وأثار قرار هيئة المحلفين ببراءة جورج زيمرمان موجة من الغضب في أوساط الكثير من الإفريقيين الأميركيين، وأدى إلى قيام مظاهرات هذا الأسبوع، بعضها عنيفة، في عدة مدن أميركية
رغم كل ادعاءاتها بأنها تمثل الحرية والقيم الإنسانية "والشرف العريق"، ها هي الولايات المتحدة الأميركية تثبت رغم عشرات السنين على تحرر السود من نير العبودية أنها ما تزال بؤرة للعنصرية وللحقد الأسود. ففي قضية جديدة أثارت الرأي العام الأميركي قتل جورج زيمرمان الأبيض للشاب تريفون مارتن الأسود جدلاً بسبب بعدها العرقي، وأدت إلى قيام مظاهرات في أنحاء الولايات المتحدة اتسمت ببعدها الطائفي.
وأثار قرار هيئة المحلفين ببراءة جورج زيمرمان موجة من الغضب في أوساط الكثير من الإفريقيين الأميركيين، وأدى إلى قيام مظاهرات هذا الأسبوع، بعضها عنيفة، في عدة مدن أميركية. وحدثت القضية في ولاية فلوريدا، حيث كان الشاب الأسود ترايفون مارتن يمشي إلى بيته بعد شرائه للحلوى، وأثار مارتن شبهة جورج زيمرمان الأبيض الذي كان في سيارته، زيمرمان كان مسلحاً وقرر أن يلاحق مارتن وحده رغم أن الشرطة قالت له ألا يفعل ذلك.
حصل شجار عنيف بين مارتن وزيمرمان انتهى بإطلاق زيمرمان النار على مارتن مما أرداه قتيلاً. وقال أحد المتظاهرين "أصبح لا يستطيع أسود أن يمشي في الولايات المتحدة هذه الأيام من غير أن يثير ريبة أحد ما".
قانون يسمح بالدفاع عن النفس بالسلاح
قلب القضية ليس فقط قرار هيئة المحلفين التي ضمت ست نساء من البيض والتي وجدت زيمرمان غير مذنب، بل هو قانون حديث يسمح للناس بالدفاع عن أنفسهم باستخدام السلاح إن شعروا بالخطر حتى لو كان بإمكانهم الهرب، وحتى لو قاموا هم بالمبادرة بالقتال، وتشير الدراسات إلى أن القانون يطبق بطريقة غير عادلة.
وقالت دانيلا ليجير، مسؤولة سابقة في البيت الأبيض - مركز التقدم الأميركي "القانون المطبق يصب في مصلحة الرجل الأبيض حتى وإن كان هو مطلق النار، وفي اليوم الذي حصل زيمرمان على البراءة، أدينت امرأة سوداء في فلوريدا لإطلاقها عيارات نارية تحذيرية لم تصب أحداً. لا يمكن اعتبار هذا القانون إلا قانوناً عرقياً". ولم تعتقل الشرطة زيمرمان بعد الحادث على أساس أنه كان يدافع عن نفسه، لكن الغضب الشعبي أدى أخيراً إلى اعتقاله بعد أربعين يوماً من الحادث.
هيئة المحلفين تميع القضية والحق على "أوباما"
ووجدت هيئة المحلفين أن زيمرمان كان يدافع عن نفسه، فيما رأى المحافظون أن القضية غير عرقية، ولاموا القيادات السوداء والرئيس أوباما الذي علق على القضية عندما حدثت، على تحويلها إلى قضية عرق.
من جانبه، قال جون مالكوم من معهد هيراتج "هناك الكثير من الناس الذين يسرعون إلى استخلاصه كلما كان هناك ضحية سوداء ومرتكب للعنف أبيض فإنها قضية عرقية، لكن قانونياً لم تكن هناك أدلة كافية لاستخلاص ذنب زيمرمان". ولم تنته القضية بعد، حيث بإمكان عائلة مارتن ووزارة العدل أن تقاضيا زيمرمان، ولكن عبء الإثبات الكبير قد يصعب من ذلك.