28-11-2024 01:46 AM بتوقيت القدس المحتلة

في النداء الثاني للسيد نصرالله في حرب تموز 2006 يبشّر إسرائيل بالهزيمة

في النداء الثاني للسيد نصرالله في حرب تموز 2006 يبشّر إسرائيل بالهزيمة

اعدهم بمفاجآت على مستوى المواجهة البينية التي ننتظرها بفارغ الصبر وبأمل كبير لانها ستتيح لنا الرد المباشر مع دبابات العدو وجنوده

في السابع عشر من تموز وجّه الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله النداء الثاني الى الأمة ومما جاء فيه:


إطلالة للسيد حسن نصرالله في حرب تموز 2006"أود في هذا الخطاب ان اتوجه اليكم من جديد في هذا اليوم، يوم الاحد، وأتعرض لبعض النقاط الميدانية وبعض النقاط السياسية التي تقتضي المرحلة الحساسة والمهمة الحالية التعرض اليها. اولا في ما يتعلق بالمجريات الميدانية، نحن منذ البداية قلنا اننا نتصدى بهدوء وبدقة ومن دون اي تساؤل اطلقنا مواقف وتحذيرات واضحة. في اليوم الاول ركزنا قصفنا الصاروخي على المواقع العسكرية فقط ولم نتعرض لاي مستعمرة او مستوطنة اسرائيلية في شمال فلسطين المحتلة.

ولكن جيش العدو العاجز امام المجاهدين بدأ منذ اليوم الاول باستهداف البلدات والقرى والمدنيين والمنشآت المدنية والبنية التحتية، ومع ذلك أكملنا قتالنا باتجاه الجنوب العسكري وباتجاه المواقع العسكرية في شمال فلسطين المحتلة، وكانت هناك ضربات مهمة وموفقة جدا وخصوصا على مراكز قيادات مختلفة لألوية في المنطقة الشمالية او قيادة المنطقة الشمالية او قيادة القوى البحرية او قيادة العمليات الجوية لهم، وكانت انجازات على هذا الصعيد مهمة جدا. ولكن في المقابل كان الصهاينة يركزون حملاتهم على المدنيين وعلى المنشآت المدنية.

حاولوا القيام بتقدم ما في منطقة عيتا الشعب وجاء المجاهدون ودمروا دبابة اسرائيلية من اهم الدبابات الحديثة الاسرائيلية. تدخلت دباباتان وتم تدميرهما، وتدخلت ثالثة تمت اصابتها، وكانت هذه الحادثة مناسبة لاثبات القوة البرية الاسرائيلية على تخوم جبل عامل. وتم استهداف المدن الرئيسية في لبنان والقرى. قاموا بقتل الناس في بيوتهم. في هذه البلدة يقصف البيت ويقتل الزوج والزوجة والاطفال، هناك طبعا شهداء، الى ان وصلنا الى مرحلة استشهاد نازحين من بلدة مروحين من النساء والاطفال، والقصف المدمر لعدد من القرى ولا سيما في الضاحية الجنوبية. يبدو ان صبرنا في الايام الاولى فهمه العدو بشكل خاطئ".

أضاف: "نحن في الحقيقة صبرنا على الاعتداء وكنا نرد فقط على العسكريين من اجل ان نؤكد ان معركتنا هي معه، وكنا نعتبر ان الجميع شركاء ولكن ما دمنا غير مضطرين لقصف اهداف مدنية، لذلك لم نلجأ الى قصف اهداف مدنية. انتظرنا وقدمنا انجازا آخر عندما ضربنا البارجة البحرية الاسرائيلية قبالة شواطئ بيروت، في اشارة واضحة الى اننا نعاقب الذين يقصفون مدننا وبنانا التحتية، ولكن تمادي الصهاينة وعدم اخذهم بالاحتياط منا وقراءتهم الخاطئة لما يجري دفعهم الى استكمال اعتداءاتهم الواسعة على جنوب لبنان وعلى البقاع، وخصوصا على مدينتي بعلبك والهرمل والاتجاه الى ضرب البنى التحتية الجديدة. لم يكن امامنا مجال اليوم سوى ان نفي بوعد قد قطعناه على انفسنا وقمنا بقصف مدينة حيفا، ونحن نعرف اهمية هذه المدينة وخطورتها، ولو اننا استهدفنا بصواريخنا المصانع الكيميائية لكانت حلت كارثة كبرى في تلك المنطقة، لكننا تعمدنا تحييد هذه المصانع وهي تحت مرمى صواريخنا حرصا منا على عدم دفع الامور الى المجهول، وعلى ان يكون هذا السلاح ليس سلاح انتقام وانما سلاح ردع وسلاح اعادة المجانين في حكومة اولمرت الى بعض من تعقل وبعض التروي، وإلى التخلص من عقدة العلو والتجبر، ونستطيع ان نقول الحماقة التي يتميزون بها.

الإسرائسريعة وتنتهي الحربيهم لتكانوا يتوقعون ان يضولكن ان تحييدنا هذا لا يعني اننا سوف نبقى في هذا الموقع دائما، في اي لحظة نحن نعتبر اننا معنيون بالدفاع عن وطننا وعن شعبنا وعن اهلنا، وبالتالي سنلجأ الى كل وسيلة تمكننا من هذا الدفاع طالما ان العدو يمارس عدوانه بلا حدود وبلا خطوط حمراء نحن سنمارس تصدينا ايضا بلا حدود وبلا خطوط حمراء".

وتابع: "يا شعبنا العزيز الذي اتوجه اليه بالخطاب، اود ان اؤكد لكم بعض النقاط بعد هذا السرد الميداني. نحن لا نزال بحمد الله بكل قوتنا وعافيتنا، ونحن الذين نختار الزمان والمكان. لا يستطيع ان يفرض علينا العدو الوسيلة او زمان استخدامها، لا نزال ندير امورنا بشكل دقيق ومنظم لا يتوقعه العدو، وهو يتصرف على قاعدة انه في الايام الاولى يحصل بالضربات القاسية تفكك للقيادة او في القاعدة، هذا كله لم يحصل. ومن اهم نقاط قوتنا ان العدو يجهل قدراتنا وامكاناتنا، وعندما يقدر موقفه ويحسب حسابه فهو يبني على تقديرات ومعلومات خاطئة، وهو يلجأ الى الاكاذيب. على سبيل المثال، في اليوم الاول كل الاهداف التي تم استهدافها في البلدات الجنوبية هي سكان مدنيون، لا يوجد فيها لا قواعد صاروخية ولا مخابئ صاروخية ولا اي شىء مما ادعاه الاسرائيليون.

كما يخرج الاسرائيليون ويقولون إن الجزء الاكبر من القوة الصاروخية لحزب الله تم تدميرها في اليوم الاول. انا اقول للجيش الاسرائيلي لديه معلومات خاطئة وغير صحيحة، الذين قتلتموهم هم سكان مدنيون، نساء واطفال، والبيوت التي هدمت هي بيوت مدنية خالية من اي صواريخ تتحدثون عنها. الترسانة التي تحسبون لها كل حساب لا تزال موجودة وما أطلق منها حتى الآن هو القليل، وقدرتنا على اطلاق الكثير الكثير لا تزال قائمة".

واردف قائلا: "اليوم يبني الصهاينة كل حساباتهم على قاعدة ان ما بدأ من حيفا او عكا او ما ابعد من حيفا، يمكن ان تبنوا معركتكم على هذا الاساس، فأنا أبشركم ان شاء الله بالهزيمة. هذا يزيدنا تفاؤلا وقوة وايمانا بقدرتنا على مواجهتكم. وأنا اقول لشعب الكيان الصهيوني ان حكومتكم، وإن جيشكم يرتعب في عملية عناقيد الغضب بل من كل معركتهم على قاعدة ان كل ما تملكه المقاومة في لبنان من صواريخ الكاتيوشا لا يتعدى ال500 صاروخ، اكتشفوا ان هذه المعلومات كانت خاطئة. انا اؤكد في هذه النقطة ان العدو الاسرائيلي يجهل امكاناتنا وما عندنا على كل صعيد، وهذه اهم نقطة قوة كنا نعتز بها في المقاومة الاسلامية في لبنان". في لبنان نعتز بأننا غير مخترقين من الاجهزة الامنية. نعتز بأننا كنا نبني قوتنا على اكثر من صعيد بالكتمان والسرية المطلوبة لاننا كنا نحتاط الى اليوم الذي تحاول ان تثأر فيه اسرائيل من لبنان على الهزيمة التي ألحقها بها".


تجهزوا وقدموا إلى لبنان وكلهم امل أن سيكسرون حزب اللهوقال: "في المرحلة المقبلة نحن مستمرون طالما هم الذين اختاروا هذه الحرب المفتوحة، وحريصون جدا ما امكن على تجنب المدنيين الا اذا اجبرونا على ذلك. ركزنا خلال الفترة الماضية، حتى عندما اجبرنا على استهداف المدنيين، على المستعمرات والمدن الكبرى، ولا نزال قادرين على ان نطال كل مستعمرة وكل قرية وكل مدينة في شمال فلسطين المحتلة بالحد الادنى، ولكن آثرنا ان نستخدم الامور بحدود الضغط على حكومة هذا العدو، وحتى في هذا السياق عندما يتصرف الصهاينة على قاعدة ان لا قواعد، ان لا خطوط حمر، ان لا حدود للمواجهة، فمن حقنا ايضا ان نتصرف في المقابل".


ولفت الى "ان الاسرائيليين يتحدثون اليوم عن قصف عنيف، وهل ما كان يجري في الايام الماضية هو قصف خفيف؟ ان ما تعرضت له الكثير من المدن والقرى اللبنانية، والضاحية الجنوبية امس (الاول) من تدمير لبعض احيائها، هذا الامر سيراه العالم وان كنا في المرحلة الاولى نتحفظ على بعض المشاهد التي بدأ العالم يراها، حجم الدمار الذي الحقه الاسرائيليون بالمباني. ولكن هل هذا يمكن ان يحد من عزيمتنا او ارادتنا او يغير من قرارنا؟ ابدا. على كل حال، نحن مستمرون ولدينا الكثير الكثير ولا نزال في البداية وسيرى الصهيانة ايضا مجددا ومجددا صدق ما اقول لهم وما وعدتهم به".


واشار الى ان "هناك حديثا اليوم في الدوائر الصهيونية عن فكرة تقدم بري باتجاه بعض الاماكن. هم جربوا في الموقع الراهن في عيتا الشعب، ولم يتجرأوا ان يفعلوا. سمعنا اليوم انهم قد يلجأون الى بعض الاسلحة المحرمة دولياً. في كل الاحوال، نحن في الجنوب متواجدون مجاهدون على اهبة الاستعداد، ولديهم عشق للمواجهة وارادة الهزيمة. لا اتحدث هنا عن قوم يبحثون عن الشهادة، بل عن قوم متفاهمين وآملين بالنصر، يريدون ان يقدموا مشهدا جديدا للنصر امام العدو، وبالتالي كما فاجأناهم في حيفا سنفاجئهم في ما بعد حيفا. وانا ايضا اعدهم بمفاجآت على مستوى المواجهة البينية التي ننتظرها بفارغ الصبر وبأمل كبير لانها ستتيح لنا الرد المباشر مع دبابات العدو وجنوده، مع هؤلاء الذين يختبئون الآن في القلاع المحصنة وفي الطائرات، وبالتأكيد اقوى سلاح جو في المنطقة قبل ان نملك امكان مواجهته وهو يقصف من اماكن بعيدة. اي تقدم بري سيكون بشارة ايضا للمقاومة التي تقرّبنا من النصر واذلال جنود هذا العدو الاسرائيلي كما اذلاله في الايام القليلة الماضية، هذه لا تشكل بالنسبة الينا اي نقطة...".


في الجنوب المقاوم في حرب تموز كانت الناس تقول فدا السيد نصراللهأضاف: "اقول للناس الطيبين الصامدين الشرفاء الذين سمعناهم خلال هذه الايام في وسائل الاعلام، وسمعنا صبرهم وتأييدهم ومساندتهم ومحبتهم: انتم حقيقة شعب عظيم، هذه ليست كلمة للمفاخرة ولا للمزايدة ولا للمجاملة. شعب تاريخي تعلق عليه الآمال في اخراج لبنان بل اخراج هذه الامة كلها من حالة الهوان والذل وبعث الامل الجديد فيها". وتابع: "انا اقول لكم مجددا بتأييدكم واحتضانكم وبمحبتكم وبفضلكم وبصمودكم سننتصر، والابنية والاماكن التي يتم تهديمها بالتأكيد سنتعاون ومؤسسات الدولة اللبنانية، ولكن في هذا السياق اقول لكم لا تقلقوا على ما يمكن ان تدمره هذه الحرب الاسرائيلية، نحن فقط نتمنى الشفاء للجرحى وطول العمر للاحياء وان يكونوا في سلامة وعافية، اما ما يهدم وما يدمر بعون الله سبحانه وتعالى وبالتعاون مع الدولة اللبنانية، ولكن نحن ايضا كجهة معنية، عازمون علي ان نكون جديين في اعادة بناء ما تهدم. وانا اقول لكم من دون ان ادخل في التفاصيل ان لدينا اصدقاء جديين ايضا في هذا المجال لديهم قدرة كبيرة جدا على مساعدتنا بمال طاهر نقي شريف بلا شروط سياسية. لا قلق على اعادة اعمار بلدنا، المهم ان نصمد الآن وان نخرج من هذه المعركة منتصرين".


ووجه كلمة الى شعوب العالمين العربي والاسلامي، قائلا: "العدو الآن يلجأ الى الاكاذيب والى الكثير من الحرب النفسية، وهذا امر طبيعي جدا، خصوصا مع عدو من هذا النوع. مثلا هم حاولوا في البداية ان يقولوا ليس هناك بارجة تم تدميرها في البحر، ولكن لاحقا اعترفوا بذلك. وانا اؤكد لكم ولدينا ما يؤكد ذلك ايضا، ان هذه البارجة تمت اصابتها بشكل مباشر بصاروخين، وان محاولة القول ان صواريخ المقاومة استهدفت سفينة تجارية، على اي حال الايام اثبتت وتثبت ان هذا جزء من الاكاذيب الاسرائيلية، لو افترضنا انه كانت هناك سفينة تجارية استهدفت او ضربت بالتأكيد الذي استهدف هي البارجة الاسرائيلية".


اضاف: "اما الحقيقة عن وجود جنود ايرانيين هم الذين تمكنوا من اطلاق هذه الصواريخ، طائرات الاستطلاع الاسرائيلية كانت موجودة فوق المنطقة التي اطلقت منها الصواريخ وكانت ترافق كل تحرك، كيف يمكن ان تتسع تلك الدائرة الضيقة بمعنى الجندي الايراني؟. علي اي حال انا انفي نفيا قاطعا وجود اي جنود ايرانيين لا في هذه العملية ولا في غيرها. الذين يملكون الخبرة ويستخدمون هذه الامكانات والقدرات المتوافرة حاليا لدى حزب الله هم لبنانيون وابناء لبنانيين وينتمون الى العائلات اللبنانية. هم يتحدثون عن ايرانيين وجنود ايرانيين، وقد يتحدثون ايضا عن كوريين شماليين وعن يابانيين وعن روس وصينيين وما شاكل للتقليل وللاستهانة، لأن الاسرائيليين يتصرفون دائما معنا كلبنانيين، كشعوب عربية، من مستوى متدن، واننا لا نملك الكفاءة ولا القدرة ولا الخبرة اللازمة لمواجهة من هذا النوع من الاكاذيب التي يستخدمها الصهاينة في هذه الحرب. وهذه مسألة اردت ان اوضحها بشكل اكيد، وبالتالي، سنتمكن ان شاء الله في المرحلة المقبلة بسواعد هؤلاء المجاهدين المقاومين اللبنانيين الشرفاء من مواصلة معركتنا والحاق الهزيمة بعدونا".


وتوجه الى شعوب العالمين العربي والاسلامي "لأوضح لهم ولأضعهم امام مسؤوليتهم، ولست في صدد لا مناشدة ولا توجيه نداء ولا توجيه اي طلب منذ اللحظة الاولى لعملية الوعد الصادق والمواجهات التي تلتها آليت على نفسي واخواني وقد اتفقنا على هذا الامر، اننا في هذه المواجهة لم نطلب من احد شيئا والكثيرون اتصلوا بنا وعرضوا خدماتهم وقلنا نحن لا نطلب شيئا ولم نبادر الى طلب اي شيء لا على مستوى مالي ولا على المستوى السياسي ولا الاعلامي ولا الشعبي ولا العسكري. بالتأكيد نحن نناشد ونطلب ونتوسل الى الله سبحانه تعالى لاننا نؤمن به وبقدرته وعظمته وصدقه في وعده للمؤمنيين بالنصر وحسبنا الله ونعم الوكيل. ونحن لا نخاطب الشعوب العربية واللبنانية لاقول لهم انجدونا، لا نحن بألف خير والحمد لله وفي موقع قوي جدا وفي بداية مواجهة نعلق عليها آمالا كبيرة، ولكن اريد ان احملكم مسؤولية بالامس شاهدتم، وخصوصا الشعوب العربية، نتائج المجلس الوزاري العربي وما يمكن ان يخرج من جامعة الدول العربية، هم انفسهم يتحدثون عن فشل ما يسمى عملية السلام، وبدا ايضا واضحا انهم عاجزون كحكومات وقيادات وانظمة عن فعل اي شيء.

المظاهرات كانت تعم الشارع العربي في حرب تموز 2006في كل الاحوال انتم الشعوب العربية والاسلامية معنيون بأن تتخذوا موقفا من اجل آخرتكم ان كنتم تؤمنون بالآخرة، ومن اجل دنياكم ومصيركم وكرامتكم ومستقبلكم ومستقبل اولادكم. يعني المشهد الآن، اذا قدر في هذه المواجهة لا سمح الله لاسرائيل ان تلحق الهزيمة بالمقاومة في فلسطين او المقاومة في لبنان، فان العالم العربي حكومات وشعوبا، سيغرق في ذل ابدي، ولن يكون امامهم اي مخرج. سوف يزداد علو الصهاينة ومن ورائهم اسيادهم الاميركيون على الحكومات والشعوب العربية، وسيزداد التدخل الاميركي والاسرائيلي في شؤون هذه الشعوب والحكومات، وبالتالي سوف يكبر ويتعاظم النهب لثرواتنا والمسخ لثقافتنا وحضارتنا، وتفكيك هذه المنطقة وتقسيمها ودفعها الى الفتن الداخلية. اليوم الامة العربية والامة الاسلامية امام فرصة تاريخية للتوحد، للخروج من مشروع التفتيت والحروب المذهبية والاهلية التي تدفع اميركا شعوب المنطقة اليها.

شعوب العالم العربي لا يزالون اليوم امام فرصة تاريخية لانجاز انتصار تاريخي على العدو الصهيوني، ليس مسألة من يفرض شروطه عليها. اليوم هناك فرصة كبيرة من هذا النوع وانا لا ابالغ، نحن في لبنان قدمنا في العام 2000 بامكانات وبجهود متواضعة وبعدد قليل من المجاهدين والعدة والعتاد والعدد نموذجا لمقاومة تستطيع ان تنتصر على جيش الحكومات. اليوم نحن نقدم نموذجا ومعنا الشعب اللبناني وكل لبنان، وان كنا نمثل الآن رأس الحربة، القرية او المدينة او الحي الذي ينسب الينا يتعرض للقتل والتدمير، ويتم التركيز علينا بشكل اساسي.

أسطورة رجال الله كتبها حزب الله في لبناننحن نحاول ايضا ان نقدم نموذجا آخر للصمود والتصدي، ونموذجا للصبر، ونموذجا في القدرة والشجاعة وفي امكان الحاق الهزيمة بالعدو، وفي معركة هي في واقع الحال في المادة غير متكافئة، ولكن في الروح والمعنويات والارادة والعقل والحكمة وفي التخطيط وفي التوكل على الله سبحانه وتعالى هي غير متكافئة لمصلحتنا. اين انتم ايتها الشعوب العربية والاسلامية؟ ماذا ستفعلون، كيف ستتصرفون؟ هذا شأنكم. بالنسبة الينا عندما انطلقنا في المقاومة منذ العام 2891 لم نكن ننظر خارج الحدود، لم نكن نعتمد الا على الله وعلى شعبنا وعلى مجاهدينا ونحن كذلك. ولكن ما أردت ان اقوله في هذا اللحظة الحساسة بعد العديد من الانجازات العسكرية في هذه الايام وبعد العديد من المفاجآت، ان حزب الله لا يقوم الآن بمعركة حزب الله ولا يخوض معركة لبنان، نحن الآن اصبحنا نخوض معركة الامة شئنا ام ابينا، شاء اللبنانيون ام ابوا. لبنان الآن والمقاومة في لبنان تخوض معركة الامة. اين هي الامة من هذه المعركة؟ هذا السؤال برسمكم من اجل دنياكم وآخرتكم".


وختم: "ايها الاخوة والاخوات، خصوصا الشعب الصامد في لبنان، ايها الشعب الصامد في فلسطين، ايها المقاومون الشرفاء، توكلوا على الله واستعينوا به هو خير ناصر وخير معين" .