أعلنت وزارة الداخلية التونسية مقتل مشتبه بتورطه في "الإرهاب"، واعتقال أربعة آخرين خلال عملية نُفذت اليوم قرب العاصمة تونس

أعلنت وزارة الداخلية التونسية مقتل مشتبه بتورطه في "الإرهاب"، واعتقال أربعة آخرين خلال عملية نُفذت اليوم قرب العاصمة تونس. وفي بيان لها، أوضحت الوزراة التي لم تقدم تفاصيل عن التهم الموجهة الى هؤلاء الأشخاص، أن "الوحدات الأمنية تمكنت من مداهمة أحد المنازل لعناصر ارهابية خطيرة بجهة الوردية" بضواحي تونس العاصمة.

يأتي ذلك في وقت أعلن فيه زعيم حركة النهضة في تونس راشد الغنوشي أن حركته لا ترفض تغيير الحكومة، إلا أن ذلك يجب أن يتمّ عبر الانتخابات، مؤكداً أن بلاده دولة ديمقراطية ولا يمكن أن يقع تغيير حكومتها إلا عبر الأساليب الديمقراطية، وليس من خلال الإنقلاب على شرعية صناديق الإقتراع. وأضاف الغنوشي، خلال كلمة ألقاها خلال المليونية التي نظمتها الحركة في ساحة القصبة في العاصمة تونس، أن المعارضة ترفض أن تنتظر الإنتخابات القادمة لأنها تخاف من نتيجتها لذلك فهي تريد تغيير الحكم بطرق غير شرعية، حسب قوله. وأشار الغنوشي الى أن حركته مستعدة لإجراء استفتاء شعبي غداً لفصل مسألة تغيير الحكومة، إن أرادت المعارضة ذلك. وأعلن زعيم حركة النهضة أن حركته مستعدة لأن تشرك أكبر عدد ممكن من الأحزاب في الحكم، حتى يتحقق أكبر قدر من التوافق، وتسريع مسار الانتقال الديمقراطي في تونس.

وتظاهر عشرات الالاف من مناصري النهضة ليل أمس في تونس العاصمة للدفاع عن حكومتهم في وجه الأصوات التي تعالت ضدها والتي طالبتها بالإستقالة بعد اغتيال المعارض والعضو في المجلس التأسيسي محمد البراهمي، واتهام المعارضة حركة النهضة بالتورط فيها. ويأتي هذا التحرك في الوقت الذي يخوض فيه الجيش مواجهة عسكرية "واسعة النطاق" في منطقة قريبة من الحدود مع الجزائر يتحصن فيها مسلحون متشددون كمنوا لعناصره هذا الأسبوع، وقتلوا ثمانية منهم وسرقوا اسلحتهم ولباسهم النظامي بعدما ذبحوا خمسة منهم.

وأكدت حركة النهضة أن حوالى 200 الف شخص شاركوا في التظاهرة التي دعت اليها ليل أمس في ساحة القصبة، حيث مقرّ الحكومة، للدفاع عن السلطة والتنديد بالإغتيالات السياسية. ولم تعط الشرطة أي تقديرات لأعداد المشاركين في التظاهرة. وأضاف الغنوشي أن المجلس الوطني "التأسيسي خط أحمر، وتغيير رئيس الحكومة خط أحمر ايضاً". وقبل ساعات من التظاهرة جدد رئيس الحكومة علي العريض رفضه الدعوات التي تطالب باستقالته وبحل المجلس الوطني التأسيسي، مؤكداً في مؤتمر صحافي استعداده لتوسيع الحكومة واجراء انتخابات في 17 كانون الاول/ديسمبر.

امنياً، أعلنت السلطات احباط محاولة اغتيال سياسي في منطقة سوسة، وقالت وزارة الداخلية إنه بناءً على معلومات استخباراتية أحبطت الوحدات المختصة في الوزارة "عملية اغتيال سياسي في جهة سوسة كانت تستهدف احدى الشخصيات البارزة صبيحة يوم الجمعة". ونقلت وكالة الأنباء الرسمية عن المتحدث باسم الوزارة محمد العروي قوله إن "الوحدات الأمنية تمكنت من ايقاف ارهابيين اثنين خطيرين جداً في مرحلة اولى، ثم قامت في مرحلة ثانية بمداهمة الإرهابي الثالث"، الذي اطلق النار على عناصر قوة المداهمة.