22-11-2024 04:29 PM بتوقيت القدس المحتلة

تحضيرات لتسريح عشرات الضباط الموالين لخالد بن سلطان في قيادة الجيش السعودي

تحضيرات  لتسريح عشرات الضباط الموالين لخالد بن سلطان في قيادة الجيش السعودي

انهاء نفوذ آل سلطان في الجيش السعودي لترتيب التوريث الى الجيل الثاني، هذا ما يقوم به حاليا عبد الله بن عبد العزيز آل سعود ملك السعودية، وقد اوكل المهمة لابنه متعب رئيس الحرس الوطني


انهاء نفوذ آل سلطان في الجيش السعودي لترتيب التوريث الى الجيل الثاني، هذا ما يقوم به حاليا عبد الله بن عبد العزيز آل سعود ملك السعودية، وقد اوكل المهمة لابنه متعب بن عبدالله بن عبد العزيز آل سعود رئيس الحرس الوطني والوزير المستحدثة وزارته منذ شهر ونصف الشهر.

وتقضي الخطة الموضوعة من قبل الملك وابنه بتسريح عشرات الضباط من قيادة الجيش السعودي الذين أتى بهم سلطان بن عبد العزيز عندما كان وزيرا للدفاع ، وعملوا مع نجله خالد طيلة عقود. وهؤلاء الضباط أصبح لهم ولاء خاص لعائلة سلطان وتحديدا لخالد بن سلطان الذي عزله الملك عبد الله من منصب نائب وزير الدفاع يوم 20 نيسان/أبريل الماضي، وعيَّن مكانه فهد بن عبدالله بن محمد آل سعود وهو ليس من نسل عبد العزيز آل سعود ، في مسعى من عبدالله لتجنب الخلاف داخل العائلة على منصب خالد بن سلطان، ومن أجل تسهيل المهمة التي يسعى لها وهي دمج الجيش والحرس الوطني في المستقبل القريب تحت قيادة متعب بن عبدالله.

خالد بن سلطانمصادر دبلوماسية واسعة الاطلاع ، أكدت أنَّ خالد بن سلطان بن عبد العزيز موضوع قيد الإقامة الجبرية في الرياض بعد أن قام بمحاولة لانقلاب عسكري في المملكة، التي تتجه الأمور في توزيع المغانم المستقبلية للحكم فيها بين ثلاثة بيوت من اولاد عبد العزيز، وهم بيت الملك عبدالله الذي يملك الحرس الوطني الذي اصبح وزارة، وبيت نايف الذي يملك الأمن الداخلي وقوة عسكرية فيه تسمى "صقور نايف" قامت باجتياح البحرين منذ عامين، اما الجيش الذي تسلمه آل سلمان فلا يزال لآل سلطان نفوذ داخله وهم الذين أداروه مدة نصف قرن كاملة.

بندر بن سلطانويبدو أن آل سلطان سوف يخرجون من الحكم نهائيا في توزيع القوى الجديد ، ما دفع خالد الى محاولة استباق الخطر عبر انقلاب فاشل، وخالد متهم من قبل العائلة بتوريطها بحرب اليمن الأخيرة التي أظهرت الضعف العسكري للجيش السعودي. ولم يبقَ في آل سلطان سوى بندر الذي يريد الحفاظ على مكان له في التركيبة القادمة عبر استلامه للملف السوري وسيطرته على الإئتلاف السوري المعارض عبر ميشال كيلو الذي أصبح رجله الخاص في المعارضة السورية. وتقول المصادر الدبلوماسية ان عبدالله ومتعب ومعهما وزير الدفاع سلمان يريدون توريط بندر في الملف السوري حتى يحين موعد التسوية فيتهموه بالفشل ، ويسحبوا من يده ما تبقى من سلطة لآل سلطان، كما فعلوا مع شقيقه غير الأخ خالد ، وبندر لا يُخشى طرفه في عملية تولي الحكم كون أمه من أصل افريقي.

وتقول المصادر الدبلوماسية ان لائحة الضباط المنوي تسريحهم يتم تحضيرها حاليا من قبل نائب وزير الدفاع فهد بن عبدالله بن محمد آل سعود الذي أوكله الملك عبدالله تسوية الوضع في الجيش لصالح دمجه والحرس الوطني تحت أمرة متعب الذي يستمر نجمه في الصعود داخل العائلة الحاكمة السعودية، ويريد الملك عبدالله أن يعزز متعب نفوذه العسكري في المملكة ما يمكنه من استلام الحكم خصوصا ان ولي العهد وزير الدفاع سلمان بن عبد العزيز مريض بداء "الزهايمر" ما يسهل المهمة على عبدالله وابنه متعب في تسوية أوضاع الجيش مع مراعاة سلمان واولاده في تقاسم المناصب في المستقبل الذي لا يبدو بعيدا بعد التغيير الذي حصل في قطر. وتؤكد مصادر فرنسية عليمة ان الولايات المتحدة قادت هذا التغيير بكل تفاصيله وعينها على السعودية التي تريد واشنطن تأمين انتقال سلس فيها بين الجيل الحالي والجيل الثاني في العائلة المالكة دون مشاكل تذكر في بلد تعتبره واشنطن عماد سياستها واستراتيجيتها في الشرق الأوسط وفي العالمين العربي والإسلامي.

وتؤكد المصادر عينها أنَّ عبدالله أبلغ واشنطن نيته توريث ابنه الحكم بعد تبلغه قرارها نقل الحكم للجيل الثاني في دول الخليج النفطية، وتنفيذ نموذج عن عملية الانتقال في مشيخة قطر، وهذا ما يتم العمل لتحقيقه عبر هذه التغييرات السعودية التي يقوم بها عبدالله بتنسيق كامل مع واشنطن. في وقت يبدو فيه ان ذهاب المعارضة السورية الى احضان بندر يهدف لحرقه وحرقها معا كما حصل للمعارضة السورية مع الحكم الجديد في مصر، وظهرت اولى تباشير هذا المصير في فشل زيارة بندر لباريس ولندن وبرلين هذا الأسبوع والتي أتت بعد شهر من زيارة متعب لباريس (انظر موقف الجمعة بتاريخ 6 تموز/يوليو الحالي)، وقد رفضت هذه الدول طلب بندر تسليح المعارضة السورية، كما رفضت إعطائه الغطاء السياسي بتسليح هذه المعارضة، ما يعني حسب المصادر الدبلوماسية رفضا من هذه الدول لمسعى بندر استغلال الحرب في سوريا لتثبيت حصة له في الحكم السعودي، في وقت يظهر فيه ميل لدى عبدالله وسلمان ومحمد بن نايف الى الانكفاء عن الملفات الساخنة خصوصا الملف السوري لتسوية امور الحكم  في المملكة، وظهر هذا في النتائج الهزيلة للزيارة التي قام بها قبل يومين وفد من قيادة الإئتلاف السوري المعارض برئاسة احمد عاصي الجربا وحضور ميشال كيلو الى العاصمة السعودية الرياض.

موقع المنار غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه