25-11-2024 05:52 PM بتوقيت القدس المحتلة

تراكم الملح في جسم الإنسان: فوائد وأضرار

تراكم الملح في جسم الإنسان: فوائد وأضرار

يتابع الباحثون دراسة سلوك جزيئات الملح في جسم الإنسان من خلال نتائج تجربة رائد الفضاء والفيزيائي الألماني راينهولد ايفالد

تراكم الملح في جسم الإنسان: فوائد وأضرارالملح عنصر مهم في تركيب العظام وفي بناء الجهاز المناعي لجسم الإنسان، لكنه يؤدي أيضاً إلى أمراض ارتفاع الدم والقلب. وفي هذا الصدد، يتابع الباحثون دراسة سلوك جزيئات الملح في جسم الإنسان من خلال نتائج تجربة رائد الفضاء والفيزيائي الألماني راينهولد ايفالد الذي بقي في الفضاء ثلاثة أسابيع في العام 1997، وذلك ليس فقط لإجراء تجاربه العلمية، بل لإجراء تجربة على نفسه أيضاً.


يقول ايفالد «حاولت خلال الفترة التي قضيتها في الفضاء، السيطرة على الغذاء والشراب وتسجيل كل ما أتناوله بدقة». كان الهدف من التجربة دراسة عملية الأيض الغذائي، أي ما يُعرف بالـmetabolism، في حالة انعدام الجاذبية. ويشرح قائلاً إنه «بعد عودتي إلى الأرض، ثبت لدينا أن توازن الملح في الجسم مختلف في الفضاء عما هو عليه على سطح الأرض».


تمت دراسة إفرازات جسم رائد الفضاء خلال الرحلة. وتوصل الباحثون إلى نتائج مفاجئة، إذ تبين أن جسمه قام بتخزين كمية كبيرة من الملح بمقدار ستة ليترات من السوائل داخل جسم الإنسان العادي على الأرض، لكن وزنه لم يزدد بمقدار ستة كيلوغرامات.
كان الأطباء يعتقدون أن الملح يذوب تماماً في سوائل جسم الإنسان. «كنا نقرأ في كتب الطب أن الملح والماء يجريان معاً»، كما يوضح روبرت غيريرتز من مركز الفضاء والطيران الألماني. فالملح الزائد في الجسم يجب التخلص منه عن طريق التبول، لكن بعد التجربة تبين أن جسم الإنسان لا يتصرف بهذه الطريقة.


ولفهم طبيعة جسم الإنسان قام الباحثون بعزل بعض طلبة الرياضة المتطوعين، وزوّدوهم بنسبة أكبر من الملح في الطعام والشراب عما هو طبيعي. واكتشف العلماء أن الملح لا يذوب في سوائل الجسم ويؤثر على ضغط الدم فقط، بل وأن نسبة كبيرة منه تذهب في بناء العظام ونظام المناعة في جسم الإنسان. أثار هذا الاكتشاف اهتمام ينز تيتزه، الذي كان آنذاك طالباً في الكلية الطبية وأصبح في ما بعد البروفسور تيتزه مدير مركز بحوث الطب في «جامعة ايرلانغن» الألمانية.


حاول تيتزه فهم ميكانيكية عمل جزيئات الملح في جسم الإنسان واكتشف أن هناك جسيمات تسمى بالبالعات، ما يسمّى بـMacrophagen، وهي جزيئات دم بيضاء تحبذ العمل مع جزيئات الملح. تقوم هذه الجزيئات بفحص نسبة الملح تحت الجلد، وحينما تكتشف أن النسبة عاليه تقوم عن طريق الجهاز اللمفاوي بفرز الملح إلى الخارج عن طريق الجلد.


«لكن ليس كل جسيمات الدم البيضاء تتعامل مع الملح بهذه الطريقة. فهناك جسيمات الخلايا اللمفاوية التي تهاجم وتقضي على خلايا الجسم التي تحتوي على نسبة عالية من الأملاح، ما يعني كارثة بالنسبة لجسم الإنسان»، بحسب البروفسور تيتزه.
وبهذا فإن من يتناول كمية كبيرة من الملح فإنه لا يتعرض لارتفاع ضغط الدم فقط، بل إلى مخاطر الدفاع الأوتوماتيكي من الجسيمات البيضاء مثلما يحدث في مرض التصلب المتعدد بالأوعية الدموية.


لكن العلماء ما زالوا يجرون البحوث حول طبيعة عمل جزيئات الملح في جسم الإنسان. وهناك أسئلة مازالت تحتاج إلى إجابات، مثل لماذا تخزن أجساد كبار السن نسبة كبيرة من الملح تحت الجلد، برغم تناولهم كمية طبيعية من الملح؟(عن «دويتشه فيلله»)