تناولت الصحف اللبنانية الصادرة اليوم السبت بشكل أساسي موضوعي:التفجير الذي تعرضت له قوات اليونيفل عند مدخل مدينة صيدا الشمالي،اسفرت عن إصابة 8 أشخاص، ومشكلة مبنى الاتصالات الذي أصبح بعهدة الجيش
تناولت الصحف اللبنانية الصادرة في بيروت اليوم السبت بشكل أساسي موضوعي: التفجير الذي تعرضت له قوات الطوارئ الدولية (اليونيفيل) العاملة في جنوب لبنان عند المدخل الشمالي لمدينة صيدا (الرميلة)، اسفرت عن إصابة 8 أشخاص، ومشكلة مبنى الاتصالات في العدلية الذي أصبح بعهدة الجيش اللبناني.
السفير :
صحيفة السفير عنونت في صفحتها الرئيسية"الدولة تنتصر لنفسها ... ومبنى الاتصالات في العدلية بعهدة الجيش"،و"رسالة الأولي الدموية: اليونيفيل في مرمى الأوقات الصعبة".
وقالت"هو لبنان النموذج الذي لا مثيل له في العالم،يطوي انفجار الرميلة الإجرامي ضد اليونيفيل، في ساعات المساء، فضيحة الاتصالات التي استمرت نهاراً كاملاً ونيفاً ومضمونها محاولة اغتيال الدولة بسلاح أبناء الدولة... وبين هذا الاغتيال وذاك، فراغ سياسي وأمني محلي، لن تملأه حكومة مؤجلة فقدت بريقها من قبل أن تولد، وأحداث تاريخية كبرى في المنطقة، لا يملك اللبنانيون قاموساً واحداً لقراءة أبعادها وتداعياتها القريبة أو البعيدة عليهم.
ففي اعتداء مجرم هو الأخطر منذ ثلاث سنوات، تم استهداف قوات اليونيفيل بعبوة ناسفة، عصر أمس، عند المدخل الشمالي لمدينة صيدا (الرميلة)، اسفرت عن إصابة ستة جنود ايطاليين بجروح، إصابة احدهم خطرة، كما اصيب مدنيان لبنانيان.
يأتي هذا الحادث بعد سلسلة عمليات استهدفت اليونيفيل المعززة بعد حرب تموز 2006، بدءًا بالاستهداف الأعنف للكتيبة الاسبانية بعبوة ناسفة في سهل الخيام في حزيران 2007 أدت الى مقتل ستة جنود وجرح اثنين، ثم بالعبوة الناسفة التي استهدفت القوة التانزانية عند جسر القاسمية بعد نحو شهر من العبوة الاولى، ومن ثم العبوة التي استهدفت الكتيبة الايرلندية في منطقة الرميلة في مطلع كانون الثاني 2008 وأدت إلى جرح جنديين من عناصر الكتيبة، وذلك في المكان نفسه الذي استهدفت فيه القافلة الايطالية امس.
وبطبيعة الحال، فإن حدثاً أمنياً ـ سياسياً بهذا الحجم وبهذه الخطورة لا يحتمل مقاربته كحدث امني محلي عابر، بمعزل عن عدم تبنيه حتى الآن من قبل اية جهة، بل هو يطرح أسئلة حول المكان والزمان والظرف والخلفيات والدوافع والأهداف من وراء تلك الرسالة المسمومة التي وصلت من خلال صندوقة بريد الاستقرار اللبناني والإقليمي.
من جهة ثانية، نحت فضيحة التمرّد الامني الرسمي في مبنى التخابر الدولي التابع لوزارة الاتصالات في العدلية، في اتجاه مخرج أعاد الامور الى نصابها الطبيعي في المبنى قبل احتلاله من قبل عناصر فرع المعلومات ومنع وزير الاتصالات في حكومة تصريف الاعمال شربل نحاس من الدخول اليه، بذريعة اوامر لحماية معدات الشبكة الخلوية الصينية الثالثة.
وقال مرجع امني رسمي للسفير إن"الجيش اللبناني صار مسؤولا بالكامل عن حماية المبنى كله وحراسة الطابق الثاني وتوفير الأمن في محيطه وهو تسلم أقفال الأبواب من قوى الامن الداخلي الذين أخلوا المكان نهائياً وبقي عدد منهم في الطابقين السابع والثامن من المبنى المذكور حيث يوجد مركز التحكم.
وما يلفت الانتباه أن المخرج شكل استجابة لرسالة وزير الداخلية زياد بارود وللطلب الذي وجهه الوزير نحاس للجيش اللبناني بأن يتولى مسؤولية حماية المبنى وإزالة ما سماه بالانقلاب الذي نفذه فرع المعلومات.
وبحسب المرجع نفسه، فإن رئيس الجمهورية ميشال سليمان لعب دورا مرجحا في ضوء التوجيهات المحددة التي غطى من خلالها قرار بارود، وفي الوقت نفسه، شكل دخول قيادة الجيش اللبناني، وتحديدا العماد جان قهوجي، على الخط، قوة دفع لايجاد المخرج الذي سبقه اتصال بين العماد قهوجي واللواء اشرف ريفي ظلت مضامينه الأساسية ملك الرجلين.
الأخبار :
أما صحيفة الأخبار فعنونت"استهداف اليونيفيل مجدّداً: تفجير آليّة للكتيبة الإيطاليّة".
وقالت"في حادث هو الرابع الذي يستهدف قوات اليونيفيل منذ عام 2007، جُرِح ستة جنود من الكتيبة الإيطالية بانفجار عبوة ناسفة بسيارة عسكرية كانوا يستقلونها على الطريق الساحلية، في منطقة الرميلة، شمالي صيدا، بعد ظهر أمس،وقدرت الأجهزة الأمنية حجم العبوة بنحو 10 كيلوغرامات أو 12 كيلوغراماً من مادة الـTNT. ورجح المحققون أن تكون هذه العبوة موضوعة داخل علبة حديدية في الجزيرة الفاصلة بين مساري الطريق.
وفي موضوع مبنى الإتصالات وفرع المعلومات عنونت الأخبار" الحريري يخسر الطابق الثاني".
وقالت" انتهت قضية الطابق الثاني في مركز الاتصالات بخسارة محور الحريري ــ ريفي، معركة شبكة الخلوي الثالثة، مقابل محور عون ــ نحاس ــ بارود المدعوم من رئيس الجمهورية والأكثرية الجديدة، والمعزّز بصمت مسيحيّي قوى 14 آذار الرافضين ضمناً تصرف ممثّل حليفهم في قوى الأمن".
وأضافت" وفي اليوم الثاني على اشتعالها، انتهت قصة الطابق الثاني بتسلم الجيش طابق معدّات شبكة الخلوي الصينية، وبالتالي إنهاء حال الاستنفار غير المعلن بين عناصر الفرع والجهاز: عناصر فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي داخل مبنى مركز الاتصالات في منطقة العدلية، وعناصر جهاز أمن السفارات والإدارات والمؤسسات العامة في قوى الأمن الداخلي أيضاً، خارج المبنى.
قبل الوصول إلى هذا المخرج، كان نهار أمس يوماً عصيباً أمنياً وسياسياً وقضائياً، بدءاً بالوضع في مبنى العدلية ومحيطه، الذي تحوّل إلى ما يشبه الثكنة العسكرية، لأنّ كلّاً من عناصر الفرع والجهاز بدا كأنه تلقّى أوامر تشي بأزمة طويلة، فتزوّدوا جميعاً بالفرش والمعلبات وكل ما تتطلبه الإقامة الطويلة، وخصوصاً بعدما ارتفع عديد جهاز أمن السفارات في المنطقة، حيث علم أن المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي كان قد أرسل عند اندلاع الأزمة إلى قائد الجهاز بالوكالة العميد محمود إبراهيم، طلباً بسحب العناصر المساندين لحرس المبنى، فردّ إبراهيم بإصدار مذكرة تقضي بعدّ هؤلاء العناصر جزءاً أساسياً من قوة حماية المبنى.
النهار :
بدورها صحيفة النهار عنونت على صفحتها الرئيسية"الجيش يتمركز في أوجيرو باتفاق سليمان والحريري"،و"اليونيفيل بعد الأستونيين السبعة في مرمى الانتقام".
وقالت" ما تعرضت له امس القوة الموقتة للأمم المتحدة في لبنان اليونيفيل وسقوط جرحى في صفوفها في الانفجار الذي استهدف قافلة سيارات عسكرية للكتيبة الايطالية عند المدخل الشمالي لصيدا، أثار قلقا داخليا وخارجيا من أن يكون لبنان عاد ليكون منصة لتصفية حسابات اقليمية، مع العلم أن البلاد لا تزال تعاني وطأة أزمة تأليف حكومة متمادية منذ 25 كانون الثاني الماضي، أضيف اليها انفجار داخل حكومة تصريف الاعمال يتعلق بادارة قطاع الاتصالات.
وقالت مصادر ديبلوماسية لـ"النهار" إن حادث "اليونيفيل" يوحي بأن مسلسل الرسائل الى الاوروبيين والذي بدأ مع خطف السياح الأستونيين السبعة في آذار الماضي الى تصاعد. ولفتت في هذا الاطار الى ان العقوبات الاوروبية التي اعتمدت حديثا في حق الرئيس السوري بشار الاسد تزامنت مع تهديد سوري بأن الاوروبيين "سيندمون" على خطوتهم هذه.
على صعيد آخر، حسم الجدل حول الشبكة الثالثة للاتصالات التي تقع ضمن مسؤولية الادارة العامة لهيئة أوجيرو والتي أراد ان يستعيدها وزير الاتصالات شربل نحاس، واقتضى الحل أن يتمركز الجيش في الطبقة الثانية من مبنى الهيئة بدل عناصر فرع المعلومات التي استمر وجودها في طبقات أخرى من المبنى.
وقالت مصادر عسكرية لـ"النهار" ان اتصالات أجريت بين رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ووزير الدفاع في حكومة تصريف الأعمال ووزير الداخلية بالوكالة الياس المر أوجدت حلاً استمزجت فيه قيادة الجيش، فتم الاتفاق على تسلم الطبقة الثانية في أوجيرو في انتظار المعالجة السياسية في المرحلة اللاحقة.
المستقبل :
أما صحيفة المستقبل فعنونت" شبكة الاتصالات بحماية الجيش.. وقيادة قوى الأمن مرتاحة لتحقق هدف حماية ممتلكات الدولة"و"الإرهاب يضرب اليونيفيل"..
وقالت" قفز الوضع اللبناني أمس فجأة من مكان خطر إلى آخر أكثر خطورة.. من أزمة تسبب بها وزير الاتصالات المستقيل شربل نحاس من خلال محاولته خرق قرار لمجلس الوزراء وإهداء معدّات تملكها الدولة إلى شركة خاصة، إلى اعتداء إرهابي طاول الوحدة الايطالية العاملة في قوّات اليونيفيل في الجنوب، وطرح علامات استفهام كبرى عن طبيعة المرحلة الآتية.
الاعتداء على اليونيفيل، الذي أوقع 9 إصابات، 6 من الوحدة الايطالية وثلاثة مدنيين لبنانيين، جرى في منطقة الأولي عند المدخل الشمالي لمدينة صيدا من خلال عبوة ناسفة استهدفت موكباً عسكرياً، وهو الاعتداء الأول من نوعه منذ نحو ثلاث سنوات.
مصادر أمنية أكدت للصحيفة أن منع وزير الاتصالات تسليم "داتا" المعلومات الى القوى الأمنية الرسمية ساهم ويساهم في انكشاف الوضع الأمني اللبناني، وساعد ويساعد منفّذي الاعتداء الإرهابي على "اليونيفيل" من تنفيذ مخططهم.. كما ساعد ويساعد خاطفي الأستونيين السبعة في "مهمتهم".واستبعدت أوساط ديبلوماسية بارزة أن يؤثر الحادث في مهمة القوات الدولية وعملها ووجودها ومساهمات الدول فيها "لأن سياسات تلك الدول صارت تُبنى على أساس مبدئي أكثر بكثير من السابق".
وفي حين باشرت الجهات المعنية تحقيقاتها لمعرفة الجهة التي تقف وراء الاعتداء والأهداف المتوخاة منه.. كانت المواقف الخاصة بأزمة تطاول وزير الاتصالات على الأملاك العامة وقرارات مجلس الوزراء تزداد حدة، وأبرزها دخول "حزب الله" على الخط ووصفه في بيان له، تصدّي فرع المعلومات لمحاولة الوزير المستقيل، بأنه "تمرّد ميليشيا على السلطة الشرعية" و"اعتداء خطير وغريب" سائلاً عما إذا كان لدينا "أجهزة أمنية رسمية أم دويلات وجزر أمنية تابعة لمسؤولين سياسيين وليس للدولة"!.
اللواء:
صحيفة اللواء بدورها عنونت"رسالة نارية لليونيفيل تهدّد بربط لبنان بغليان المنطقة"
وقالت"ما كادت الاتصالات البعيدة عن الاضواء تسيطر على نار الازمة التي تسبب بها قدوم الوزير شربل نحاس الى الطابق الثاني في مبنى التخابر الدولي الخميس الماضي، حتى انفجرت عبوة ناسفة في مركبة للوحدة الايطالية العاملة ضمن اطار قوات اليونيفل في محلة الرميلة، على بعد امتار قليلة من الاولي، في ما يتخطى الرسالة الامنية النارية للدول التي تتشكل منها اليونيفل، ولا سيما دول الاتحاد الاوروبي المنخرطة في اوسع اشتباك في منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا.
وفيما اعلن الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ان المنظمة الدولية تعمل بشكل وثيق مع السلطات اللبنانية لاجراء تحقيق كامل وسريع في الهجوم التي استهدف الوحدة الايطالية وتقديم الجناة للعدالة، كانت الاتصالات الدبلوماسية والامنية بين الجهات اللبنانية المختصة تركز على تحديد الجهة المستفيدة من هذا الخرق الامني الكبير، عشية الاتصالات الجارية في مجلس الامن لاتخاذ اجراءات ازاء ما يجري في اليمن وليبيا وسورية، امتداداً الى العراق، ودور لبنان في منع الحاق الاذى في اي جهة عربية، ولا سيما سورية.
ويأتي استهداف الوحدة الايطالية، في ظل نقاشات ايطالية داخلية تركز على تخفيض عدد الجنود الايطاليين البالغ عددهم 1500 جندي الى حوالى النصف.
في هذا الخضم اختلط التأزم الامني الدبلوماسي السياسي، إلا ان المشاورات الرئاسية لا سيما بين الرئيسين ميشال سليمان والمكلف نجيب ميقاتي استقرت على تريث حكومي جديد، بعدما كانت بعض النصائح التي تلقاها الرئيس المكلف تدعوه الى احداث صدمة، عبر اصدار مراسيم حكومة يرضى عنها ضميره، وتشكل نقطة جمع لمختلف القوى اللبنانية، وتمهد لمعالجة لكل الملفات الخلافية، بدءاً من حادثة الاتصالات.
البناء:
أما صحيفة البناء فعنونت "اليونيفيل مجدداً في دائرة الاستهداف: تفجير يوقع 8 جرحى بينهم 6 إيطاليين"و"الاتصالات في عهدة الجيش وإنهاء تمرّد المعلومات".
وقالت " بعد أقل من 48 ساعة، انتهت عملية احتلال المعلومات لمبنى الاتصالات في العدلية في ضوء اتصالات مكثفة أجراها رئيس الجمهورية وتركزت مع رئيس مجلس النواب نبيه بري وعدد من المسؤولين المعنيين لتدارك الموقف ووضع الأمور في نصابها وتفادي حصول تطور وتصعيد يتجاوزان كل ما حصل، خصوصاً ان ما أقدم عليه فرع المعلومات ضرب عرض الحائط بالقوانين والدستور ليس على مستوى تجاوز الصلاحيات فحسب، بل على مستوى تخطي كل ما يتعلق بأداء المؤسسات وعملها.
وكانت الاتصالات بدأت منذ الصباح وحتى فترة ما بعد الظهر، وتركزت على أن يتسلّم الجيش اللبناني الطابق الثاني الذي تمركزت فيه بشكل أساسي عناصر من المعلومات، وهو الأمر الطبيعي الذي كان ألمح إليه أيضاً العماد ميشال عون في موقفه قبل ظهر أمس، في إشارته إلى المسائل القانونية قبل اللجوء إلى خطوات تصعيدية، حيث تردد أن تكتل التغيير والإصلاح والتيار الوطني كانا ينويان التحرك باتجاه إقامة اعتصام حاشد حول المبنى ككل.
أما الاتفاق الذي حصل فقد طبق مساءً حيث دخلت وحدة من الجيش المبنى وتمركزت في الطابق الثاني على أن تتولى وحدة من جهاز أمن السفارات الأمن عند مدخل المبنى وهي المهمة الطبيعية لهذه القوى.
وخلال الاتصالات جرى التطرق أيضاً إلى متابعة موضوع ما حصل وعلم أن الرئيس بري أكد أن المسألة واضحة ولا تحتاج إلى تأويل أو تفسير، وهو أن نتابع القضية عبر القضاء العسكري بغية جلائها واتخاذ الموقف المناسب بشأنها، وإن هذا الأمر يحصل تلقائياً وهو بحاجة إلى كتاب بسيط من وزير الداخلية إلى الجهات القضائية المختصة.
وذكرت مصادر أخرى أن القضاء يمكن أن يتحرك فوراً وأن النيابة العامة تستطيع التصرف في ضوء ما بث من صور ومعلومات.
أما بالنسبة الى خلفية إقدام المعلومات على هذه الخطوة بهذه الطريقة فإنها بقيت محور تداول وتكهنات ومعلومات عديدة، أبرزها أن هناك تشغيلاً لآلاف الخطوط من الشبكة الثالثة الموجودة معداتها في المبنى، والتي تحتاج إلى قانون من قبل هذه الوحدة، بطريقة ملتبسة وغير شرعية، وقد تردد أن هذه الشبكة تصل تغطيتها إلى الساحل السوري حتى طرطوس.