29-11-2024 12:32 AM بتوقيت القدس المحتلة

من أعطى الغطاء للأكراد بإسقاط مواقع جبهة النصرة في شمال سوريا 3/1

من أعطى الغطاء للأكراد بإسقاط مواقع جبهة النصرة في شمال سوريا 3/1

ميشال كيلو ودور عراب الفيدرالية..



اشتعلت الحرب مجددا في شمال سوريا بين الأكراد وجبهة النصرة ، ولكن هذه المرة على نطاق واسع شمل كل المناطق الكردية الواقعة في الشمال السوري ، وتميزت هذه المعركة بسرعة حسم للمسلحين الأكراد في مناطق عديدة أهمها منطقة رأس العين المحاذية لتركيا فضلا عن مناطق كوباني ، تل يابس، تل أبيض حيث المعبر الحدودي المهم بين سوريا وتركيا في تغير استراتيجي في تعاطي المسلحين الأكراد مع تركيا ووصولهم الى حدودها مع سوريا ، بعد أن كانوا في الماضي يتجنبون الاحتكاك بها خصوصا أن هناك اتفاق مصالحة بين حزب العمال الكردستاني والدولة التركية نفَّذ المقاتلون الاكراد جزءا منه عبر انسحابهم من جبال قنديل نحو الأراضي العراقية (انظر موقف الجمعة بتاريخ 10 أيار الماضي).
فما هو الامر الجديد الذي حصل وغير المعادلة الكردية مع جبهة النصرة وتركيا؟


تتحدث مصادر كردية عليمة عن دور سعودي مباشر وأمريكي غير مباشر في رفع الغطاء عن وجود جبهة النصرة في المناطق الكردية لسوريا ، وتقول المصادر عينها ان خطة ميشال كيلو وبندر بن سلطان تقوم على استجلاب التدخل الغربي لسوريا أو إقناع الولايات المتحدة الأمريكية بدعم المعارضة السورية بالسلاح النوعي والموقف السياسي الحازم لأسقاط النظام في دمشق، ومن أجل تحقيق هذا الهدف يسعى كيلو وبندر لفتح جبهات مع جبهة النصرة وطردها من مناطق الشمال السوري أو بعضها من أجل اقناع إدارة اوباما أنَّ من يسيطر على السلاح والأرض في المعارضة السورية هي جماعات علمانية وليس متطرفو القاعدة وجبهة النصرة وجند الشام ، وتوضح المصادر أنَّ فكرة إدخال الاكراد في مواجهة النصرة انطلقت من هذا المبدأ ، وكان على ميشال كيلو السعي لإقناع الاكراد بخوض هذه المعركة.
وفي هذا الشأن تقول مصادر في المعارضة السورية سربت ( وثائق ميشال كيلو) لموقع المنار الذي نشرها نهاية الأسبوع الماضي ان إقناع الطرف الكردي بخوض هذه المعركة جاء عبر حذف بند في النسخ النهائية لوثائق ميشال كيلو كان موجودا في المسودات. ويقول هذا البند الذي ورد في مسودة اللائحة التنظيمية ص 3 في شروط العضوية :
"أن يؤمن بسوريا دولة مدنية تعددية ديمقراطية موحدة لكل مواطنيها".


المصدر السوري المعارض يؤكد أنَّ حذف هذا البند أتى بطلب من أطراف كردية تعمل مع المعارضة السورية أمثال عبد الحميد درويش(رئيس الحزب الديمقراطي التقدمي في سوريا) وعبد الباسط سيدا وشخصيات كردية لا تتمتع بوزن شعبي لكن لها علاقات سياسية إقليمية ودولية من أجل اقناع حزب العمال الكردستاني وحزب الاتحاد الديمقراطي السوري ، ويضيف المصدر السوري المعارض أن ميشال كيلو قدَّم ضمانات باسم السعودية ومن وراءها الولايات المتحدة الأمريكية بعدم الاعتراض على انشاء إدارة مدنية كردية في الشمال السوري ، وكبح جماح تركيا في حال دخل الأكراد في حرب ضد جبهة النصرة في تلك المناطق ، وأعلنوا عن انشاء إدارة مدنية أو حكومة مؤقتة في مناطق شمال سوريا.


وتقول مصادر كردية عليمة ان جهات كردية نافذة محيطة بالرئيس العراقي (جلال طلباني) لعبت دورا كبيرا في اتمام هذه الصفقة، وأضافت هذه المصادر ان زوجة جلال طلباني وبعض المحيطين به من الليبراليين أقنعوا قيادات كردية سورية مقيمة في دبي لها نفوذ على المسلحين الأكراد في جبال قنديل أنَّ هذه الفرصة تاريخية ، ولا يمكن أن تتكرر خصوصا أن دخول الأكراد في حرب ضد جبهة النصرة سوف تعتبره أمريكا حربا ضد الإرهاب ، وسيخدم هذ الأمر الهدف الكردي في سوريا، وتجزم المصادر الكردية أن الرئيس العراقي جلال طلباني لا علم له بهذا التدخل كونه يعتبر في حالة عجز سريري من الناحية الطبية.


وكان صالح محمد مسلم الرئيس المشترك لحزب الاتحاد الديمقراطي أكبر الأحزاب الكردية في سورية والذي يُعتبر الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني قال في مقابلة مع تلفزيون (كلي كوردستان) الكردي ان الشعب في غرب كوردستان (سوريا) بحاجة ماسة الى إدارة أو حكومة مؤقتة لتسيير أموره وتلبية متطلبات الحياة الضرورية مضيفا أنه بعد لقاء حزبه مع مسؤولين في الخارجية الأمريكية استوعبوا فكرة الحكومة المؤقتة وخلق حالة من الارتياح لديهم..