قال الدبلوماسي لمجموعة من المعارضين السوريين أن امريكا تعتقد أن تسليح المعارضة بأسلحة نوعية يمكن ان يغير موازين القوى
في البداية نشير الى خبر قد يبدو للوهلة الأولى خارج سياق التقرير هنا، لكنه في المضمون محور أساس من محاور الحرب الأمريكية في سورية. فقد أكد موقع يهود فرنسا المقرب من الليكود الإسرائيلي ما كان موقع المنار ذكره في موقف الجمعة بتاريخ 21 حزيران/ يونيو الماضي حول اعتراض فرنسا على وضع حزب الله على لائحة الإرهاب الأوروبية. وقال الموقع في تقرير له يوم الخميس في 11 حزيران/ يونيو ما ترجمته حرفيا (إتخذت المملكة المتحدة الجهود المؤدية لحظر جماعة حزب الله التي تدعمها ايران ، لكنها واجهت معارضة من الدول الأعضاء الأخرى في الاتحاد الأوروبي، أهمها من فرنسا) ، وأضاف الموقع المقرب من الليكود أن الولايات المتحدة تضغط حاليا بشكل كبير لوضع حزب الله على لائحة الإرهاب في اجتماع لجنة مكافحة الإرهاب المقرر في 22 شهر تموز/يوليو الحالي) . وكان موقع المنار ذكر في تقرير الجمعة 21 حزيران/يونيو ان الجيش الفرنسي اعترض على قرار كانت الحكومة الفرنسية اتخذته بأدراج حزب الله على لائحة الإرهاب الأوروبية ما غيَّر في الموقف الفرنسي جذريا.
هذا الضغط الأمريكي هو محور عمل دبلوماسي من ثلاثة محاور تعمل عليها الولايات المتحدة الأمريكية حاليا لإنهاك حزب الله حسب قول دبلوماسي امريكي رفيع المستوى في باريس لمعارضين سوريين التقاهم خلال الأسبوع الماضي. وأضاف الدبلوماسي أن امريكا تعتقد أن تسليح المعارضة بأسلحة نوعية يمكن ان يغير موازين القوى على الأرض، وتابع قائلا ان الاستراتيجية الأمريكية حاليا تغيرت لتجعل هدفها انهاك حزب الله واستنزافه في سوريا ولبنان والعالم بعد معركة القصير وتقدم الجيش السوري بمؤازرة مقاتلي حزب الله في مدينة حمص وفي ريف دمشق.
وينقل معارضون عن الدبلوماسي قوله ان جنيف 2 مؤجل حتى الخريف المقبل ، والعمل حاليا ينصب على استباق اي هجوم مستقبلي للقوات السورية وحزب الله في حلب وريفها الشمالي بعد معركة حمص التي لن يتدخل الغرب في مجرياتها حتى لا ندفع بحزب الله الى التوجه جنوبا حسب قول الدبلوماسي الأمريكي.
وتقول مراجع فرنسية ان الإدارة الأمريكية تخضع لضغوط سعودية كبيرة من أجل الذهاب بخيار التصعيد العسكري وتسليح المعارضين. وقد تعهدت السعودية بدفع كافة تكاليف صفقات السلاح التي تعقد مع جماعة الجيش الحر بقيادة سليم إدريس، ويبدو ان الولايات المتحدة أعطت حليفتها الخليجية حتى نهاية الصيف الحالي كحد أقصى لتحقيق انجازات على الأرض في مدينة حلب.
وتؤكد مصادر مقربة من المعارضة السورية لموقع المنار أن المعارضين يضعون كامل ثقلهم حاليا في مدينة حلب وريفها الشمالي ، وهم نصبوا عشرات الصواريخ المضادة للطائرات وصواريخ ارض أرض في بلدتي حريتان وعندان، كما انهم استقدموا قوات كبيرة من إدلب ومن منطقة الغاب الى الريف الشمالي لحلب ، وهذا ما مكنهم من التقدم على محور خان العسل بعد انسحاب الجيش السوري بشكل مفاجىء من البلدة التي دخلها بمؤازرة اللجان الشعبية الشهر الماضي .
وتنقل مصادر المعارضة أن الولايات المتحدة قررت الضغط خلال هذه الفترة على حزب الله من ثلاثة محاور هي التالية:
أ – المحور الداخلي اللبناني عبر غض النظر عن استهداف المناطق الحاضنة لحزب الله بالمتفجرات وبالأحداث الأمنية وعبر تصعيد الحملة الطائفية من قبل التيارات السلفية وتيار المستقبل والجماعة الإسلامية تحديدا التي تسعى السعودية الى استيعابها حتى لا تعيد حساباتها جراء أحداث مصر.
ب – المحور الثاني إقليمي في شقين عسكري وسياسي حيث يتمثل العسكري في تمكين المعارضين من القوة اللازمة لمنع الجيش السوري وحزب الله من التقدم في الشمال ، وسياسيا عبر عمليات تهديد وترحيل للشيعة من دول الخليج فضلا عن ملاحقة حزب الله اعلاميا.
ج – المحور الثالث دولي ويتركز حاليا على وضع حزب الله على لائحة الإرهاب الأوروبية وبعدها يتم الانتقال الى مرحلة الملاحقة اوروبيا .
وفي المحور الأخير يقول موقع يهود فرنسا ان المؤتمر اليهودي العالمي وجه رسالة للقادة الأوروبيين لوضع حزب الله على لائحة الإرهاب الأوروبية في الاجتماع المقرر في 22 من الشهر الحالي. ويبدو ان اسرائيل قدمت ما تقول انه اثباتات جديدة حول عملية بلغاريا .
وتفيد مصادر فرنسية أنَّ السعودية تستعجل زج امريكا في سباق تسلح يجرها للحرب السورية بشكل مباشر بسبب خوف الرياض من تبعات الأحداث المصرية على الموقف الأمريكي المتردد والذي لا يملك استراتيجية ثابتة في سوريا خصوصا ان هناك قناعة لدى العائلة السعودية الحاكمة أن الأحداث في مصر سوف تطول ما يجعل الحكم السعودي في عرضة جدية لانتقال الأحداث الى الداخل السعودي بشكل لا يمكن احتواؤه ، فالملك عبدالله لن يبقى للأبد ، وما قامت به امريكا من تغيرات في قطر كان الهدف منه الرياض قبل أي دولة اخرى، وقد أتت الأحداث المصرية لترسخ قناعة واشنطن بلزوم التغيير الجدي في السعودية ، وهذا ما تسعى العائلة الحاكمة في الرياض لتجنبه بكافة الوسائل.
موقع المنار غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه