عرض رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية الجنرال أفيف كوخافي صورة قاتمة للوضع، الذي ستتأثر به إسرائيل من عواقب الحرب الأهلية في سوريا
حلمي موسى
عرض رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية الجنرال أفيف كوخافي صورة قاتمة للوضع، الذي ستتأثر به إسرائيل من عواقب الحرب الأهلية في سوريا. وحذر كوخافي من احتمال ترسيخ سوريا كقاعدة عالمية «للجهاديين» الساعين إلى الانطلاق منها لإقامة دولة الشريعة.
وجاءت أقوال كوخافي هذه في حفل اختتام دورة لضباط الاستخبارات الإسرائيليين عقد مساء أمس الأول في قاعدة عسكرية. وقد تحدث معلقاً بشكل أساسي على المخاطر التي تنتظر إسرائيل جراء ما يجري في سوريا وأثر الحدث السوري على المنطقة عموماً، وعلى الدولة العبرية خصوصاً. وقال إنه «يترعرع وينشأ أمام عيوننا وقرب أبوابنا مركز للجهاد العالمي، على نطاق واسع، قد يؤثر ليس فقط على سوريا وليس فقط على حدود دولة إسرائيل، وإنما أيضاً على لبنان، الأردن وسيناء، ويمكن أن ينعكس على المنطقة بأسرها».
ورأى كوخافي أن ما يجري في سوريا خطر على إسرائيل، لكنه اعتبره في الوقت نفسه فرصة. وأشار إلى أنه «من الجائز على المدى البعيد أن تحمل رياح التغيير فرصة وبشرى، لكن على المدى القصير تتزايد المخاطر وفي قسم من المحاور تنثر بذور مخاطر جديدة». وأكد أن «سوريا، التي تشكل مثالاً بالغ الإقلاق، تجتذب إليها آلاف نشطاء الجهاد العالمي ومتطرفين إسلاميين من المنطقة والعالم، وأنهم يرسخون أقدامهم في سوريا».
ويرى كوخافي أن النشطاء المتطرفين، الذين يكرسون جذورهم في سوريا النازفة لهم هدف واضح، وهو ليس تحديداً مساعدة المتمردين. وقال «لم يأتوا فقط لإسقاط الأسد، وإنما أيضاً لتحقيق رؤية دولة الشريعة الإسلامية».
وثمة قيمة لتقديرات كوخافي هذه، خصوصاً إعلانها فور عودته من زيارة عمل للولايات المتحدة كرس الجانب الأكبر منها لمناقشة الأوضاع في سوريا. وتعتقد أوساط إسرائيلية أن هذا كان جوهر الرسالة، التي حملها كوخافي معه إلى واشنطن، وهو ما قاله هناك للمسؤولين الأميركيين المنخرطين في سجال لا ينتهي حول محاذير التدخل العسكري المباشر أو غير المباشر في سوريا.
وقد تجدد القتال الأسبوع الماضي في الجانب السوري من هضبة الجولان المحتلة بين قوات الجيش النظامي ومعارضيه. وتشير مصادر إسرائيلية إلى أن بضع مئات من نشطاء «الجهاد العالمي» باتوا يتمركزون في جنوب الهضبة قرب خطوط الفصل مع القوات الإسرائيلية. وتضيف هذه المصادر أن مواقع الرصد الإسرائيلية تراقب هذه الجماعات في ظل خشية من عمليات تسلل قد يقومون بها انطلاقاً من القرى السورية المحاذية.
ومعروف أن إسرائيل عززت في الأشهر الأخير الجدار الفاصل والعراقيل الأخرى التي تنصبها هناك، فضلاً عن أنها عززت الدوريات ورفعت حالة التأهب. وكانت وسائل الإعلام الإسرائيلية قد نقلت عن ضباط كبار في الجيش تقديراتهم أنه برغم الانتصارات الموضعية، التي حققتها قوات النظام السوري في الآونة الأخيرة، إلا ان الحرب الأهلية هناك بعيدة عن أن تحسم. وأشار هؤلاء إلى أن المعارضين يسيطرون على مناطق شاسعة في سوريا، من بينها أحياء في مدن مركزية كحماه وحمص وحلب.
ومن المهم الإشارة إلى أن الأردن كان بين أول من حذر من تحول سوريا إلى «الثقب الأسود الذي ينجذب إليه الجهاديون من جميع أرجاء العالم». وتحدث مسؤولون أردنيون أيضاً عن الأسلحة المتطورة، التي يمتلكها أنصار تنظيم «القاعدة»، وكيف أنهم صاروا يسيطرون بالتدريج على التنظيمات المسلحة المعارضة لنظام الرئيس بشار الأسد. ويرى خبراء أن هناك اليوم ما يشبه «كارتل» استخباريا يضم على الأقل الولايات المتحدة وإسرائيل والأردن لرصد فعاليات ونيات «الجهاديين» في سوريا.
تجدر الإشارة أيضاً إلى أن «جبهة النصرة» العاملة في سوريا، أعلنت في نيسان الماضي، أنها تنتمي إلى تنظيم «القاعدة». كما أن شبكة «بي بي سي» البريطانية أعلنت أن ممثلين من حركة «طالبان» زاروا سوريا بهدف إنشاء قاعدة تلبي متطلبات «جهادهم» هناك.
وترى المصادر الإسرائيلية أن تواجد الجماعات «الجهادية» في سوريا تزايد لأسباب بينها اندماج الجهد «الجهادي» في التوتر الطائفي الذي كان في العراق وامتد إلى سوريا. وترددت مراراً أنباء عن اتحاد الجماعات «الجهادية» ذات التوجه القاعدي في جبهة واحدة في العراق وسوريا مع تركيز على أن المعركة طائفية.
موقع المنار غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه