07-11-2024 09:40 AM بتوقيت القدس المحتلة

الصحافة اليوم 19-07-2013: إحتضان سعودي ل "الائتلاف السوري المعارض"

الصحافة اليوم 19-07-2013: إحتضان سعودي ل

تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الجمعة 19-7-2013 الحديث عن تطورات الازمة السورية، كما تناولت الصحف الشأن الدخلي اللبناني على الصعيدين السياسي والامني



تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الجمعة 19-7-2013 الحديث عن تطورات الازمة السورية، كما تناولت الصحف الشأن اللبناني الداخلي على الصعيدين السياسي والامني.


السفير


ولي العهد يستقبل قادة «الائتلاف»: رسالة احتضان سياسية

السعودية تجاهر بانخراطها في الحرب السورية


محمد بلوط

وكتبت صحيفة السفير تقول "كرست السعودية أمس انفرادها رسمياً بقرار «الائتلاف الوطني السوري» المعارض. وبعد أسبوعين من إخراجها قطر من قيادة احد ابرز التشكيلات السورية الخارجية المعارضة، وإيصالها كتلة عشائرية علمانية «اخوانية» لقيادته، أفرد ولي العهد السعودي الأمير سلمان بن عبد العزيز المكان لوفد «ائتلافي» قاده احمد الجربا.

وبغض النظر عن القضايا التي نوقشت خلال لقاء دام أكثر من ساعة بقليل، التي لم تتجاوز العموميات والبروتوكول، كما قال عضو في الوفد لـ«السفير»، لم يتح فيها لجميع أفراده مساءلة ولي العهد المريض والمتعب، إلا أنه لم يغب عن خاطر احد قوة الرسالة التي تبعث بها الرياض، وهي تستقبل على هذا المستوى غير المسبوق «ائتلافاً» سورياً، راكم الإخفاق تلو الآخر، ومضمونها استمرار الرهان على «الائتلاف» مهما كلف الأمر، وان «الائتلاف» لم يعد مجرد ملف امني تديره الاستخبارات السعودية ورئيسها بندر بن سلطان، وإنما حليف سياسي ضروري في الحرب على النظام السوري، وتحت شعار يبدو بعيد التحقق يتطلب إعادة التوازن على الأرض.

في هذا الوقت، يتواصل انفضاض «الأصدقاء» في الساعات الأخيرة عن دعم المعارضة المسلحة، وتتملص بريطانيا وفرنسا من وعود التسليح، وينفي «البنتاغون» نيته تدريب مقاتلي المعارضة، وهو ما سيغير مجرى المعارك في جنوب سوريا ودرعا التي تنتظر وصول مقاتلين من مخيمات أميركية في الأردن، ويعتذر وزير الخارجية الأميركي جون كيري بأن «الأوضاع لا تسمح» بتطبيق حظر جوي، فيما تسرب الحكومة البريطانية أن الرئيس السوري بشار الأسد باق لسنوات، ويغيب ذكره كلياً حتى خلال لقاء ولي العهد السعودي بـ«الائتلافيين» في جدة.

وإلى لقاء ولي العهد سلمان بن عبد العزيز جاء من «الائتلافيين» رئيسهم احمد الجربا ونوابه سالم المسلط الجبوري وسهير الأتاسي وفاروق طيفور والأمين العام بدر جاموس. ورافقهم ميشال كيلو وكمال اللبواني ورئيس «المجلس الوطني» جورج صبرا.

وبدا أن ولاية العهد السعودية لم تقم بأكثر من استقبال «الائتلافيين»، والاستماع إلى مطالبهم، من دون الرد عليها خلال اللقاء، كما قال مصدر في «الائتلاف» لـ«السفير»، لأن القضايا التي طرحت خلال اللقاء ليست من الاختصاص المباشر للأمير سلمان، وتتطلب لقاءات أخرى مع «تقنيين» وأصحاب الشأن في الدوائر السعودية التي تتابع الملف السوري.

وقال عضو في الوفد إن الأمير السعودي، الذي استمع لعرض قدمه الجربا عن معاناة الشعب السوري، لم يأت خلال اللقاء مع قادة «الائتلاف» على اسم الرئيس بشار الأسد، ولم ينتقد النظام السوري، وابلغهم أن كل ما يهمنا «انه ليس للسعودية مصالح خاصة في سوريا، وكل ما يهمنا أن تكون سوريا آمنة مستقرة وحليفة لنا».

ورداً على طلب مضاعفة المساعدات الإغاثية والعسكرية المقدمة، اكتفى بالقول «سنرى». وتجاهل ولي العهد السعودي الخوض في قضية «جنيف» عندما طرح عليه

احد أعضاء الوفد سؤالاً عن موقف الرياض من التسوية المقترحة.

ويرى مصدر «ائتلافي» أن السعودية كغيرها من الدول التي تمد يد العون للمعارضة السورية الخارجية، لا تملك رؤية بعيدة المدى لما يجب أن تكون عليه الاستراتيجيات لمواجهة النظام السوري، واحتواء تقدمه على كل الجبهات. وقال المصدر إن «الائتلافيين» ليسوا مكلفين جميعاً بتقديم الطلبات، وان ملف التسليح والإغاثة المحوريين، سيكونان موضع بحث في الأيام المقبلة بين الجربا وكيلو واللواء سليم إدريس مع بعض المسؤولين السعوديين.

وينتظر «الائتلافيون» أن تدعم السعودية طلباً بمضاعفة تدفق السلاح «عشر مرات مما هو عليه حالياً»، وزيادة غرف العمليات المشتركة التي تدير توزيع الأسلحة من تركيا والأردن باتجاه الداخل السوري، وتكليف «الجيش الحر» حصراً بعمليات التسليح. ويطالب «الائتلافيون» بمزيد من الضغط على الأردنيين لتسهيل مرور الأسلحة إلى الجنوب السوري، والأهم إقناع الأتراك والأردنيين بتعبئة وحشد الآلاف من الضباط والجنود اللاجئين إلى المخيمات، تنفيذاً لخطة تقدم بها ميشال كيلو «لعسكرة الجيش الحر» وتقليص نفوذ المدنيين وتعزيزه.

ومن المنتظر أن يبدأ بعض أعضاء الوفد كالجربا وكيلو وإدريس لقاءات مع بندر بن سلطان لتنسيق عمليات التسلح، وإطلاعهم على الضغوط التي يمارسها مدير الاستخبارات السعودية خلال جولته على فرنسا وألمانيا وبريطانيا، لطمأنة تلك البلدان أن السلاح السعودي لن يصل إلا إلى أيد أمينة في الشمال السوري، وان بعض الصواريخ المضادة للطائرات، التي سلمتها الاستخبارات السعودية في المنطقة لن تقع في أيدي المتطرفين، بحسب مصادر ديبلوماسية في باريس. وحث الأمير بندر تلك البلدان على الوفاء بوعودها تسليح المعارضة، مع اقتراب موعد الأول من آب، الذي يحرر فيه الاتحاد الأوروبي الدول الأعضاء من التزاماتها بالحظر السابق المفروض على تسليح المعارضة.

وباستثناء لقاء جدة مع ولي العهد السعودي لم تلق المعارضة السورية الخارجية انباء مشجعة، ففي الأردن حيث جال وزير الخارجية جون كيري، فوق مخيم الزعتري للاجئين، لم يجد ما يقوله للاجئين التقاهم وطالبوه بفرض منطقة حظر جوي ومناطق آمنة في سوريا سوى «كنت أتمنى لو أن الأمر بهذه البساطة».

وشكا كيري من أن «الكثير من الشبان الأميركيين فقدوا أرواحهم أو أصيبوا بإعاقة وهم يحاربون من أجل الحرية في العراق وأفغانستان. نحن نحارب منذ 12 عاماً». وأضاف «نحاول أن نساعدكم بمختلف الطرق. هناك بحث لفرض مناطق آمنة وخيارات أخرى، لكن الأمر ليس بهذه البساطة».

وكان رئيس اركان القوات الأميركية الجنرال مارتن ديمبسي أقل كرماً من كيري، عندما قال، امام لجنة برلمانية، ان وزارة الدفاع لا تخطط لتدريب مسلحي المعارضة السورية. واعلن ان «ذلك لن يحدث عبر وزارة الدفاع. ربما بسبل أخرى أو دول أخرى». وأعلن أن الولايات المتحدة تسعى إلى تقوية المعارضة، بالرغم من تأكيده أن «الأوضاع مالت إلى مصلحة الأسد».

وذهب رئيس أركان الجيش البريطاني المنتهية خدمته ديفيد ريتشاردز، أبعد من ديمبسي في نفض اليد من الملف السوري. وقال، في مقابلة مع صحيفة «ديلي تلغراف» نشرت أمس، أن فرض منطقة حظر جوي فوق الأراضي السورية لن يكون كافياً، من دون تدخل عسكري للسيطرة على الأرض.

ونقلت وكالة «رويترز» عن مصادر قولها إن الحكومة البريطانية تخلت عن خطط لتسليح المعارضة السورية، وباتت تعتقد أن الأسد قد يبقى في منصبه لسنوات، وأن عقد مؤتمر «جنيف 2» قد لا يحدث قبل العام المقبل، إذا عقد أصلاً.

وأعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أن باريس «لم تغير موقفها» بشأن عدم تسليم مسلحي المعارضة السورية أسلحة فتاكة."


النهار


فرنسا تدخل على خط الاستحقاق الحكومي بري لسلام: 8 آذار ليست كتلة واحدة


وكتبت صحيفة النهار تقول "فاجأت قيادة الجيش الاوساط الرسمية والسياسية والاعلامية بكشفها معالم الجريمة التي أودت بالناشط الموالي للنظام السوري محمد جمو بعد أقل من 48 ساعة من مقتله في الصرفند والتي ثبت انها لم تكن جريمة سياسية بل ذات دوافع شخصية وعائلية. وأفادت معطيات متصلة بالتحقيق في الجريمة ان المشتبه في ارتكابه الجريمة يدعى علي يونس ابن شقيقة زوجة القتيل بطلب منها ومن شقيقها بديع. وفيما أوقف المشتبه فيه وخاله للتحقيق معهما تبين ان الزوجة المطلوبة للتحقيق ايضا موجودة في سوريا حيث تشارك في تشييع زوجها.

واذا كان هذا التطور شكل مفاجأة أزالت الانطباعات عن الطابع السياسي للجريمة، فان الوضع الداخلي اتسم امس بحركة سياسية وديبلوماسية لافتة عقب دخول فرنسي على خط الاستحقاقات اللبنانية من باب الدفع نحو تشكيل الحكومة الجديدة. وتمثل هذا التطور في اتصال أجراه الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند مع الرئيس اللبناني الرئيس ميشال سليمان فيما برز اتجاه في المقابل لدى رئيس الجمهورية والرئيس المكلف تمام سلام الى الاقدام على خطوة ما في وقت غير بعيد على صعيد بلورة عملية تأليف الحكومة.

وأفاد مراسل "النهار" في باريس سمير تويني ان هولاند أبلغ سليمان دعمه لجهوده ولجهود الجيش اللبناني من أجل الحفاظ على سياسة النأي بالنفس وتعزيز الالتزامات المقررة في اطار اعلان بعبدا. كما أبرز هولاند البيان الذي صدر عن مجلس الامن في العاشر من تموز الجاري بمبادرة فرنسية والذي أكد التزام الاسرة الدولية بالاجماع سيادة لبنان وسلامة أراضيه واستقلاله ووحدته وتعبئة الاسرة الدولية للمحافظة على استقراره. وشدد على تشجيع فرنسا مجموعة دولية لدعم لبنان في أسرع وقت. واوضحت مصادر فرنسية ان الرئيس الفرنسي أبدى من خلال هذا الاتصال تقديره للعبء الذي يتحمله لبنان من جراء النزوح السوري الكثيف الى أرضه، بالاضافة الى المخاوف الفرنسية من الوضع الداخلي الذي يشهد توترات متزايدة ناتجة من انعكاسات الازمة السورية على لبنان منذ تدخل "حزب الله" في الصراع الى جانب النظام السوري. كما أكدت باريس التزامها تقديم المساعدات اللازمة للجيش وخصوصا صيانة طوافات الغازيل وتزويدها صواريخ خاصة بها . وأعرب هولاند عن أمله في تشكيل حكومة تدير شؤون البلاد في ظل الظروف التي يشهدها لبنان وفي أسرع وقت ممكن.

ويشار في هذا السياق الى ان المعلومات التي وزعها القصر الجمهوري نقلت عن هولاند انه أمل في تأليف حكومة جامعة لا تستثني اي مكون أساسي من المجتمع اللبناني.

في غضون ذلك، برز تحرك رسمي في موضوع المشاورات الاوروبية الجارية لادراج "حزب الله" على لائحة المنظمات الارهابية، باعلان رئاسة الجمهورية بعد التشاور مع رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي تكليف وزير الخارجية الطلب من ممثل لبنان لدى الاتحاد الاوروبي طلب الحكومة اللبنانية عدم ادراج الحزب على لائحة الارهاب باعتباره "مكونا أساسيا من مكونات المجتمع اللبناني".

وجاء هذا التحرك وسط استمرار مشاورات السفراء الاوروبيين في بروكسيل والتي فشلت امس في التوصل الى قرار في شأن ادراج الذراع العسكرية لـ"حزب الله" على لائحة المنظمات الارهابية وسيناقش الموضوع في اجتماع لوزراء الخارجية الاوروبيين الاثنين. ولا تزال بعض الدول وخصوصا مالطا وايرلندا ترفض ذلك، بينما ليّنت الدول الاخرى ولا سيما منها النمسا موقفها.


الحكومة

أما في الملف الحكومي، فبرز اعلان الرئيس تمام سلام عقب لقائه امس الرئيس سليمان ان الخيارات الموجودة أمامه "لن تبقى الى ما لانهاية" وتحدث عن "غابة من الشروط والشروط المضادة"، لكنه أكد عدم تراجعه عن مواقفه واقتناعاته في شأن تأليف الحكومة.

ولفت مواكبون لحركة الاتصالات لتأليف الحكومة الى ان المساعي التي يقوم بها الرئيس المكلف بلغت منعطفا مهما ستتبلور خلاله معالم هذه المساعي في الايام القريبة. ولاحظ هؤلاء ان سلام تلقى دعما واضحا من رئيس سليمان خلال لقائهما امس، اذ علم ان سليمان أثنى على الجهود التي يبذلها سلام وأكد له دعمه لانجاز مهمة التأليف. وقد أبدت اوساط سلام لـ"النهار"ارتياحها الشديد لمواقف رئيس الجمهورية وما أبداه من مؤازرة في عملية التأليف. وترددت معلومات مفادها ان خيار "حكومة الامر الواقع" عاد الى الواجهة بعدما تعذرت محاولات تأليف حكومة سياسية وفق المعايير التي سبق لسلام ان أعلنها والتي تتمثل في قيام حكومة سياسية من غير الحزبيين، وفق صيغة الثلاث ثمانات تعتمد مبدأ المداورة في توزيع الحقائب. واذا ما أصبح خيار "حكومة الامر الواقع" نهائيا فان في جعبة سلام تشكيلة ستحظى بـ"التقدير الكبير" لدى الرأي العام كما جاء في هذه المعلومات.

وعلمت "النهار" ان رئيس مجلس النواب نبيه بري كلف الوزير علي حسن خليل الاتصال بالرئيس المكلف الذي يرجح ان يلتقيه اليوم لينقل اليه دعم بري لمساعيه لتأليف الحكومة وتجديد الموقف أمامه بان قوى 8 آذار ليست كتلة واحدة بمعنى ان العماد ميشال عون وحده و"أمل" و"حزب الله" وحدهما وان لا داعي للكلام عن الثلث المعطل.


عون وعودة اللاجئين

في سياق آخر أثار ما أعلنه العماد عون مساء امس في موضوع عودة اللاجئين السوريين الى سوريا استغراب اوساط معنية اذ جاءت دعوة اللاجئين الى العودة على لسان زعيم سياسي لبناني، لا من طريق جهة رسمية سورية او لبنانية. وكان عون استقبل وزير المصالحة الوطنية في سوريا علي حيدر وتحدث على الاثر عما وصفه بـ"بشائر خير لتخفيف ضغط النازحين السوريين الى لبنان". ونقل عن الوزير السوري "الاستعداد لاستقبال اللاجئين السوريين وفقا للضمانات التي يطلبونها". ووضع عون هذا الموضوع "في تصرف الحكومة اللبنانية والهيئات الدولية"، مبديا استعداده لتأمين التواصل بين هذه الجهات."


الاخبار


رمضان الأزمة السورية: صيامٌ عن السلام [2/3] سقوط الحرس البعثي القديم

 
وكتبت صحيفة الاخبار تقول "بعد تأخر سنتين، أبصر المؤتمر الـ11 لحزب البعث النور. مؤتمر اختلف عن سابقيه:«انقلاب أبيض» أسقط الحرس القديم، كما أن الرئيس بشار الأسد وضع حزبه أمام معادلة جديدة، تستند إلى أنّ الطريقة الوحيدة لإثبات «البعث» وجوده بها مرهونة بقدرته على إقناع الشعب به وبإنجازاته.

بعد تأخر دام أكثر من عامين لأسباب أمنية وسياسية، حزم أخيراً الرئيس السوري بشار الأسد أمره، وأعطى الضوء الأخضر لعقد المؤتمر الحادي عشر للقيادة القطرية لحزب البعث. وبحسب «مصطلحات البعثيين»، انتهى المؤتمر إلى «نتيجة تاريخية» تمثلت في تغيير قيادته المنتمية إلى بيئة الحرس القديم، وذلك لمصلحة انتخابه قيادة جديدة شابة. وثمّة ميل واسع داخل «البقية» من قواعد البعث للنظر إلى ما حصل على أنه «انقلاب أبيض» داخل الحزب. أحد أعضاء القيادة القطرية الجديدة، يصفه بأنّه أكثر من «حركة تصحيحية» وأقل من «فايسبوك بعثي».

وبغض النظر عن التسميات الآنفة، ومبلغ حجم الواقعية فيها، فإنّ المؤتمر القطري الـ١١، يمثل علامة فارقة من ثلاث زوايا على الأقل؛ ظروف انعقاده من ناحية، وإسقاط قيادته التاريخية ثانياً، والرهان الذي وضعه الأسد أمام قيادته الجديدة، ومفاده إمّا النجاح جماهيرياً، وإلا فمؤتمر جديد وانتخاب قيادة جديدة.


توقيت الانعقاد

ويكشف مصدر سوري مطّلع على أعمال المؤتمر أنّ الإعداد لعقده واجهته تعقيدات شتى. برز بدايةً التعقيد الحزبي ذو الصلة بمراعاة ضوابط النظام الداخلي للحزب. وكان مطروحاً ثلاثة خيارات:

١) الدعوة إلى مؤتمر قطري عادي، مع ما سيترتب على ذلك من تحديات أمنية تفرضها ظروف سوريا الراهنة؛ ٢) الدعوة إلى مؤتمر قطري استثنائي على شاكلة مؤتمرين سابقين (الخامس والسابع)؛ ٣) الدعوة إلى اجتماع موسع للجنة المركزية تنتخب قيادة جديدة. وكان الخيار الأخير هو الأفضل، لأنه لا يتناقض مع قوانين النظام الداخلي، ولا سيما أنّ المندوبين الـ ٨٠٠ له منتخبون أصلاً من المؤتمر الـ١١، كما أن اجتماعهم يمكن تأمين ترتيباته بمنسوب منخفض من الأخطار الأمنية. ومع ذلك، فإنّ مكان المؤتمر خضع لدراسة أمنية معقدة: «لقد حُدّد ١٣ مكاناً افتراضياً ليعقد المؤتمر فيها. وحينما صعد أعضاؤه الحافلات التي نقلتهم إلى مكان الانعقاد الفعلي، وجدوا أنفسهم في المكان الرابع عشر»، يروي المصدر.


كلمة الأسد

قدّم الرئيس الأسد، خلال جلسة المؤتمر، مداخلة استمرت ساعة وثلث ساعة، توزعت على المحاور التالية: أ ــ عرض الوضع الحزبي من المؤتمر السابع حتى اللحظة الراهنة؛ ب ــ الرؤية المستقبلية للحزب، وتفصيلاً، ماذا يجب أن يكون دوره وما هي معالم الخطة الجديدة لتفعيله؛ ج ــ الوضع السياسي الداخلي والخارجي؛ د ــ الاقتصاد ورؤية الدولة إليه.

وبحسب المصدر السوري عينه، فإن الأسد كان شفافاً في مقاربة دور الحزب في سوريا الغد وممارسة نقد ذاتي له. وأمهل القيادة الجديدة فرصة من ستة أشهر حتى عام واحد لكي تثبت أنها جديرة بإثبات حضورها بين الجماهير، وبقدرتها على المنافسة لاستقطاب قطاعات المجتمع وشرائحه، وإلا فإنها ستكون محل مساءلة وتغيير.

ويوضح المصدر أنّ الحزب يواجه مشكلة علاقة الجيل الجديد من الشعب السوري بالدولة. فلقد أدت تداعيات الحرب الثقافية والوطنية إلى جعل سوريا تخسر جيلها الراهن، نتيجة تلوث تفكير قسم كبير من أفراده بنظريات الفكر السلفي التكفيري. ولم يبق أمام أفراد شرائحه سوى خيارين اثنين: الموت أو الفرار من البلد، بالنسبة إلى فئة منهم ما عادت ترى امكاناً للعودة إلى الوراء لجهة التصالح مع الآخر في المجتمع؛ العودة بالنسبة إلى الفئة الأخرى إلى حضن الوطن والدولة والتأقلم مع عملية إعادة التأهيل الوطني والاندماج مجدداً في الحياة العامة مستحيلة.

ويعدّ الأمر الآنف، والكلام دائماً للمصدر السوري، أخطر النتائج التي ستتركها الحرب وراءها: أي خسارة الجيل السوري الحالي وتحوّله إلى نوع من الحالات الاجتماعية المرَضية المحتاجة إلى علاج تنشئي.

يضيف إن سياق هذا التفكير المتصالح مع منطق الاعتراف بوجود هذه المشكلة، يجعل القيادة السورية تركز في عملية إعادة بناء الانسان على الجيل التالي، ذي الفئات العمرية ما دون الـ١٥ عاماً. هؤلاء هم قضية الدولة الأساسية، وأيضاً، المهمة المركزية لحزب البعث بحلته القيادية الجديدة التي تحررت من طبقة «الحرس القديم».


رسائل الأسد

ويلفت المصدر إلى أنّ انعقاد المؤتمر، في هذا الوقت، يفيد في اطلاق أكثر من رسالة؛ أولاها أنّ الرئيس الأسد قوي لدرجة أنّه لا يتوسل مساندة أو استرضاء أي جناح داخل السلطة، بدليل رفعه الغطاء عن عملية اسقاط جهابذة المرحلة الماضية في النظام والحزب، أمثال الأمين القطري العام المساعد أبو سعيد بختيان. الرسالة الثانية تتمثل في صياغة جديدة للحزب تشبه رؤيته لصياغة سوريا الغد. فقيادة الحزب الجديدة شابة بمعظمها، وتنتمي إلى قواعد بعثية لم تتساقط خلال فترة الأحداث الراهنة، وذلك ليس فقط على مستوى استمرارها على التزامها العقائدي الحزبي، بل بالأساس على مستوى قيامها بمهمات الدفاع عن الدولة داخل محيطها ووسط قطاعاتها.


بعث الغد

ويكشف المصدر عينه أنّ عدد البعثيين المسجلين في السجلات الحزبية الرسمية، قبل الاحداث، بلغ خمسة ملايين عضو. وعلى مر العامين الماضيين تضاءل عددهم ليستقر على مليون وسبعمئة ألف حزبي. وتدلّل إحصاءات حزبية تقريبية على أنّ ٧٠ بالمئة من بين هؤلاء الأخيرين كان لهم حضور تفاعلي وإيجابي خلال الأحداث ضمن مناطقهم وقطاعاتهم، ما منحهم علامة الجدارة الحزبية. ويقارب عدد هؤلاء الـ ٦٠٠ ألف حزبي ينتمون إلى مختلف أطياف المجتمع ومناطقه، وقد وزع عليهم منذ أشهر السلاح، وباتوا يمثلون المادة الاجتماعية الأساسية لجيش الدفاع الشعبي المساند للجيش في عملية الدفاع عن سوريا.

ويكشف المصدر السوري أنّ إعادة بناء الحزب ستستند إلى استنتاجين أساسيين أفرزتهما المراجعة النقدية لتجربته، انطلاقاً من عِبَر الأحداث الراهنة: أولهما أنّ الحزب على مدى السنوات الماضية، تخلى عن دوره في مجال التعبئة العقائدية بين الشعب السوري، ما جعل الحصانة الوطنية لدى الجيل الجديد (من ١٥ لغاية ٣٠ سنة) أقل متانة من الأجيال السابقة، التي كان البعث يواكبها بالتعبئة الوطنية منذ دخولها المدارس الابتدائية، حيث تستوعبها شُعب الطلائع حتى دخولها مرحلة الثانويات والجامعات لتجد بانتظارها هناك شُعب الفتوّة. لقد تضمنت مناهج التدريس في تلك الفترة حصة إلزامية بعنوان التنشئة، وهي عبارة عن تدريب عسكري وتعبوي عقائدي وطني. كل ذلك جرى التراجع عنه في السنوات الأخيرة لمصلحة ليبرالية في التعليم، جعلت المدرسة الخاصة تتقدم على المدرسة الرسمية، وجعلت الانكليزية لغة أساسية مقابل تراجع الاهتمام المطلوب باللغة العربية. كان الظن من وراء ذلك أنّ المجتمع يتقدم باتجاه حصوله على حاجات عصرية، لكن يتبين الآن أنّ سياسة الدولة لم توازن بين حاجة المجتمع إلى التكيف مع متطلبات الحداثة، واحتفاظه بقيم تنشئته القومية والوطنية.

الاستناج الثاني، وهو استدراك للأول، يتمثل في ما ساد الحزب من حالة ترهل واستمراء لممارسة سلطة مرفهة. الآن يضع الأسد الحزب أمام معادلة جديدة، قوامها أنه لم يعد بعد الغاء المادة الثامنة الحزب الحاكم، وأصبح سواسية مع باقي الأحزاب الأخرى، والطريق الوحيد أمامه لإثبات وجوده، ونيل أي امتياز، مرهون بقدرته على إقناع الشعب به وتثمينه لإنجازاته المنتظرة. والسؤال الذي تركه المؤتمر الأخير وراءه: هل ينجح الحزب في اجتياز هذا التحدي؟!"

 

المستقبل


السعودية تؤكد ضرورة وضع حد للإبادة والثوار يستهدفون قصر الأسد في دمشق

البنتاغون يزوّد أوباما بخيارات القوة في سوريا


وكتبت صحيفة المستقبل تقول "أعلن رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة مارتين ديمبسي أمس، أنه زوّد البيت الأبيض بخيارات حول استخدام القوة في سوريا. فيما استقبل ولي العهد السعودي الأمير سلمان بن عبد العزيز رئيس "الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية" أحمد الجربا وأكد له ضرورة أن تتوقف الإبادة التي يقوم بها نظام بشار الأسد ضد الشعب السوري.

أما ميدانياً، وفيما كثفت قوات النظام قصفها لمختلف المناطق التي تقع خارج نطاق سيطرتها المباشرة، لفت تمكن الثوار من ضرب وسط دمشق ووصولهم الى الحاجز الأول عند قصر الشعب، مقر بشار الأسد، وذلك للمرة الأولى منذ عدة أشهر.

ونقلت وسائل إعلام أميركية عن الجنرال ديمبسي قوله في إجابته على أسئلة أعضاء مجلس الشيوخ في الكونغرس أمس، إنه قدّم للرئيس الأميركي باراك أوباما، خيارات حول استخدام القوة في سوريا. وأضاف أن "المسألة هي قيد المداولة داخل وكالات حكومتنا".

ولم يقدّم ديمبسي أي تفاصيل أخرى، لافتاً إلى أن "قرار التدخل العسكري يتخذه المسؤولون الأميركيون المنتخبون".

وتنظر لجنة الأجهزة العسكرية في مجلس الشيوخ الأميركي في مسألة تعيين ديمبسي رئيساً لهيئة الأركان الأميركية المشتركة لولاية ثانية.

في لندن، نقلت وكالة "رويترز" عن مصادر قولها: "من الواضح أن بريطانيا لن تسلح المعارضة على أي حال أو بأي شكل أو صيغة"، خوفاً من وصول أي أسلحة يتم تقديمها الى أيدي الإسلاميين، مشيرة إلى إجراء برلماني اتخذ الأسبوع الماضي يحث على إجراء مشاورات مسبقة مع النواب. لكنها أكدت أن بريطانيا "ستقوم بتدريبهم (المعارضة) وتقدم لهم مشورة تكتيكية وتزودهم بالمعلومات وتعلمهم القيادة والسيطرة. لكن الرأي العام، شئنا أم أبينا، يعارض التدخل".

ولفتت المصادر إلى أن "تدخل "حزب الله" في الصراع غيّر ميزان القوة لمصلحة الأسد ما يعطيه حافزاً أقل للتفاوض، ولا يوجد لدى الغرب أي استراتيجية لإنهاء الصراع في أي وقت قريب"، مشيرة إلى أن الغرب يعتقد بأنه كلما طال أمد الصراع زاد نفوذ الإسلاميين.

وقال أحد المصادر: "التقييم الغربي تغير". وتابع: "كنا نعتقد بأن الأسد لا يستطيع البقاء إلا لأشهر قليلة. الآن نعتقد أنه يستطيع البقاء لبضع سنوات". فيما أفاد مصدر آخر أن حدوث تحول مثير في الوضع مثل "استخدام الأسلحة الكيميائية على نطاق "واسع" فقط هو الذي قد يدفع إلى إعادة التفكير"، لكنه رفض القول ما إذا كان انهيار الجهود الرامية للتوصل إلى حل سياسي قد يكون أيضاً نقطة تحول.

في جدّة، استقبل ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي الأمير سلمان بن عبد العزيز في الديوان الملكي في قصر السلام رئيس "الائتلاف الوطني السوري" أحمد عوينان الجربا والوفد المرافق له. وقد أطلع الجربا ولي العهد على ما يتعرض له أبناء الشعب السوري الشقيق من إبادة وحصار في أبشع صور انتهاك لحقوق الإنسان.

وأكد ولي العهد السعودي للجربا موقف المملكة الثابت من ضرورة وضع حد لجميع أنواع الإبادة والتجويع التي يتعرض لها الشعب السوري.

وكان وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل دعا في نهاية الشهر الماضي دول الاتحاد الأوروبي إلى تطبيق قرار رفع الحظر عن توريدات السلاح إلى المعارضة السورية الذي كان قد اتخذه الاتحاد، نظراً للوضع الخطير في سوريا.

ميدانياً، قال "اتحاد تنسيقيات الثورة السورية" إن اشتباكات عنيفة شهدتها العاصمة دمشق ليل الأربعاء ـ الخميس، وإن أصوات انفجارات سمعت في ساحة الأمويين بالقرب من مبنى الإذاعة والتلفزيون، كما سمعت أصوات انفجارات في حي كفرسوسة قرب الفرع 285 أمن دولة. وتحدث اتحاد تنسيقيات الثورة عن هجوم استهدف الحاجز الأول للقصر الجمهوري قرب حي المزة مع أنباء عن سقوط ضحايا.

وقتل أمس ما لا يقل عن 15 من قوات النظام خلال اشتباكات مع الكتائب المقاتلة واستهداف حواجز في عدة محافظات.

وقالت مصادر في المعارضة السورية إن معارك عنيفة شهدتها أحياء دمشق، وتحديداً أحياء القابون وبرزة وجوبر، وصولاً إلى مخيم اليرموك جنوب العاصمة، حيث زج جيش النظام بمزيد من قواته في محاولة لاستعادتها من سيطرة الثوار.

في غضون ذلك، أحالت النيابة العامة في محكمة الإرهاب ملف المعارض ميشيل كيلو ومعه المعارضة سهير أتاسي وعدد كبير من المعارضين معهما إلى قاضي التحقيق الثاني في محكمة الإرهاب من أجل محاكمتهم بالتهم المنسوبة إليهم وهي الاشتراك في المؤامرة على سورية وتمويل ودعم الإرهاب وتشجيع الاقتتال بين السوريين."

 

اللواء


سلام يدق ناقوس التأليف .. وشربل لـ«اللــواء»: هذه أسباب سحب حماية السياسيين

سليمان يطلب من هولاند التدّخل لعدم إدراج «حزب الله» على لائحة الإرهاب


وكتبت صحيفة اللواء تقول "أحدثت تصريحات الرئيس المكلّف تمام سلام بعد لقائه الرئيس ميشال سليمان صدمة في الأوساط السياسية، وترقباً لما يمكن أن تثيره من اتصالات ومشاورات للاستفادة من اقتناع كل الأطراف من الحاجة الملحّة لحكومة جديدة تملأ الفراغ في السلطة التنفيذية، لمواجهة تداعيات الأزمة السورية، واتخاذ ما يلزم من خطوات مع المجتمع الدولي والهيئات المانحة لإعادة ترتيب استقبال لبنان للاجئين السوريين ومواجهة الضغوطات والأعباء، مستفيداً من الفرصة المتاحة دولياً من خلال عقد مؤتمر أصدقاء لبنان في أيلول حول موضوع النازحين، بما في ذلك التحرك الديبلوماسي اللبناني للحؤول دون وضع «حزب الله» على لائحة الإرهاب الخاصة بالاتحاد الأوروبي.

والبارز على هذا الصعيد، هو الاتصال الذي تلقاه الرئيس ميشال سليمان من الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، وجرى خلاله البحث في جملة من الشؤون التي تهم لبنان أبرزها تأليف حكومة جديدة، وموقف فرنسا من وضع «حزب الله» على لائحة الإرهاب.

وكشف مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية أن الرئيس هولاند «أعرب عن أمله في أن يتم تأليف حكومة جامعة لا تستثني أي مكوّن أساسي من المجتمع اللبناني».

وفي أعقاب هذا الاتصال، أجرى الرئيس سليمان اتصالاً مع الرئيس نجيب ميقاتي، حول ما دار مع الرئيس الفرنسي، وضرورة تحرك لبنان ديبلوماسياً للحؤول دون وضع «حزب الله» على لائحة الإرهاب، باعتباره «مكوّناً أساسياً من مكوّنات المجتمع اللبناني»، نظراً للإنعكاسات السلبية لهذا الإجراء، وتقرر تكليف وزير الخارجية عدنان منصور إبلاغ ممثل لبنان في الاتحاد الأوروبي والمفوضية العامة للاتحاد والدول الأعضاء فيه، رفض الحكومة اللبنانية إدراج الحزب على لائحة الإرهاب، في ضوء قضية تفجير بلغاريا، والذي لا أدلة دامغة على تورّط أي من أعضاء الحزب في هذا التفجير، وفقاً لمصدر رسمي لبناني. علماً أن وزراء دول الاتحاد سيجتمعون الاثنين في بروكسل، لمناقشة هذا الموضوع، بعد فشل اجتماع للسفراء في التوصل إلى اتفاق في هذا الشأن.

وكان هولاند، أبدى للرئيس سليمان، تقديره للعبء الذي يتحمله لبنان جرّاء النزوح السوري الكثيف، إضافة إلى الوضع الذي يشهد توترات ناتجة عن انعكاسات الأحداث في سوريا، مبدياً استعداد بلاده لمواصلة دعمها للبنان ودعم الجيش ومساعدته، ولا سيما مدّه بالصواريخ الخاصة بالطوافات التي تم اتفاق بشأنها بين الجانبين في خلال زيارة الرئيس سليمان لفرنسا.

وبرز بالنسبة لموضوع النازحين، عدا عن مؤتمر أصدقاء لبنان في أيلول، على هامش انعقاد الدورة العادية للجمعية العمومية للأمم المتحدة، ما كشفه النائب العماد ميشال عون، بعد لقائه في الرابية وزير المصالحة في الحكومة السورية علي حيدر، من أن هذا الأخير أكد له استعداد السلطات السورية لإعادة اللاجئين السوريين الى ديارهم وفق الضمانات التي يطلبونها إن كانت قضائية أو دولية، وبالشروط التي يقبلها النازحون، مضيفاً بأن «السلطات ستؤمّن لهم المسكن، وكل الأمور التي يحتاجونها»، في وقت اقترح فيه النائب وليد جنبلاط إقامة مخيم لاحتضان هؤلاء بطريقة لائقة، وتنظيم عملية دخولهم والتدقيق بكل المعلومات المتعلقة بهم، في حين أعلن رئيس تيّار «المردة» النائب سليمان فرنجية أن بين المليون لاجئ في سوريا، خمسين ألف مسلح، ملوحاً بأن هؤلاء أصبحوا خطراً على الوضع الأمني اللبناني.


لا دوافع سياسية لجريمة جمو

وبدا ان الحديث عن النازحين السوريين، طُرح بقوة، أمس، من ضمن التداعيات التي أثارتها جريمة اغتيال الناشط السوري المؤيد للنظام محمّد ضرار جمو في محلة الصرفند، أمس الأوّل، وقبل أن تكشف مخابرات الجيش اللبناني ملابسات الجريمة، ويتأكد لها أن لا دوافع سياسية وراءها، وإنما ناجمة عن خلافات عائلية.

وألقت مخابرات الجيش القبض على منفذي الجريمة وهما شقيق زوجة جمو بديع يونس (21 سنة) وابن شقيقتها علي يونس (18 سنة) اللذين اعترفا بارتكاب الجريمة بتحريض من زوجة المغدور سهام التي ألقت السلطات السورية القبض عليها، أثناء توجهها مع الجثمان لتشييعه في اللاذقية اليوم، وقامت باستجوابها، بعدما كشفت التحقيقات انها حرّضت على قتل زوجها.

وأظهرت التحقيقات أن جمو كان يريد نقل عائلته إلى سوريا، إلا أن الزوجة رفضت واستنجدت بشقيقها الذي نفذ مع ابن شقيقته الجريمة، بعدما عطلوا الكاميرات الموجودة في المنزل قبل يومين.

وفي تقدير مصادر سياسية، أن كشف دوافع الجريمة، من شأنه أن يُريح الساحة اللبنانية، بعدما أعطيت للحادث أبعاد سياسية وأمنية، بلغت حدّ التخوف من انكشاف أمني وسياسي، زاد من تداعياتها، تلك التفجيرات أو العمليات التي استهدفت مواكب لعناصر من «حزب الله» ولا سيما في البقاع، وكان آخرها تفجير عبوة ناسفة على طريق المصنع، يوم الثلاثاء الماضي، تبنتها «كتائب عبدالله عزام» التابعة لتنظيم «القاعدة»، عبر بيان ورد عبر موقع «النشرة» الالكتروني.

وأوضح البيان، أن العملية كانت تستهدف أحد قادة «حزب الله» رداً على تدخله في سوريا، ووعد البيان بتحويل البقاع إلى نهر من الدماء خلال شهر رمضان إذا لم يُنه الحزب تدخله فوراً وينسحب من سوريا.


صرخة سلام

وسط هذه التطورات، أطلق الرئيس سلام من القصر الجمهوري تحذيراً جديداً أشار فيه إلى ان اللبنانيين سئموا من الفراغ في السلطة التنفيذية، وان عدم تأليف الحكومة، متحدثاً عن «غابة من الشروط والشروط المضادة»، لكنه لفت إلى ان كل الاحتمالات مطروحة، والخيارات الموجودة أمامه لن تبقى إلى ما لا نهاية.

ولاحظت مصادر على صلة بعملية تأليف الحكومة، ان صرخة سلام أوحت للمتابعين، ان اختراقاً ما حصل، أو على وشك ان يحصل في اتجاه تأليف الحكومة الجديدة، مشيرة إلى ان هامش لخلافات التي تعيق هذه العملية بدأ يضيق، املة أن يتم الاعلان عن الحكومة في وقت قريب، لكنها حذرت من الدخول في مواعيد، مؤكدة أن لا حكومة قبل الأسبوعين المقبلين على الأقل.

وشددت المصادر على ان الاجتماع التشاوري الذي تم أمس في بعبدا بين الرئيسين سليمان وسلام، حقق تقارباً بين توجهات الرجلين بالنسبة لعملية الاسراع في تأليف الحكومة، مشيرة إلى أن التوجه نحو تأليف حكومة أمر واقع بات خياراً وارداً، اذا ما بقيت المراوحة و«غابة الشروط» التي تحدث عنها الرئيس المكلف، مع العلم ان الرئيس سلام ما زال يأمل بأن الثقة الكاملة التي نالها في التأليف ستؤدي في النهاية إلى اقتناع الجميع بتأليف حكومة المصلحة الوطنية التي يريدها الناس التي لم تعد تتحمل المزيد من الأعباء، بالرغم من اقتناعه بأن استمرار الفراغ في السلطة التنفيذية أمر لا يمكن أن يبقى ويستمر.


سحب عناصر الحماية

في غضون ذلك، جاء قرار مجلس الأمن المركزي بسحب الناصر الأمنية المولجة حماية النواب والشخصيات السياسية ليشير استياء قوى 14 آذار التي بادرت إلى سؤال الحكومة عما اذا كانت قررت تشجيع القتلة وأصحاب مخططات الاغتيالات السياسية، وما هي الخطوات البديلة التي قررتها، وطالبتها بالعودة الفورية عن هذا القرار، والذي جاء في توقيت لافت، تزامن مع غياب وزير الدفاع فايز غصن عن جلسة لجنة الدفاع النيابية التي كانت مخصصة لعرض بعض الأفلام التي تظهر الجهات التي شاركت في معارك عبرا، وتوجيه أسئلة مذهلة عما جرى، الأمر الذي حدا بعضو كتلة «المستقبل» النائب خالد الضاهر إلى اتهام غصن بأنه غاب عن الجلسة بناء على قرار من حزب الله، كي لا يعطي أجوبة واضحة لتكوين صورة عما حدث في عبرا.

وأوضح الضاهر لـ«اللــواء» بأن نواب الكتلة سيستمرون في الضغط لمعرفة حقيقة ما جرى، ولدينا خطوات تصعيدية في ما بعد ، مشيراً إلى ان سمعة الجيش أمر يهمنا، لكن الجيش بالنهاية مؤسسة ليست معصومة عن المساءلة.

أما بخصوص سحب العناصر الأمنية، فقد أوضح وزير الداخلية مروان شربل لـ«اللــواء» ان البيان الذي أصدره مكتبه الاعلامي تضمن كل التفاصيل، ورد على جميع الأسئلة المطروحة حول الأسباب التي دعت مجلس الأمن المركزي إلى اتخاذ هذا الاجراء. مشيراً إلى ان التقارير التي وضعت أمام المجلس تفيد بأن هناك. أكثر من 2700 عنصر من قوى الأمن الداخلي موزعين على حماية الشخصيات من نواب ونواب سابقين ورؤساء حكومات ومجالس نواب ووزراء حاليين وسابقين وقضاة حاليين وسابقين، في حين ان مديرية قوى الأمن تشكو من نقص في عناصرها المولجة بالأمن وبالسير وغيرها من المهمات.

وقال انه نظراً لحاجة المديرية إلى هؤلاء فقد اتخذ القرار على ان يبحث لاحقاً في كيفية تأمين الحماية لهؤلاء الشخصيات.

وكشف شربل أن بعض الشخصيات والنواب، ولا سيما في الشمال، شكت لرئيس الجمهورية انها بحاجة إلى حماية أمنية غير متوافرة لها في الوقت الحاضر."

 

     الموضوعات المدرجة ضمن هذه الصفحة تعرض للقارئ أبرز ما جاء في الصحف, وموقع المنار لا يتبنى مضمونها