أبرز ما جاء في الصحف والمواقع الأجنبية ليوم الإثنين 29-07-2013
أبرز ما جاء في الصحف والمواقع الأجنبية ليوم الإثنين 29-07-2013
نيويورك تايمز: انقسام داخل البيت الأبيض حول الأحداث في مصر
قالت الصحيفة إن رد البيت الأبيض كان صامتا مرة أخرى على ما وصفته بثاني عملية قتل جماعي للمتظاهرين في مصر في غضون ثلاثة أسابيع، في إشارة إلى سقوط عشرات القتلى في اشتباكات أنصار الرئيس المعزول محمد مرسى مع قوات الأمن في شارع النصر فجر السبت الماضي، وأضافت الصحيفة أنه بينما عمل الدبلوماسيون الغربيون من وراء الكواليس لتهدئة التوتر، فإن نواب الكونجرس لم يعربوا عن تأييد كبير لقطع المساعدات عن مصر. حيث دعت ديان فينستين، رئيسة لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ الأمريكي الكونجرس إلى ضرورة دراسة تعليق المساعدات العسكرية السنوية لمصر ردا على مقتل 72 متظاهرا على الأقل، وإصابة المئات يوم السبت الماضي. إلا أن أعضاء آخرين ديمقراطيين وجمهوريين بالكونجرس، ورغم إدانتهم لسقوط قتلى من المتظاهرين، إلا أنهم لم يصلوا إلى حد المطالبة بقطع المساعدات عن مصر. ورفضت المتحدثتان باسم وزارة الخارجية ومجلس الأمن القومي الأمريكي التعليق على الأحداث، فيما دعا بيان لجون كيرى وزير الخارجية يوم السبت إلى استعادة مصر من الحافة. من ناحية أخرى، قالت الصحيفة إن الدبلوماسيين الغربيين حاولوا أمس الأحد، نزع فتيل الأزمة السياسية في مصر مع استمرارا الاشتباكات بين مؤيدي مرسى ومعارضيه. وتحدثت الصحيفة عن وصول كاثرين آشتون وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي إلى مصر في محاولة على ما يبدو للتوسط في المواجهة بين الإخوان المطالبين بعودة مرسى والجيش. وأشارت المتحدثة باسم آشتون على أنها ستلتقي بالرئيس المؤقت عدلي منصور ووزير الدفاع الفريق عبد الفتاح السيسى، لكنها لم تشر إلى ما إذا كانت آشتون لديها مقترح محدد لإنهاء الجمود، فيما قال جهاد الحداد المتحدث باسم الإخوان، إنه لا يعلم بأي مقترح، إلا أن الإخوان منفتحين إزاء كل المبادرات الوطنية.
الصحافة البريطانية: مصر على الحافة
ركزت مقالات الرأي وتقارير الصحف البريطانية على تسارع وتيرة الأحداث في الشارع المصري وعبرت عن مخاوف الانزلاق في هاوية العنف بعد تزايد أعداد ضحايا الاشتباكات التي وقعت بين الشرطة ومؤيدي الرئيس المعزول، واصفة ما حدث من عنف شرطي بأنه مذبحة.
فقد استهلت صحيفة ديلي تلغراف افتتاحيتها بالقول إن مصر مرت باضطرابات هائلة منذ العامين الماضيين حتى يبدو أن الوقت متأخر لحث قيادات البلد على "التراجع عن الحافة" كما وصفها وزير الخارجية الأميركي جون كيري في رسالته أول أمس بعد أن فتحت قوات الشرطة المصرية النار على تظاهرة لجماعة الإخوان المسلمون في القاهرة يوم السبت مما أدى إلى مقتل عشرات المتظاهرين. وقالت الصحيفة إن هناك شعورا واضحا بأن القوى الغربية لم يعد لديها تأثير كبير على الأحداث في مصر أو في أي مكان آخر في المنطقة. وترى الصحيفة أن أمثلة ما حدث في الجزائر عام 1991، عندما انقلب العسكر على نتائج الانتخابات هناك -التي فازت فيها الجبهة الإسلامية للإنقاذ- وظلت الدولة في دوامة حرب أهلية دامت عشر سنوات وراح ضحيتها 100 ألف شخص، تنذر بتكرار الأمر في مصر. وأضافت الصحيفة أن كيري كان محقا عندما قال إن مصر تقف على الحافة، لكنها أردفت بأن قلقه هذا يجب أن يتجاوز مجرد الخطاب المجرد وإذا كان لدى الأميركيين أي خيوط يستطيعون الضغط بها على العسكر في القاهرة فيجب عليهم أن يشدوها بقوة الآن قبل فوات الأوان. وأشارت الصحيفة أيضا إلى ما قاله كيري من أن "الولايات المتحدة تدعو قادة مصر من كل الأطياف السياسية للتحرك الفوري لمساعدة بلادهم للتراجع عن حافة الهاوية". لكن يبدو أن قادة مصر الجدد لهم رأي آخر، فقد نقلت نفس الصحيفة تحذيرهم أمس بأنه لن يكون هناك وساطة مع مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي. ففي مقابلة مع الصحيفة رفض حازم الببلاوي، رئيس الوزراء الجديد، فكرة إمكانية عودة مرسي إلى الحكم وقال لجماعة الإخوان المسلمين إنه "لن يكون هناك عودة للوراء". وأشارت الصحيفة إلى تفويض الرئيس المؤقت عدلي منصور للببلاوي سلطة منح الجيش حق اعتقال المدنيين، وهو ما فسره مؤيدو مرسي بأنه مقدمة لهجوم كبير على معسكرات المعتصمين.
أما صحيفة غارديان فقد جاء تعليق أحد الكتاب فيها ليؤكد ضرورة عودة مصر لمسار التغيير الديمقراطي. وقال إن الانقلاب العسكري والهجمات الدموية التي شنها الجيش والشرطة منذ ذلك الحين ضد أنصار الشرعية الدستورية سيشكل نقطة تحول هام في التاريخ السياسي للشرق الأوسط سيتعدى تأثيره مصر، وهو ما يمثل لحظة حاسمة بين الاستمرار مع الخيار الصعب للتحول نحو الديمقراطية أو اعتماد نهج مركز نشاطه سيكون العنف والفوضى عبر الحدود. وأشار الكاتب إلى أن الربيع العربي أكد أن التغيير السلمي ممكن وعزز رؤية الإسلام السياسي حتى إن تأثير هذا الأمر تجاوز الإخوان المسلمين ليشمل التوجه السلفي في تونس ومصر واليمن وليبيا. لكنه أردف أن الصراع المسلح المستمر في سوريا والصدامات الطائفية في العراق والتوترات الأمنية في لبنان والأزمات الأمنية في السودان والصومال وانتشار الأسلحة في ليبيا ومصر كل ذلك يهيئ فرصة مثالية لإقامة منطقة واسعة من الفوضى والعنف عبر الحدود. ويرى الكاتب أننا نواجه خيارين. الأول هو إمكانية تسليم الأجيال القادمة لصراعات دموية لا يعرف فيها القاتل لماذا قتل، وهذه الفوضى ستؤثر على جميع البلدان في المنطقة وما وراءها لتصل إلى أوروبا وتؤثر في المصالح الأميركية. والخيار الثاني هو استعادة جريئة وحاسمة لعملية التغيير الديمقراطي في مصر وكبح جماح الدولة العميقة ومحاولاتها المتكررة لإعادة الماضي، وهذا يتطلب المشاركة السياسية الكاملة لكل القوى المختلفة وينبغي على جميع المعنيين حقا أن يؤيدوا الخيار الثاني قبل فوات الأوان.
ومن جانبها قالت صحيفة إندبندنت في تعليقها أيضا إن العنف في مصر كان مذبحة وليس تحولا بعد الثورة. وقال الكاتب إن مصر يديرها الآن جنرال شديد البأس يبدو أنه لا يهتم كثيرا بما يعتقده الغرب ويدرك أن علاقات مصر بإسرائيل أهم بكثير من أي انقلاب وأن المحافظة على معاهدة السلام المصرية مع إسرائيل أهم بكثير من أي زعم بالديمقراطية في القاهرة. وتساءل الكاتب ماذا حدث لمصر؟ فالقتلى يُسمون "إرهابيين" وهذه الكلمة هي التي يستخدمها الإسرائيليون مع أعدائهم، ويستخدمها الأميركيون أيضا. وقال الكاتب إن الصحافة المصرية تتحدث عن "اشتباكات"، كما لو كان الإخوان المسلمون هم الذين يقاتلون الشرطة. وقال الكاتب إن كثيرا من المصريين اليوم، حتى المناوئين لمرسي، لم يصدقوا ما حدث من تقتيل ولم يصدقوا أن الإخوان كانوا يحملون أسلحة، لكن الحقيقة، كما يقول الكاتب، هي أن الشرطة قتلت أناسا عزلا ولم يمت شرطي واحد. وأضاف أنها كانت مذبحة وقتلا جماعيا وليس لها وصف غير تلك الكلمة. وعلق الكاتب على كلمة وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم وهو يتوعد بإنهاء اعتصام ميدان رابعة العدوية وأنه يأمل أن "يعودوا لوعيهم وينضموا للعملية السياسية"، وتساءل الكاتب ألم يكن هذا هو ما فعلوه عندما فازوا بالانتخابات؟ وتساءل الكاتب مرة أخرى ما هي "العملية السياسية"؟ فإذا استطعت أن تشارك في انتخابات وتفوز ثم تُقصى بواسطة جنرال فماذا تبقى لمستقبل السياسة في مصر؟
المونيتور: حزب الله العسكري والسياسي
ترقّى الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله في داخل الحزب، من خلال تدرّجه في داخل الجسم العسكري ذاته الذي يضعه الاتحاد الأوروبي اليوم على لائحة الإرهاب. وتسلّط هذه الواقعة المزيد من الضوء على الأسباب الإضافيّة التي تجعل نصر الله لا يستسيغ منطق الاتحاد الأوروبي القائل بأن الحزب مركّب من جناحَين عسكري وسياسي .في الأساس، إن السياقات التي شهدها بناء الحزب منذ تأسيسه في بدايات ثمانينيات القرن الماضي وحتى الآن، تؤشّر إلى استحالة إيجاد علامات فارقة في داخله بين ما هو عسكري وأمني وسياسي. فالجيل الأوّل المؤسّس لحزب الله والثاني الراهن الباني لعضده، هما ينتميان إلى بيئة عملت في ثلاث مهمّات بشكل متداخل: الأمن والسياسة والعسكر. ولا يمكن بموجب بنية تفكير أفراد هذَين الجيليَن اللذَين يمسكان الآن بكلّ مفاصل قيادة الحزب، الفصل ما بين من هو مسؤول سياسي أو أمني أو عسكري. ويبدو أن قرار الاتحاد الأوروبي غابت عنه فكرة أساسيّة، وهي أن العسكر في حزب الله هو من يقول للسياسيّين فيه اتبعوني وليس العكس. وواقع الحال أنه يوجد في داخل الحزب تراث عسكري وأمني ضخم ، يلقى احتراماً كبيراً لدى قواعده المباشرة أو المحيطة به، ويرقى أحياناً إلى درجة التقديس. إن مسؤولاً كعماد مغنيّة الذي اغتيل قبل سنوات، لم يكن فقط قيادياً عسكرياً فذاً وحسب داخل تركيبة الحزب، بل كان مشاركاً في رسم رؤيته السياسيّة أيضاً. وكذا الحال بالنسبة إلى قيادات أمنيّة وعسكريّة تتوزّع اليوم بعد موته، مسؤوليّة الملفات التي كانت تتجمّع من ضمن صلاحياته. كلّ ما تقدّم يؤكّد استحالة الفصل عملياً بين من هو سياسي ومن هو عسكري في حزب الله. فالمجلس الجهادي الذي يُعتبر أعلى سلطة سياسيّة وتنفيذيّة وعسكريّة وتخطيطيّة فيه، يتشكّل من قياديّين جمعوا بين أيديهم القرار العسكري والمالي والسياسي والأمني والشرعي الديني في آن معاً. حتى الأمين العام السابق لحزب الله السيّد عباس الموسوي، فإنه إلى جانب منصبه السياسي كمسؤول أوّل، كان يشارك مجاهدي الحزب العمل العسكري في القواعد الأماميّة. وكان كما نصر الله مقاتلاً وقائداً وسياسياً، يشرف على دقائق تفاصيل المهمّات الأمنيّة. وإذا ما تواجد أشخاص في حزب الله خارج إطار مهمتَي العسكر والأمن، فإن حال هؤلاء يشبه إلى حدّ بعيد حال العاطلين عن العمل في داخل إطاره. وأساس الفكرة هنا هو أن فلسفة العمل التنظيمي في داخل حزب الله، تقوم على الإرث العسكري والأمني. فمهمّة التخطيط لبلوغ مرتبة الاقتدار الميداني، تمثّل من وجهة نظر الحزب مضمون برنامجه السياسي والرؤية الاستراتيجيّة الثاقبة.
ولا يعني ما تقدّم أنه لا يوجد في الحزب بنية سياسيّة، فثمّة مكتب سياسي ومكتب خاص بنوابه في البرلمان. ولكن جميع هؤلاء يمرّون بشكل أو بآخر ضمن أطره الأمنيّة والعسكريّة، أو هم أساساً وصلوا إلى مواقعهم السياسيّة من قواعد عسكريّة وأمنيّة داخل الحزب. حتى إعلام حزب الله، فهو إلى حدّ بعيد يتمتّع ببنية إعلام حربي، وغالباً ما يتولّى مسؤوليّة أهم أجهزته شخصيات على صلة وثيقة بالعمل الأمني. ففي داخل الحزب، ثمّة قناعة لا تخلو من المنطق تفيد بأنه مستهدف بالاختراق الأمني على نحو دائم، من قبل الاستخبارات المعادية له. لذلك، لا مجال لإبداء أي نوع من الاسترخاء الأمني في جميع مواقعه. أضف إلى ذلك أن الحزب على الرغم من تحوّله إلى إطار يملك قوّة عسكريّة منظّمة، إلا أن مناخه العام ما زال يعيش مواصفات التنظيم الذي يمارس نظريّة حرب العصابات. وهو ما يجعل كلّ جسمه ذي بنية عسكريّة وأمنيّة ومقاتلة بدرجات نسبيّة. يحافظ نصر الله في العادة في خلال خطبه على رصانة في الشكل ومضامين التعابير التي يتفوّه بها. لكنه في خطابه الذي ألقاه في 24 تموز الجاري بمناسبة حفل الإفطار الذي أقامته اللجنة النسائيّة في هيئة دعم المقاومة والذي خصّصه للتعليق على قرار الاتحاد الأوروبي، تقصّد الخروج عن طقس رزانته الصارمة ليمازح جمهوره قائلاً: "سأقترح توزير أعضاء من الجناح العسكري للحزب في الحكومة العتيدة". وهذه الطرفة كما وصّفها نصر الله بذاته، كانت تريد الإيحاء الجازم بأن الحزب لا يقبل أن يصنّف نفسه على أنه جناحان، وبأن العسكر فيه ليسوا جنوداً كلاسيكيّين يؤدّون تحيّة الصباح للعلم ولمسؤولهم السياسي، بل هم كلّ الحزب وأصل بنيته التنظيميّة ومشروعه السياسي الذي هو في الأساس يرتكز على الفكرة الجهاديّة. وعلى افتراض جدلي أن الحزب أراد السير في الفكرة الدوليّة القائلة بتصنيفه إلى جناحَين سياسي وعسكري، فإن العسكر الممسكين بمفاصله الأساسيّة لن يسمحوا لأية قيادة في حزب الله أن تمارس هذا التقسيم في داخله. والفكرة الأساسيّة هنا، هي أن جماعة العسكر والأمن لن تتساهل مع أية قيادة في الحزب تقول لهم: عليكم أن تدفعوا الثمن، فيما نحن السياسيّون ننأى بأنفسنا عن حمايتكم أو نقبل بالمنطق الذي يقول نحن شيء وأنتم شيء آخر تحت قوس المحاسبة الدوليّة المنصوب لمساءلة حزب الله.
إن الفكرة الأبرز التي يسعى نصر الله الآن إلى الحفاظ عليها داخل الحزب، هي إظهار تكافل كلّ شرائحه، والإظهار أن من يسمّيهم المجتمع الدولي الجناح السياسي في الحزب، يرفضون فكرة التخلّي عن رفاق السلاح أو مقايضتهم بضمانة ألا تشملهم تهمة الإرهاب أمام العدالة الدوليّة. وقد عكس نصر الله رغبته هذه في خطابه الأخير، عن طريق قوله بشكل واضح للاتحاد الاوروبي ما معناه: حوّلوا حبر قراركم إلى ماء واشربوه!
المونيتور: علاقات أوروبا مع حزب الله.. إلى أين؟
حقّق الأميركيّون والإسرائيليّون من خلال نجاحهم في جعل الاتحاد الأوروبي يقوم أخيراً بإدراج الجناح العسكري لحزب الله على لائحة الإرهاب، نصف مفاجأة للأخير. والمفاجأة الكاملة كان من الممكن أن تتحقّق في حال قرّر الاتحاد الأوروبي اعتبار حزب الله بجناحَيه العسكري والسياسي إرهابياً. وداخل الحزب، ثمّة تقدير واثق من معطياته يفيد بأن قرار الاتحاد الأوروبي يعبّر في أحسن أحواله عن تسوية بين رغبة أميركا الجامحة لإدراج الحزب على لائحة الإرهاب، وبين رغبة الأوروبيّين للتقليل من ثقل الضغوط الأميركيّة عليهم في هذه القضيّة. ويرى الحزب بحسب مصدر فيه تحفّظ عن ذكر اسمه، أن القرار ليس له ترجمة عمليّة على أرض الواقع، فجناح الحزب العسكري موجود تحت الأرض وفي الوديان والخنادق وأيضاً بين صفوف الناس العاديّين. فكيف يمكن للعقوبات الأوروبيّة أن تصل إلى هؤلاء القوم، أو حتى أن تحدّدهم. يدرك حزب الله بحسب أجواء كواليسه، أن قرار الاتحاد الأوروبي تمّ صياغته تحت تأثير كبير للضغوطات الأميركيّة. وعليه، يبدو هذا القرار جزءاً من الأجندة الأميركيّة الراهنة لحشد أكبر تحالفَين سياسيّين، الأوّل دولي وإقليمي والثاني في داخل لبنان، ضدّ حزب الله لمعاقبته على قرار المشاركة في القتال الدائر في داخل سوريا. ولكن بحسب هذه الأجواء أيضاً، فإن هذا القرار لا يضرّ فقط بحزب الله بل أيضاً بدور أوروبا في المنطقة. فالقارة الشقراء تملك اليوم ورقة دور يتيم في المشرق العربي، وهو إسهامها النوعي في القرار ١٧٠١ الذي أقرّته الأمم المتحدة إثر حرب تموز/يوليو في العام 2006، والذي بموجبه نشرت قوّة اليونيفيل في المنطقة اللبنانيّة المحاذية للحدود الإسرائيليّة لمراقبة تطبيقاته. وهذه القوّة جوهرها أوروبي، ما يجعلها تعبّر عن دور أوروبي هام. وثمّة آراء تقول إن قوّة اليونيفيل الأوروبيّة في جنوب لبنان، في حال نجاحها في مهمتها، ستصبح نموذجاً قابلاً لمحاكاته بالنسبة إلى الحلول النهائيّة المستقبليّة لصراعات الحدود في كلّ المنطقة. ويعرف الأوروبيّون أن أهم شروط نجاح مهمّة قوّة اليونيفيل الأوروبيّة في جنوب لبنان هو استمرار عمليّة الوئام القائمة حالياً بين عناصرها وبين البيئة الشعبيّة التي تعمل بين ظهرانيها والمتشكّلة من القاعدة الاجتماعيّة لحزب الله .
وليس وارداً من وجهة نظر مصادر في حزب الله بحسب ما علم "المونيتور"، أن يقوم بالردّ على القرار الاأوروبي من خلال تهديد عمل اليونيفيل في جنوب لبنان، لأن الحزب يتعامل مع هذه القوّة انطلاقاً من التزامه بالقرار ١٧٠١ الذي يشرّعن وجودها، وهو أمر لن يتغيّر بفعل قرار الاتحاد الأوروبي الأخير. غير أن القرار قد يؤدّي إلى انعكاسات تلقائيّة من قبيل حدوث فتور في حميميّة نظرة مواطني منطقة عمل القرار ١٧٠١ إلى قوات اليونيفيل الأوروبيّين، نظرا لأن دولهم أخذت قراراً تعتبره القاعدة الشعبيّة لحزب الله بأنه ظالم . وبحسب متابعين لملف العلاقة بين حزب الله وأوروبا، فإن مستوى تضرّر علاقاتهما قد لا يقود بشكل مباشر إلى الإساءة إلى وجود اليونيفيل في جنوب لبنان، لكن حزب الله يستطيع أن يجعل وجودهم أقل طمأنينة من خلال وقف حوار قائم منذ سنوات بينه وبين سفارات دول أوروبيّة في بيروت. فمن المعروف لدى مواكبين للعلاقة بين باريس وحزب الله، أن قياديّين من الأخير درجوا على عقد لقاءات مع مسؤولين في السفارة الفرنسيّة لتبادل المعلومات الخاصة بأمن اليونفيل ضدّ الارهاب. وفي غير مرّة كان حزب الله يوقف هذه اللقاءات رداً على مواقف سياسيّة لباريس. وهو أمر يثير قلق الأجهزة الأمنيّة الفرنسيّة التي يهمّها استمرار هذه الحوارات، لأنها تؤمّن لها قناة مهمّة تضمن من خلالها الحصول على معلومات عما إذا كانت ثمّة استهدافات أمنيّة ضدّ قواتها المنتشرة ضمن اليونفيل. كذلك، لألمانيا علاقات مع الحزب، وقد برز ذلك في غير مرّة من خلال قيامها بدور الوساطة بينه وبين إسرائيل من أجل إنجاز صفقات تبادل أسرى لدى الطرفين. مما لا شك فيه أن كلّ هذه العلاقات ذات الإفادة الأمنيّة لدول في أوروبا، ستتشوّش بعد قرار الاتحاد الأوروبي الأخير. ولكن الأهم هو أن أوروبا التي تحتاج إلى البقاء مقبولة لدى المواطنين اللبنانيّين المؤيدين لحزب الله والذين تعمل اليونيفيل بين ظهرانيهم، قد تخسر تلك المقبوليّة، ما يجعل جنودها يعملون على أرض تكرههم.
عناوين الصحف
واشنطن بوست
• محادثات السلام تبدأ بعد موافقة إسرائيل على إطلاق سراح 104 سجينا فلسطينيا.
سي بي اس الأميركية
• إسرائيل توافق على الإفراج عن 104 سجينا فلسطينيا.
نيويورك تايمز الأميركية
• دور مألوف لجماعة الإخوان المسلمين: المعارضة.
• زعيم المعارضة السورية يقول انه سيجتمع مع ممثلي الأسد.
• البيت الأبيض صامت ردا على القتل الجماعي الجديد للمتظاهرين المصريين.
وول ستريت جورنال
• الحملة المصرية تثير مخاوف الولايات المتحدة.
الديلي تلغراف
• محادثات سلام الشرق الأوسط تستأنف في الولايات المتحدة.
• أمريكا تحث مصر على "اتخاذ خطوة إلى الوراء بعيدا عن حافة الهاوية '.
• الشيعة يخسرون أكثر من نصف مقاعدهم في الانتخابات الكويتية.
الغارديان البريطانية
• الحكومة الإسرائيلية منقسمة بشان الإفراج عن السجناء الفلسطينيين.
الموضوعات المدرجة ضمن هذه الصفحة تعرض للقارئ أبرز ما جاء في الصحف والمواقع الأجنبية, وموقع المنار لا يتبنى مضمونها