28-11-2024 03:40 AM بتوقيت القدس المحتلة

من قصص حرب تموز 2006 : لماذا لم تنطلق الصواريخ ؟

من قصص حرب تموز 2006 : لماذا لم تنطلق الصواريخ ؟

أمسك بيده لوحة التحكم وكبس على الزر الأولى. فرعد الصاروخ وانطلق بأزيز يصمّ الآذان، ثم كبس على الثاني، لم يتطلق الصاروخ، كبس على الثالث لم يحدث شيء ..

 

بقلم عمّار حمادة / من موسوعة أدب المقاومة "نصر" - قلم رصاص

مربض لمدافع المقاومة حرب تموز / يوليو العام 2006 في منتصفها، يومها كان وحيدا، رفيقه أصيب ولا ينبغي ترك المربض، فمنه تدكّ المقاومة ثكنة "أفيفيم" شمال فلسطين المحتلة حيث نقطة تجمع جنود العدو.


يومها جاءته أوامر بدّك الثكنة بعشرة صواريخ. ذهب إلى المربض لتذخير  الراجمة فسمع السماء تهدر بأصوات الطائرات على اختلافها، الحربي والمروحي والتجسسي..


المجاهد يختبأ في ملجئه الآمنلم يتردد، فقام بكل الخطوات ثم أعاد التأكد من كل شيء، أمسك بيده لوحة التحكم وكبس على الزر الأولى. فرعد الصاروخ وانطلق بأزيز يصمّ الآذان، ثم كبس على الثاني، لم يتطلق الصاروخ، كبس على الثالث لم يحدث شيء .. على الرابع، على الخامس.. لم ينطلق بعدها أي صاروخ..اضطرب قليلاً، فأمسك بالجهاز اللاسلكي ونادى :
- لا أعرف ماذا يحصل اللوحة لا تعمل ..!
- جاءه الجواب :
- اترك مكانك فوراً..


خرج مسرعا وبدأ بالركض باتجاه ملجئه الآمن، فصكّت أذنيه أصوات انفجارات كادت تخرج دماغه من أنفه، فقد بدأت الطائرات بالإغارة على المربض..


جلس في ملجئه يفكر في سرّ عدم انطلاق الصواريخ ؟!!.. بعد ساعة جاءه الأمر بتفقد المربض. خرج ليشاهد عجباً..! قذائف الطائرات لم تصب المربض بسوء، ولكن أصابت مخزناً ملحاقاً به على بعد امتار يحتوي على صواريخ غير معدة للإطلاق ودون صواعق، ولشدة دهشته وجد الصواعق منتشرة في المكان دون أن ينفجر أي منها بالرغم من حساسيتها الشديدة..


إحد المرابض للمقاومة الإسلاميةالصواريخ والصواعق كلّها سليمة، أعاد تجميعها ثم أمسك بلوحة التحكم وكبس الأزرار فانطلقت الصواريخ كلها وأصابت الثكنة التي أصبحت منطقة منكوية..


فكّر أن الصواريخ لو انطقت في المرة الأولى لحدّدت الطائرات الموقع بدقة ولدمرته تدميراً كاملاً. .. حسناً ولكن ما سرّ عدم انفجار أي صاروخ او صاعق...