29-11-2024 12:37 AM بتوقيت القدس المحتلة

"إسرائيل": نقل أسلحة متطورة إلى المقــاومة خط أحمر

جدّدت "إسرائيل" إعلانها أنها لن تسمح بانتقال أسلحة متطورة من سوريا إلى حزب الله، وحذّرت في الوقت نفسه من جهود يبذلها الحزب لتجنيد «مواطنين عرب إسرائيليين» للحصول منهم على معلومات تخدم تنفيذ عمليات ضده




محمد بدير

جدّدت "إسرائيل" إعلانها أنها لن تسمح بانتقال أسلحة متطورة من سوريا إلى حزب الله، وحذّرت في الوقت نفسه من جهود يبذلها الحزب لتجنيد «مواطنين عرب إسرائيليين» للحصول منهم على معلومات تخدم تنفيذ عمليات ضدها.

شدد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، على جدية "إسرائيل" في عدم السماح بنقل «أسلحة متطورة» من سوريا الى حزب الله، مكرراً التأكيد أن هذا الامر يعد خطاً احمر بالنسبة إلى "اسرائيل". وقال نتنياهو خلال زيارة لأحد مكاتب التجنيد التابعة للجيش الإسرائيلي: «لدينا سياسة واضحة، ولن نسمح للسلاح المتطور والخطير بالانتقال من سوريا إلى أيدي حزب الله. هذا خط أحمر نحن ملتزمون به، والعالم يعرف أننا جديون».

وفي إشارة إلى تطورات الوضع السوري، رأى نتنياهو أن الوضع تغير هناك «وقد تولّدت تهديدات جديدة ونحن مستعدون للدفاع عن أنفسنا بكل قوتنا، إلا أننا هذه المرة لن ننام على ورد الغار، وسنكون دائما جاهزين للحرب».
وكان مسؤولون إسرائيليون، وعلى رأسهم وزير الدفاع موشيه يعالون، قد كرروا الحديث في أكثر من مناسبة عن الخطوط الحمراء الإسرائيلية المتعلقة بالشأن السوري. وأوضح يعالون أن هناك ثلاثة خطوط لن تسمح "إسرائيل" بتجاوزها، مشيراً إلى أنها تمثل ذريعة لتدخل عسكري إسرائيلي، وهي انتقال أسلحة استراتيجية إلى حزب الله، انتقال أسلحة كيميائية من سيطرة النظام إلى حوزة مجموعات مسلحة وتسخين الوضع الميداني في جبهة الجولان.

وكانت تقارير إعلامية أميركية قد تحدثت عن هجومين على الأقل شنتهما إسرائيل ضد أهداف داخل سوريا، قالت إنها كانت تحتوي على أسلحة «كاسرة للتوازن» في طريقها إلى حزب الله. وأشار أحد هذه التقارير قبل نحو أسبوعين إلى أن مقاتلات إسرائيلية هاجمت ثكنة تابعة للجيش السوري في منطقة اللاذقية مطلع الشهر الجاري واستهدفت شحنات من صواريخ «ياخونت» الروسية الصنع والمضادة للسفن. ونقلت صحيفة «معاريف» أمس عن مصادر استخبارية غربية أن البيت الأبيض فوجئ بهذا الهجوم وعلم به من خلال صور الأقمار الاصطناعية فقط. وذكرت الصحيفة أن أجواء الغضب سادت "تل أبيب" في أعقاب التسريب الأميركي عن الهجوم، لأنه كان يمكن أن يدفع في اتجاه رد سوري يقود نحو سلسلة ردود متبادلة يمكن أن تتدهور إلى حرب.

إلى ذلك، دعا وزير الشؤون الاستخبارية الإسرائيلي السابق دان ميريدور إلى عدم المبالغة في تضخيم «الانتصار الإسرائيلي» المتمثل في القرار الأوروبي الأخير بوضع حزب الله على لائحة الإرهاب. وقال ميريدور في مقابلة مع القناة الإسرائيلية الثانية «أعتقد ان علينا أن لا نبالغ بهذا الخصوص، فعندما نقول انّ الذراع العسكرية لحزب الله إرهابية، فهذا يعني أنّ الأذرع الأخرى ليست إرهابية. حزب الله هو كثير من الأمور، فهو منظمة إرهابية وهو أيضاً جيش. ولديه 100 ألف صاروخ، ويقاتل في سوريا، وقاتل ضد إسرائيل في الماضي؛ وهو أيضاً حركة اجتماعية وسياسية لبنانية في الوقت نفسه».

ورأى ميريدور أن «حزب الله جزء من جبهة لم تخسر بعد، جبهة تضم سوريا وحزب الله وإيران وروسيا نوعاً ما؛ في وجه جبهة تضم الباقي كله، من بينهم السنة في العالم العربي والولايات المتحدة، وهؤلاء كانوا بيننا وقالوا لنا إن سوريا ستسقط خلال أسابيع لكن ماذا حصل. أنا لم أقل مرة إنها ستسقط بالتأكيد، وحتى إنني لا أعلم الإجابة في هذه اللحظة، لكنني اليوم أعتقد أنه بعد مرور سنتين، اعتقد انّ الأسد وبمساعدة حزب الله سيخرج من هذا معاً هو والإيرانيون والروس، وما زال صامداً».

من جهة أخرى، حذر جهاز الأمن العام الإسرائيلي من جهود متزايدة يبذلها حزب الله لتجنيد فلسطينيين من سكان الأراضي المحتلة عام 1948 خلال رحلات يقومون بها إلى الخارج. وأورد تقرير جديد نشره الشاباك على موقعه الإلكتروني تحت عنوان «نشاط حزب الله لتجنيد عرب إسرائيليين» تفاصيل عن محاولات تجنيد قام بها الحزب، منها حالة زاهر يوسفيني من مدينة شفاعمرو، الذي جنّد على حد زعم التقرير من قبل عميلين أحدهما لبناني مقيم في الدنمارك يدعى محمد مشعل، والآخر مقيم في لبنان يدعى خالد النابلسي. وأشار تقرير الشاباك الى أنّ مشعل جند كذلك مواطنا عربيا اسرائيليا اخر يقيم في الدنمارك يدعى عادل وردة. وقد اعتُقل وردة فور وصوله الى اسرائيل عام 2008، كما أشار التقرير إلى محاولة تهريب نحو 20 كلغ من المواد المتفجرة إلى أحد سكان مدينة الناصرة في تموز 2012، واعتقال ميلاد خطيب في أيلول 2012 وهو أحد سكان بلدة مجد الكروم الذي اعترف بنقل معلومات أمنية للحزب تتضمن مواقع لقواعد ومخازن سلاح تتبع للجيش الإسرائيلي. ورأى التقرير أن الجهود التي يبذلها حزب الله للحصول على معلومات تتعلق ب"إسرائيل" عن طريق تجنيد «عرب إسرائيليين» تهدف في نهاية المطاف إلى خدمة تنفيذ عمليات ضد "إسرائيل". وأشار التقرير إلى أن نشاط حزب الله «ذو امتداد عالمي» بما في ذلك الدول الأوروبية والسعودية، وهو يبذل جهودا كثيرة لتجنيد «عرب إسرائيليين» أثناء خروجهم لتأدية فريضة الحج. وأضاف أن هناك احتمالاً لخطر كبير في صلات عرب إسرائيليين مع نشطاء تابعين لحزب الله.

 

     موقع المنار غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه