"إسرائيل" متأخرة جداً عن أعدائها، وجهوزيتها للحرب المقبلة ـــ التي ستستمر ثلاثين يوماً ـــ مثيرة للقلق. هذه هي الاستنتاجات الرئيسة للبحث الصادر عن مركز دراسات الأمن القومي
يحيى دبوق
"إسرائيل" متأخرة جداً عن أعدائها، وجهوزيتها للحرب المقبلة ـــ التي ستستمر ثلاثين يوماً ـــ مثيرة للقلق. هذه هي الاستنتاجات الرئيسة للبحث الصادر عن مركز دراسات الأمن القومي، التابع لجامعة "تل أبيب"، والذي نشرت صحيفة هآرتس، أمس، أهم ما ورد فيه من خلاصات.
البحث الذي يصدر في الأسبوع المقبل عن المركز، للباحث العميد مائير الرن، رئيس برنامج دراسات الجبهة الداخلية في إسرائيل، يشير الى أنه «إزاء تطور التهديدات من قبل أعداء "إسرائيل"، حزب الله وحماس وتنظيمات أخرى، لم تنجح إسرائيل حتى الآن، في سد الفجوات المثيرة للقلق». يضيف البحث إن «التقديرات المحدثة حول الحرب المستقبلية التي ستخوضها إسرائيل، قد تشهد تساقط عدد كبير من الصواريخ على الجبهة الداخلية، اذ ستشهد المنطقة الشمالية وحدها تساقطاً لنحو 1500 صاروخ في اليوم، بين صواريخ قصيرة حتى متوسطة المدى، في حين أن الحرب نفسها، ستستمر حتى ثلاثين يوماً».
ويؤكد العميد الرن أن على "إسرائيل" أن تكون على استعداد لخوض حرب على جبهتين، بالتوازي، وهما جبهة لبنان وجبهة قطاع غزة. ويلفت أنه «بالرغم مما قامت به إسرائيل من خطوات في السنوات الأخيرة لتحسين جهوزيتها للحرب، بدءاً من جهوزية قيادة الجبهة الداخلية، وصولاً الى التزود بخمس بطاريات من منظومة القبة الحديدية. إلا أن المقارنة بينها وبين تهديدات أعدائها تظهر أن الفجوات كبيرة جداً، وربما أكبر بكثير مما كانت عليه في الماضي».
ويشير البحث الى قصور في الرؤية والتخطيط والإمكانات الإسرائيلية، ويؤكد أن "تل أبيب" لم تتخذ حتى الآن قراراً يقضي بتخصيص استثمارات مؤثرة في وسائل الحماية من الصواريخ المعادية، واستمرت على الاعتماد فقط على المال الأميركي والمساعدات القادمة من واشنطن. وأضاف إن دراسة التهديدات تفرض على "إسرائيل" أن تتزود على الأقل، بعشر بطاريات صواريخ اعتراضية، خاصة أنه لم يعد سراً أن الجيش الإسرائيلي سيفضّل نشر المنظومات الاعتراضية بالقرب من قواعد سلاح الجو، لضمان تمكين الطائرات المقاتلة من الإقلاع وتنفيذ مهماتها، إضافة الى نشر جزء من هذه المنظومات في مناطق وجود البنى التحتية الاستراتيجية، «الواقع الذي يعني أن التجمعات والمناطق السكنية ستكون بلا حماية من الصواريخ المعادية».
ويتناول البحث نقطة ضعف أخرى تطلق من خلفية الحرب الدائرة في سوريا وإمكان انزلاق وسائل قتالية استراتيجية وأسلحة كيميائية الى حزب الله، وهي حماية الإسرائيليين من هذه الأسلحة غير التقليدية، والذي لم يعد تهديداً نظرياً وحسب، بل بات تهديداً ملموساً وتستعد "إسرائيل" فعلياً لمواجهته عبر مناوراتها وتدريباتها المتكررة. ويؤكد العميد الرن في بحثه وجود نقص كبير في وسائل الحماية من هذا السلاح غير التقليدي، وفي الأقنعة الواقية الموزعة على الإسرائيليين، مشيراً الى أن المعطيات تفيد بأن نحو 60 في المئة من السكان مزودون بأقنعة واقية، والبقية بلا حماية، داعياً السلطات الإسرائيلية الى الإسراع بتأمين الحماية لبقية السكان، وخاصة أنها تعتقد بأن هذا التهديد جدي وملموس.
على صعيد آخر، كشفت صحيفة معاريف العبرية، أمس، أن الجيش الإسرائيلي يبذل في الأشهر الأخيرة جهداً نادراً في محاولة لاستغلال تدخل حزب الله في سوريا، بهدف ضرب مكانته في لبنان. وأكدت أن قرار الاتحاد الأوروبي بإدراج الجناح العسكري لحزب الله على قائمة الإرهاب الأوروبية يُعدّ قراراً داعماً للاستراتيجية الإسرائيلية، ومرتبط أيضاً بالحرب الدائرة في سوريا.
وأشارت الصحيفة الى أن "إسرائيل" لا تقف مكتوفة الأيدي بلا حراك، بعد انزلاق الحرب السورية الى لبنان، ووقوف الكثير من الجهات والحركات الإسلامية في الداخل اللبناني، ضد حزب الله، مشيرة الى أن الجيش الإسرائيلي يعمل بنشاط، ومن بين نشاطاته، افتتاح موقع إنترنت خاص ينشر مواد إعلامية أعدت خصيصاً لإظهار حزب الله كمن يجرّ لبنان الى حرب طائفية، وفي أساسها الصراع المتأجج بين السنّة والشيعة.
الحملة الإسرائيلية على حزب الله، تضيف الصحيفة، تقودها وحدة الحرب الإعلامية في شعبة الاستخبارات العسكرية، وهدفها الأساسي هو «صبّ الزيت على النار»، بل إن رئيس هيئة الأركان العامة للجيش، بني غانتس، متورط في الحملة التحريضية، وتصريحه الأخير ضد الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، من أن «النار بدأت تلتهم أطراف عباءته»، لم يكن صدفة، وهدف الى تعزيز الجدل الداخلي في لبنان، وتعزيز المعارضة القائمة ضد حزب الله.
وعن التفجيرات الأخيرة في لبنان، وتحديداً كما تقول الصحيفة «في معقل حزب الله»، أشارت معاريف الى أنه «لا يهمّ الجهة التي قامت بتنفيذ عمليات كهذه، بل المهم فقط أنها تزيد الضغط على حزب الله».
موقع المنار غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه