أوروبا أصبحت دمية في يد الولايات المتحدة وإسرائيل. الإتحاد الأوروبي اختار معسكر الارهابيين والقتلة والطغاة. لو كانت أوروبا التزمت مثلها العليا للعدالة، لكانت انحازت إلى جانب حزب الله والفلسطينيين
بلجيكا - جيهان الهندي
لوران لوي، نائب مستقل في البرلمان الفدرالي البلجيكي وسياسي ملتزم رأى بأن قرار الإتحاد الأوروبي إدراج ما يسمونه "الجناح العسكري" لحزب الله على لائحة المنظمات الإرهابيه يخدم المصالح الصهيو- أميركية ويتعارض مع القيم الإنسانية والمبادئ الأساسية للإتحاد الأوروبي. وأبدى استنكاره الشديد لموقع المنار الالكتروني لهذا القرار ، في مقابلة خاصة أجريناها معه في بلجيكا.
موقع المنار: الدول الأوروبية، بما فيها بلجيكا، قررت وضع حزب الله على لائحه المنظمات الإرهابية. بصفتك مواطناً أوروبياً ونائب بلجيكي كيف تصفون هذا القرار؟!.
لوران لوي: هذا قرار معيب لأوروبا ولمثلها العليا. من غير الممكن القبول اعتبار المقاومين إرهابيين فالدفاع عن الأرض والحريه هي من الحقوق الأساسية لكل إنسان، ومن خلال استصدار هذا القرار أظهر الإتحاد الأوروبي أنه ليس سوى منظمة تستجيب للمصالح الصهيو - أميركيه وأنه مجرد مقاطعة أو مستوطنة اسرائيلية،. وهذا قرار مخجل بالفعل.
عملية بورغاس مفبركة لوضع حزب الله على لائحة الإرهاب
موقع المنار: هذا القرار جاء على خلفية هجوم بورغاس في بلغاريا في تموز/ يوليو 2012. هل من أدلة قاطعة تثبت ضلوع حزب الله الذي نفى علاقته بالهجوم. قانونياً، هل هذا الاتهام كاف لضم حزب الله الى لائحة الإرهاب الأوروبية؟.
لوي: هجوم بورغاس هو مجرد حجة أو بالأحرى خدعة. بعد ما فعله الأميركيون في 11 أيلول/ سبتمبر 2001, زاد الإعتقاد أن هذه التفجيرات ما هي إلا عمليات مفبركة دبُّرت من قبل الولايات المتحده الأميركية واسرائيل للضغط من أجل وضع حزب الله على لائحة الإرهاب. وهذا ما طلبته بالظبط الولايات المتحده واسرائيل من الإتحاد الأوروبي في اليوم نفسه الذي نفذ فيه الهجوم... فيا للصدفه ..!!! ..
موقع المنار: خلال اجتماع عقد في بروكسل في شهر حزيران الفائت، واجه الطلب البريطاني بمعاقبة حزب الله اعتراضات واسعة من داخل الإتحاد الأوروبي. حسب مصدر دبلوماسي 26 دولة أوروبية لم تكن مقتنعة بمثل هذا الإجراء. كيف تفسرون ذلك؟ وهل هذا الإجراء يتطابق مع المبادئ والمصالح الأوروبية؟!.
لوي: ليس لدي معلومات بهذا الشأن وليس من عادتي سوى تصديق ما أراه. ما أراه هو أن الإتحاد الأوروبي وضع حزب الله على هذه اللائحة تاليا كل الدول الأوروبية هي شريكة بتحمل المسؤولية. هذا القرار يتناقض كلياً مع المبادئ والمثل العليا الأساسية للإتحاد الأوروبي، لكنه يتوافق تماماً مع ما أصبحت عليه أوروبا في السنوات الأخيره، أي منظمه إجراميه تمارس سياسة غير ديمقراطية. كل ما يهم الأوروبيين اليوم هو المال أما القيم الإنسانية فلم تعد تؤخذ بالحسبان.
أوروبا أصبحت دمية بيد أميركا وإسرائيل
موقع المنار: أوروبا اتخذت قرارا ضد المقاومة اللبنانية التي دافعت عن وطنها ضد الإعتداءات الإسرائيلية المتكرره. حزب الله رأى أن إدارج الإتحاد الأوروبي له على لائحته للمنظمات الإرهابية يصبح شريكاً كاملاً في المسؤولية عن أي عدوان اسرائيلي مجتمل على لبنان و أنه لن يحصًّل من قراره إلا الفشل والخيبة. ما هو رأيكم بها التوصيف، وكيف تصفون السياسة الأوروبية في منطقة الشرق الأوسط؟.
لوي: إنها كارثية، فأوروبا أصبحت دمية في يد الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل. الإتحاد الأوروبي اختار معسكره، معسكر الارهابيين والقتلة والطغاة. لو كانت أوروبا التزمت مثلها العليا للعدالة، لكانت انحازت إلى جانب حزب الله ولبنان والفلسطينيين. في ملفات الشرق الأوسط يلعب الإتحاد الأوروبي على الحبلين ويخادع، هو يزعم مناصرة فلسطين ولكنه فعليا وحدها المصالح الإسرائيليه تؤخذ بعين الاعتبار في الاتحاد.
موقع المنار: القرار اتخذ بعد سلسلة الإنتصارات التي سجلها الجيش السوري مؤخراً على مسلحي المعارضة وفشل السياسة الغربية في سوريا. هل ثمة علاقة برأيكم لهذه الأحداث بالقرار؟ وما هو تأثير هذا الإجراء على الوضع الداخلي في لبنان المنقسم أساساً بشأن الأزمة السورية برأيك؟.
لوي: من الواضح أنهم يريدون توجيه ضربة لسوريا / بشار الأسد الذي حقق تقدماً على الارهابيين المدعومين من الغرب. الهدف هو زعزعة استقرار المنطقة للسماح لإسرائيل بتعزيز نفوذها. أوروبا تتعاون بشكل كبير لأنها مقنتعة بمشروع قيام دولة إسرائيل الكبرى.
موقع المنار: الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله سأل الأوروبيين لماذا لا يصنفون الجيش الإسرائيلي إرهابياً رغم اعترافهم بأن هذا الجيش يحتل أراض عربية في الضفة الغربية والجولان ويمتنع عن تطبيق القرارات الدولية. هل هذا السؤال مشروع برأيكم؟.
لوي: بكل تأكيد. لم نعد نحصي القرارات الدولية التي تدين إسرائيل لكثرة جرائمها واحتلالاتها غير الشرعية لا تعد. المشكلة أن هذه الإدانات هي سطحية. مجرد صفعة على الأصابع، كذبة للتظاهر والإستمرار في سياسة الخداع في هذا الملف. إنها تمثيلية، أصبحنا ندرك جيداً أن إسرائيل لها كل الحقوق وأن الفلسطينيين ليس لهم إلا الحق بالموت وفي صمت لو أمكن.