ممولّة من رجل الأعمال الفرنسي اليهودي وقطب الاتصالات باتريك درهي.«قرّر ضخ عشرات ملايين الدولارات للقناة الجديدة التي ستحارب من أجل صورة إسرائيل في العالم».
دجى داود / جريدة الأخبار
من ميناء يافا المحتلّة، يُطلّ علينا ثلاثة مقدّمين، شاب وصبيّتان. يخبروننا عن «آي 24 نيوز»، القناة الإسرائيلية الجديدة.تأسست القناة لتكون مشروعاً يشبه مشروع «الجزيرة» القطريّة كما يعلن مؤسسوها، وتهدف إلى «تجميل صورة «إسرائيل» في العالم.
انطلقت القناة أمس الأول، في افتتاح تمّ بثُّه مباشرة على الهواء من الميناء.يتلو علينا المذيعون الثلاثة «شعراً»عن «إسرائيل»التي يصفونها بـ «ملتقى الحضارات والأديان»، واعدين بتقديم «معلومات مستقلّة ومتوازنة من قلب الشّرق الأوسط».
طوال خمس دقائق من البثّ يمكن متابعتها عبر يوتيوب، يخبرنا المقدّمون باللغات الثلاث تباعاً، عن الجهود التي بذلوها خلال الأشهر الأربعة الماضية مع 250 عاملاً، و150 إعلامياً لوضعنا كلّ يوم «على إيقاع المعلومات». ثمّ ينتقل البثّ إلى أن المدير العام للقناة فرانك ملول، الذي يدوس زرّ الانطلاق قائلاً «لتحيَ آي 24 نيوز» باللغات الثلاث أيضاً.
مسؤول ديبلوماسي سابق، عمل مستشاراً لرئيس حكومة فرنسا السابق، وتولّى مناصب رفيعة في قناة «فرانس 24».ويقول في تقديمه للقناة:«الأمر الأهم حالياً هو سماع صوت مختلف في الشرق الأوسط غير «الجزيرة»، وخصوصاً من جانب الدولة الديموقراطية الوحيدة في المنطقة وهي إسرائيل».ويوضح ملول:«لا نبث باللغة العبرية لأن جمهورنا ليس مؤلفاً من الأشخاص الذين يحبون إسرائيل، وإنما من الأشخاص الذين يكرهون إسرائيل، وإذا أردنا أن نبعث رسالة وتكون مفهومة فإن علينا أن نقول الرسالة بلغة أولئك الأشخاص».
وفي مقالها عن انطلاقة القناة، اعتبرت صحيفة «هآرتس»الإسرائيلية أنّ «العاملين والمسؤولين في القناة الجديدة يصفونها بأنها «الجزيرة الإسرائيلية».وهذا ما يفسّر كلام مدير القناة فرانك ملول حين يقول:«مهمتي هي تغيير القصة الإخبارية عن إسرائيل، لأنه عندما نشاهد قنوات تلفزيون دولية فإن صورة إسرائيل لا تتلاءم مع الواقع، وأنا اريد ربط إسرائيل بالعالم وربط العالم بالواقع والمجتمع في إسرائيل».
سيتولّى ملول منصب المدير العام للقناة، بينما يتولى سليمان الشافعي، الذي كان مراسل القناة الثانية الإسرائيلية في غزة، رئاسة القسم العربي في القناة، بينما يدير القناة الفرنسية الصحافي الفرنسي ستيفان كلاو.وقال هذا الأخير في تصريحات صحافيّة:«نحن هنا من أجل تفسير وإظهار إسرائيل الأخرى وتركيبة المجتمع الإسرائيلي، في حين ان الإعلام الفرنسي يجلب دائما الصور والتقارير ذاتها ومن دون الصورة الشاملة».
والقناة التي اتّخذت «ما وراء الحدث» شعاراً لها، خصّصت لها موقعاً إلكترونياً باللغات الثلاث، يقسّم إلى أنباء سياسية واقتصادية، ورياضية وثقافية.كما يحتوي على معرض للصور، وجانب للمقالات حمل عنوان «الخطر الجهادي في منطقة السّاحل:فرصة ديبلوماسية لمصلحة إسرائيل». ولديها أيضاً محطة على موقع «يوتيوب»، انضمّ إليها حتى الآن 340متابعاً. وذلك إلى جانب أربع صفحات على موقع «فايسبوك»، واحدة شاملة وثلاث مخصصة للغة من لغاتها الثلاث.. وتضمّ الصفحة العربيّة للقناة مئة معجب فقط. كما تضمّ القناة 4 حسابات على موقع «تويتر»، ويتابع حسابها العربي 21 شخصاً، مدّتهم القناة حتى الآن بتغريدات عن تصاريح أو عناوين إخبارية من دون روابط ولا تفاصيل.
ستبثّ القناة من داخل فلسطين المحتلّة، على مدار الساعة، وتصوّب اهتمامها على أخبار الشرق الأوسط.و«آي 24»ممولّة من رجل الأعمال الفرنسي وقطب الاتصالات باتريك درهي.ويملك الأخير السيطرة على شركة الكابل الإسرائيلية «هوت»ويملك العديد من وسائل الإعلام في العالم، وقد «قرّر ضخ عشرات ملايين الدولارات للقناة الجديدة التي ستحارب من أجل صورة إسرائيل في العالم».
وفي حديث لوكالة «رويترز»، شكّك الأستاذ في جامعة تل أبيب والمحلل الإعلامي الاد سيجيف في احتمال نجاح قناة «آي 24».وقال إنّ تجارب سابقة مماثلة مثل «صوت إسرائيل»أوضحت أنّ الخطاب الإعلامي الإسرائيلي باللغة العربية لا يمكن أن يحقّق النجاح».