28-11-2024 10:28 PM بتوقيت القدس المحتلة

تركيا من «رجل مريض».. إلى «رجل معزول»

تركيا من «رجل مريض».. إلى «رجل معزول»

عُرفت الدولة العثمانية منذ أوائل القرن التاسع عشر على أنها «رجل أوروبا المريض». ولم يكن يؤخر انهيارها، بإجماع المؤرخين، سوى خلافات الدول الكبرى، ولا سيما بريطانيا وفرنسا وألمانيا وروسيا

       
محمد نور الدين

عُرفت الدولة العثمانية منذ أوائل القرن التاسع عشر على أنها «رجل أوروبا المريض». ولم يكن يؤخر انهيارها، بإجماع المؤرخين، سوى خلافات الدول الكبرى، ولا سيما بريطانيا وفرنسا وألمانيا وروسيا على كيفية تقاسم التركة.
اليوم بعد خسارة تركيا إنجازاتها في السياسة الخارجية بدءاً من سوريا ومحورها إلى روسيا والصين وصولاً إلى مصر ومروراً بالأردن والسعودية ودولة الإمارات، فإنه ينطبق عليها ما أطلقه الكاتب قدري غورسيل في صحيفة «ميللييت» من أنها تحوّلت إلى «الرجل المعزول» في الشرق الأوسط، بمعنى أنها بقيت وحيدة ليس من حليف أو صديق، اللهم سوى «بقايا» في تونس وحليف الضرورة الأطلسية في إسرائيل.

ويقول غورسيل إن «السياسة الخارجية التركية، بعد خيبات الأمل خلال أقل من أربع سنوات، يمكن تعريفها بأنها في الحفرة. وتركيا باتت رجل الشرق الأوسط المعزول. ولم يبق لتركيا سوى صديقين: حماس في شرق المتوسط وحكومة إقليم كردستان في حوض الرافدين. والاثنان لاعبان وليسا دولتين. وفي وقت كانت أنقرة تفاخر بأنها كانت تستطيع التحدث مع الجميع، ها هي اليوم في مشكلات مع الجميع. ووضع تركيا في أوروبا ليس أفضل حالاً منه في الشرق الأوسط».

ومع ذلك يرى الكاتب أن أمام أنقرة فرصاً للخروج من مأزقها. ويقول «بالنسبة إلى القضية الفلسطينية فإن تركيا، بسبب نزعتها الإخوانية، لم ترَ من فلسطين سوى حماس. وباتت رام الله غريبة عليها. أما إسرائيل فقد استنفدت تركيا خطابها المعادي لها وأغلقت الباب وراءها وأصبحت العلاقات شبه طبيعية. لكن مفتاح عودتها إلى سابق عهدها هو في أن تأخذ تركيا دوراً في عملية السلام التي تعاود استئنافها في واشنطن، برعاية أميركية، بين إسرائيل والفلسطينيين. وإذ يتساءل البعض اليوم أين هي تركيا من هذه العملية فالجواب هو أنها غائبة كلية».

أما بالنسبة إلى سوريا، فيقول غورسيل إن «السياسة التركية هناك قد أفلست منذ وقت طويل وانهارت. وقد يكون مؤتمر جنيف 2 باباً لخروج تركيا من مأزقها السوري، لكن بشرط أن تسحب يدها من دعم تنظيم القاعدة وجبهة النصرة». وبالنسبة للأكراد، يعتبر أن «الفرصة أمام تركيا هي في تغيير نظرتها إلى أكراد سوريا بالذات، كي يمكن لعملية الحل في الداخل التركي أن تتقدم».

وفي الصحيفة ذاتها، كتب فؤاد كايمان في الاتجاه نفسه قائلاً إن «تركيا تعود للانعزال والانغلاق على نفسها». ويوضح «لا يزال وزير الخارجية احمد داود اوغلو يتحدث عن سياسة صفر مشكلات ويشيد بها. لكن مشهد تركيا في الآونة الأخيرة هو ذلك البلد الذي يزداد عزلة وانغلاقاً على نفسه، حيث رئيس حكومته رجب طيب اردوغان دخل في نزاعات، وانعدام ثقة مع كل المجتمع الدولي». ويضيف «يبدو أن حزب العدالة والتنمية يعود الى السياسة التي كانت خلال الحرب الباردة، وهي أنه لا صديق لتركيا سوى تركيا».

وفي صحيفة «زمان» كتب محمد قاميش أن هناك «عملية كبرى» تستهدف تركيا. وقال «بعد الصدمة التي تعرضت لها تركيا في مصر، جاءت العملية التفجيرية ضد السفارة التركية في الصومال. هذا الهجوم لا يستهدف سوى السياسة الخارجية التركية في الشرق الأوسط، وهو إطلاق نار على تركيا. وفي ضوء الوضع في سوريا، والانقلاب في مصر، والتغيير في قطر والاضطراب في تونس، من السذاجة ألا نرى أن تركيا مستهدفة أيضاً من جراء عملية كبرى» في المنطقة. وتابع «أكثر من ذلك، لقد قمنا بأنفسنا بنصب حجارة هذه العملية التي نواجهها. وما نخشاه أننا إلى الضربات التي نتلقاها سنرى أن دولة كردية في شمال سوريا قد باتت في حضننا».

 

     موقع المنار غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه