تناول المشكلة الثانية وعلاجها. إن التحدي الآن أمام صانعي القرار في الولايات المتحدة هو تحقيق النتيجة التي بدت إدارة باراك أوباما متحفزة لها قبل الثلاثين من حزيران -- حكومة ائتلافية تركز على التخفيف من حدة الأزمة في مصر -- في ظل خلفية التدخل العسكري وتصاعد العنف. من الناحية العملية يتطلب ذلك تحولاً سريعاً من الحكم العسكري إلى حكومة مدنية رغم أنه لا يلزم بالضرورة أن تكون منتخبة في بادئ الأمر. ولتجنب تكرار الأخطاء والاضطرابات التي وقعت في عهد مرسي، ينبغي على الولايات المتحدة التأكيد على التعددية واحترام حقوق الإنسان؛ وبناء المؤسسات الديمقراطية، وخاصة دستور يتفق مع المبادئ العامة التي يمكن لمعظم المصريين الموافقة عليها، وتطوير الأحزاب السياسية؛ ووضع خطة لحل الأزمة الاقتصادية -- بدلاً من الدعوة لإجراء انتخابات فورية. وفي الوقت الذي تعتبر فيه الانتخابات ضرورية كما عبر مرسي عن ذلك بوضوح، إلا أنها غير كافية لتأسيس نظام ديمقراطي. ويرجعنا هذا إلى الخلف للسؤال حول المساعدات الأمريكية لمصر. فعلى الرغم من أهميتها حيث تبلغ هذه المساعدات 1.3 مليار، إلا أنها لا تمنح الولايات المتحدة المزيد من النفوذ على الجيش المصري. ولعل ما حدث الأسبوع الماضي قد عبر عن ذلك بشكل واضح، حيث لم يلقي الجنرالات العسكريين في مصر بالاً للتحذير الصريح والعلني من إدارة أوباما بعدم الإطاحة بمرسي.
وعلى الرغم من أن كلاً من مصر والولايات المتحدة تحصد العديد من الفوائد من علاقاتهما العسكرية، إلا أن منطق تزويد القاهرة بمجموعة من الدبابات والطائرات النفاثة بشكل مستمر قد ذهب أدراج الرياح حيث إن الحرب الباردة والحروب العربية- الإسرائيلية اندثرت في غياهب التاريخ وردهاته.و قد يكون من المنطقي إعادة تكوين تلك العلاقة والتفاوض بشأنها، ولكن ينبغي على الولايات المتحدة أن لا تتوهم بأن التهديد للقيام بذلك سيجبر الجنرالات في مصر على القيام بما تطلبه منهم. ومع ذلك، فإن الذي يبدو مقلقاً للجيش المصري وحلفائه هو وصمة العار التي تلتصق بتوصيف "الانقلاب" بمعناه الضمني القوي باللاشرعية. فإذا ما أخذت الولايات المتحدة بهذا التوصيف فمن المعقول أن نتوقع أن يحذو الآخرون حذوها، الأمر الذي سيضعف أي حكومة تخلف حكومة مرسي. وقد يمنح هذا الأمر واشنطن بعض النفوذ إلا أنه سيختفي إلى حد كبير بمجرد أن يتم اتخاذ قرار. وبالتالي، فإن الحل الأفضل في هذا المسار هو تأجيل القرار مؤقتاً، وإعطاء المؤسسة العسكرية وحلفائها الوقت والحافز للتصرف بمسؤولية.
كما أن هناك مصدر نفوذ آخر في غاية الأهمية والذي ينبغي على الولايات المتحدة أن تسعى لتوظيفه وهو المساعدات الدولية. فعلى الرغم من أن الكارثة الاقتصادية التي لاحت في الأفق قبل الإطاحة بمرسي لا تزال تخيم على مصر مهددة نجاح أية حكومة، إلا أن هذه الأزمة محددة ومهيكلة. وللخروج بنجاح من هذه الأزمة، ستحتاج مصر إلى التمويل الخارجي في شكل مساعدات رسمية واستثمار خاص. وعلى الرغم من أن المساعدات الأمريكية صغيرة جداً لدرجة أنها لا تصنع فارقاً حقيقياً في مجريات الأحداث القادمة في مصر إلا أن إجمالي المساعدات التي من الممكن أن يقدمها حلفاء أمريكا مهمة بشكل أكبر من ذلك بكثير. ولوضع هذين الحافزين -- الشرعية الدولية والمساعدات الدولية -- بين أيدينا بمصداقية، ستحتاج واشنطن إلى القيام بدفعة كبيرة لحشد دعم الحلفاء داخل المنطقة وخارجها. وربما يكون أولئك الأكثر تشككاً هم حلفاء الولايات المتحدة في الخليج الفارسي والذين رحب معظمهم بالإطاحة بمرسي، واستاء جميعهم من السياسة الأمريكية ليس فقط تجاه مصر ولكن تجاه قضايا أخرى في المنطقة. وسيحتاج حمل هؤلاء الحلفاء لتبني نفس الموقف، التغلب على فكرة السلبية الأمريكية وعدم الاتساق في مواقفها إلى جانب إبداء رغبة في التعامل بحسم ليس فقط بشأن هذه القضية، ولكن أيضاً بشأن قضايا أخرى في غاية الأهمية بالنسبة لها مثل سوريا وإيران. لقد أُعطيت الولايات المتحدة فرصة ثانية في مصر كانت تأمل ألا تتطلبها. ولتحقيق الاستفادة القصوى من ذلك، ينبغي على صانعي السياسة الأمريكية أن لا ينظروا إليها على أنها مجرد فرصة لإعادة النظر في سياسة واشنطن تجاه مصر، ولكن لإعادة تأكيد الدور القيادي الذي تلعبه الولايات المتحدة في الشرق الأوسط.
عناوين الصحف
الغارديان البريطانية
• كيف كسبت جبهة النصرة القلوب والعقول في سوريا.
• المصريون منقسمون حول تعيين رئيس الوزراء الجديد.
سي بي أس الأميركية
• مصر أصدرت أمرا باعتقال زعيم الإخوان المسلمين.
ديلي تلغراف
• المملكة العربية السعودية "تستهدف إيران وإسرائيل بصواريخ باليستية '.
• وكالات الاستخبارات تخشى من حصول جماعات إرهابية على الأسلحة الكيميائية في سوريا.
نيويورك تايمز
• الحكومة المصرية توسع اتهاماتها ضد الإسلاميين.
• التحسينات المفاجئة في مصر تشير إلى حملة لتقويض مرسي.
الموضوعات المدرجة ضمن هذه الصفحة تعرض للقارئ أبرز ما جاء في الصحف والمواقع الأجنبية, وموقع المنار لا يتبنى مضمونها