28-11-2024 01:45 AM بتوقيت القدس المحتلة

هآرتس : وقاحة أولمرت وتمجيد فشله في لبنان

هآرتس : وقاحة أولمرت وتمجيد فشله في لبنان

وكان رئيس الوزراء السابق أعلن في مؤتمر في الجليل أنه مرت وانقضت سبع سنوات منذ انتهت حرب لبنان الثانية، وأنه ‘فرح فخور’ بأن يقول انه لم تنته أية حرب في اسرائيل على نحو جد ايجابي، وقد أصبح الجليل وادعا وآمنا

هآرتس : وقاحة أولمرت وتمجيد فشله في لبنانوقاحة اولمرت وتمجيد فشله في لبنان نشرت صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية مقالا بقلم إيال مغاد، جاء فيه ان اعلان ايهود اولمرت بأن حرب لبنان الثانية كانت ‘أنجح حروب اسرائيل’، هو وقاحة لم يكن لها مثيل منذ زمن. فهو غرور متبجح مثير للغضب الى درجة أنني ما كنت أتطرق اليه لولا أنه يعبر عن ميل شاع بين الساسة عندنا الى استغلال الذاكرة العامة القصيرة التي تزداد تعبا في الصيف لجعل اخفاقاتهم المخيفة والأكثر صدى، انجازات هائلة.

بيد ان الامر في هذه الحال ليس وقاحة فقط بل قسوة روح ايضا. وعدم حساسية مفرط هو ايضا من العلامات التي تميز قادة أمتنا اليهودية.


وكان رئيس الوزراء السابق أعلن في مؤتمر في الجليل أنه مرت وانقضت سبع سنوات منذ انتهت حرب لبنان الثانية، وأنه ‘فرح فخور’ بأن يقول انه لم تنته أية حرب في اسرائيل على نحو جد ايجابي، وقد أصبح الجليل وادعا وآمنا وناجحا وزال عنه خوف ارهاب الصواريخ (كان غرور المتكلم وقحا جدا بحيث انه لم يقيد كلامه حتى بمثل قوله ‘وهذا صحيح الى هذه اللحظة’ مثلا).


ومن يستحق الشكر والمباركة اذا لم يكن القائد الذي قادها والذي استطاع ان يوجهها بحكمة وجرأة وشجاعة وهو يقوم أمامنا واسمه ايهود اولمرت. وكان من حسن حظ الخطيب انه لم يوجد في القاعة التي خطب فيها كما يبدو أي قريب أو صديق لواحد من الجنود الـ 33 الذين توفوا في ايام القتال الثلاثة الاخيرة من تلك الحرب المجيدة. ولو كان ذلك لعجبت ان ينهي كلامه بلا اصابة. إن تلك الايام المأساوية الثلاثة نقشت في الذاكرة العامة برغم محاولات الطمس عليها الكثيرة. وكانت عنوان الوقاحة التي كانت لذلك القائد العرضي في ان يرسل جنودا الى موتهم دون ان يكون له أدنى علم بالشؤون العسكرية في حين كانت تجربته الاستراتيجية والتكتيكية أو معرفته بميدان القتال تتلخص، اذا لم أكن مخطئا، بتدريب متقدم بصفة مراسل عسكري.


الخيبة التي وقع بها الجيش الإسرائيلي في حرب تموز 2006إن هذا المتنكر بمظهر مونتغمري الذي تجرأ على بدء هجوم بري لا حاجة له، تعوزه المسؤولية، بعد أن أُعلن وقف اطلاق النار، نتوقع منه ان يحكم على نفسه لا بعذاب الصمت فقط بل بالخرس التام لا في الشؤون الحربية فقط بل بالشؤون عامة. ولا ينبغي ان يلبس كيسا خشنا بدل البدلات الفاخرة وان يسمع حتى نهاية عمره صوت دم الجنود القتلى والجرحى يصرخ اليه من الارض، بل ينبغي ان يتعلم كيف يسلكون في اماكن اخرى. في اليابان البدائية مثلا كان القائد الممتاز مثله مثل ما نصح صديقه امنون دانكنر المدعي العام للدولة بأن يفعل بعد ان خسر في المعركة القضائية عليه.


لكننا أضحكنا اولمرت، فهو يستمتع بالحياة بأقصى قدر مستطاع منذ كانت تلك الحرب المجيدة. فقد شوهد مثلا في مدرج أولد تريفرد في اللعبة المصيرية أمام ريال مدريد، وما زال يُرفه عن نفسه في فنادق فاخرة في خمس قارات. وليس هذا كافيا بل ما زال يسعى الى الوصول مرة اخرى الى جناح الاحلام في شارع بلفور، فهنيئا له ولنا.