28-11-2024 03:48 AM بتوقيت القدس المحتلة

فظائع وجرائم شنيعة ترتكب بإسم الإسلام - نظرة سيكوسوسيولوجية

فظائع وجرائم شنيعة ترتكب بإسم الإسلام - نظرة سيكوسوسيولوجية

لماذا يحدث هذا الاجرام ونحن في بداية القرن الواحد والعشرين، ونتغنى بالعولمة والتقدم العلمي والتكنولوجي الكبير ورواج تقنيات التواصل الاجتماعي؟

 

  

وسط الاستهجان والذهول والاستغراب الشديد مما يجري في المناطق الاسلامية خاصة وقبلها في كثير من بلدان العالم (البوسنة والهرسك،...) يُطرح السؤال الكبير والذي لم يجد له الباحثون في علم النفس او في العلوم الاجتماعية عامة اجابات محددة واضحة كافية شافية.

لماذا يحدث هذا الاجرام ونحن في بداية القرن الواحد والعشرين، ونتغنى بالعولمة والتقدم العلمي والتكنولوجي الكبير ورواج تقنيات التواصل الاجتماعي؟

الدكتور فضل شحيمي الطبيب المتخصص في الأمراض النفسية والعقلية فضل شحيمي اعتبر في حديث خاص لموقع المنار أن " محاولة الاجابة عن هذا السؤال يختلط السياسي بالاقتصادي بالفكر الديني، واذا اردنا ان نعود الى الوراء اكثر بالمادي والروحي، والواقعي بالمثالي".

وأضاف" انها ليست صدفة طبعاً وليست نتيجة حدث سياسي كتغيير حكم او اسقاط رئيس، وان كان ذلك يطفو على السطح ويظهر في الواجهة ثم يجري تضخيم هذا السبب الوهمي لخداع الناس وتضليل الرأي العام الذي تقوده اجهزة اعلام مشبوهة، متورطة في مشروع عالمي كبير هو جزء من عملية الصراع بين الخير والشر التي تعود جذورها الى بداية الخليقة يوم قتل قابيل هابيل. ويتمثل هذا الصراع اليوم بمعسكرين كل منهما يريد ان يكون الغالب".

واردف قائلا "ان كذبة العولمة افتضح امرها وامر النوايا الخبيثة التي تتربص بالشعوب النامية والفقيرة لجعلها اقل نمواً واكثر فقراً وربما للخلاص منها لصالح بقاء الامبريالية العالمية،وكل ما يجري الحديث عنه من مسائل انسانية اختبأت تحت شعارات براقة كثيرة ومتنوعة، تحمل تارة اسماء منظمات انسانية واجتماعية بدت اليوم هزيلة فارغة من معناها ومن جوهرها":

حقوق الانسان

محكمة العدل الدولية

اليونيسيف

وهناك عشرات التسميات البراقة المسيسة التي تدار من مطابخ المخابرات الدولية التي تحمل بصماتٍ مشبوهة للفريق الاميركي الصهيوني.

وأشار د. شحيمي الى ان"ما يجري اليوم من احداث دامية، انغمس بعض "المسلمين" فيها بشكل مباشر او غير مباشر تعود اسبابها الحقيقية والجوهرية الى الاسباب التالية":

١- الخضوع لعملية غسل دماغ جماعية تتولاها اجهزة الميديا المتنوعة

٢- النجاح في تغيير وجهة التفكير او ما يسمى في ادبياتنا السياسية اليوم "تغيير البوصلة" لينقلب الصديق عدواً والعدو صديقاً. فتصبح الجمهورية الاسلامية في ايران هي العدو والكيان الاسرائيلي الغاصب هو الصديق (...) فتصور!

٣- قتل الفكر القومي فما كان يسمى بالقومية العربية يكاد يضمحل حتى ان (جامعة الدول العربية) اصبحت اسماً على غير مسمى- وهي تعمل بتوجيهات خارجية محضة.

٤- خلق الازمات الاقتصادية ليصبح الفقير اكثر فقراً فيسهل شراؤه، وتحريكه في الوجهة المطلوبة

٥- العمل وبشدة على تنمية الغرائز حيث يتضاءل دور العقل والمنطق.

٦- التدريب على السادية وتنميتها حتى تصبح مألوفة، والمتمثلة بقطع الرؤوس وبقر البطون وتشويه الجثث، دون ان يدرك ذلك "المسلم" حديث رسول الله صلعم ان المثلى حرام ولو على كلب عقور.

٧- الدخول الى رحاب القرآن الكريم للتأويل في بعض الآيات واعداد التفسيرات الخاطئة والتحريضية، وهنا الخطورة اذ ان هذا المتلقي وبمجرد سماعه لمرجعية القرآن الكريم يأخذ بالنتيجة على انها صحيحة وثابتة!

٨- اعداد مدارس وتنظيمات تحمل مسميات اسلامية، وهي كقنابل موقوتة جرى ويجري تفجيرها عند الحاجة في وجه هذا الحاكم او ذاك

٩- وقوع المجتمع الاسلامي في فوضى مصطلحات اختلط بعضها ببعض، بحيث اعدت لغرض تفكيكي وفتنوي في صفوف المسلمين (سلفي، اصولي، تكفيري، اخوان، جبهة....، وتيار...، وجند ...) وفي الواقع هي تنظيمات مختلفة في كثير من المفاهيم والاتجاهات.

إعدامات ميدانية  نبش قبر حجر بن عدي في سوريا على يد مسلحين متطرفين

وتابع "في ظل هذه الفوضى العارمة تنطلق الفتاوى من هنا وهناك لتشكل ركيزة اساسية "للتكفير" وهي صادرة عن مراجع غير مؤهلة لاصدار الفتاوى الكثيرة والتي تتنافى مع تعاليم القرآن الكريم، ويتلقفها شرائح من الشعب المستحوذ مذهبياً وغرائزياً لينطلق من كل ذلك "الفكر التكفيري". ولقد اصبحت هذه الموجة التكفيرية سيدة الموقف- التكفيريون يعتبرون ان كل من ليس منهم "كافر" ولا يكتفون بذلك بل يصبح دمه وعرضه وماله مباحاً... وتصور بعد ذلك ماذا تكون النتائج".

تطرف وتكفير وقتل  عمليات انتحارية


واعتبر د. شحيمي أن"الفكر التكفيري فكر ظلامي مغلق، بعيد عن المنطق، يرفض الحوار، فكر الغائي، ونتيجة هذه الايديولوجية التصادمية الحادة يتحول صاحبه وبالممارسة الى اكثر من وحش كاسر، حيث ان الوحش يصطاد فريسته لتأمين بقائه ويكتفي بها".


ورأى أنه "هكذا يصبح الاسلام الدين الحنيف في وادٍ وهؤلاء "المسلمون" في وادٍ اخر".

واردف قائلا "هذا الاسلام الرائع دين المحبة والرحمة والعدالة الانسانية، الدين المنفتح على جميع الاديان، دين الحرية الذي يترك لك مشيئة الايمان او الكفر (من شاء منكم فليؤمن ومن شاء فليكفر، والى الله مرجعكم) ،هذا الدين الذي سبق المتعولمون الجدد في دعوته الى التآخي: الانسان اخو الانسان احب ام كره. وقول الامام علي عليه السلام: الناس صنفان اخ لك في الدين ونظير لك في الخلق".

واعتبر د. شحيمي ان" الذين وصفوا الاسلام بالامس بالارهاب ظلماً، يعودون اليوم ليشجعوا الارهاب والارهابيين، فيصيبون عصفورين بحجر واحد":

- يقضون على فئة من المسلمين على يد فئة اخرى

- يثبتون للرأي العام العالمي (اذا ما كان هناك من رأي عام عالمي نظيف وصحيح) ان المسلمين فعلاً ارهابيين

واعتبر د. شحيمي أنه امام كل هذه التنظيرات ليس لنا من علاج لهذه المظاهر المرضية المهددة لاوطاننا وديننا وانسانيتنا الا:

أ- اعادة النظر بالمفاهيم التربوية وتصحيحها وتوجيهها

ب- استنفار رجال الفكر واصحاب الاقلام الواعية والمخلصة لأخذ دورهم في تنوير المظللين بالاوهام، وبالمناسبة فأنني اسجل عتباً على الكتاب والباحثين والمفكرين الذين نأوا بانفسهم عن الاحداث... في حين باع آخرون انفسهم وثقافاتهم مقابل القليل او الكثير من الفضة، فارتكبوا بذلك خطيئة مميتة وعاراً في الدنيا وعذاباً في الاخرة.


وختاماً، اعتبر د. شحيمي أنه"لن نيأس كالذين لا رجاء لهم ولا يقنط من روح الله الا القوم الكافرين من انه من رحم الالم والمعاناة يولد الفجر".