إن عدداً من المصادر أفادت بقيام السلطات السعودية باعتقال عدد من المثقفين وقادة رأي سعوديين، عرف منهم الدكتور محمد عبد الرحمن العريفي، والدكتور محسن حسين العواجي، وذلك على خلفيّات سياسية
أفرجت السلطات السعودية، فجر امس الاثنين، عن الشيخين محمد العريفي، ومحسن العواجي بعد اعتقالهما لعدة أيام في ظروف غامضة. وفور خروج العريفي قام بالتوجه لمسجد البواردي حيث صلى هناك صلاة الفجر بحضور عدد من الدعاة المعروفين أمثال ناصر العمر. وكتب العريفي على صفحته على موقع ‘تويتر’، ‘باختصار: أحبكم’.وذكر ناشطون أن الساعات القليلة القادمة ستكشف أسرار اعتقال العريفي والعواجي.
وكانت السلطات الأمنية قد تحفظت على العريفي والعواجي منذ عدة أيام دون أي إيضاح لسبب إيقافهما. وكان الدكتور محمد العريفي قد صدر نبأ منعه من السفر قبل يومين واعتذاره عن إقامة بعض المحاضرات في قطر قبل أن يتم التأكد من أن الشيخ موقوف لدى الجهات الأمنية.
وتشير مصادر إلى أن الدكتور محسن العواجي قد طلب منه قبل أن يتم إيقافه أن يتوقف عن أي ظهور إعلامي تلفزيوني أو صحافي وكان آخر ظهورين له هما اتصاله بقناة الحوار وحديثه عن الوضع المصري وحلقته ببرنامج ’140′ على قناة المجد.
وقالت مصادر لـجريدة ’القدس العربي’ ان الافراج عن الشيخين تم عقب تعهدهما بعدم المساس بالدول الخليجية او الدول الصديقة، في اشارة الى موقفهما من الاحداث الجارية في مصر او سورية. وقال ‘المرصد الأورمتوسطي’ لحقوق الإنسان، الذي يتخذ من جنيف مقراً رئيساً له، في بيان ‘إن عدداً من المصادر أفادت بقيام السلطات السعودية باعتقال عدد من المثقفين وقادة رأي سعوديين، عرف منهم الدكتور محمد عبد الرحمن العريفي، والدكتور محسن حسين العواجي، وذلك على خلفيّات سياسية ذات صلة بتعبيرهم عن آراء مخالفة لتوجه السلطات السعودية الرسمية’ .
وقالت ‘ساندرا أوين’ الباحثة في قسم الشرق الأوسط لدى المرصد ان هذه الخطوة بحق العريفي والعواجي وآخرين ‘تأتي في سياق متصل من انتهاك السلطات السعودية لحق التعبير وقيامها بإصدار قرارات احتجاز أو منع من السفر على خلفيات سياسية، والتي كان آخرها منع الصحافية السعودية إيمان القحطاني من السفر على خلفية تغريدات لها على موقع ‘تويتر’، وقبلها محمد سلامة وحمزة كاشغري ووليد أبو الخير وغيرهم من الناشطين السياسيين الذين تم اتخاذ إجراءات غير قانونية بحقهم على خلفيات لها صلة بالتعبير عن الرأي’.
ودعا الشيخ العريفي "للجهاد" من القاهرة، التي تردد عليها كثيراً قبل سقوط حكم الإخوان المسلمين، رغم الحرص الحكومي على تحجيم تلك الدعوات سراً قبل العلن، وهو ما طالب به العاهل السعودي الملك عبدالله هيئة العلماء الدينيين عبر ‘تغليظ العقاب على من يدعون الشباب إلى الجهاد’.
بدوره كان مفتي السعودية، عبدالعزيز آل الشيخ، حذر من الدعوة إلى الجهاد في الدول المنكوبة وفق تسميته، معتبراً أنه ‘باب للتهلكة’. وأضاف المفتي آل الشيخ أن الجهاد في سورية ‘لا يعد جهاداً، إذ لا يعلم المرء تحت أي لواء ينخرط، ما يوقع الشباب في فخ وأهداف الأعداء’، مشيراً إلى أن الجهاد من دون موافقة ولي الامر يدخل ضمن مفهوم ‘الجاهلية’.
بينما جاء إيقاف رجل الدين الآخر، محسن العواجي بعد ظهوره في أحد البرامج التلفزيونية، حيث كرر انتقاده لبعض الإجراءات الداخلية في المملكة، وكذلك مواقف السعودية الخارجية، خاصة بعد سقوط حكم الإخوان في مصر، إضافة إلى حشد العواجي لتوقيعات عديدة في بيان سمي ببيان ‘المثقفين السعوديين’، يدعو المعتصمين المصريين في ساحة رابعة العدوية المنادين بـ’استرداد الشرعية المسلوبة’ للثبات.