أبرز ما جاء في الصحف والمواقع الأجنبية ليوم الثلاثاء 16-07-2013
أبرز ما جاء في الصحف والمواقع الأجنبية ليوم الثلاثاء 16-07-2013
المونيتور: الزهار يعيد بناء العلاقات بين حماس وإيران
علمت المونيتور أنه فيما تجف مصادر تمويل حماس التقليدية، تمكن الزهار وحيدا من جمع مبالغ كبيرة من المال من طهران. وقد عمل الزهار على الحفاظ على علاقاته مع إيران بعد أن أطيح به، على الرغم من أن قادة الحركة دخلوا في نزاع علني مرير مع الإيرانيين. وقد انشأ الزهار عبر المال الذي تمكن من جمعه معسكرا من المؤيدين الذين يبرزون تدريجيا بوصفهم معارضة كبيرة للفصيل الذي أطاح بالزهار من المجلس الأعلى لقيادة الحركة. وفيما يخبط مشعل وآخرون من المكتب السياسي لحماس ورئيس الوزراء الفلسطيني في غزة إسماعيل هنية ونائب رئيس المكتب السياسي لحماس موسى أبو مرزوق، رؤوسهم بالحائط، في محاولة للعثور على المال لتمويل أنشطة الحركة وتقديم الدعم المالي لأهالي قطاع غزة، تمكن الطبيب المخلوع من بناء مكانة له، لا سيما في صفوف كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري للحركة. وعلمت المونيتور من مصادر موثوقة أن العلاقة بين الزهار ورئيس الجناح العسكري مروان عيسى، أصبحت وثيقة للغاية في الآونة الأخيرة... العلاقة بين الزهار وعيسى مهمة الآن لكلا الطرفين. حيث يشعر عيسى بقلق بالغ إزاء ندرة الموارد والسلاح، ويعتقد أن الزهار يمكن أن يشكل حلا ممكنا لتلك الأزمة. الزهار يعلم أن كتائب عز الدين القسام يمكن أن تكون السلم الذي يحتاجه للصعود مرة أخرى إلى منصبه السابق في القيادة العليا لحركة حماس.
نيويورك تايمز: حكم مرسى أثبت أن الإسلام السياسي والديمقراطية "دونت ميكس"
قالت الصحيفة، إن الجيش الذي كان دائما طرفا سياسيا مهما، نادرا ما تدخل فى السياسة ما لم يضطر على ذلك، ومثلما أخرج الجيش مبارك من الحكم في عام 2011، اضطر أيضا إلى عزل محمد مرسى عندما بدا. وكأن الدولة المصرية مهددة بشكل كبير، والخطر لم يكن يقتصر على المرافق الأساسية فقط ولكن أيضا السيطرة على الحدود، ولاسيما مع قطاع غزة الذي تسيطر عليه حماس، وفشل الدبلوماسية بشأن خطط إثيوبيا لبناء سد جديد على نهر النيل وإمدادات المياه الخاصة بمصر على المدى الطويل. وتتابع الصحيفة في المقال الذي كتبه يوسف رخا، قائلة، إن جماعة الإخوان المسلمين تمكنت من استعداء كل أذراع الدولة، وكذلك جزء كبير من قطاع الأعمال، وفى سعيها للسلطة، قامت ببيع الغذاء والوقود المدعم بسعر مخفض، أو وزعته مجانا.. وبدت جاهلة عندما أصبح قطاع الكهرباء ونقص الوقود هو العادة. وتتابع الصحيفة قائلة إنه تم إطلاق العنان لحيل ومكر الأصولية الإسلامية بشكل لم يسبق له مثيل مما هدد ليس فقط المعايير الجمهورية ولكن أيضا المسلمين المعتدلين الوسطيين الذين يفترض أنهم يؤيدون الديمقراطية. ويبين إرث مرسى حقيقة محزنة في الشرق الأوسط وهى أن الإسلام السياسي والديمقراطية لا يمتزجان "دونت ميكس". ولا يقتصر هذا على الناحية النظرية فقط، ( الأمة مقابل الدول المعاصرة، والطائفة مقابل المواطن، والأخلاق الإسلامية مقابل الحريات الفردية) ولكن أيضا لأن الإسلام السياسي يقدم الغطاء لكل ما هو غير ديمقراطي في المجتمع العربي. ورصد الكاتب عدة نماذج يفسر بها ما يقول، فأشار إلى النشاط الكبير للجهاديين في سيناء في عهد مرسى، وتركيز الأعضاء الإسلاميين في البرلمان السابق على قضايا مثل إباحة ختان الإناث ومنع تدريس اللغات الأجنبية في المدارس الحكومية. وقيام داعية سلفي وهو أبو إسلام بحرق الإنجيل ليثبت وجهة نظره الطائفية، ومحاكمة مسيحيين بتهمة إهانة الإسلام. من ناحية أخرى، قال الكاتب إن القول بأن أحداث الشهر الماضي ليس انقلابا لا يجب أن تعنى موقفا مؤيدا للجيش، مشيرا إلى أن الضباط ليسوا متحمسين للحكم بشكل مباشر ويخشون الانتقادات الغربية، وسيظل سؤال ما الذي سيحدث بعد ذلك، مفتوحا بلا إجابة.
واشنطن بوست: لغة ويليام برنز تسلط الضوء على تحول جذري في موقف إدارة أوباما من القاهرة
قالت الصحيفة، إن اللغة التي تحدث بها ويليام برنز، نائب وزير الخارجية الأمريكي الذي يزور القاهرة حاليا، تسلط الضوء على تحول في إدارة أوباما خلال الأسبوعين الماضيين من التحذير ضد الإطاحة برئيس منتخب ديمقراطيا إلى الإلقاء بثقلها خلف الداعمين للإطاحة به. ورأت الصحيفة أن رفض كلا من حركة تمرد التي قادت الانتفاضة الشعبية ضد مرسى، وكذلك حزب النور الذي يمكن أن يستفيد من عزله، للقاء برنز دليلا يؤكد التحدي الماثل أمام الولايات المتحدة. وأشارت إلى أن تمرد رفضت حضور مناقشة مائدة مستديرة مع بيرنز والسفيرة الأمريكية آن باترسون، واتهمت الولايات المتحدة بدعم إسرائيل وجماعة الإخوان المسلمين المتحالفة مع مرسى. ولفتت الصحيفة إلى أن رفض إدارة أوباما لوصف الإطاحة بمرسى بالانقلاب قد أدى على غضب الإخوان الذين اتهموا واشنطن بالتواطؤ في إسقاطه، وقال المتحدث باسم الجماعة جهاد الحداد إنه لم يتم دعوة الإخوان للقاء برنز، وأن الجماعة لم تسعى للحصول على دعوة.
ديلي تلغراف: كاميرون متهم بخيانة ثوار سوريا
تناول تقرير صحيفة ديلي تلغراف البريطانية في الشأن السوري اتهام قيادة الثوار رئيس الوزراء ديفيد كاميرون خيانتهم بعد نبذه خططا لتسليح المعارضة السورية. ونقلت الصحيفة عن قائد الجيش السوري الحر اللواء سليم إدريس قوله إن هذا القرار "سيتركنا وحدنا ليقتلنا بشار الأسد ويمهد الطريق لتنظيم القاعدة كي يهيمن على صفوف الثوار". وكان إدريس قد وجه هذا الانتقاد الشديد أثناء مقابلة مع الصحيفة بعد أن أكدت الحكومة البريطانية استبعاد كاميرون تسليح المعارضة بناء على توصية من الجيش البريطاني، وكانت الحكومة قد ألمحت في وقت سابق إلى أنها كانت تدرس الأمر بجدية ونجحت قبل شهرين في الضغط من أجل إنهاء حظر الأسلحة المفروض من قبل الاتحاد الأوروبي. وأشارت الصحيفة إلى تحذير قيادات الجيش البريطاني للحكومة في مجلس الأمن القومي بأن الصراع الآن تطور بشكل كبير يتعذر معه أن تحدث إمدادات الأسلحة الأساسية اختلافا كثيرا. وقالوا إن هذا يمكن أن يتحقق فقط بتدخل على نطاق أوسع يشمل ضربات جوية لقواعد ودفاعات النظام الجوية، وهو ما استبعدته بريطانيا بالفعل. وبدلا من ذلك ستضع بريطانيا خططا لتدريب وحدات معتدلة من الثوار وستستمر في تزويدهم بمواد "غير قاتلة" مثل الدروع البدنية وأجهزة الاتصالات. وذكرت الصحيفة أن تغير الموقف البريطاني قوبل بغضب من قبل إدريس الذي يعتبر تنظيمه واحدا من جماعات الثوار الرئيسية المعتدلة التي تقاتل الأسد والذي قضى جل العامين الماضيين يحاول إقناع الغرب بتزويده بالدعم العسكري. وقال إدريس "الغرب يعد ويعد وصار الأمر الآن مزحة. ولم تتح لي فرصة سؤال ديفيد كاميرون شخصيا إذا كان سيتركنا وحدنا لنُقتل. ونيابة عن كل السوريين أشكرك جدا". وأشارت الصحيفة إلى أن هذا التحرك يأتي وسط إشارات قوية إلى أن الصراع السوري بدأ يتحول الآن لصالح الأسد حيث استعادت قواته سيطرتها على حي القابون بدمشق وكثفت جهودها لطرد المعارضة من العاصمة. وحذر إدريس أيضا من أن رفض الغرب تسليح العناصر الأكثر اعتدالا في الثورة السورية سيسلمها للجماعات المتطرفة التي لديها بالفعل أسلحة أفضل. وأضاف "لن يكون هناك جيش سوري حر لتسليحه والجماعات الإسلامية تسيطر على كل شيء، وهذا ليس من مصلحة بريطانيا".
ميديا لاين: الجيش الإسرائيلي يطلق موقعًا على الإنترنت لمحاربة حزب الله
قالت شبكة "ذا ميديا لاين" الإخبارية المعنية بشئون الشرق الأوسط، إن جيش الدفاع الإسرائيلي أطلق موقعا جديدا على الإنترنت لتقديم معلومات متعمقة وتحليلات حول حزب الله، وذلك في إطار حملة الكيان الصهيوني لدفع المزيد من دول المجتمع الدولي لإدراج المنظمة اللبنانية على قائمة الإرهاب. وأفاد تقرير الشبكة الإخبارية، الذي نقلته صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية، بأن الموقع الصهيوني الجديد مزيج من الرسومات والنصوص والفيديوهات كلها تركز على أنشطة حزب الله وزعيمه "حسن نصر الله". ويحذر الموقع من أن حزب الله اليوم أقوى من أي وقت مضى، حيث يعرض الموقع روابط توضح أن حزب الله يمتلك ترسانة أسلحة ضخمة وصواريخ يمكن أن يصل مداها لعمق إسرائيل والقواعد العسكرية الأمريكية في المنطقة. وأحد هذه الروابط تشير إلى أنه بعد سبع سنوات من حرب لبنان 2006، قام حزب الله بتعزيز وتطوير قدراته لضرب أي مكان في إسرائيل وشن هجمات دقيقة على مدى فترة ممتدة من الزمن، وبناء عليه، يقول الموقع إن إسرائيل الآن في خطر أكثر من أي وقت مضى. يلفت تقرير شبكة "ذا ميديا لاين" إلى أن هذا الموقع هو ثمرة فرع الإعلام التفاعلي الجديد لإسرائيل، ويعرض المحتوى باللغة الإنجليزية، العبرية، العربية، الفرنسية والإسبانية والروسية. وفي هذا الصدد، قالت أفيتال ليبوفيتش، المتحدثة باسم الجيش الإسرائيلي، إن "هذه هي المرة الأولى التي يستثمر فيها الجيش الإسرائيلي في منصة الإعلام التفاعلي باستخدام معلومات سرية." وأضافت أن "هذه المعلومات ستكون نوعية مثيرة للاهتمام من أجل خلق ضجة حول حزب الله ورفع مستوى الوعي حول هذه المنظمة التي تصوب صواريخها تجاه إسرائيل"، مؤكدة أن "هذه المبادرة تظهر أنه يجب على الجيش تبني منطقة جديدة في الحرب الإعلامية التي هي وسائل الإعلام التفاعلية".
نيويورك تايمز: خطط واشنطن لتسليح المعارضة السورية باتت محدودة
ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن مسؤولين أمريكيين وآخرين من الشرق الأوسط أكدوا أن خطط الولايات المتحدة لتزويد المعارضة السورية بالأسلحة والذخائر باتت محدودة بشكل كبير أكثر ما تم تصويرها في وسائل الإعلام. وأضافت الصحيفة أن هؤلاء المسؤولين أعلنوا أن خطط الإدارة الأمريكية لاستخدام وكالة الاستخبارات المركزية (سى أى إيه) لتدريب وتسليح المعارضين السوريين بشكل سرى قد يستغرق تنفيذها عدة أشهر لكي تجنى ثمارها على أرض المعركة. إلى جانب ذلك، أعرب العديد منهم (حسبما أبرزت الصحيفة) عن اعتقادهم بأن المساعدات الأمريكية في هذا الصدد ربما لا تدعم صفوف المعارضة السورية بشكل يكفى لإقناع الرئيس بشار الأسد بالتواجد في طاولة المفاوضات. أوضحت الصحيفة، أن خطط واشنطن في هذا الشأن تقضى بأن تمد الـ(سى أى إيه) كمية محدودة من الأسلحة لشريحة صغيرة من المعارضين السوريين، فيما لم يتضح بعد الرقم المحدد لذلك، فضلا عن أن برامج التدريب المقرر تفعيلها في الأردن وتركيا، لم تبدأ بعد لأسباب تعود جزئيا إلى اعتراضات بالكونغرس الأمريكي. ورأت أن هذا النهج الحذر يعكس في الحقيقة استمرار التناقض والانقسامات الداخلية في إدارة لطالما كانت غير راغبة في التدخل في سوريا لكنها وضعت في مأزق بعدما كشفت وكالات الاستخبارات الأمريكية والأوروبية أن الحكومة السورية استخدمت أسلحة كيماوية ضد المعارضين- وهو الأمر الذي اعتبرته إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما "خطا أحمر". وفى السياق ذاته، أكد العديد من مسؤولي الإدارة الأمريكية (في تصريحات نقلتها الصحيفة الأمريكية) أنهم يسعون لاتخاذ كافة الإجراءات الممكنة للحيلولة دون وقوع الأسلحة في أيدي الجماعات المتشددة في سوريا، لا سيما بعد أن ذكرتهم الأزمة السورية بالجهود الأمريكية السابقة لتسليح المعارضين في أنغولا ونيكاراجوا وغيرهما من الدول والتي تسببت في نتائج عكسية.
نيويورك تايمز: إسرائيل تمارس ضغطًا مكثفًا على واشنطن حيال الملف النووي الإيراني
ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو صعد من حدة الضغط على الولايات المتحدة أمس، وطالبها بإعطاء أولولية للبرنامج النووي الإيراني عن الأزمات الأخرى في منطقة الشرق الأوسط. وأوضحت الصحيفة أن نتنياهو احتج ضد التحرك الأمريكي المحدود فيما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني، قائلاً أنه يتعين على الإدارة الأمريكية إثبات "بالفعل" للرئيس الإيراني الجديد حسن روحاني بان "الخيار العسكري مطروح بالفعل على الطاولة". ونقلت الصحيفة عن نتنياهو قوله في مقابلة مع شبكة سي بي أس التلفزيونية الأمريكية أنه أعرب عن قلقه العميق من سعي إيران إلى اللجوء إلى "سبل بديلة" لتعزيز قدراتها النووية وإنتاج قنبلة نووية، كما جدد مطالبه السابقة بضرورة إجبار إيران على وقف جميع أنشطة تخصيب مادة اليورانيوم وتخليها عن مخزونها إلى خارج البلاد وإغلاق موقع فوردو لتخصيب اليورانيوم تحت سطح الأرض، واعترف مسئولون عسكريون إسرائيليون بعدم قدرتهم على تدميره في حال استخدام الخيار العسكري. وأشارت الصحيفة، إلى أن الولايات المتحدة توافق بشكل رسمي على مطالب نتنياهو، إلا أن في جولة المفاوضات التي انهارت في الربيع الماضي، أبدت الإدارة الأمريكية استعدادًا لرفع بعض العقوبات في مقابل اتخاذ خطوات" بناء ثقة"، والسماح لإيران بامتلاك قدرات نووية محدودة في مقابل عمليات تفتيش صارمة. وتابعت الصحيفة أن مسئولين من الولايات المتحدة وأوروبا وروسيا والصين سيجتمعون غدا الثلاثاء لمراجعة المقترحات، التي رفضتها إيران لتحديد ما إذا كان سيتم تقديمها مجددا للرئيس الإيراني الجديد حسن روحاني المفاوض النووي السابق أم البحث عن خيارات أخرى. ونقلت الصحيفة عن مسئول بارز فى الإدارة الأمريكية قوله يوم الجمعة أى قبل تصريحات نتنياهو أن لهجة روحاني توحي أنه يسير فى اتجاه مختلف وقد يوافق على إبرام اتفاق من شأنه أن يرفع العقوبات التي أثرت بشكل خطير على عوائد النفط الإيرانية. وتنفي إيران أن برنامجها النووي يهدف إلي صنع سلاح نووي، وتصر انه سيستخدم في الأغراض المدنية السلمية.
ديلي تلغراف: السعودية تبرز من جديد كلاعب قوي في الشرق الأوسط
نشرت صحيفة "ذي ديلي تلغراف" البريطانية اليوم الاثنين تقريراً من مراسلها في القاهرة ريتشارد سبنسر تحت عنوان "المملكة العربية السعودية تبرز من جديد كلاعب قوي في الشرق الأوسط" يقول فيه أن النفوذ السعودي المتجدد يتبين أثره في كل من سوريا ومصر. وفي ما يأتي نص التقرير:
"قد تكون المملكة العربية السعودية اقل بلدان العالم ثورية ولكنها فازت هذا الأسبوع بالتأييد التام من أضخم حركة تمرد في العالم. سيد سامي حسن موجود في ميدان التحرير في القاهرة منذ 25 كانون الثاني 2011 وقد شاهد في ذلك الوقت زوال حكم دكتاتور مدعوم من أميركا، وزوال مجلس عسكري حاكم، وتنحية رئيس منتخب ينتمي للإخوان المسلمين. انه من نوع متمردي الشوارع الذين يخشاهم النظام السعودي الاستبدادي، في الداخل، إلى أقصى حد. ولكنه أعطى في هذا الأسبوع الملوك ذوي الحكم المطلق في الجانب الآخر من البحر الأحمر تأييده المطلق، وقال من خيمته في مخيم ميدان التحرير الدائم: "السعوديون إخواننا". وأضاف: "إنهم مسلمون، وهم يؤمنون بالله. الرئيس مرسي، كان عميلاً لأميركا وقطر، ولكن السعوديين يساعدوننا". كانت التحولات في الولاء في الشرق الأوسط في السنوات الثلاث الأخيرة مفاجئة مثل تشنجات الربيع العربي نفسه. ولكن التحول الأخير فاجأ الدبلوماسيين والمحللين كما فاجأ المصريين العاديين، ضمن حدود ملاحظتهم للعلاقات التي يرعاها زعماؤهم.
إن السعودية التي جرى شطبها قبل مدة غير طويلة كنظام يتحكم فيه زعماء متقدمون في العمر ولم تستطع مليارات بترولها الحيلولة دون تغلب مجموعة من المنافسين لها عليها في صراع القوة في الشرق الأوسط، عادت وبرزت فجأة كأقوى مصدر نفوذ في المنطقة. وقد أعلنت تأييدها لتخلص الجيش بسرعة من الرئيس محمد مرسي وحكومته المستمدة من الإخوان المسلمين، خلال ساعتين. ثم فتحت محفظتها يوم الثلاثاء وعرضت 5 مليارات دولار كمساعدة. وأضافت جارة السعودية وحليفتها الإمارات العربية المتحدة 4 مليارات دولار بينما عرضت الكويت 4 مليارات. وتلقت حكومة مرسي خلال سنتها في الحكم، مساعدات مجموعها 8 مليارات دولار من قطر – ولكن جيرانها تجاوزوا بسهولة ذلك الرقم خلال أسبوع فقط. لا يوجد دليل على أن المملكة العربية السعودية كانت على صلة بالمؤامرة، مع أنها نفذت تنفيذا جيداً وخطط لها مسبقاً. ولكن من الواضح أن وزير الدفاع المصري الفريق أول عبد الفتاح السيسي بدا واثقاً بشأن مستقبل مصر عندما أعلن عما حدث، بالرغم من انه ورث وضعاً اقتصادياً كارثياً حافلاً بحالات انقطاع التيار الكهربائي، ونقص الوقود، وبقاء مجرد ما يكفي لشهرين من إمدادات القمح، كما تبين لاحقاً. يوم الأحد أعلن النائب العام انه لن يكون هناك تهاون في ملاحقة مرسي الذي ما زال محتجزاً. وقد اتخذت النيابة العامة خطوة غير معتادة بإعلانها عن تحقيق جنائي ضد رئيس البلاد المنتخب ديمقراطيا للاشتباه في تخابره، وتحريضه على العنف وتدميره اقتصاد البلاد. ويواجه قياديون عديدون بارزون في جماعة الأخوان تهما بالتحريض على العنف.
وليست أنظمة الخليج الملكية محبة للغير وحسب. فبينما برزت قطر في السنوات القليلة الماضية كأهم بلد عربي واغني داعم للإخوان المسلمين، فان جيرانها الخليجيين ينظرون بعين الريبة إلى نوع إسلام الجماعة السياسي الإصلاحي والشعوبي، بل باشمئزاز، في حالة الإمارات العربية المتحدة. ولم تكن صدفةً أن المبلغ المالي من الإمارات قام بتسليمه شخصياً الشيخ هزاع آل نهيان، مستشار الأمن القومي الإماراتي – إذ كان هذا امراً قريباً من بلده وليس مسألة إحسان أو امراً يتعلق بالشؤون الخارجية. أصيبت السعودية والإمارات كلتاهما بالذهول عندما أجبر الرئيس السابق حسني مبارك على التخلي عن الحكم قبل عامين. واشتد قلقهما بصفة خاصة لان الرئيس باراك أوباما لم يساند رجل أميركا في الشرق الأوسط منذ فترة طويلة، رغم أن أوباما عرض في الأصل ما اعتبرتاه وجهة نظر عملية للعالم الإسلامي تحل محل مبدأ سلفه العدائي تحت شعار "نشر الديمقراطية". ولم تتلق إي من الدولتين ما يطمئنها تجاه ما حدث منذ ذلك الوقت. وأثار مرسي غضبهما كليهما عندما بدا انه فتح الباب إمام التفاهم مع إيران، التي يعتبرانها مصدر المتاعب الرئيسي في المنطقة، في الوقت الذي خشيت فيه الدولتان من إرسال مصر الدعم لخلايا الإخوان في الخليج. وفي الأسبوع الماضي دانت الإمارات 69 شخصا قالت أنهم موالون للإخوان بـ "التآمر للقيام بانقلاب".
وقال ثيودور كاراجيك، مدير الأبحاث في معهد التحليلات العسكرية للشرق الأدنى والخليج ومقره دبي، "اعربت السعودية والإمارات عن استيائهما الشديد من حكومة مرسي وتأثيرها في المنطقة. وقد انتهزتا فرصة فشل مرسي لكي تعملا على هذا التغيير الحكومي وتسعيا لصياغة سياسة وفق رؤياهما الخاصة".وقال انه لم تظهر أي دلائل حاسمة على وجود مفاوضات سابقة بين الجيش المصري وأي من الدولتين. غير أن احمد شفيق، آخر رئيس وزراء في عهد مبارك والذي خسر بفارق بسيط لصالح مرسي في آخر انتخابات رئاسية العام الفائت، يقيم في ابوظبي، عاصمة الإمارات، ويعمل مستشارا لحكامها. وقد تكهن شفيق بالانقلاب قبل أن يصدر الجيش إنذاره الأخير لـ48 ساعة إلى مرسي. وقال "لا ريب انه رغم أنني أقيم هنا (في ابوظبي) كان لي دور في تلك الإحداث". وكانت هناك علاقات وطيدة بين الفريق أول السيسي ورئيس القضاء عدلي منصور الذي عينه قادة الجيش رئيسا مؤقتا مع الرياض. إذ كان السيسي ملحقا عسكريا في إحدى الفترات هناك، بينما قضى منصور سبع سنوات مستشارا لوزارة التجارة السعودية. لم يقتصر تأثير الصعود المتجدد للنفوذ السعودي على مصر وحدها. إذ كان هناك انقلاب في مكان بعيد لم يحظى بالانتباه داخل دهاليز الفنادق الأسبوع الماضي في اسطنبول حيث تآمرت المعارضة السورية وتشاجرت، وهي عملية تبدو غير ذات علاقة بالقتال في حلب وحمص حتى أنها مرت من دون أن تلفت أي انتباه يذكر. وفي اليوم الذي سبق إرسال الأموال السعودية إلى مصر، فازت في معركة صغيرة اخرى عندما استقال غسان هيتو، الذي قيل انه مقرب من قطر والإخوان السوريين، من رئاسة الحكومة المؤقتة للائتلاف الوطني السوري. وقبل يومين، أصبح رئيسها احد السعوديين ويدعى احمد عاصي الجربا، وهو شيخ قبلي له ميول تقليدية.
من ناحية أخرى، قال الأميركيون ضباط الاتصال مع الثوار السوريين أنهم ذهلوا لان تجهيزات الأسلحة التي تمولها قطر وصلت إلى أيدي الجهاديين، ويحاولون مع السعوديين إقناع الفصائل "الموالية للغرب" للتغلب على جبهة النصرة المرتبطة بتنظيم "القاعدة" حتى قبل التعامل مع نظام الأسد. ويقول المحللون الذين يحاولون فك طلاسم غموض عالم العائلات الملكية الخليجية ان هذه الإجراءات ليست دليلا على ارتفاع ثقة السعوديين بأنفسهم فحسب، ولكنها نتيجة تغيير في القيادة في قطر بالذات. فقد تنازل الحاكم الشيخ حمد آل ثاني، احد أكثر رجال العالم ثراء، عن السلطة لابنه، ولي العهد تميم. ورغم انه ركز على موضوع السن، فان الآراء المحلية لم تنظر إلى العملية على أساس إمكانية تحول قطر إلى أسلوب شمال أوروبا حيث يركب الملوك الدراجات الهوائية وإنما على أن ذلك من أسباب استياء قادة القبائل المحافظة المحلية من الهالة الدولية التي أحاط بها نفسه باعتباره حاميا للإسلام السياسي. وولي العهد الشيخ تميم (33) تلقى تعليمه في المدارس الخاصة البريطانية ولا يشعر بالارتياح تجاه الشعارات العنيفة التي يرددها رجال الدين من الإخوان، وقيل انه أبطل الدعم عن زبائن والده. بل أن إحدى الإشاعات ذكرت انه اعتبر الشيخ يوسف القرضاوي، الزعيم الروحي للإخوان والمقيم في قطر منذ مدة طويلة، على انه شخص غير مرغوب فيه. وأضحت الثريات المذهبة في قصور الخليج بعيدة عن التغييرات المحزنة التي تجري على قدم وساق في مصر وسوريا، وعن المظاهرات الجماعية في شوارعهما على وجه التأكيد. ومن عجائب القدر أن قادة تمرد، الحركة الشبابية المصرية التي جمعت ملايين الناس في الشوارع في 30 حزيران للمطالبة بتنحي مرسي، يجدون الآن أنهم حلفاء مع السعودية حيث كان أمر مثل هذه المظاهرات سيكتشف قبل أشهر من وقوعها. وقال محمد عبد العزيز، احد زعماء تمرد الثلاثة "الاستقرار في مصر والانتقال الناجز يصب في مصلحة كل الدول العربية بما فيها دول الخليج" وهو كلام يمكن أن يصدر عن أي قائد عسكري آو أمير. وادعى أن مصر لا تزال "الشقيقة الكبرى" أو الزعيمة الطبيعية للعالم العربي. "من المؤكد أن مصر لا تستطيع أن تكون دولة عميلة لأي طرف"، حسب قوله. في خيمة سيد حسن في ميدان التحرير، أيد رجل اكبر سنا إصراره على أن مصر لم تتستبد بأميركا وبعدها قطر كراعية للدكتاتورية دولةً أخرى – هي السعودية. وقال احمد محمود (60) ان "الشعب المصري يُخدع مرة أخرى". ورد حسن بما يوحي بان شعاره يتجاوز مدى ثقته. وقال: "المصريون يُخدعون بعض الوقت. لكن ليس كل الوقت".
معهد واشنطن: ما الذي تفعله القوات الأمريكية في الأردن؟
منذ أسابيع مضت، وفي ضوء الخوف من تكرار الهجوم الدموي الذي استهدف القنصلية الأمريكية في بنغازي، أفادت بعض التقارير أن واشنطن نشرت مئات من قوات مشاة البحرية في صقلية تحسباً لأن يُطلب منها حماية السفارة الأمريكية في القاهرة. بيد أن هؤلاء الجنود ليسوا وحدهم من يحمون مصالح الولايات المتحدة في المنطقة في حالات الطوارئ. في أواخر حزيران، اشترك آلاف من أفراد الخدمة الأمريكيين في المناورات العسكرية السنوية متعددة الأطراف والتي تستغرق 14 يوماً في الأردن والمعروفة بـ "إيغر لايون". وبناء على طلب الملك عبدالله، فإن حوالي 900 من هؤلاء الجنود الأمريكيين وسرب طائرات إف ستة عشر وبطاريات صواريخ باتريوت بقيت -- وفقاً للرئيس أوباما -- في الأردن لدعم "أمنها" وهي الدولة المهددة بشكل متزايد من تداعيات الحرب في جارتها سوريا. وفي حالة طلب تعزيزات عسكرية، ستقوم السفينة الهجومية البرمائية "يو إس إس كيرسارج" التابعة لمشاة البحرية الأمريكية بالإبحار قرابة ساحل العقبة. ورغم أن الملك عبدالله قد سعد بدون شك من إظهار الولايات المتحدة التزامها باستقرار الأردن، إلا أن ذلك لا يعني أن الجميع يرحبون بنشر هذه القوات. وليس من المستغرب أن موسكو -- التي تدعم نظام الأسد في سوريا -- قالت إن وجود جنود أمريكيين في المملكة "أمر غير مفيد". بيد أن الشيء الذي يدعو إلى المزيد من الخوف والقلق هو أن العديد من الأردنيين أنفسهم يعارضون وجود قوات أمريكية على التراب الأردني. وفي الواقع، في 22 نيسان، قام سبعة وثمانون أردنياً ينحدرون من أصول قبلية -- وهم مجموعة تعتبر من المؤيدين البارزين للملكية في الأردن -- بإرسال خطاباً مفتوحاً إلى الملك يدينون فيه قراره، واصفين القوات الأمريكية الموجودة على الأرض الأردنية بأنها "هدف شرعي لكل مواطن أردني شريف".
وتعتبر الأردن في هذه الآونة موطناً لما يقرب من 600,000 لاجئ سوري -- حوالي 10 بالمائة من سكان المملكة -- وتواجه أزمة اقتصادية طاحنة دفعت الحكومة الأردنية إلى خفض الدعم عن مجموعة عريضة من المواد الغذائية والطاقة. وعلى مدار السنتين الماضيتين، عانت المملكة من سلسلة من الاحتجاجات المستمرة التي تركزت على الاقتصاد المتعثر وعلى التصور واسع النطاق للفساد الموافق عليه رسمياً. في الوقت الحاضر، من غير الواضح مدى انتشار المشاعر المعادية للقوات الأمريكية، ولكن إذا تعمقت هذه المشاعر وأصبحت واسعة النطاق فإن نشر القوات الأمريكية في الأردن قد يصبح مشكلة أخرى للملك عبدالله الذي تتزايد المشاكل التي يواجهها يوماً بعد يوم. فبالإضافة إلى معارضة وجود القوات الأمريكية على الأرض الأردنية، أبرز الخطاب الذي أرسل في نيسان ما يبدو أنه خوفاً محلياً متزايداً من احتمالية نشر الجيش الأردني في سوريا. ويشير الخطاب في نهايته إلى أن "عدونا الأول والأخير هو إسرائيل". وقد حاكى هذا الخطاب بياناً مشابهاً أصدرته جماعة «الإخوان المسلمين» الأردنية في ذلك الشهر، حيث رفض أيضاً هذا الوضع الذي تكون فيه الأراضي الأردنية مستخدمة من جانب "قوات أجنبية" للهجوم على "أراض عربية وإسلامية". ولا تقتصر المعارضة للوجود الأمريكي ولتدخل الجيش الأردني المحتمل في سوريا على الإسلاميين الموجودين في المملكة فقط. فعلى سبيل المثال، أصدرت "الجبهة الوطنية للإصلاح" وهي أحد الأحزاب السياسية العلمانية البارزة في الأردن بياناً مناهضاً لنشر هذه القوات وطالبت بعدم التدخل في الصراع السوري. بيد أنه من المحتمل أن تكون المجموعة الأكثر مصداقية في التنديد بعملية نشر هذه القوات هي "اللجنة الوطنية العليا للضباط العسكريين المتقاعدين" في الأردن، وهي منظمة تضم كل من زعماء قبائل وضباط سابقين في القوات المسلحة من أصحاب الرتب العالية.
في حزيران، أرسل "الضباط المتقاعدون" خطاباً مفتوحاً للملك عبدالله تطرق إلى قائمة طويلة من المظالم تتراوح من الفساد الملكي إلى تهميش القبائل في المملكة. وقد حذر الخطاب أيضاً من "الاعتماد على الأجانب" في الدفاع عن الأردن. وبدلاً من نشر جنود أمريكيين وآليات أمريكية، نصحت المجموعة بأنه ينبغي على الملك عبدالله أن "يحذو حذو" أبيه الراحل الملك حسين خلال الحرب في العراق عام 1991 عندما ظلت المملكة على الحياد. وفي الآونة الأخيرة، وصف اللواءالمتقاعد علي الحباشنة الذي يترأس منظمة الضباط المتقاعدين إقامة قاعدة عسكرية أمريكية بأنه "يوم أسود" وهو يعتبر إيذاناً بـ "عودة الاستعمار" إلى الأردن.
ويبدو أن عمَّان تأخذ هذه الشكاوى بجدية. ففي 20 حزيران، عقد رئيس هيئة الأركان العسكرية الأردنية المشتركة الفريق أول الركن مشعل الزبن مؤتمراً صحفياً لطمأنة الأردنيين بأن الجنود الأمريكيين والمعدات العسكرية موجودة هنا لـ "مساعدة الأردن في الدفاع عن نفسها"وأن وجودها لن يضر بسيادة المملكة. وفي الوفت نفسه، أنكر رئيس الوزراء عبد الله النسور التقارير التي ذكرت أن "وكالة الاستخبارات المركزية" كانت تدرب الثوار السوريين في الأردن منذ عام 2012. ورغم الجهود التي بذلتها عمَّان للحد ممن المعارضة الشعبية للوجود الأمريكي على الأراضي الأردنية، فإنه من المحتمل أن تستمر الخطابات الرافضة والاحتجاجات العلنية حول نشر القوات الأمريكية. ذلك لأنه على الرغم من دعم الأردنيين إلى حد كبير للثوار في سوريا وأملهم في نهاية سريعة للحرب التي تدور رحاها في هذه الدولة المجاورة، إلا أن أقلية صغيرة من سكان المملكة -- 12 في المائة وفقاً لاستطلاع للرأي أجراه "مركز پيو للأبحاث" عام 2012 -- ينظرون إلى الولايات المتحدة نظرة إيجابية. وللأسف، استناداً إلى هذه المعارضة الشعبية واستمرار نشر القوات، ستبقى القوات الأمريكية مصدر إزعاج مستمر للسكان المحليين.
وتمثل تداعيات التدهور الحاصل في سوريا تهديداً متزايداً للمملكة. فمن المؤكد أنه قُصِد من نشر هذه القوات الأمريكية رفيعة المستوى بعث رسالة إلى نظام الأسد. وفي أسوأ السيناريوهات، من الممكن أن يساعد الجنود الأمريكيون المملكة في التعامل مع إدارة العواقب الناتجة عن استخدام الأسلحة الكيماوية. بيد أن وجود الجنود الأمريكيين في الأردن لن يمر بسلام على الملك عبدالله: حيث سيضاف نشر القوات إلى قائمة طويلة من الشكاوى المستمرة التي يتعين على الملك التعامل معها. وبالنظر إلى حجم المخاطر، فإن إيفاد قوات ومعدات عسكرية إلى المملكة يعتبر تصرفاً سليماً. بيد أن إرسال عدة مئات من الجنود الأمريكيين لن يعزل الأردن عن أخطر التهديدات التي تواجهها. إن الاستقرار في الأردن هو أحد تبعات تردد إدارة أوباما فيما يتعلق بالأزمة السورية. إذا رغبت واشنطن في دعم الملك عبدالله وتأمين المملكة، فإن عليها أن تفعل كل شيء ممكن للتعجيل برحيل نظام الأسد في سوريا.
معهد واشنطن: الانفراجة مع العلويين الأتراك
اندفعت تركيا في الأشهر الأخيرة إلى فعل الشيء غير المتصور بإطلاقها محادثات سلام مع "حزب العمال الكردستاني" -- وهو منظمة أدرجته أنقرة كجماعة إرهابية. ومن بين الدوافع الهامة وراء هذه الانفراجة سياسة أنقرة تجاه سوريا. وتعمل تركيا على تغيير النظام في دمشق، بدعمها المتمردين للإطاحة بنظام الأسد. وفي سبيل تحقيق هذه الغاية، تحتاج أنقرة إلى جميع ما تستطيع أن تحصل عليه من أصدقاء، حتى لو كان ذلك يعني التواصل مع خصومها السابقين. ويتمتع "حزب العمال الكردستاني" بتواجد قوي داخل سوريا، ومن خلال إرساء السلام مع هذه الجماعة، تأمل تركيا أن تكسب هذه المنظمة إلى جانبها ضد نظام الأسد. والآن، تدفع الأزمة السورية تركيا إلى فعل الشيء التالي غير المتصور ألا وهو: التواصل مع العلويين الأتراك، في سوريا وداخل البلاد على حد سواء. وهذا من شأنه أن يساعد أنقرة على الحيلولة دون زعزعة الاستقرار المنطلق من سوريا. ويوضح بصراحة أحد التقارير الصادرة مؤخراً عن "مجموعة الأزمات الدولية" أنه "مع ما أصاب سوريا من ضعف وانشقاق متزايدين، ومع عدم ظهور أي بوادر لحل الأزمة"، فإن تركيا بحاجة إلى تكوين صداقات مع جميع الجماعات السورية لضمان قدرتها على إدارة الفوضى هناك. كما أن التواصل مع العلويين السوريين سيمثل إشارة هامة للعلويين الأتراك، الذين يتركزون في الغالب في محافظة هاتاي الواقعة أقصى جنوب البلاد، وبجوار سوريا. وتطفو التوترات إلى السطح بين الحكومة والعلويين الأتراك. فبعد أن بدأت أنقرة في توفير ملاذ آمن لجماعات المعارضة السورية والثوار المسلحين في خريف عام 2011، انتاب الشك العلويين الأتراك تجاه سياسات حكومة "حزب العدالة والتنمية". كما لعب العلويون الأتراك دوراً كبيراً لا يتناسب مع حجمهم في المسيرات المناهضة لـ "حزب العدالة والتنمية"، بما في ذلك مظاهرة جرت في 9 آذار وجذبت ألفي شخص واحتجاج أُقيم في أواخر عام 2012 شارك فيه نحو ثمانية آلاف شخص. إن العلويين الأتراك غاضبون من سياسة أنقرة تجاه سوريا التي يرون أنها تمثل دعماً واضحاً للسنة السوريين بما يضر بأبناء عشيرتهم، العلويين السوريين.
وفي سبيل سعيها لتحقيق انفراجة مع العلويين الأتراك، لدى حكومة "حزب العدالة والتنمية" في أنقرة شريك غير محتمل، وإن كان بالغ القيمة والأثر ألا وهو: "حزب الشعب الجمهوري" التركي المعارض، الذي يحظى بشعبية بين العلويين الأتراك وقد تواصل بالفعل مع النظام البعثي في دمشق، حيث كسب الإشادة من العلويين السوريين الذين يدعمون هذا النظام. لقد كانت وفود "حزب الشعب الجمهوري" متعاطفة بشكل كبير مع نظام الأسد في سوريا. ففي تشرين الأول 2011، أرسل الحزب وفداً عبر الحدود بناءً على دعوة من "الاتحاد النسائي السوري". وبعد زيارته لدمشق وحماه واللاذقية، أعلن الوفد عن معارضته لقيام "تدخل أجنبي في شؤون سوريا الداخلية". ومؤخراً، زار أربعة نواب عن "حزب الشعب الجمهوري" الأسد في دمشق في أوائل آذار. وفي مناورة للعلاقات العامة، قوض هؤلاء من سياسة "حزب العدالة والتنمية" تجاه سوريا، حيث أكدوا على أن الشعب التركي "يرفض التدخل في سوريا". واليوم، حيث يخالج العديد من العلويين الأتراك المناصرين لنظام الأسد شك كبير في حكومة أنقرة، فلن يكون من باب المبالغة أن نقول إن هؤلاء العلويين لديهم مشاعر أكثر دفئاً تجاه "حزب الشعب الجمهوري". كما أن العلويين الأتراك، وهم طائفة تشمل نحو نصف مليون شخص، يفضلون "حزب الشعب الجمهوري" أيضاً. وقد أشار استطلاع للرأي صدر مؤخراً من قبل عضوة البرلمان عن "حزب الشعب الجمهوري" صباحات أكيراز إلى أن 83 في المائة من العلويين الأتراك دعموا حزبها في انتخابات 2011. إن التواصل مع العلويين السوريين سوف يعود بفائدة هائلة على كل من شعبي تركيا وسوريا.
وتخشى أنقرة من أن ينتقل الصراع بين العلويين والسنة في نهاية المطاف إلى أراضيها، مما يزكي نيران التوتر بين السنة والعلويين في محافظة هاتاي. ولهذا السبب "تأتي الانفراجة مع العلويين" -- بقيادة "حزب الشعب الجمهوري"، وبتشجيع من "حزب العدالة والتنمية" -- منسجمة ضمن الإطار العام. وربما لا يرغب "حزب العدالة والتنمية" في مشاركة سياسته تجاه سوريا مع "حزب الشعب الجمهوري"، لكن من الواضح أنه من صالح "حزب العدالة والتنمية" أن يُشرك حزب المعارضة، مالئاً بذلك الفجوات في سياسته تجاه سوريا. وقد يجد "حزب الشعب الجمهوري" نفسه مشدوداً للعمل مع "حزب العدالة والتنمية" إذا أشركه الحزب الحاكم في عملية صنع القرارات المتخذة في أنقرة بشأن سوريا، بما يوفر لـ "حزب الشعب الجمهوري" منبراً للتعبير عن آرائه. لقد اتخذت تركيا بالفعل بعض الخطوات الإيجابية تجاه العلويين السوريين، على سبيل المثال إنشاء مناطق منفصلة في هاتاي للعلويين الذين يرغبون في التخلي عن نظام الأسد. وفي هذا الإطار فإن تشكيل لجنة مشتركة بين "حزب العدالة والتنمية" و"حزب الشعب الجمهوري" لمناقشة موضوع سوريا من شأنه أن يبعث بالرسالة الصحيحة إلى العلويين السوريين والأتراك على حد سواء. لقد أصبح التفتت يضرب سوريا إلى أن جعلها دولة ضعيفة ومنشقة؛ وبغض النظر إذا كان الأسد سيبقى في الحكم أو يفقد سلطته، سرعان ما ستواجه تركيا حالة من عدم الاستقرار على أعتابها في السنوات المقبلة. وللأسف، سوف يشكل الصراع بين السنة والعلويين محوراً رئيسياً لحالة عدم الاستقرار هذه. وأنقرة التي تربطها بالفعل علاقات قوية مع السنة السوريين يمكنها أن تُحد من تعرضها لهذه المخاطر من خلال بناء جسور للتواصل مع العلويين السوريين. ويمكن أن يكون "حزب الشعب الجمهوري" الشريك المثالي لهذا الفعل.
عناوين الصحف
سي بي سي الأميركية
• في مصر، الولايات المتحدة تتجاوز مرسي.
• 38 قتيلا على الأقل فيما تستهدف التفجيرات شيعة العراق.
• نتنياهو: إيران أقرب للقنبلة.
الغارديان البريطانية
• دبلوماسي أمريكي رفيع يؤكد دعم واشنطن ل 'العملية الديمقراطية' في مصر.
نيويورك تايمز
• الرئيس الإيراني الجديد يغلط أحمدي نجاد بشأن الاقتصاد.
ديلي تلغراف
• اتهام ديفيد كاميرون بخيانة الثوار السوريين.
• كاميرون يحذر من تسليح الثوار السوريين.
الموضوعات المدرجة ضمن هذه الصفحة تعرض للقارئ أبرز ما جاء في الصحف والمواقع الأجنبية, وموقع المنار لا يتبنى مضمونها