ينتظر النظام في البحرين العديد من المفاجآت التي سيفجرها تمرد شعب المملكة، جهات محسوبة على السلطة ستنضم إلى الحراك بعدما أعلنت مؤخراً أكثر من 50 شبكة إعلامية دعمها له.
أحمد اسماعيل
ينتظر النظام في البحرين العديد من المفاجآت التي سيفجرها تمرد شعب المملكة، جهات محسوبة على السلطة ستنضم إلى الحراك بعدما أعلنت مؤخراً أكثر من 50 شبكة إعلامية دعمها له. فيما ينصح القائمون على الحملة سلطات بلادهم الاستجابة الفورية لمطالب الشعب قبل استحقاق 14 آب/ أغسطس. هذا ولم يعلن "تمرد" وسائل الاحتجاج أو موقع الاعتصام حتى الآن، إلا أنه وعد الشعب بـ "معادلة جديدة" حتى "تحقيق المصير"، مواقف عدة تناولها الحديث الخاص للقائمين على حملة "تمرد البحرين" مع موقع قناة المنار.
- "تمرد البحرين" كيف استلهمتم الفكرة.. ولماذا تاريخ 14 أغسطس؟ وهل البحرين اليوم بحاجة لحراك اضافي يعقد المشهد أكثر؟
الفكرة استلهاماً من المبادئ التي اعتمدتها حركة "تمرد" المصرية، بأن الشعب هو مصدر السلطات والشرعية. وكُتب البيان (1) بتاريخ 3 تموز/ يوليو مع نزول حشود الشعب المصري المليونية للتعبير عن إرادتهم.
فكرنا كثيراً، حتى اخترنا للنسخة البحرينية عنوان حملة وليس حركة، وذلك من أجل خلق معادلة جديدة، لأن المعادلة القائمة مريحة للسلطة كونها تعتبر نفسها طرفاً يقابل ويتعامل مع مجموعات مختلفة من الفصائل الشعبية. المعادلة الجديدة تعتمد على طرفين، هما الشعب بتنوعه بمواجهة النظام الديكتاتوري، وهو ما نراه ضرورة وطنية ليس لتعقيد المشهد وإنما لتصحيح مساره وكتابة فصل جديد من نضال شعب البحرين بأكمله.
اخترنا يوم 14 أغسطس، يوم جلاء الإنتداب البريطاني عام 1971م لتأكيد تطلعنا لبحرين عربية مستقلة وديمقراطية، تحترم إرادة مواطنيها.
- هل هناك برنامج محدد ستتبعونه يوم 14 آب/ أغسطس؟
البرنامج محدد لكنه غير معلن ، ولن نكشف عنه أمام النظام البوليسي، سنتركه في قلقه الواضح في مواقفه وتحركاته.. فليبقى القلق طالما ليس هناك استجابة للمطالب. في هذه المرحلة حديثنا سيكون عن المبادئ.
اعتمدنا في دعوتنا الحراك السلمي المفتوح لعمل كل الفصائل والتيارات، وعملنا جاهدين للتواصل مع الجميع وتبيان أهداف وغايات الحملة. وبدأنا في جمع جهود كل المتحمسين والراغبين في العمل، وهم كثر، من التيارات والفصائل والإئتلافات، والجمعيات السياسية والحركات الشعبية. وسيناريوهات ما بعد فترة الحشد جاهزة على طاولة العمل الميداني الوطني في الداخل والخارج.
-عفواً، أنتم تتحدثون اليوم في حملتكم عن حراك سلمي مفتوح وهذا ما هو قائم منذ الحراك المفتوح في 14 شباط/ فبراير 2011، فأين الاضافة؟
هناك اضافات نوعية ، نحن اليوم نستند في تحركنا على رصيد شعبي يضع شرعية النظام القائم على المحك، ويتجاوز تيارات المعارضة التي خاضت حراك 14 فبراير. اليوم نتواصل وبشكل مباشر مع أطراف رئيسية تحاول الخروج من عباءة الموالاة لتحاكي رغبة عند جمهورها في التغيير، وتململاً في شارعها الذي فقد الثقة بسلطة كذبت وفشلت في الوفاء بتعهداتها على مدار أكثر من عامين... البحرين اليوم تفتقد إلى مشاريع التنمية والأوضاع المعيشية فيها إلى تدهور، عدا عن غياب الشراكة السياسية.
النظام البحريني نظام فاسد ومستبد ولذلك فهو عاجز عن المحافظة على ولاء أنصاره، إضافة لكونه لا يستند في وجوده على دعامة شعبية بل على البطش والقمع والاستئثار بالحكم، وهو المشترك التاريخي بين الأنظمة الديكتاتورية التي عفى عليها التاريخ.
لذلك نحن أمام سيناريوهات جديدة في تفاصيلها ومعادلاتها. هذا فضلا عن التحضيرات الجادة للحدث التاريخي القادم.
- هل يمكننا أن نفهم أننا سنرى ضمن مكونات "تمرد البحرين" عناصر كانت محسوبة على التيار الموالي للنظام في وقت سابق؟
نعم ، نحن على تواصل مع هذه الأطراف، كما أن حوارات جادة تجري بيننا نريد لهذه الأطراف أن تعبر عن رأيها ووفق منظورها ومنهجها. وهذا جزء من مبادئنا التي قررنا على أساسها أن نكون حملة شعبية جامعة لا تطرح مشروعاً سياسياً ولا تتحرك كفصيل.
نحن اليوم نشكل المظلة الأوسع التي تضم الطيف السياسي والإجتماعي بتنوعه. وقد عبَّرت أطراف عن هذا الأمر بوضوح ، في بيانات ومقالات كُتب فيها "فلنتمرد معاً"، بل وحملت المطالبُ البعضَ للإعتصام أمام ديوان ملك البحرين حمد بن عيسى ، والتلويح ب 14 أغسطس، استلهاماً من شعارنا الذي خرجت به مسيرات التأييد الشعبي: "تمرد البحرين قادم". كما عبَّر البعض عن سخطه من استغلال النظام المارق تأييده له بالقول إن "زمن الإستغفال انتهى".
ما نقوله إن هذه الأطراف لن تقبل أن تكون أدوات تستخدام عند اللزوم. والمبادئ التي نطالب بها تلزمنا على دعوة هذه الأطراف لتكون شريكة في التغيير لإيماننا أن البحرين لكل أبنائها.
- حسناً بعيداً عن طبيعة التحرك.. ما هي مطالب "تمرد البحرين".. هل مطالب 14 فبراير نفسها ستُرفع في ساحات 14 أغسطس؟
مطالبنا تلخصها عبارة "حق تقرير المصير" إضافة إلى إيجاد آلية لتحقيق الإرادة الشعبية الوطنية. سنتيح المجال أمام كل الفصائل السياسية لتعبر عن رؤاها السياسية تحت مظلة الحملة حتى تحقيق آلية ديمقراطية تكفل استشفاف الإرادة الشعبية وتحقيقها ، لننتقل الى بحرين عربية مستقلة وديمقراطية بدستور جديد يكتبه الشعب. وحتى تلك اللحظة ، فإن المعادلة الجديدة هي الشعب بكل مكوناته وهو صاحب الشرعية والسيادة مقابل نظام مارق مغتصب للسلطات.
- البحرين العربية المستقلة الديمقراطية.. هل هذا ما ستطلقونه من اسم على الدولة بدلاً من مملكة البحرين؟
الأصح أنه وصف للوطن الذي نريد أن ننتمي إليه، وطبيعة النظام الذي يضمن احترام إرادة مواطينه. لم يكن النظام مستقيما في العبور بنا نحو 14 فبراير 2002 ودستوره غير شرعي.
- هذا عما يطرحه "تمرد البحرين" ولكن ما هو حجم التفاعل الشعبي مع ما تطرحون؟ لناحية المؤسسات والتيارات السياسية والمدنية؟
منذ اللحظة الأولى والبيانات والتصريحات التي استلمناها للتكتلات والإمتدادات الشعبية لا تتوقف في التعبير عن تأييدها لفكرة التمرد، قبل أيام قليلة استلمنا بياناً وقعت عليه الشبكات الإعلامية لأكثر من 50 منطقة عبرت عن دعمها وتعهدها بالسعي لإنجاح الحملة. كما اطلعنا على تصريحات من قيادات سياسية بارزة في مختلف الجمعيات السياسية تؤيد حراكنا الملتزم بمبادئ السلمية وحق التعبير عن الرأي، وقرائتنا لإشارات سماحة آية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم في خطاب جمعته الأولى بعد بياننا في 3 يوليو كانت واضحة، وسبق أن أشرنا إليها في تصريحات صحافية أنها تماثل إشاراته ما قبل لحظة 14 فبراير 2011، هذا بالاضافة إلى حواراتنا مع أطراف في تيار الموالاة التقليدية، كقول إن هناك رغبة شعبية عارمة في فصل جديد يكتب التغيير في 14 أغسطس يستند إلى إرادة شعبية تتحدى النظام ولا يلغي مفاعيلها الا استفتاء على شرعيته.
- بعيداً عن التجمعات الموالية التي تتحفظون على ذكرها إلى الآن – ونتفهم ذلك- ولكن مَن مِن التيارات والجمعيات يدعمكم؟
كل المعارضة موحدة في تأييد حراكنا السلمي. ونحترم رؤاهم وندعوهم للتعبير عنها تحت مظلة تمرد البحرين. وسبق أن وجهنا نداءً لكل التجمعات في الداخل والخارج لرفع شعارات التمرد في كل برامجهم، ووصلتنا صور استجابة من مختلف المنتمين للجمعيات والتيارات بالتعبير عن رغبتهم في المشاركة في الاستحقاق القادم، وواجبنا أن نتيح للجميع الإنتماء والمشاركة في مشروع التغيير وفقا للمعادلة الجديدة.
وإلى جانب الجمعيات السياسية المعارضة يجمع إئتلاف شباب 14 فبراير تواقيع من مختلف المناطق البحرينية على وثيقة "عاصفة التمرد" لتأييد الحملة، في برنامج عمل وطني جامع عابر للأيدلوجيات والإنتماءات يحمل روح ثورة الرابع عشر من فبراير المجيدة وقبلها العريضة التاريخية سنة 1994 وقبلها هيئة الإتحاد الوطني 1954.
- "تمرد البحرين" هل يقتصر على بيانات اعلامية أو إعلانات عبر مواقع تواصل اجتماعي؟
حاولت أطراف في النظام ترويج هذه النكته حتى بعد اندماج مجموعة من القوى الشبابية في حسابات مشتركة على شبكة التواصل الإجتماعي باسم tamarrodBH@ . ولكنها تدرك الآن أن مسيرات جمعة انطلاقة التأهب في 20 يوليو/حزيران الماضي خرجت دون أن نعلن أو نحدد مناطق وزمان الخروج، وشملت في تكتيك جديد ضم مسيرات مناطقية وأخرى مركزية تجمع أكثر من منطقة، بمشاركة آباء الشهداء والنشطاء والأهالي، وقد شملت: الديه، والدراز، والمالكية، والمصلى، وجدحفص، وشهركان، وعالي، والبلاد القديم، والمقشع، وسار، والمرخ، ودار كليب، والعاصمة المنامة.
- يعد "تمرد البحرين" الشعب بفرض "معادلة جديدة" في 14 أغسطس/آب المقبل، بعد هذا الكلام ماذا تتوقعون من السلطة؟ وأي نصائح توجهونها الى النظام؟
لمن هم في السلطة نقول: عليكم أن تستيجبوا لمطالب شعبكم قبل 14 أغسطس. ولتدركوا أن أرض حضارات أرادوس وتايلوس ودلمون، المعروفة بأرض الخلود، لم يَخلد عليها الغزاة والأنظمة، مع أنها كانت كلها مسلحة.