تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم السبت 03-08-2013 عدة مواضيع كان ابرزها خطاب الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في احتفال يوم القدس العالمي في مجمع سيد الشهداء (ع) في الضاحية الجنوب
تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم السبت 03-08-2013 عدة مواضيع كان ابرزها خطاب الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في احتفال يوم القدس العالمي في مجمع سيد الشهداء (ع) في الضاحية الجنوبية.
السفير
نصرالله: لن يحيد الشيعة عن درب فلسطين
الحريري يجدّد «الحرب» على «حزب الله» .. من جدة
وكتب صحيفة السفير تقول "من استمع، أمس، على التوالي، الى خطابي السيد حسن نصرالله والرئيس سعد الحريري، أمكن له أن يستكشف حجم التباعد بين الرجلين وحجم الاشتباك الدولي والإقليمي المحتدم على أرض سوريا، حيث اختار «حزب الله» و«المستقبل» أن يشاركا فيها، كل بطريقته، لكن من موقعين متناقضين، لبنانياً وإقليمياً.
واللافت للانتباه أن «حزب الله»، الذي رفض التنازل عن سلاحه، قبل أزمة سوريا وبعدها، وبرغم اعتراض فئات لبنانية وعربية وإسلامية، وبعضها تؤيده، على مشاركته في القتال على أرض سوريا، لم يحد عن بوصلة فلسطين، وظل يعتبرها قبلة لا يجد أفضل منها، عنواناً لتعبئة جمهوره، ولعقد شراكة مع كل من يجتمع معه على طريق القدس.
أما زعيم «المستقبل»، فلم يجد أفضل من سلاح «حزب الله» وسيلة لتعبئة جمهوره وتحريضه على مدى ساعة، لدرجة أنه استخدم تعبير «السلاح» حوالي 45 مرة، من دون أن يخاطب هواجس جمهوره الحقيقية ويحدد مسؤولية تياره تجاه قضايا عدة تتصل بصلب عمل الدولة وعلاقتها بالناس، ومنهم جمهور سعد الحريري.
وإذا كان جمهور المقاومة يتطلع الى دور أكبر لـ«حزب الله» في مقاربة قضايا الداخل اللبناني، وخاصة المعيشية والاجتماعية، فإن ما يشفع للحزب أنه على مدى مسيرته في مقاومة الاحتلال استطاع أن ينجز من التحرير الى «حرب تموز» وصولا الى توازن الرعب الذي يجعل الإسرائيلي يحسب ألف حساب للبنان.
وكان لافتاً للانتباه أن جمهور إفطارات «المستقبل»، تعامل مع خطاب رمضان ببرودة، وصولا الى خاتمة رفع سعد الحريري التحية لجمهوره الذي بدا عبر الشاشات يغادر مهرولا من دون الوقوف أقله لرد تحية زعيمه.
هنا، ربما يتحمل السيد نصرالله بعض المسؤولية عندما قرر أن يقتحم التحديات الأمنية، فخاطب جمهوره مباشرة، على مدى أكثر من نصف ساعة، في إطلالة هي السادسة لكنها الأطول منذ «يوم النصر» في أيلول 2006.
جاء خطاب زعيم «المستقبل» من ألفه الى يائه ضد «حزب الله».. قبل أن «يبادر» بإبداء استعداده وموافقته على الجلوس الى طاولة الحوار مع السيد نصرالله، لكن بعد تشكيل حكومة تمنى على «حزب الله» أن يضحي مثله بالتزام قرار عدم المشاركة فيها، ولو أن رئيسها تمام سلام الآتي من رحاب «14 آذار» وبتزكية من الأمير بندر بن سلطان، وها هو لسان حال مقربين من الرئيس المكلف يدلل على تشكيلة «وجوه وسطية» باتت جاهزة وسيطلع رئيس الجمهورية عليها قريباً.
في الشكل أيضاً، لاقى خطاب الحريري خطاب رئيس الجمهورية ميشال سليمان في عيد الجيش، غير أنه التقى مع خطاب «حزب الله» في التأكيد على حماية الجيش، ولو أن بعض التعبيرات الحريرية جاءت في خانة مخاطبة جمهور فاض بالتعبئة طيلة سنتين ضد الجيش، فقرر سعد الحريري أن يسامح الجيش حتى ولو أخطأ...
كرر زعيم «المستقبل» أنه كان وما يزال يراهن على دولة تكرر ذكرها حوالي 25 مرة من دون أن يحدد طبيعة أدوارها في شتى المجالات، وخاصة الاجتماعية، مكتفياً، في هذا السياق بالذات، بتحميل «حكومة حزب الله» أوزار الحرب الأهلية ومرحلة الإعمار الحريرية وكل تداعيات الأزمة الوطنية المفتوحة على مصراعيها منذ ثماني سنوات حتى الآن.
لقد عدد سعد الحريري العناوين التي جعلته «يكفر» بالسلاح، ولو أنه لم يفترض أن «حزب الله» يمتلك أضعاف عناوينه التي جعلته يفقد الثقة بشريكه في الوطن من «التحالف الرباعي» الى تطيير «السين سين».. وما بينهما من وقائع لعل أصعبها وأفدحها «حرب تموز» التي قرر زعيم «المستقبل» أن يتجاهلها، أمس، نهائياً، ولو من زاوية توجيه التحية لشهداء تلك الحرب والناس الذين صمدوا في أرضهم طيلة ثلاثة وثلاثين يوماً.
نصرالله: القدس أولاً
وإذا كانت مشاركة نصرالله الشخصية المباشرة، في «يوم القدس العالمي»، في مجمع «سيد الشهداء» في الضاحية الجنوبية، قد خطفت اهتمام العدو الإسرائيلي الذي اعتبرها «خطوة استثنائية ونادرة»، فإنها عكست اهمية معركة يعتبرها «حزب الله» وجودية وتمثل خطراً على جميع دول المنطقة.
وأكد نصر الله، في خطابه المتزامن هذه السنة مع استئناف المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية في واشنطن، على أن احداً في العالم لا يملك أي تفويض في أن يتخلى أو أن يتنازل عن حبة رمل واحدة من تراب فلسطين أوعن قطرة من مياهها.
وشدد نصر الله على أولوية المواجهة مع المشروع الإسرائيلي، معتبراً أن الأمة لو عملت بهذه الأولوية لما وصلت إلى ما وصلت إليه اليوم، مبدياً أسفه لأن هناك بين العرب حكومات ودولا وخلفهم اميركا، وبدل التوجه لتحرير فلسطين قاموا بالتحشيد في السابق ضد العدو الشيوعي قبل أن تتحول مواجهة المد الإيراني والشيعي الى أولوية عندهم، بحيث لم تعد إسرائيل عدواً او خطراً بالنسبة اليهم.
وانتقد نصرالله حملات «التحريض المذهبي» ضد الشيعة، معتبراً أن الهدف منها أن ينسى الشيعة فلسطين. وقال: «نقول لكل عدو وكل صديق، نحن شيعة علي بن أبي طالب في العالم لن نتخلى عن فلسطين ولا عن شعب فلسطين ولا عن مقدسات الأمة في فلسطين، قولوا رافضة، إرهابيين، مجرمين، قولوا ما شئتم واقتلونا عند كلّ حجر وفي كلّ جبهة وعلى باب كلّ حسينية ومسجد، نحن شيعة علي بن أبي طالب لن نترك فلسطين. نحن حزب الله، سنتحمّل مسؤولياتنا بمقدار ما علينا من مسؤوليات، نحن الحزب الإسلامي الشيعي الإثني عشري، لن نتخلى عن فلسطين وعن القدس وشعب فلسطين ومقدسات الأمة».
وانتقد نصرالله الدول التي تدعم «الجماعات والتيارات التكفيرية» في المنطقة والعالم الاسلامي، معتبراً انها تقدم «خدمة» لاسرائيل وأميركا. وقال إن كل من يرعى الجماعات والتيارات التكفيرية على امتداد العالم الاسلامي، ويدفع بها الى ساحات القتال والقتل في اكثر من بلد هو الذي يتحمل بالدرجة الاولى مسؤولية كل المصائب والدمار الحاصل والذي يقدم اكبر وأعظم الخدمات لاسرائيل وأميركا في المنطقة».
ودعا نصرالله الى بذل الجهود المضنية في كل بلد لحل مسائله بالحوار السياسي الداخلي ووقف نزف الدم، من سوريا الى تونس الى ليبيا الى مصر الى البحرين الى العراق الى باكستان وأفغانستان والصومال، وخص بالتحية في «يوم القدس» إيران وسوريا والجيش اللبناني.
الحريري: لا للسلاح
وفي المقابل، قدم النائب سعد الحريري عبر الشاشة ومن مقر إقامته في مدينة جدة السعودية، ما يشبه «المضبطة الاتهامية» ضد «حزب الله» منذ العام 2005، وحتى اليوم.
وإذا كان الحريري قد حرص أن يظهر تكاملا مع موقف رئيس الجمهورية من سلاح المقاومة، وتناغماً واضحاً مع الهجوم الخليجي على الحزب، فقد وصف دعوة السيد نصرالله الى الحوار حول الاستراتيجية الدفاعية، بأنها «مجرد كلام للاستهلاك المحلي»، معتبراً أن المنطق بشأن الاستراتيجية الدفاعية القائم على حاجة لبنان إلى سلاح المقاومة في مواجهة المخاطر الاسرائيلية، باعتباره سلاحاً يحقق توازن الرعب مع العدو، «هو منطق فقد صلاحيته».
ورأى «أن لا مخرج للبنان من نفق التوتر والاحتقان الطائفي، إلا بغلبة الدولة على فوضى السلاح وإلا بحصرية استخدام السلاح بيد الدولة»، معلناً «أننا سنكون مع كل القوى الحليفة، في طليعة الساعين إلى اتفاق تاريخي، يعيد الاعتبار للدولة ويؤكد حصريتها في قرار امتلاك واستخدام السلاح».
وحول الوضع الحكومي، قال الحريري إن من يرد أن يساعد على تشكيل الحكومة فعليه أن يتعاون مع الرئيس تمام سلام. اضاف: غداً في أي حكومة، هناك طرف سيطالب بصيغة «جيش وشعب ومقاومة» ونحن سنقول إن هذا «مستحيل»، لأن المقاومة ذهبت إلى سوريا، وتركت الجيش والشعب في لبنان! وهناك طرف سيقول: «غطّوا غرقي في سوريا»، وغرقي في دم الشعب السوري ونحن سنقول: «مستحيل».
وقال: «خصومنا يتهموننا بأننا أصحاب شهوة السلطة، حسناً، نحن مستعدّون أن نضحي، وأن لا نشارك في الحكومة. ضَحّوا أنتم، مرة واحدة، وقولوا إنكم على استعداد لعدم المشاركة في الحكومة، ودعوا الحكومة تُشكّل وتفضَّلوا إلى طاولة الحوار، نحن لا نرفض المشاركة في حكومة فيها حزب الله، نحن نعرض على حزب الله أن نضحي وإياه من أجل اللبنانيين ولقمة عيشهم ومن أجل الكهرباء والاتصالات وفرص العمل وتأمين الطعام والأمن، نضحي وإياكم ولا نشارك في الحكومة»."
النهار
الحريري بعد إطلالة شخصية مفاجئة لنصرالله: ماذا سيفعل الحزب إذا سقط النظام وطار بشار؟
وكتبت صحيفة النهار تقول "اتخذ الجمعة الاخير من شهر رمضان أمس بعداً سياسياً لبنانياً تجاوز كل الأطر العادية من خلال يوم منبري وجماهيري بامتياز توّجته اطلالة الرئيس سعد الحريري مساء على ألوف من مناصري "تيار المستقبل" في مجموعة افطارات بالمحافظات اللبنانية، بعد أقل من ساعتين من مشاركة شخصية مباشرة للامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله في الاحتفال بـ"يوم القدس العالمي" في مجمع سيد الشهداء بالضاحية الجنوبية.
ولعل ما اكسب هذا اليوم أهميته، انه جاء غداة توهج سياسي أثاره المضمون القوي لمواقف رئيس الجمهورية ميشال سليمان في عيد الجيش ومن ثم التنديد الواسع بإطلاق صواريخ على محيط القصر الجمهوري والمربع العسكري في اليرزة. وبينما استرعى الانتباه ابتعاد السيد نصرالله في كلمته عن الشؤون الداخلية ما خلا تأكيد دعمه للجيش، فان الانظار تركزت على المواقف التي اطلقها الرئيس الحريري والتي تميزت بمزيج من التشدد حيال "حزب الله" والانفتاح على الحوار وقطع الطريق في الوقت عينه على أي محاولة التفاف على مهمة الرئيس المكلف تمام سلام.
الحريري
وبدت كلمة الحريري بمثابة اعادة صياغة شاملة لموقف "المستقبل" من مجمل التطورات الراهنة بما فيها إبراز دور التيار في مواجهة كل ظواهر التطرف، إلا أن هذا البعد لم يحجب الهجوم الحاد الذي شنه الحريري على "حزب الله" محملا اياه مسؤولية جعل الدولة "الركن الاضعف في المعادلة الداخلية في ظل سلاح يعبر يوميا عن فائض القوة على قاعدة ان ليس هناك لا رئيس جمهورية ولا حكومة مسؤولة ولا مجلس نواب ولا مؤسسات عسكرية وامنية ولا وثيقة وفاق وطني اقرت في الطائف ولا مؤتمر حوار وطني اصدر برئاسة رأس البلاد اعلان بعبدا". ومع ذلك اكد "التزامنا نهج الحوار كوسيلة لا غنى عنها لمحاصرة التوتر المذهبي"، مشددا على ان "سياسات الالغاء في لبنان هي ضرب من ضروب المستحيل".
ورأى ان منطق الحزب في شأن الاستراتيجية الدفاعية "فقد صلاحيته"، مؤكداً رفض "أي شكل من أشكال الانتقائية اذ لا سلاح غير شرعي بسمنة وسلاح غير شرعي بزيت"، مضيفاً: "السلاح والدولة لا يلتقيان". وتساءل: "ماذا سيفعل "حزب الله" اذا سقط النظام السوري وطار بشار؟"، داعيا الى "اتفاق تاريخي يعيد الاعتبار الى الدولة ويؤكد حصريتها في امتلاك السلاح واستخدامه".
اما في الموضوع الحكومي، فطرح الحريري مبادرة تقوم على الذهاب الى الحوار في أي وقت يدعو اليه رئيس الجمهورية وتأليف حكومة "لا تكون حكومة متاريس". وقال: "نحن لا نرفض حكومة فيها "حزب الله" بل نعرض على الحزب ان نضحي وإياه من اجل اللبنانيين ولا نشارك في الحكومة". ثم توجه الى "تيار المستقبل" بصفته "جيش الاعتدال" قائلاً: "نحن تيار وطني مدني ديموقراطي يرفض العنف بكل اشكاله... نحن أهل الدولة وأهل الجيش وحتى عندما تكون الدولة على خطأ نحن مع الدولة لأنه ليس لدينا اي مشروع آخر".
نصرالله
اما السيد نصرالله، ففاجأ الجمع المحتشد في مجمع سيد الشهداء بحضوره الشخصي، وهي المرة الخامسة يطل مباشرة منذ حرب تموز 2006. وألقى كلمة استمرت زهاء 45 دقيقة أبرز فيها مركزية قضية فلسطين، ولوحظ انه تعمّد التحدّث من موقعه الشيعي قائلاً: "نحن شيعة علي بن ابي طالب لن نتخلى عن فلسطين ومقدساتها". اما في الشأن الداخلي، فحصر كلامه بتوجيه تحية الى الجيش وقيادته.
الحكومة
في غضون ذلك، نقل زوار للرئيس المكلف تمام سلام الى "النهار" انه يتمنى لو تألفت الحكومة امس قبل غد لان الناس الذين يؤيدونه متشوقون الى حكومة تسير اعمالهم ومصالحهم وتنظم حياتهم وان دعمهم لن يستمر الى ما لا نهاية. ولكن في رأيه ان لا قيام لحكومة صدامية بل على الجميع ان يقتنعوا بان حكومة وسطية غير سياسية يمكن ان تشكل المخرج الذي يجنب البلاد انتقال الازمة من الخارج الى داخل مجلس الوزراء. واعتبر المواكبون للاتصالات الرامية الى تأليف حكومة جديدة ان ما اعلنه الرئيس سليمان في خطاب عيد الجيش على هذا الصعيد يعد منطلقا لعمل فعلي سيظهر بدءا من فترة ما بعد عيد الفطر. وأشار هؤلاء الى ان دعوة رئيس الجمهورية الى قيام "حكومة التوازن الوطني والمصلحة الوطنية"، واذا ما تعذّر قيامها فـ"حكومة حيادية"، تنطلق من مبدأ التوافق وليس الفرض. فإذا ما تبيّنت استحالة جمع كل القوى السياسية في حكومة واحدة ففي الامكان الذهاب الى طاولة الحوار لبت الملفات الخلافية والاتفاق على حكومة حيادية بين القوى المتصارعة، الا انها ستكون ايضا حكومة سياسية ولكن من غير المتخاصمين. وشدد هؤلاء على ان مصالح اللبنانيين في معيشتهم واقتصادهم وادارات دولة ترعى شؤونهم تحتم قيام حكومة حيادية سياسية في المرحلة المقبلة. ورداً على احتمال اعتراض "حزب الله" على الذهاب الى خيار حكومة لا تستجيب لمعاييره ولو كانت مستحيلة التطبيق، قال هؤلاء ان الاولوية حالياً هي للانطلاق في خيارات يتوافق عليها الجميع من دون اسقاط احتمال الاعداد لخيار حكومة ترضي اللبنانيين ولو كانت من خارج الاطار الحزبي الضيّق. وأكدوا ان ثمة شخصيات مهمة ستكون في عداد الحكومة المقبلة مما يعبّر عن حيوية لبنان."
الاخبار
نصر الله: شيعة العالم لن يتركوا فلسطين
وكتبت صحيفة الاخبار تقول "تساوت إطلالة الأمين العام لحزب الله المباشرة في احتفال يوم القدس العالمي في الضاحية الجنوبية اهمية مع الخطاب الواضح والصريح الذي رسخ أولوية الصراع مع إسرائيل على ما عداها من أولويات.
في لهجة غير مسبوقة في خطاباته، أعلن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله «أن شيعة علي بن أبي طالب في العالم، لن يتركوا فلسطين»، وذلك في إطار الرد على ما عدّه سعياً من أميركا وحلفائها لإخراج إيران والشيعة من معادلة الصراع العربي ــ الإسرائيلي. وشدد على ان اسرائيل تمثل خطراً على جميع شعوب وبلاد المنطقة، ويجب زوالها. وأكد الحرص «على العلاقة المتينة والطيبة مع جميع الفصائل الفلسطينية والقوى الفلسطينية، وإن كنا قد نختلف معها على عناوين قد تتصل بفلسطين وسوريا».
جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها نصر الله مباشرة خلال الاحتفال المركزي لحزب الله بيوم القدس العالمي في مجمع سيد الشهداء في الضاحية الجنوبية، تحت شعار «القدس تجمعنا». ورأى نصر الله أنّ دعوة الإمام الخميني إلى اعتبار آخر يوم جمعة من شهر رمضان يوم القدس، هدفها «تذكير المسلمين والعالم بقضية فلسطين، ومنعها من الدخول في النسيان، والاستفادة لحشد الطاقات والتبعئة من أجل انقاذ القدس وفلسطين من أيدي الصهاينة، وتسليط الضوء على ما تتعرض له فلسطين وشعبها من حصار وتجويع وتهويد».
ورأى انه «في الثاني من اب 2013 نحن أحوج ما نكون الى هذه المناسبة»، لافتا إلى ان «فلسطين التي نتحدث عنها هي فلسطين كلها من البحر الى النهر، والتي يجب ان تعود كاملة الى أهلها، وعدم التخلي او التنازل عن حبة رمل واحدة من تراب فلسطين، او قطرة من مائها او نفطها او قطعة من أرضها، ولا أحد يملك تفويضا بذلك».
وأضاف نصرالله إن «الإمام الخميني وصف اسرائيل وصفا واقعيا ودقيقا عندما سمّاها الغدة السرطانية، فهي ورم سرطاني، والسرطان يفتك، والحل الوحيد عدم اعطاء الفرصة له وعدم الاستسلام، بل استئصاله». وشدد على ان «اسرائيل تمثل خطرا دائماً وهائلاً، وهي ليست خطرا فقط على فلسطين والفلسطينيين، فهذا وهم وتضليل وجهل»، مؤكداً ان «اسرائيل تمثل خطراً على جميع شعوب وبلاد المنطقة وأمنها وسيادتها، وهي ليست تهديدا وجوديا لفلسطين فقط ومن ينكر هذا هو مكابر»، مشيرا إلى ان «ازالة اسرائيل مصلحة وطنية اردنية وسورية ومصرية ولبنانية».
ولفت إلى ان «هناك دولاً وحكومات تمنع أولوية الصراع مع العدو، وتصد هذه الاولوية، وتدفع نحو أولوية أخرى وتخترع حروباً أخرى». وذكّر بأن «البعض كان يقول إن الأولوية هي لصد المد الشيوعي وأُنفقت مليارات الدولارات لمواجهة المد الشيوعي، وحتى في الحرب في أفغانستان ذهب الالاف للمشاركة»، سائلاً «لماذا تركتم فلسطين وذهبتم للقتال في أفغانستان؟». وقال: «اخترعوا عدوا جديدا اسمه المد الايراني والمجوس والفرس، ولم يكونوا يقولون شيعة في البدء، وخيضت حرب مع ايران أُنفقت فيها مئات من مليارات الدولارات، لو أنفق خمسها في فلسطين لتحررت».
واستطرد نصر الله مشدداً على ان «كل من يرعى الجماعات التكفيرية على امتداد العالم الاسلامي، ويدفع بها الى ساحات القتال والقتل هو الذي يتحمل بالدرجة الاولى مسؤولية الدمار الحاصل، وهو من يقدم الخدمات لاسرائيل»، سائلاً: «أما آن للشعوب ان تدرك ان هناك من يريد تدمير المنطقة وشعوبها وجيوشها، والتقسيم الى مسيحيين وسنة وشيعة ودروز واسماعيليين وفرس وكرد وترك؟». واسف لأنه «ليس لدينا قرار ان ندل بأصبعنا الى الدول التي ترعى هذا المشروع التدميري الحاقد الذي هو اخطر مشروع يمر على منطقتنا».
ونفى أن يكون هناك نزاع مذهبي أو طائفي، لافتاً إلى ان الصراع في مصر هو صراع سياسي لا طائفيّ، وكذلك في ليبيا واليمن، لكنه اشار إلى انه «عندما نأتي الى دول فيها تعدد كالعراق وسوريا ولبنان والبحرين، يصبح الصراع السياسي صراعا طائفيا، وهذا يفعلونه عمدا لا عن جهل، لأنه سلاح مدمّر».
وأكد نصر الله التزام «الثوابت والاولويات التي يعادينا عليها اعداؤنا، واحيانا يعتب علينا بعض اصدقائنا، لكنهم يعتبون ويتفهمون وهذه الاولوية نؤكد التزامنا القاطع بها»، مشددا على اننا «في حزب الله سنبقى الى جانب فلسطين وشعب فلسطين، ونحن حريصون على العلاقة المتينة والطيبة مع جميع الفصائل الفلسطينية والقوى الفلسطينية، وإن كنا قد نختلف معها على عناوين قد تتصل بفلسطين وسوريا».
وأردف: «القدس يجب ان تجمعنا، واي خلاف اخر فقهي او سياسي او قُطري او ديني او عقائدي يجب ان يبقى الالتزام بفلسطين وقضية فلسطين بمنأى عن هذا الاختلاف»، متوجهاً بالشكر إلى «إيران وسوريا على كل ما قدمتاه من أجل فلسطين وقضية القدس، وإلى حركات المقاومة في لبنان وفلسطين، ما ادى الى الحاق الهزيمة بهذا الكيان والمشروع». واضاف: «سنبقى في حزب الله المقاومة اليقظة الجاهزة لحماية بلدنا وشعبنا لمواجهة أطماع العدو، الى جانب الجيش الوطني اللبناني، الذي نوجه إليه التحية الكبيرة، إلى قيادته وضباطه وجنوده وشهدائه وجرحاه، ويجب ان نذكر إمام المقاومة السيد موسى الصدر، الذي هدانا إلى هذا الصراط المستقيم»، مطالباً السلطات الليبية بـ «أن تتحمل كامل المسؤولية بما يليق بهذه القضية الخطيرة».
وأعلن أنه سيتكلم «من منطلق شيعي هذه المرة»، لافتاً إلى التحريض المذهبي «في وسائل اعلام ممولة خليجياً، وما يطلق من أوصاف لا تليق بأن يتلفظ بها انسان ضد الشيعة، تقابلها فضائيات تستضيف شيعة ممن يشتمون أهل السنة»، ورأى أن هذا الأمر مقصود، ووراءه جهة واحدة لاثارة الفتن، موضحاً أن «الهدف من الهجوم على الشيعة كي ينسوا القدس ويكرهوا فلسطين، وان يؤدي ذلك الى اخراج الشيعة من معادلة الصراع مع اسرائيل، اي اخراج ايران من هذا الصراع».
وخاطب «أميركا واسرئيل والانكليز وادواتهم من دول اقليمية في المنطقة»، بالقول: «في هذا اليوم، يوم القدس في 2 آب 2013، أقول نحن شيعة علي بن ابي طالب في العالم لن نتخلى عن فلسطين وشعبها ومقدسات الامة في فلسطين».
وسخر من «التهم الموجهة إلى الشيعة بأنهم رافضة وارهابيون»، وقال: «قولوا ما شئتم، ولكن نحن شيعة علي بن ابي طالب لن نترك فلسطين، ونحن حزب الله من بين هؤلاء الذين تربينا في مشروع المقاومة وقدمنا خيرة الشهداء وفلذات الاكباد».
وختم مكرراً: «نحن حزب الله سنتحمل مسؤولياتنا بمقدار ما علينا من مسؤوليات، ونحن حزب الله الحزب الاسلامي الشيعي الاثني عشري لن نتخلى عن فلسطين والقدس ومقدسات هذه الأمة»."
المستقبل
دَعَم سلام في مهمّته وحيّا الجيش وأكد سقوط السلاح من الاستراتيجية الدفاعية بعد تحويل وجهته إلى الشعب السوري
الحريري لـ "حزب الله": لنخرج سوياً من الحكومة.. إلى الحوار
وكتبت صحيفة المستقبل تقول "لم تصل رسالة الصواريخ الإرهابية الجديدة إلى أهدافها المقصودة. لا رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان تراجع عن مواقفه، ولا الرئيس سعد الحريري تنازل عن ثوابته ومبادئ "تيّار المستقبل"، تيّار الرئيس الشهيد رفيق الحريري.
وفيما أكد الرئيس سليمان أنّ "تكرار الرسائل الصاروخية، كائناً مَن كان مرسلها وأينما كانت وجهتها ومهما كانت درجة خطورتها والهدف الكامن وراء إطلاقها، لا يمكن أن تغيّر من الثوابت الوطنية والقناعات التي يتم التعبير عنها (...) لتجنيب البلاد انعكاسات ما يحصل حولنا ولضمان الاستقرار والوحدة من خلال العودة إلى التزام إعلان بعبدا.. كان الرئيس الحريري يجدّد في خطاب ألقاه عبر الشاشة مباشرة من مقر إقامته في جدّة أمام سلسلة مآدب إفطار أقامها "تيّار المستقبل"، تأكيد دور السلاح غير الشرعي في معظم المشاكل والكوارث التي يعانيها لبنان وأهله، ويشدّد على مركزية دور الدولة واعتبارها المشروع الوحيد للبنان.
وطرح الحريري على "حزب الله" معادلة تقوم على مبدأ "الخروج سوياً من الحكومة والذهاب سوياً إلى الحوار". وأكد دعم الرئيس المكلف تمام سلام في مهمّته، داعياً "مَن يريد المساعدة على تشكيل الحكومة" إلى التعاون معه وإفساح المجال لقيام "سلطة تنفيذية تتولى إدارة شؤون البلاد"، وقال "نحن مستعدون لأنّ نضحي وأن لا نشارك في الحكومة، ضحّوا أنتم مرّة واحدة (...) وقولوا إنكم أحسن منّا، وإنكم على استعداد لعدم المشاركة في الحكومة، ودعوا الحكومة تُشكَّل وتكون قادرة على معالجة أمور الناس العادية، وتفضلوا إلى طاولة الحوار عند فخامة الرئيس لنعالج وإياكم المشكلة الاساسية، ومن ثم هناك انتخابات نيابية وعلى أساسها نرى".
وقال "نحن لا نرفض المشاركة في حكومة فيها حزب الله، نحن نعرض على حزب الله أن نضحّي وإياه من أجل اللبنانيين ولقمة عيشهم". وشدّد على أن ذلك "ليس عزلاً، لأننا بذلك نعزل أنفسنا وليس غيرنا. وهذه هي مبادرتي لحزب الله في الموضوع الحكومي".
الصواريخ
ورأى أن الصواريخ التي استهدفت محيط القصر الجمهوري ووزارة الدفاع هي رسالة إرهابية، هدفها النيل من رموز الدولة والإطاحة الكاملة بـ"إعلان بعبدا". وردّ على الدعوات إلى الحوار لمناقشة الاستراتيجية الدفاعية وقال "لا أدري إذا كان المقصود الاستراتيجية الدفاعية في مواجهة العدو الإسرائيلي أم الاستراتيجية الدفاعية في مواجهة الشعب السوري"، وتساءل "هل المطلوب من سائر القوى السياسية أن تذهب إلى طاولة الحوار الوطني على قاعدة ان قتال حزب الله في الداخل السوري هو أمر واقع على الآخرين الإقرار به وتوفير التغطية السياسية لقرار الحزب بجرّ لبنان إلى الحريق السوري؟".
الحوار
ومع ذلك أكد الرئيس الحريري "التزام نهج الحوار كوسيلة لا غنى عنها لمحاصرة التوتر المذهبي"، لكنه رأى "أن منطق الاستراتيجية الدفاعية القائم على حاجة لبنان إلى سلاح المقاومة في مواجهة المخاطر الإسرائيلية باعتباره يحقق توازن الرعب مع العدو، هو منطق فَقَدَ صلاحيته". وأكد "ان تحويل وجهة استخدام هذا السلاح، من القتال ضد العدو الإسرائيلي إلى القتال ضدّ الشعب السوري، يطرح علامات استفهام كبرى حول مخاطر الارتكاز إليه في مناقشة أي استراتيجية دفاعية. فأي توازن رعب هذا الذي يجري الحديث عنه مع العدو الإسرائيلي، وهناك سلاح يتولى إثارة الرعب في الحياة السياسية اللبنانية، ويقيم شراكة علنية مع نظام بشار الأسد في الحرب السورية؟ والأهم من كل ذلك، ان هذا السلاح أصبح منذ العام 2005، موضوع خلاف واسع بين اللبنانيين، وسبباً مباشراً من أسباب الانقسام الوطني. سلاح ليس في مقدوره أن يحمي الوحدة الوطنية أو أن يشكل عامل توحيد بين أطياف المجتمع، سلاح يفتقر حكماً لقوة الإجماع ولإرادة الأكثرية".
الدولة والجيش
وشدّد على أن "لا مخرج لنا جميعاً (...) إلا بغلبة الدولة على فوضى السلاح، وبحصرية استخدام السلاح بيد الدولة(...)"، وقال "كل سلاح غير شرعي هو أداة من أدوات الفوضى والفتنة، وببساطة: السلاح والدولة لا يلتقيان". وأوضح "سنكون مع كل القوى الحليفة في طليعة الساعين إلى اتفاق تاريخي يعيد الاعتبار إلى الدولة ويؤكد حصريتها في قرار امتلاك السلاح واستخدامه، ونريد للجيش أن يكون الملاذ الحقيقي للاستقرار الوطني والأداة الحصرية لاستراتيجية الدفاع عن السيادة والحدود والثروة الوطنية (...) نريده جيشاً لكل لبنان لا شريك له في حمل السلاح سوى القوى الأمنية الشرعية، سلاحه يعلو فوق كل سلاح وفي وجه أي سلاح يخرج عن القانون وسلطة الدولة وإرادة العيش الوطني".
.. وبشار
وخاطب الرئيس الحريري "تيّار المستقبل" وجمهوره وجمهور رفيق الحريري وكل اللبنانيين قائلاً "ان بشار الأسد قرر منذ نحو سنتين أن الحل الوحيد لمواجهة الثورة السورية هو أن يصوّر أن كل واحد ضدّه، هو من القاعدة، وتكفيري ومتطرف وعنفي وعنيف، ولا يريد مبدأ الدولة. ومن المؤكد أن جزءاً لا يتجزأ من هذه المحاولة، الفاشلة بإذن الله، أن يتم تصوير السنّة في لبنان على أنهم متطرفون وتكفيريون وعنفيون، ولا يريدون الدولة. وللمرة الألف أقول لكل واحد مشارك بهذه المقولة السخيفة: نحن تيار رفيق الحريري، نحن مشروع رفيق الحريري، نحن تيار المستقبل، نحن تيار وطني، مدني، ديموقراطي، يرفض العنف بكل أشكاله، ومشروعه الوحيد هو الدولة. نحن لا يمكن ان نخرج عن مشروع الدولة. ونحن أهل الدولة، وأهل الجيش. الجيش أولادنا وأخوتنا. وباسمكم أود أن أوجّه تهنئة إلى كل اللبنانيين بمناسبة عيد الجيش. حتى عندما تكون الدولة على خطأ، نحن مع الدولة، حتى إذا أخطأ الجيش بحقنا، نحن مع الجيش، ونصلح الخطأ، لأنه ليس لدينا أي مشروع آخر".
وأكد أخيراً انه "مرّت على لبنان مشاريع سلاح كثيرة لبنانية وغير لبنانية (...) ولكنها سقطت كلها وبقي مشروع الدولة وحده صامداً".
"حزب الله"
من جهته، اعتبر "حزب الله" في بيان له "ان جريمة إطلاق الصواريخ المجهولة المصدر المعروفة الأهداف (...) تؤكد استمرار الأيدي الإجرامية الإرهابية في سعيها للنيل من المؤسسة العسكرية غداة احتفالها بعيدها". واعتبر الربط بين كلام رئيس الجمهورية عن سلاح المقاومة ودوره وإطلاق الصواريخ "محاولة دنيئة وسافرة"."
اللواء
الحريري لـ«حزب الله»: لنضحِّ معاً بعدم المشاركة بالحكومة
نصر الله يظهر لأربعين دقيقة مؤكداً الوقوف وراء الجيش .. والحزب يدين ربط الصواريخ بخطاب سليمان
وكتبت صحيفة اللواء تقول "مصادفة بلا اتفاق، وخطابان بلا اتفاق أيضاً.
فالجمعة الأخيرة من رمضان، شهد إطلالتين، واحدة لرئيس تيار «المستقبل» الرئيس سعد الحريري، طرح فيها مبادرة للخروج من مأزق تأليف الحكومة لا يتوقع أن تلقى آذاناً صاغية، والثانية للأمين العام لحزب الله في «يوم القدس العالمي»، والجديد فيها الظهور المباشر للسيّد حسن نصر الله في مجمّع سيّد الشهداء في الضاحية الجنوبية، في رسالة لمناصري الحزب وللإسرائيليين في إطار الحرب النفسية وشحذ الهمم، ولإعلان مجموعة من المواقف المتصلة بأزمات المنطقة، حملت طابع التعميم والقطيعة، متجاوزة تداعيات الفراغ الداخلي في لبنان، إلا من زاوية الرد على الرئيس ميشال سليمان بتأكيد عمق العلاقة مع الجيش اللبناني الوطني، والتأكيد على جهوزية المقاومة للوقوف وراء الجيش لمواجهة أي عدوان على لبنان.
أما في المضمون، فيكاد القاسم المشترك بين الخطابين شبه غائب، إلا من نقطة واحدة، هي الابتعاد عن «صبّ الزيت على النار»، والاكتفاء بصبّ المياه الباردة على الرؤوس الحامية، لأن كلا الرجلين يدركان أن الاستقرار اللبناني حاجة لبنانية وإقليمية ودولية، لكن وقت التسويات لم يحن بعد.
والسؤال الذي يفرض نفسه بقوة على المشهد بعد الإطلالتين المنتظرتين، هو: هل يلاقي «حزب الله» الرئيس الحريري وتيار «المستقبل» عند منتصف الطريق، ويقبل مبادرته بالابتعاد معاً، وبقرار ذاتي، عن المشاركة في الحكومة «من أجل اللبنانيين ولقمة عيشهم، ومن أجل الكهرباء والاتصالات والعمل والأمن»؟
وتأتي مبادرة الرئيس الحريري متلازمة مع إسقاط «نظرية العزل» عن الحزب، «فنحن لا نرفض المشاركة في حكومة فيها «حزب الله»، لكن مشكلة السلاح واعتباره هي المشكلة الأساسية في لبنان، من شأنها أن تفجّر أي حكومة»، ومتلازمة أيضاً مع تجديد الثقة بالرئيس تمام سلام، ومتلازمة مع مستحيلين هما: استحالة القبول بصيغة: «جيش وشعب ومقاومة»، «لأن المقاومة ذهبت إلى سوريا وتركت الجيش والشعب في لبنان»، والثاني: تغطية «حزب الله» الذي غرق في سوريا في الدم السوري «ونحن سنقول مستحيل».
وبقدر ما بدا «حزب الله» متمسكاً بسلاحه، اعتبر الرئيس الحريري أن سلاح الحزب فقد صلاحيته في مواجهة اسرائيل بعد مشاركته في القتال في سوريا، معدّداً أربعة أسباب من بينها تحوّل هذا السلاح بعد حرب تموز إلى قوة ضغط على الحياة السياسية ووسيلة لترهيب الخصوم السياسيين، والأهم أن هذا السلاح أصبح منذ العام 2005 موضوع خلاف واسع بين اللبنانيين.
وبين الأربعين دقيقة التي أمضاها السيّد نصر الله يخاطب جمهوره، بعد أن اعتلى منبراً خشبياً كان مخفياً خلف الستائر، والخمسين دقيقة التي أمضاها الرئيس الحريري في خطاب ألقاه عبر شاشات عملاقة من مقر إقامته في المملكة العربية السعودية، كان بمثابة مراجعة شاملة لتطور الخلاف مع سلاح حزب الله بعد العام 2005، وسقوط مبادرات الحوار الواحدة تلو الأخرى، بما في ذلك حكومات الوحدة الوطنية. بين هذين الخطابين بدت مسافة التباعد آخذة في الاتساع، سواء على مستوى التحالفات أو الأولويات، أو الاستراتيجيات، فضلاً عن النظرة إلى الدولة في ظل «غابة السلاح» على حدّ تعبير الحريري الذي أكد أن لا مخرج للبنان من النفق ومن رمال التوتر والاحتقان الطائفي إلا بغلبة الدولة على فوضى السلاح، وإلا بحصرية استخدام السلاح بيد الدولة.
وعند هذه المسألة بالذات، تبنّى الرئيس الحريري موقف الرئيس ميشال سليمان الذي أعلنه في خطاب عيد الجيش، معتبراً أنه «موقف مسؤول ومتقدم» يلتقي مع مواقف متقدمة من موضوع السلاح صدرت عن مجلس المطارنة الموارنة والبطريرك بشارة بطرس الراعي، مشدداً على أن كل سلاح غير شرعي هو أداة من أدوات الفوضى والفتنة، رافضاً نظرية سلاح غير شرعي «بسمنة» وسلاح غير شرعي «بزيت»، ببساطة، قال الحريري: «السلاح والدولة لا يلتقيان»، ومعلناً أنه سيكون في طليعة الساعين إلى اتفاق تاريخي يعيد الاعتبار للدولة ويؤكد حصريتها في قرار امتلاك واستخدام السلاح.
وفي رسالته الى تيار «المستقبل» وإلى جمهور تيار «المستقبل» والتي ختم بها كلمته، أكد الحريري رفضه تصوير السنّة في لبنان بأنهم متطرفون وتكفيريون وعنفيون، حسب ما يصوّر بشار الأسد، واصفاً هذه المقولة بالسخيفة، وشدّد على أن تيّار ومشروع رفيق الحريري، هو تيّار وطني مدني ديمقراطي يرفض العنف بكل اشكاله ومشروعه الوحيد هو الدولة، موجهاً التهنئة باسم كل اللبنانيين إلى الجيش في عيده قائلاً: «حتى عندما تكون الدولة على خطأ نحن مع الدولة، وحتى إذا أخطأ الجيش بحقنا، نحن مع الجيش، ونصلح الخطأ، لأنه ليس لدينا أي مشروع آخر».
تجدر الإشارة إلى أن كلمة الحريري نقلت عبر شاشات عملاقة في سلسلة إفطارات أقيمت في كل من بيروت (البيال) وطرابلس وصيدا واقليم الخروب، وعكار والمنية، الضنية، البترون، وجبيل وكسروان والبقاع الغربي والاوسط والشمالي (شتورة) وعرسال.
نصر الله
أما ظهور نصر الله في احتفال يوم «القدس العالمي» الذي نظمه «حزب الله» تحت شعار «القدس تجمعنا» في مجمع سيّد الشهداء في الرويس، فقد شكل مفاجأة للكثيرين، خصوصاً وانه كان الظهور الأوّل، وبهذا الشكل العلني، وعلى مدى 40 دقيقة، منذ حرب تموز 2006، في حين أن مضمون الخطاب لم يكن مفاجأة، لأنه كان متوقعاً أن يخصصه للحديث عن القضية الفلسطينية، من دون أن يتطرق إلى الشأن الداخلي، الا عندما وجه تهنئة للجيش في عيده.
وشدّد نصر الله، على أن فلسطين التي نتحدث عنها هي فلسطين كلها من البحر إلى النهر، والتي يجب أن تعود كاملة إلى أهلها، مؤكداً أن أحداً في العالم يملك أن يتخلّى أو يتنازل عن حبة رمل واحدة من تراب فلسطين أو قطرة من مائها ونفطها او قطعة من أرضها، ولا يملك احد تفويضاً بذلك، مشيراً الى ان إسرائيل تمثل خطراً على جميع شعوب وبلاد المنطقة وأمنها وسيادتها، وأن زوالها مصلحة قومية لكل بلد من بلدان هذه المنطقة.
واعتبر نصر الله أن كل من يرعى الجماعات التكفيرية في العالم الإسلامي ويدفع بهم إلى ساحات القتال والقتل هو الذي يتحمل بالدرجة الأولى مسؤولية الدمار الحاصل، وهو من يقدم الخدمات لإسرائيل، داعياً الشعوب إلى أن تدرك أن هناك من يريد تدمير المنطقة وشعوبها وجيوشها وتقسيمها إلى مسيحيين وسنّة وشيعة ودروز واسماعيليين وفُرس وتُرك وكُرد.
وأشار إلى أن «حزب الله» سيبقى إلى جانب فلسطين وشعب فلسطين، وحريصون على العلاقة المتينة والطيبة مع جميع الفصائل والقوى الفلسطينية، وإن كنا نختلف معها على عناوين قد تتصل بفلسطين وسوريا.
وفيما حذر من التحريض المذهبي، خاطب من يقف وراء ذلك بالقول: «قولوا روافض وقولوا ارهابيين وقولوا مجرمين، واقتلونا تحت كل حجر، وفي كل جبهة، وعلى باب كل حسينية ومسجد، فنحن شيعة علي بن أبي طالب لن نترك فلسطين(...) ونحن «حزب الله» الحزب الإسلامي الشيعي الاثني عشري لن نتخلى عن فلسطين والقدس ومقدسات هذه الأمة».
صواريخ بعبدا
وسط هذه المواقف، بقي حادث إطلاق الصواريخ ليل أمس الأوّل، التي استهدفت منطقة بعبدا واليرزة، في صدارة الاهتمام الرسمي والشعبي، ولقي إجماعاً لبنانياً على التنديد بها، خصوصاً وانه جاء في اليوم نفسه الذي احتفل به الجيش بعيده الثامن والستين، ورأى فيه متابعون وسياسيون رسالة واضحة للنيل من رئاسة الجمهورية وقيادة الجيش، فضلاً عن زعزعة الاستقرار وزرع الفتنة.
وعمل الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية كافة طوال نهار أمس على مسح الاحراج وتمشيطها بدقة في مناطق بشامون وعرمون وسوق الغرب والتي يرجح انطلاق الصواريخ منها من دون العثور على أي منصة لإطلاقها.
وأكّدت قيادة الجيش في بيان أصدرته ان الانفجارات التي حدثت قبيل منتصف ليل الخميس - الجمعة ناجمة عن سقوط صاروخين من عيار 107 ملم، الأول في باحة فيلا السيدة الهام فريحة قرب نادي الضباط، والآخر قرب قصر الخاشقجي في تلة اليرزة، واقتصرت أضرارها على الماديات.
وأشار البيان إلى ان عمليات المسح الميداني للأماكن المحتملة لإطلاق الصاروخين مستمرة بغية تحديد مصدرهما بدقة، بالإضافة إلى جمع المعلومات والمعطيات المتعلقة بالحادثة لكشف هوية المتورطين وتوقيفهم».
ورجحت مصادر عسكرية أن يكون مطلقو الصواريخ استخدموا منصة متحركة وضعت على شاحنة، فيما أشار خبراء إلى ان الصواريخ مختلفة عن صواريخ غراد 122ملم التي أطلقت من بلونة، مرجحين أن تكون أطلقت بطريقة مباشرة ما يفسر إصابتها للرقعة الضيقة المحيطة بقصر بعبدا، وعلى سبيل المثال يمكن أن تكون الصواريخ اطلقت من راجمة موضوعة على آلية متحركة مثل «بيك آب».
على أن اللافت في المواقف من الحادث، هو أن كثيرين ولا سيما في فريق 14 آذار، ربطوا بين استهداف الصواريخ للقصر الجمهوري في بعبدا، وبين خطاب الرئيس سليمان الذي دعا إلى اعادة النظر في الاستراتيجية الدفاعية، معتبراً ان سلاح المقاومة قد تخطى الحدود اللبنانية، وان مهمة الجيش ستكون مستحيلة اذا استمرت ازدواجية السلاح الشرعي وغير الشرعي، وذلك في ما يشبه توجيه الاتهام إلى «حزب الله» الذي رد على هذا الربط واصفاً إياه بالمحاولة الدنيئة، في حين أكد الرئيس سليمان بأن «تكرار الرسائل الصاروخية، كائناً من كان مرسلها وأينما كانت وجهتها ومهما كانت درجة خطورتها والهدف الكامن وراء اطلاقها، لا يمكن ان يغير في الثوابت الوطنية والقناعات التي يتم التعبير عنها بالكلمة الحرة والصادقة، والنابعة من ايمان بالمصلحة الوطنية العليا».
وربطت أوساط مقربة من بعبدا بين الصاروخين اللذين اطلقا باتجاه بعبدا، قبل مرور 24 ساعة على خطاب الرئيس سليمان، وصاروخي بلونة الذي أصاب أحدهما خط التوتر العالي في الكحالة وتعطل الثاني، في مناسبة عيد التحرير في 25 أيار، مؤكدة أنهما أطلقا من سيارة متنقلة، فيما أكد الرئيس الحريري أن هناك من يعمل على جر لبنان إلى قلب العاصفة، وان الصواريخ التي استهدفت محيط القصر الجمهوري ووزارة الدفاع هي رسالة إرهابية هدفها النيل من رموز الدولة والاطاحة الكاملة بإعلان بعبدا."
الموضوعات المدرجة ضمن هذه الصفحة تعرض للقارئ أبرز ما جاء في الصحف, وموقع المنار لا يتبنى مضمونها