موسم تموزي حار تشهده الدراما السورية هذا العام, وجوه حضرت, وأخرى غابت, أما وجوه المشاهدين تتماوج مع الصور المتنقلة بين تراجيديا الواقع, ومفاجآت لم تخف معالم ناظريها.
خليل موسى – سورية
موسم تموزي حار تشهده الدراما السورية هذا العام, وجوه حضرت, وأخرى غابت, أما وجوه المشاهدين تتماوج مع الصور المتنقلة بين تراجيديا الواقع, ومفاجآت لم تخف معالم ناظريها.
حسب ما بدا حتى الآن من مسلسلات سورية تسابقت شاشات عربية على عرضها, فإن واقع الازمة السورية طابَع غلب على كل الاعمال هذا العام, عشرات لم تتجاوز الثلاثة من المسلسلات, استطاعت إتخام وقت المشاهدين ليس في سوريا فقط, انما أيضا في جميع الأماكن التي يتواجد فيها العرب, الظروف لم تكن سهلة, لأن التنقل بين أماكن التصوير أصبح محدودا بعد تحول مناطق كثيرة كانت سابقا ساحات لإبداع صناعة الدراما, باتت اليوم, مرتعا لمجموعات مسلحة مهمتها صناعة الموت.
المخرج باسل الخطيب افادنا عن ظروف العمل الدرامي والصعوبات المحيطة به متحدثا: "واقع التصوير اصبح صعبا جدا, خياراتنا الفنية أصبحت محدودة أكثر من قبل, هذا نتيجة أننا لا نستطيع التحرك بحرية كما كنا نتحرك سابقا" ,الخطيب اعتبر هذا كله تحدٍ, مضيفا أن لا بد من تأدية العمل الفني معتبره واجبا على جميع العاملين في هذا الوسط بدئا من المخرجين مرورا بالفنانين حتى العمال العاديين, فهو يرى ان الفنان بالنهاية جزء من الشعب وهو مطالب بالعمل من اجل وطنه, لأن ما يقومون به ما هو إلا رسالة.
مصطفى الخاني وجه برز في أعمال كثيرة, صوته اليوم ينادي باستمرارية العمل الدرامي ارتباطا بالوطن من خلال قوله "اصرارنا على استمرار الدراما هو اصرارنا على استمرار الهوية السورية والفن السوري" مقتبسا من كلام للشاعر الفلسطيني محمود درويش بطريقته "نحن شعب يحب الحياة وسنستطيع اليها سبيلا". مصطفى الخاني لا يرى مشكلة من أن يكون للفنان موقفا سياسيا لكن شريطة ألا يكون منافيا للقيم والثوابت الوطنية فكما يقول "الفنانين السوريين جزء من المجتمع السوري, يختلفون ويتفقون تحت سقف الوطن ومحبة الوطن بما لا يضر بالوطن", مؤكدا اشتراك أغلبية الفنانين السوريين في العمل هذا العام ان كانوا داخل او خارج البلاد.
السيد ماهر عبيدو أحد مدراء الانتاج الدرامي والتلفزيوني السوريين تحدث عن التسويق, ورأى ن هناك صعوبة بتسويق المواد المنتجة دراميا هذا العام لعوامل, أهمها ظروف فرضتها الأزمة السورية لم تعد تشجع المحطات التي تموِّل سابقا الأعمال لتبيعها فيما بعد, ما أضعف عملية الإنتاج بسبب الضعف المادي, مؤكدا تعويض جزئي لا بأس به للتمويل قدمه فنانون وشركات فنية خاصة سورية اعطت دافعا للإبداع أكثر في ظل الحرب التي تشهدها لتكون خندقا آخر لمعركة وجود مصيرية كما سماها فنانو سورية .
ما أحصيناه من العوائق أما الدراما السورية طرقات مغلقة وتنقلات شبه محظورة, وقت محكوم بشروق الشمس وغيابها, قلق أثناء عمليات التصوير الخارجي, وماديات أصبحت ساقية شبه جارية بعد أن كانت بحرا يتغنى بالإنتاج, ولكن رغم هذا كله بقي المواطن السوري منتظرا بداية الموسم الجديد بشغف عله يجد مخرجا لأزمة بلاده في ختام الأعمال التي تشرح واقع الحال, كما عبر كثيرون في الشارع.