اتهم الرئيس الأميركي باراك أوباما بعض الجمهوريين بعرقلة تمرير مشاريع مفيدة للاقتصاد الأميركي، وقال انهم يتجاهلون المشاكل الاقتصادية في أميركا
اتهم الرئيس الأميركي باراك أوباما بعض الجمهوريين بعرقلة تمرير مشاريع مفيدة للاقتصاد الأميركي، وقال انهم يتجاهلون المشاكل الاقتصادية في أميركا.وليل الاربعاء ألقى أوباما كلمة في معهد نوكس بولاية إلينوي الأميركية تطرق خلالها إلى ما حققته إدارته من إنجازات اقتصادية، متعهداً ببذل المزيد من الجهود بغية تصحيح كل ما يفترض تصحيحه من أجل تحسين الوضع الاقتصادي الأميركي أكثر فأكثر.
وذكر أوباما انه بعد 5 سنوات من بدء الكساد تمكنت أميركا من العودة إلى المسار الصحيح، مشيراً إلى ان من إنجازات إدارته قانون توسيع الرعاية الصحية وزيادة توفير الوظائف وغيرها. وأضاف انه بفضل عزيمة وتصميم الأميركيين تمكنت أميركا من إزاحة ركام الأزمة الاقتصادية ، وبدأ وضع أسس جديدة لنمو اقتصادي أقوى ويدوم اكثر.
وشدد على ان أميركا كبلد تعافت وتقدمت أكثر من أية دولة متقدمة أحرى في العالم، لكنه أوضح ان العمل لم ينته ولا بد من بذل مزيد من الجهود. وقال ان تزايد عددم المساواة في الفرص، ليس خطأ من الناحية الأخلاقية وحسب بل هو سيء اقتصادياً، ‘فعندما لا يمكن للطبقة المتوسطة أن تنفق كثيراً يعني انه ليس لدى الشركة مستهلكون كثيرون’.
وشدد على ان من أبرز أولوياته الآن هي تصحيح الوضع وردم الهوة بين الاغنياء والفقراء. وقال ‘للأسف خلال السنوات الأخيرة، لم تتجاهل واشنطن هذه المشكلة وحسب بل زادت من الأمور سوءاً’. واتهم بعض الجمهوريين في الكونغرس بعرقلة مشاريع، مثل مشروع قانون الهجرة، تعود بالفائدة للاقتصاد الأميركي وتساهم في حل المشاكل الاقتصادية.
وأضاف انه بدلاً من السعي لتخفيض العجز، من خلال اقتطاع برامج لا حاجة إليها، وإصلاح ما لا بد من إصلاحه، وجعل الحكومة أكثر فعالية، ثمة أشخاص يصرون على الإبقاء على ما يضر بالنمو وبالجيش ويؤثر على التعليم والأبحاث العلمية والطبية. وتابع انه في ظل مصادر التشتبت المتعددة أزاحت واشنطن عينها عن الكرة ‘ولكنني هنا لأقول انه لا بد لهذا الأمر أن يتوقف’.
وشدد على ان الوضع لا يتطلب تفكيراً قصير الأمد، ولا بد من التركيز على المسائل الاقتصادية الأساسية التي تهم غالبية الشعب.
وأكد لن التركيز سينصب على الأولويات الرئيسية وعلى الطبقة الوسطى لأنه من دونها لا موارد لحل المشاكل.
وقال أوباما انه سيعمل مع الجمهوريين والديمقراطيين، معرباً عن اعتقاده بأن ثمة اعضاء في الحزبين يفهمون الوضع ويعرفون ما هو على المحك، مبدياً استعداده للاستماع إلى أفكار أي شخص من الطيف السياسي.
وتابع ‘سنبذل كل ما هو ممكن أينما كان، مع أو من دون الكونغرس، لتحقيق الأمور’. وكان اوباما قد بدأ يوم الاربعاء حملة في الوسط الغربي الاميركي يحاول من خلالها تحدي الكونغرس الذي يسعى الى وضع عراقيل لسياسته الهادفة الى الدفاع عن الطبقة الوسطى. ودافع اوباما بشدة عن مبادراته الاقتصادية التي عطلها مجلس النواب الذي يهيمن عليه الجمهوريون، والمسؤول في الكونغرس عن الشؤون المالية.
لكن جهود الرئيس الرامية الى تحريك النقاش حول المسائل الاقتصادية تأتي مع استعداد الكونغرس لمعارك جديدة تتعلق بخفض النفقات ورفع سقف الدين. وقال اوباما امام تجمع في غالزبرغ في ايلينوي اول مدينة من ثلاث مدن يزورها ‘المهم هو تغيير النزعة السائدة في واشنطن للخروج من ازمة والوقوع في اخرى’. واضاف ‘نحتاج الى استراتيجية اميركية طويلة الاجل تقوم على جهود مستقرة وثابتة للتغلب على القوى التي تآمرت ضد الطبقة الوسطى لعقود’.
وقال اوباما ان ازدهار اجيال من الطبقة الوسطى شهد ركودا في السنوات الماضية ما انعكس سلبا على الاقتصاد. وتابع اوباما ‘عندما توليت منصبي في 2009 علمنا جميعا باننا سنواجه ازمة عقارية. ونتيجة لذلك خسر ملايين الاميركيين وظائفهم ومنازلهم واموالهم’.واوضح ان ‘التآكل الذي بدأ قبل عقود ظهر للعيان وخسرت الطبقة الوسطى نتيجة لذلك استقرارها المادي.’
واعلن الرئيس الاميركي ‘اليوم بعد خمس سنوات على الانكماش تمكنت اميركا من النهوض مجددا’.
وذكر اوباما بنجاح ادارته في انقاذ قطاع صناعة السيارات والاصلاحات التي انجزت في التغطية الصحية وتحسين القطاع المالي.
ويتوقع ان تبرز خلافات مجددا بين اوباما والنواب الجمهوريين بشأن الموازنة ما قد يضر باقتصاد بدأ يظهر علامات تحسن بعد فترة ركود. ويتهم الجمهوريون اوباما بانه لا يقترح سوى نفقات اعلى. وامس الاول سخر زعيم مجلس النواب الجمهوري جون باينر من المبادرة الاخيرة للرئيس وقال ‘انها (المبادرة) صدفة فارغة بيضة فصح لا تحتوي على اية حلويات’.
ويأمل اوباما في التفاوض بشأن تسوية جديدة في الموازنة بحلول تشرين الاول/اكتوبر — نهاية السنة المالية الحالية — لتجنب تعليق العمل الحكومي. وتحدى اوباما الجمهوريين طالبا منهم تقديم مقترحات افضل لمساعدة الطبقة الوسطى وقال ‘لا يكفي ان تعارضوا اقتراحاتي عليكم عرض افكار افضل’. وتطرق اوباما الى هذا الموضوع في خطاب القاه في جامعة ميسوري في وارنزبرغ.
وتوجه الرئيس الاميركي امس الى فلوريدا حيث يلقي خطابا في مرفأ جاكسنفيل.
وتاتي خطابات اوباما في وقت يترقب اعضاء الكونغرس موعد انتخابات منتصف الولاية في تشرين الثاني/نوفمبر 2014. وسيتم التجديد لجميع اعضاء مجلس النواب وثلث اعضاء مجلس الشيوخ ويأمل اوباما في ان يعود مجلس النواب الى المعسكر الديموقراطي للحصول على هامش مناورة اكبر. وكان باينر قد الثلاثاء الماضي معلقا على سقف الدين الاميركي ‘لن نرفع سقف الدين من دون خفض فعلي في النفقات. الامر بهذه البساطة’. ومنذ 2011 يستخدم الجمهوريون سقف الدين اداة تهديد لخفض النفقات.
وشدد اوباما على انه لن يتفاوض بشأن سقف الدين ما زاد من حجم الهوة والخلافات. وقال اوباما في ايلينوي ‘شاهدنا عددا كبيرا من النواب الجمهوريين يلمحون الى انهم لن يصوتوا على مشاريع قوانين اقترحها الكونغرس نفسه’. واضاف ‘انعكس ذلك سلبا على النهوض الاقتصادي الهش في 2011 ولا يمكننا مواجهة وضع مماثل مجددا’. واظهر استطلاع للرأي الاربعاء ان المأزق في واشنطن سياسي بحت من الطرفين.
والاستطلاع الذي اجرته صحيفة (وول ستريت جورنال) ومحطة ان.بي.سي اظهر ادنى شعبية لاداء اوباما منذ اب/اغسطس 2011. وتبين ان المأزق السياسي المستمر انعكس سلبا ايضا على الكونغرس مع تأكيد 83′ من الاميركيين انهم لا يؤيدون اداء النواب الاميركيين.