28-11-2024 07:40 AM بتوقيت القدس المحتلة

هدنة سياسية مؤقتة أعلنها سيجري بين السوريين

هدنة سياسية مؤقتة أعلنها سيجري بين السوريين

"وطني مجروح, وانا أنزف .. خانتني حنجرتي, فاقتلعتها .. وأرجوكم لا تخونوا وطنكم .." .


خليل موسى – خاص موقع المنار

"وطني مجروح، وانا أنزف .. خانتني حنجرتي، فاقتلعتها .. وأرجوكم  لا تخونوا وطنكم .." .

كانت رسالة الفنان السوري نضال سيجري بعيد خروجه من غرفة العمليات، حيث بكى، لا على صوته الذي ودعه الى الابد، انما على وطنه النازف، تلك الرسالة التي بعثها مكتوبة، لكن صداها ما زال يتردد حتى اللحظة في آذان كثير من السوريين، ان لم يكن جميعهم.

خبر وفاته ليس مفاجئا لمن تابع وضعه الصحي مؤخرا، حيث اصيب بسرطان الحنجرة التي اقتلعها ليتابع المرض انتشاره في جسده، لكن أن يبكيه كل السوريين ، هذا مفاجئ للجميع كما ظهر على صفحات التواصل الاجتماعي، فبمجرد انتشار النبأ، سرعان ما انتشرت صوره على جميع الصفحات ، التي لطالما كانت تتناحر فيما بينها سياسيا، وكما قال الكثيرون أن سيجري اليوم وحد كلمتهم بطلب الرحمة له.

نضال سيجري سوري بامتياز كما وصفه المتعمقين به، ولد في 28 ايار/مايو 1965، بمدينة اللاذقية في سوريا، هو خريج المعهد العالي للفنون المسرحية، متزوج وله ولدان ودعاه يوم الخميس 11/7/2013 قبل ان يدف الجمعة بمسقط رأسه، انجز العديد من الاعمال الكوميدية  وأشهرها مسلسل ضيعة ضايعة الذي انتشر بين جميع العرب لدرجة انهم يكررون متابعته حتى اليوم، أثر بأعماله الدرامية التي عايشت هموم المواطن الى حد كبير، كما درّس في المعهد الذي درس به، ساعد في العديد من المسرحيين حيث عمل فترة طويلة وقدم للمسرح مخرجين ساعدهم بتنفيذ أعمالهم حين كانوا مبتدئين.

نضال من أصحاب الوجوه التي لم يخفت ابداعها أبدا، فلم يكن انفصال صوته عنه عائقا لتقديم المزيد، حيث انتقى له مخرجون أدوارا ربما كانت بحاجة صوته، لكنه أبدع تأديتها بشكل إيمائي، فلم يترك حجة لاستغراب اجماع السوريين على محبته.

الدراما التلفزيونية ليست كل ما قام به، فالسينما أيضا فرحت بعمل السيجري بها، وشهد كثيرون أن طعم الليمون لم يغب عن أذهانهم عبر فيلمه الذي أخرجه مسلطا الضوء على معاناة اللاجئين الفلسطينيين والعراقيين في مخيماتهم في سورية، بعد الحرب الأمريكية على العرق، وكما قال اختصاصيون ان الفيلم حقيقة أشبه ما يكون بعنوانه " طعم الليمون " .

طعم الليمون اليوم بكى، وطغى على حياة السوريين، كما غطى الدراما السينمائية والتلفزيونية وأبكى ابتسامتهم التي طالما ناضل سيجري العمل على زرعها بوجوههم، لم يقصد الغياب، فلم يغب، ولم ينوي الرحيل، فلم يرحل، وكما قال أحدهم بعد تلقيه النبأ الجلل- مقهورا "سورية اليوم كلها ضيعة ضايعة ".