"أنتم أردتم حرباً مفتوحة، نحن ذاهبون إلى الحرب المفتوحة ومستعدون لها، إلى حيفا، وصدقوني إلى ما بعد حيفا وإلى ما بعد ما بعد حيفا"
"أنتم أردتم حرباً مفتوحة، نحن ذاهبون إلى الحرب المفتوحة ومستعدون لها، إلى حيفا، وصدقوني إلى ما بعد حيفا وإلى ما بعد ما بعد حيفا" . هي معادلة أطلقها سماحة الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله خلال عدوان تمّوز عام ألفين وستّة، تجسّدت بإستهداف المقاومة للعمقِ الإسرائيلي حيث أمطرتْ حيفا وطبريّا والعفولة والناصرة وصفد وعكّا بالصواريخِ للمرّةِ الأولى، وبذلكَ دخلتِ المواجهةُ مع العدوِ الصهيوني مرحلةً جديدةً من الصراع.
وقعُ المفاجأة أحدثَ إرباكاً على مستوى الجبهةِ الداخليّةِ لكِيَانِ العدوِ، فصواريخ المقاومة ضربت أحد أهم أركان العقيدة الإسرائيليّة، وفقَ ما يؤكّد الباحث الإستراتيجي العميد المتقاعد الدكتور أمين حطيط."بنت "اسرائيل" استراتيجيتها العسكرية على قواعد ونشأة جيشها ومجتمعها على اساسها ومن هذه القواعد قاعدة اساسية وهي نقل المعركة الى ارض الخصم وهذا ما فعلته "اسرائيل" في كل حروبها منذ العام 1948 وحتى العام 1982.
لكن في العام الفين وستة عندما اطلق الامين العام لحزب الله مقولة حيفا وما بعد بعد حيفا تغير هذا المجال وانكسرت القاعدة الاساسية الاسرائيلية والتي كانت تشكل ركنا ذهبيا من اركان العقيدة الاسرائيلية فدخول ثلث المستوطنين الصهاينة في دائرة النار تكون "اسرائيل" كل ما بنته سابقا وكل ما وعدت به جمهورها انهار."
ولأنّ كلّ كيان العدو بات تحت مرمى صواريخ المقاومة، فلذلك تفسيره في الميزان العسكري الإستراتيجي.. يُشير العميد حطيط." هذا له مفاعيل بالغة الاهمية لا زالت "اسرائيل" تعيشها حتى الآن ومنذ سبع سنوات و"اسرائيل" تتخبط ولم تصل الى حل له وبات يشكل احد العقبات الرئيسية التي تمنع "اسرائيل" من الحرب والدخول في مواجهة جديدة مع حزب الله. وبالتالي فان لصواريخ حزب الله فعالية واثر وتأثير تغييري لقواعد المواجهة يفوق بكثير ما كان يتوقعه البعض."
صواريخ المقاومة صدّعت الجبهة الداخليّة وآلمت كيان العدو.. والقبّة الحديديّة والقبّة الفولاذيّة ومقلاع داوود ومعطف الريح، ما هي إلاّ منظومات صاروخيّة جهدت إسرائيل لتوفير فعاليّة لها بهدف حفظ ماء وجهها.