الموقف الأميركي ذاك اقترن بدور وزيرة الخارجية آنذاك كونداليزا رايس، وترافق مع حملات إعلامية ودعائية ضخمة لتشويه صورة المقاومة ساهم بعضُ الدول العربية في تسويقها
لم تكتفِ الإدارة الأميركية بتقديم الدعم السياسي والمعنوي للكيان الصهيوني إبّان حربه العدوانية على لبنان في العام 2006 فحسب، إنما سارعت إلى تأمين جسر جوي يمدّ الاسرائيليين بالسلاح الفتاك والقنابل الذكية والفراغية المحرمة دوليّاً، بهدف القضاء على المقاومة وجمهورها، وإلحاق جرائم موصوفة بحق المدنيين وتدمير البنى التحتية في لبنان.
الموقف الأميركي ذاك اقترن بدور وزيرة الخارجية آنذاك كونداليزا رايس، وترافق مع حملات إعلامية ودعائية ضخمة لتشويه صورة المقاومة ساهم بعضُ الدول العربية في تسويقها... فأميركا تقف دائماً في الصف المعادي لقضايا الأمة، بحسب منسق عام تيار "التغيير والتحرير" في الأردن ضرغام هلسة.
وقال هلسة في حديث لإذاعة النور إنه لا يمكن التعاون مع الولايات المتحدة الأميركية كقوى محايدة، مؤكداً أنها هُزمت في العام 2006 ولم تتمكن من تحقيق مشروع الشرق الأوسط الجديد، وأن هذه الهزيمة شكلت جزءاً من الانهيار الأميركي الراهن.
وأضاف هلسة إن تدخل الولايات المتحدة الاميركية الى جانب الكيان الصهيوني جاء بعد الصمود والانتصار التي حققته المقاومة، لافتاً إلى أن أهمية الدور الذي أدّته المقاومة في العام 2006 والذي دفع حلفاء أميركا في المنطقة، ممن ينتمون إلى ما يُسمّى "معسكر الاعتدال، إلى تمكين العدو الصهيوني من ضرب المقاومة عبر توفير الدعم الأمني واللوجستي له، لكنّ المقاومة حققت صموداً رائعاً وانتصاراً فذاً، بينما عجزت أميركا عن تحقيق أي إنجاز لصالح العدو.
اذاً، هو الدور الأميركي الذي لم يكن يوماً إلا إلى جانب الكيان الصهيوني في قضايا الصراع العربي الإسرائيلي على حساب ما عداها من تحالفات عربية واقليمية. دورٌ أثبت انحيازاً مطلقاً وشراكة تامة في جرائم "اسرائيل" وحروبها، وأكد أن حرب تموز عام 2006 ما هي إلا محطة تأتي في إطار الدعم الأميركي المفرط، لما يخدم السياسات العدوانية تجاه لبنان والمنطقة.