أضحت اسبانيا الزبون الأول للجزائر خلال النصف الأول من السنة الجارية متجاوزا في وارداتها كل من فرنسا وإيطاليا، كما أنها أضحت الشريك التجاري الأول.
أصبح العامل الاقتصادي والتجاري يساهم في تعزيز العلاقات الجزائرية-الإسبانية على شاكلة العلاقات المغربية-الإسبانية، اذ أضحت اسبانيا الزبون الأول للجزائر خلال النصف الأول من السنة الجارية متجاوزا في وارداتها كل من فرنسا وإيطاليا، كما أنها أضحت الشريك التجاري الأول.
وكشفت وكالة الأنباء الإسبانية إيفي في تقرير لها أمس أن واردات اسبانيا من الجزائر ما بين يناير ويونيو من السنة الجارية قد وصل الى خمسة ملايير و390 مليون دولار. متجاوزة بذلك دول كلاسيكية في التبادل التجاري مع الجزائر وهي إيطاليا التي سجلت في المدة نفسها خمسة ملايير و130 مليون دولار ثم بريطانيا في المركز الرابع بأربعة ملايير و510 مليون دولار بينما احتلت فرنسا المركز الرابع بثلاثة ملايير و660 مليون دولار.
وعلاقة بالصادرات، فقد قفزت اسبانيا الى المركز الثالث بمليارين و720 مليون دولار بعد كل من فرنسا في المركز الأول ب ثلاثة ملايير و330 مليون دولار وتليها الصين في المركز الثاني ثلاثة ملايير و310 مليون دولار.
وخلال النصف الأول من السنة الجارية، يكون التبادل التجاري بين الجزائر واسبانيا قد حقق ثمانية ملايير دولار و110 مليون دولار بينما دولة فرنسا الشريك التجاري والاقتصادي التاريخي للجزائر يبقى في حدود ستة ملايير و900 مليون دولار. ويحدث هذا لأول مرة، وقد تنتهي السنة بأرقام مماثلة ـي تفوق التبادل التجاري الإسباني-الجزائر على الجزائري الفرنسي.
وهذه المعطيات تبرز كيف أن اسبانيا تنهج استراتيجية ذكية لتصبح الشريك التجاري الأول مع المغرب والجزائر. ولتحقيق هذه القفزة النوعية في المبادلات التجارية، تنهج اسبانيا خطة من نقطتين، الأولى وتتمثل في مساعدة حكومة مدريد للشركات الإسبانية بتعزيز موقعها في المغرب العربي، حيث كثفت من الدبلوماسيين المختصين في الاقتصاد والتبادل التجاري في سفاراتها وقنصلياتها في البلدين.
وتتجلى النقطة الثانية في البحث عن موقف ثانوي في نزاع الصحراء الغربية رغم أن اسبنيا قوة استعمارية سابقة وتعتبر من الدول الخمس المكونة لما يعرف ب ‘مجموعة أصدقاء الصحراء والتي هي فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة روسيا ثم اسبانيا. وعمليا، تجنبت مدريد اتخاذ مواقف تغضب الجارين الجنوبيين المغرب والجزائر في نزاع الصحراء.
وهذا التقدم التجاري الإسباني في المغرب والجزائر وعموم المغرب العربي يقلق كثيرا فرنسا التي تعتبر أن المغرب العربي هو منطقة نفوذها بامتياز. إذ ترى بعين القلق التسرب الإسباني، حسبما جاء في تحاليل سياسية في منابر إعلامية فرنسية واسبانية.
واقتصاديا، تبقى نقطة ضعف اسبانيا في المغرب العربي هو عدم وجود استثمارات اسبانية ضخمة في هذه المنطقة مقارنة مع الاستثمارات الفرنسية التي تشكل قرابة نصف الاستثمارات الأجنبية في مجموع المغرب العربي.