اكد مدير عام قناة المنار الحاج عبد الله قصير في حديث لموقعنا ان العدو الاسرائيلي استهدف قناة "المنار" خلال حرب تموز 2006 لانها تقوم بدور رائد وحيوي ومؤثر وفاعل في الترويج للمقاومة ونهجها.
في رحاب الذكرى السابعة لانتصار لبنان والمقاومة على العدو الاسرائيلي في حرب تموز 2006، التي شهدت قصفا اسرائيليا همجيا لمبنى قناة المنار، التقينا مدير عام قناة المنار الحاج عبد الله قصير الذي استقبلنا برحابته المعهودة وحدّثنا بجديته الرصينة وقدرته على ايصال الافكار والمعلومة بدقة وسلالة، واجرينا معه هذا الحديث حول دور المنار وكيفية مواجهتها للعدوان واستفادتها من هذه التجربة.
وحول ذلك، قال قصير إن "العدو الاسرائيلي ينظر الى قناة المنار منذ العام 2003 انها تقوم بدور رائد وحيوي ومؤثر وفاعل في الترويج للمقاومة ونهجها ورفع معنويات الداخل اللبناني والرأي العام العربي، كما ان المنار تلعب دورا في فضح الخلل في سياسات العدو وسلوكياته وبث نوع من الاحباط وشن الحرب النفسية ضده"، ولفت الى ان "العدو الاسرائيلي لم يعتد على المنار من خلال القصف فقط انما مهّد لذلك بملاحقة المنار عبر لوبيات صهيونية واسرائيلية في اميركا وأوروبا للتشويش على المنار ولمنعها من البث عبر الأقمار الاصطناعية".
واوضح قصير انه "لذلك كله كنا نشعر أننا أصبحنا هدفا مباشرا للعدو الاسرائيلي وانه في أية حرب ستأتي على لبنان او المنطقة فإن العدو اصبح لديه الضوء الاخضر من الناحية السياسية لاستهداف مبنى قناة المنار واصبح استهداف المنار مطروحا لدى العدو بشكل جدي"، واضاف ان "الهدف من هذا الموضوع هو ان تُرتكب جريمة الحرب على لبنان من دون ان تكون المنار موجودة في هذه الحرب وفي موقع الاضاءة على الجرائم الاسرائيلية وفضحها".
وحول صمود "المنار" وعدم انقطاعها عن البث وأثر ذلك على حرب تموز 2006، قال قصير "تستحضرنا مقولة للامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله بعد انتصار العام 2000 بأنه لولا المنار لضاع الانتصار، بالاضافة الى مقولة قالها السيد ابراهيم امين السيد في اول افطار رمضاني أقامته المنار بعد حرب تموز 2006 حيث قال إنه في حرب تموز 2006 سطع نوران: نور دماء الشهداء ونور قناة المنار"، وتابع "انا اعتقد أننا نعيش في زمن، الاعلام هو جزء لا يتجزأ من المعركة ولا يقل دور الاعلام اهمية عن الدور العسكري ولذلك عندما تنجح انت بالحرب على المستوى الاعلامي فهذا يعني أنك كسبت نصف الحرب على الاقل ان لم نقل انك كسبتها كلها".
ولفت قصير الى ان "تقرير فينوغراد اعترف بحقيقة أن حزب الله لم يهزمنا عسكريا فقط انما هزمنا اعلاميا ايضا وهذا الاعتراف من العدو هو شهادة على قدرة المنار في دورها خلال الحرب"، واشار الى ان "المنار استطاعت ان تتجاوز مسألة القصف وتستمر بالبث من خلال ارادة التحدي والصمود الموجودة لدى العاملين فيها واستطاعت ان تنهض من بين الركام وتستمر خلال 33 يوما وما بعد حرب تموز بنفس النبض، بل ان هذه الضربة اعطت المنار المجال لتحويل التهديد الى فرصة وذلك بالهمّة العالية الموجودة لدى كادرها البشري في كل الاقسام والمديريات"، واشار الى انه "خلال 33 يوما، العالم كله تحدث عن المعجزة التي أحدثتها قناة المنار بقدرتها على الاستمرار"، وتابع "انا شخصيا خلال فترة حرب تموز 2006 اجريت ما يقارب الـ60 مقابلة اعلامية حول المنار والعدوان عليها وكيفية استمرارها وهذا أعطى المنار شهرة عالمية واسعة ودفعا كبيرا حيث تحولت الى اسطورة وايقونة في الاعلام".
وحول الخطط التي كانت موضوعة لمواجهة العدوان، اوضح الحاج قصير إنه "كان لدينا تصورا لكيفية مواجهة الحرب ولكن لم نكن نملك الامكانات الكاملة لهذه البدائل ولم نكن مجهزين بكل المستلزمات لذلك"، واضاف ان "ما ساعدنا لمواجهة هذه الضربة هو عنصران اولهما التوفيق الالهي فنحن نؤمن ان هناك مددا غيبيا وتوفيقا الهيا لاننا نعتقد أننا نخدم قضية محقة وعادلة والعنصر الثاني هو الحماسة والارادة الصلبة لدى العاملين في المنار"، ورأى ان "هذين العنصرين صنعا هذه المعجزة التي جعلت المنار قادرة على تجاوز كل التفاصيل التقنية والفنية خلال الحرب واستطاعت ان تستمر بالبث رغم توفر امكانات تعادل فقط ما يقارب الـ20 بالمئة من الامكانات المطلوبة".
وحول التواصل اليومي مع الاخوة وقيادة المقاومة خلال حرب تموز، لفت الحاج قصير الى انه "كان يتواصل بشكل شبه يومي مع الاخوة في المنار وانه شكّل ومدير الاخبار في المنار آنذاك صلة الوصل بين القيادة والقناة"، واكد ان "قيادة المقاومة كان لديها الثقة الكاملة بإدارة المنار وقدمت كل الدعم المعنوي والمادي ضمن الامكانات المتاحة"، ولفت الى انه "بعد قصف المبنى وزعنا كل العاملين خلال الحرب على اكثر من 15 مبنى متباعدين جغرافيا الا ان التواصل بينهم كان على أعلى مستوى وبشكل دائم ومستمر"، واكد ان "ما كان يدفعه الى النزول الى مواقع عمل الاخوة في المنار رغم كل المحاذير الامنية العالية هو انه كان يعطي الدفع المعنوي للشباب ويثبت الاخوان في موقعهم".
واشار قصير الى انه "شخصيا كان يشعر ان من واجبه الطبيعي ان يكون موجودا على الارض وان يعيش كل التفاصيل ويعمل او يساعد على حل مشكلات قد تعترض العمل بموضوع او مسألة معينة"، واشار الى انه "خلال الحرب جمع كل المخرجين والمعدين الذي يعملون في مديرية البرامج وشكّل فرق عمل للقيام بأفلام وثائقية وتحقيقات وقصص عن الحرب"، واضاف ان "الهدف من خلال ذلك هو الاستفادة من الكادر البشري في المنار الذي لم يكن له عمل مباشر خلال الحرب".
عن استفادة المنار من تجربة عدوان تموز، اعتبر قصير ان "الضربة التي لا تكسرك تقويك ولذلك نحن نرى ان هذه الحرب كانت فرصة بعد ان كانت تهديدا وقد استفدنا منها لنتعلم كيفية مواجهة الصعوبات والمشكلات والعقبات"، واضاف "أنت عندما تواجه كل الصعوبات في الحرب يسهّل عليك ذلك خلال ايام السلم وهذا ما حصل بعد الحرب مباشرة حيث استطعنا سريعا تجهيز مبنيين للمنار لمتابعة العمل ووضع خطة طوارئ للحرب واعادة بنائها استنادا للتجربة وبناء على سيناريوهات متوقعة للحرب القادمة وبتجهيزات شبه مكتملة بالاضافة الى وضع الخطط الهندسية اللازمة لاعادة بناء مبنى المنار الاساسي".
وشدد قصير على ان "المنار اليوم متحضرة بشكل يجعلها قادرة على الاستمرار ومواصلة البث بأي ظرف من الظروف ايا كانت الحرب وهذا ما يجعلنا على ثقة بأننا في اي حرب او عدوان سنبقى مستمرين في رسالتنا والقيام بواجبنا على أكمل وجه"، واوضح "شعرت ان الانتماء الاخوة للمؤسسة هو في أعلى درجاته لدى جميع الزملاء والزميلات العاملين في المنار وان مستوى الشعور بالانتماء لهذه المؤسسة ثابت بشكل كبير جدا وغير قابل للبحث او الشك او التراجع"، وتابع "كما ان هناك شعورا بالاعتزاز لدى العاملين في المنار بأننا كنا شركاء في صناعة النصر الذي تحقق في العام 2006 على المستوى العسكري والامني والاعلامي باعتراف العدو الاسرائيلي".
حول دور موقع "المنار" الالكتروني في اي حرب مقبلة، اشار قصير الى ان "من احد الدروس والعبر التي أخذناها من الحرب الاهتمام بالموقع الالكتروني وان يعطى أولوية كبيرة ولذلك كانت الاولوية بعد الحرب هي إعطاء الموقع كل مستلزمات النهوض والتقوية حتى ينطلق بشكل اقوى"، واضاف "اليوم وصلنا الى مستوى اصبح فيه الموقع يحقق نجاحات ملموسة ويحقق تقدما نوعيا ملحوظا تسجلها محركات البحث العالمية"، وتابع انه "خلال عامي 2011 و2012 كان هناك ارقام قياسية للموقع حيث تصدر المواقع اللبنانية في لبنان وعلى الصعيد العالمي".
واعتبر قصير ان "الموقع الالكتروني اليوم هو منصة اساسية من منصات المنار فلا يمكن التحدث عن شاشة دون موقع او عن موقع دون شاشة بل نحن نتحدث عن تكامل بينهما وعن توزيع ادوار فيما بينهما"، ورأى ان "الجمهور اليوم منقسم بين الشاشة والمواقع واليوم جيل الشباب يتابع بشكل كبير مواقع الانترنت التي تشكل له مصدرا للاخبار وللمعلومات ومن هذا المنطلق يتعاظم دور موقع المنار في كل الظروف سواء في السلم او في حال زمن اية حرب او عدوان محتمل او مفترض في الحرب النفسية والاعلامية ضد العدو".
وختم قصير مؤكدا انه "مهما بذلنا من جهود وأعطينا من نجاحات يعود الفضل الاول والاخير للتضحيات التي قدمها الشهداء والجرحى والمجاهدين لان المنار هي صدى للدماء الزكية التي قدمت في هذه المسيرة"، ولفت الى ان "المنار رافعة ومظهرة لتلك الجهود والجراحات التي قدمها المجاهدون والمقاومون سواء في حرب تموز او غيرها من ساحات الجهاد الاخرى مع الاعداء"، وسأل "الله ان يتقبل دماء الشهداء وان يعطينا القدرة على ان نكون أوفياء لهذه الدماء وان نكون على مستوى التضحيات التي بذلها الشهداء والمجاهدين".
تصوير: وهب زين الدين