28-11-2024 08:29 AM بتوقيت القدس المحتلة

وزير التموين: اكبر اخطاء مرسي وقف استيراد القمح

وزير التموين: اكبر اخطاء مرسي وقف استيراد القمح

قال وزير التموين المصري محمد أبو شادي إن بلاده، وهي أكبر مستورد للقمح في العالم، تستهدف زيادة مخزونها إلى ما بين خمسة ملايين و6.5 مليون طن بنهاية السنة المالية

وزير التموين المصري محمد أبو شادي قال وزير التموين المصري محمد أبو شادي إن بلاده، وهي أكبر مستورد للقمح في العالم، تستهدف زيادة مخزونها إلى ما بين خمسة ملايين و6.5 مليون طن بنهاية السنة المالية 2013-2014 مقارنة مع مستواه الحالي البالغ نحو 4.2 مليون طن. وقال أبو شادي الذي عين وزيرا للتموين الثلاثاء الماضي في مقابلة مع رويترز إن وقف استيراد القمح في عهد حكومة الرئيس المعزول محمد مرسي كان قرارا خاطئا، وإن بلاده تسعى الآن لتكوين مخزون استراتيجي من جميع السلع الأساسية يكفي لستة أشهر.


واوضح ‘عندنا مخزون القمح الحالي بيكفي احتياجاتنا الى 25 نوفمبر وفي (هناك) 180 الف طن جايين (قادمة) من اوزبكستان وامبارح (امس) تعاقدنا على 300 الف طن من … جمهوريات الاتحاد السوفيتي.. دول هيخلوا (سيجعلوا) الانتاج يغطي لغاية نهاية ديسمبر.’ وأضاف أبو شادي أن وقف استيراد القمح ‘كان من أكبر أخطاء الوزارة السابقة’ وان التقديرات كانت قائمة على ‘التخمين وليس الحقائق’.


وقد أوقف باسم عودة وزير التموين السابق استيراد القمح في شباط/فبراير الماضي، على أمل الاعتماد على المحصول المحلي، وكذلد بسبب تراجع السيولة المالية والاحتياطيات الأجنبية. وعاودت مصر الشراء قبيل الإطاحة بمرسي في مطلع هذا الشهر حين اشترت 180 ألف طن للشحن في آب/أغسطس، ثم اتفقت الخميس الماضي على شراء 300 ألف طن للشحن أيضا في آب. وهذه أطول فترة تغيب فيها مصر عن السوق الدولية منذ عدة سنوات.


وفي السابق كانت مصر تحتفظ بمخزونات من القمح المستورد والمحلي تكفي احتياجاتها لستة أشهر على الأقل.
وبسؤاله عن مدى توافر السيولة اللازمة لعمليات الاستيراد من الخارج قال وزير التموين ان السيولة متوافرة والدعم العربي سوف ‘يسد الفراغ(الاحتياجات.’ واعرب عن اعتقاده بان قرض صندوق النقد الدولي ما زال محل بحث. وقال ‘اعتقد ان قرض صندوق النقد الدولي ما زال محل بحث وهو اضافة للاقتصاد القومي وهو في نفس الوقت النهاردا (اليوم) الدعم العربي نقدر منقولش حل محل صندوق النقد انما سد فراغ كبير جدا الى حين انتهاء المفاوضات مع صندوق النقد.’


واوضح اسباب تقديم الدعم قائلا ‘سبب الدعم هو ان في فئات مش قادرة تقاوم الحياة فبندعمها.. يعني تتتعايش مع تكاليف الحياة المعيشية.. النهاردة عندما يتعافى الاقتصاد القومي ككل ويتم اصلاحه وتحديد حد ادنى وحد اقصى للاجور كاساس للاصلاح دا بالاضافة الى عودة الاستقرار الامني والسياسي.’ والوضع المالي لمصر صعب بعد عام أمضاه مرسي في الرئاسة. فإيرادات الحكومة في الأشهر الأخيرة لا تكاد تغطي نصف إجمالي الإنفاق مما اضطرها إلى اللجوء إلى الاقتراض والمساعدات لتمويل الفرق.
ومن المرجح ان مساعدات اقتصادية قيمتها 12 مليار دولار تعهدت بها السعودية والإمارات العربية المتحدة والكويت هذا الشهر ستخفف الضغوط الفورية على الميزانية المصرية وهو ما سيسمح للحكومة بمواصلة الإنفاق في الأشهر المقبلة.


وقال أبو شادي ان المخزون حاليا بين 3.6-3.7 مليون طن من القمح المحلي ونحو 500 ألف طن من الاستيراد. واضاف انه يستهدف زيادة مخزون القمح إلى ما بين 5-6.5 مليون طن بنهاية السنة المالية 2013-2014.
وحتى الاسبوع الماضي كانت كمية القمح المستورد المتبقية لدى مصر 500 ألف طن فقط. وعادة تستورد مصر نحو عشرة ملايين طن سنويا ويأتي معظمه من روسيا.


واكد ابو شادي ان اولويته الاولى هي التاكد من وصولا الامدادات الى من يحتاجونها.
واوضح ‘اهم اولوياتي التأكد من توافر الارصدة الاستراتيجية لكافة السلع الهامة وانها في حدود الامان.. نمرة اتنين حماية الدعم وضمان وصوله الى مستحقية.. نمرة ثلاثة اعادة تتنظيم دولاب العمل داخل الوزارة.’
وقال أبو شادي لرويترز خلال المقابلة التي جرت معه بمكتبه في وسط القاهرة إن بلاده ستتفاوض مع روسيا خلال أيام على بعض التيسيرات مثل مد آجل السداد وسعر البيع والكميات المتاحة للاستيراد.


كان ايليا شيستاكوف نائب وزير الزراعة الروسي قال الاسبوع الماضي إنه ينبغي لبلاده وهي من أكبر الدول المصدرة للقمح في العالم وغيرها من الدول مناقشة تقديم مساعدات انسانية من القمح لمصر. لكن أبو شادي البالغ من العمر 62 عاما قال ‘لا أحد يعطي منحا من القمح.’ وامكانية ارسال روسيا مساعدات انسانية بمثابة مفاجأة بسبب وضع روسيا كمورد كبير لمصر على أساس تجاري وحقيقة أن مخزوناتها منخفضة. وتولى أبو شادي وزارة التموين خلفا لباسم عودة الذي ينتمي لجماعة الاخوان المسلمين والذي نجح خلال عام من حكم مرسي في تحقيق تقدم محدود في مكافحة الفساد.


وقال أبو شادي ان بلاده ستتوسع في زراعة القمح الموسم المقبل. ورفع مجلس الحبوب العالمي توقعاته لمحصول القمح في مصر إلى 9.4 مليون طن في 2013-2014 من توقعات سابقة بمحصول يبلغ 9.0 ملايين طن مقارنة مع 8.5 مليون طن في الموسم السابق. ويرى بعض المزارعين في مصر إن الحكومة تفرط في تفاؤلها عندما تتوقع زيادة كبيرة في محصول القمح بينما لم تجد حتى الآن حلولا لمشكلاتهم التي يشكون منها منذ فترة طويلة بشأن جودة الأسمدة ونقص مياه الري والبذور.

وقال أبو شادي الذي شغل من قبل منصب رئيس مباحث التموين بوزارة الداخلية إن بلاده تعمل على تقليص محاولات تهريب الوقود والدقيق المدعم ولكن لا يمكن القضاء عليها بنسبة 100 بالمئة. وكان ابو شادي يشغل منصب مستشار بوزارة التموين قبل أن يتركه في سبتمبر ايلول 2012. وقد اشتهر بمحاربة التهريب والسرقة لكن الحال في وزارة التموين تظهر ان نجاحه كان محدودا.
ويكلف دعم الوقود الدولة أكثر من 100 مليار جنيه (14.3 مليار دولار) سنويا ومن المتوقع أن يسجل دعم الخبز مستوى قياسيا عند 16.2 مليار جنيه في السنة المالية 2012-2013.


وتسعى مصر لترشيد دعم الوقود من خلال منظومة البطاقات الذكية. وكان وزير البترول المصري السابق شريف هدارة قال في مايو ايار إن مصر ستوزع بطاقات ذكية للوقود على المواطنين خلال يوليو تموز وأغسطس آب في إطار جهودها لترشيد الدعم.
وكانت حالة الغضب من عدم انتظام امدادات الوقود عاملا اساسيا في خروج احتجاجات حاشدة دفعت الجيش لعزل مرسي ويقول اقتصاديون كثيرون انه ينبغي ان تخفض مصر الدعم كي يزدهر اقتصادها الا ان مثل هذه الخطوة تلقى رفضا شعبيا شديدا.
الدولاريساوي 7.025 جنيه مصري.