تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الثلاثاء 06-08-2013 عدة مواضيع كان أبرزها داخلياً ملف تشكيل الحكومة
تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الثلاثاء 06-08-2013 عدة مواضيع كان أبرزها داخلياً ملف تشكيل الحكومة.
السفير
سلام والسنيورة متحمسان لـ«الحيادية» .. و«8 آذار» ترفضها
جنبلاط يطلق رشق «الخيارات» .. نحو الرياض والضاحية
وكتبت صحيفة السفير تقول "حتى الآن، لم تتغير المقاربة السعودية للمشهد اللبناني. لا بأس باستمرار تمام سلام رئيسا مكلفا. لا لمشاركة «حزب الله» في أي حكومة تحت أي مسمى كان. المطلوب الحفاظ على «الستاتيكو» اللبناني الراهن، ولا لأي خطوة تؤدي الى إدخال لبنان في الاشتباك الإقليمي الدولي.
حتى عندما قال سعد الحريري ما قاله في سلاح «حزب الله»، لا بل الحزب نفسه، لم يكن بعض السعودية وتحديدا فريق الأمير بندر بن سلطان، بعيدا عن كل حرف ورد في خطابه الرمضاني، خاصة في ضوء النتائج السلبية لزيارة رئيس المخابرات السعودية الى العاصمة الروسية، والتي تبين أنها جرت قبل أسبوع من تاريخ الإعلان عنها (توجه اليها من برلين مباشرة قبل خمسة عشر يوما)، لكن سلطات الكرملين قررت الإعلان المتأخر عنها.
وفي خضم «لعبة الدول»، أدمن تمام سلام الانتظار في المصيطبة، وصار لسان حاله السؤال عن السقف الزمني المحتمل للبقاء عند عتبة التكليف، وأي صدمة يمكن أن تحرك المياه الراكدة من دون أن تستفز أحداً أو تحرمه فرصة التأليف الحقيقي؟
أما شريكه وليد جنبلاط، فقد أدرك أن استمرار المعادلة الراهنة يقود الى الدوران في حلقة الانتظار.. والانتظار يعني أن لا لزوم لدوره في هذه المرحلة بعدما أدى واجبه للعلى بتطيير حكومة نجيب ميقاتي والإتيان بتمام سلام رئيسا مكلفا حتى إشعار آخر.. ولذلك لا بد من رفع الصوت والتلويح بخيارات جديدة، لعل هناك من يسمع في الرياض أو الضاحية الجنوبية.
من هذه الزاوية تحديدا، قرر الزعيم الدرزي أن يلاقي حماسة ميشال سليمان للحكومة المحايدة، في مناسبة عيد الجيش، فأطلق كلاما تضامنيا مع رئيس الجمهورية، قبل أن يقرر، أمس، رفع المنسوب من خلال نص مكتوب بقلمه، والمفارقة أنه كان قد مهد له، أمس الأول، عبر «الشرق الأوسط» لكن بلسان أحد المقربين منه، غير أن أحدا لم يتلقف الأمر، فكان لا بد للمنصة الجنبلاطية من أن تطلق بعض الرشقات التحذيرية لعل هناك من يتلقفها في الداخل والخارج.
في تمام الساعة الثالثة والدقيقة الحادية عشرة من بعد ظهر أمس، عمم موقع «أنباء أونلاين» الاشتراكي رسالة نصية حول الحديث الأسبوعي لجنبلاط ورد فيها الآتي: «جنبلاط للأنباء: قد «نفطر» بخيارات جديدة في ملف الحكومة».
أربكت الرسالة النصية أهل السياسة والإعلام، وما ان قاربت الساعة الرابعة والدقيقة 42 من عصر أمس، حتى بث الموقع نفسه رسالة نصية توضيحية تضمنت الآتي: «تصحيح ــ جنبلاط للأنباء: قد «نفكر» بخيارات جديدة في ملف الحكومة».
كان الفارق بين العبارتين طفيفا. هو مجرد حرف واحد. حل حرف الكاف بدل الطاء، فكانت «نفكر» بدل «نفطر».
قال جنبلاط في تصريحه إنه «عطفاً على حالة المراوحة الحكومية بعد مرور أشهر على التكليف والسعي المتواصل لتأليف حكومة وحدة وطنية أو مصلحة وطنيّة دون جدوى، فإن جبهة النضال الوطني ترى أن هذا الواقع المأزوم لا يمكن أن يستمر إلى ما لا نهاية، لا سيما مع تمدد الفراغ إلى أكثر من موقع وعلى مشارف الانتخابات الرئاسية المرتقبة»، وأضاف أن «الجبهة» تدرس الخيارات الممكنة «للخروج من هذا الأفق المغلق نحو خطوات جديدة بعيداً عن نظريات المؤامرة التي تكتب عنها بعض الأقلام».
وقد استوضحت «السفير» جنبلاط موقفه، فاكتفى بالقول «فسروه كما يحلو لكم ولغيركم. ما قلته قد قلته وهو يفسر نفسه بنفسه».
وفيما قالت أوساط جنبلاطية لـ«السفير» إن جنبلاط لا يمانع أبدا في تشكيل حكومة حيادية، اذا كانت هي السبيل لعدم بقاء البلاد أسيرة المراوحة والشروط المضادة والتعطيل والفراغ، قالت مصادر واسعة الاطلاع لـ«السفير» ان جنبلاط يحاول بموقفه جس نبض طرفين أساسيين، فهو يخاطب، أولا، السعوديين أن يلتفتوا اليه بعدما سرقوا منه التغيير الحكومي وفرصة الإتيان بتمام سلام من دون حصوله على الأثمان التي كان يأملها. ويخاطب، ثانيا، الرئيس نبيه بري و«حزب الله» بعدما اطمأنا كثيرا الى موقفه، الى حد أنهما أهملاه في الآونة الأخيرة وصارا يتصرفان على أساس أنه «في الجيبة» ولا يمكن أن يقدم على تشجيع سلام وميشال سليمان على حكومة محايدة لا يتمثلان فيها.
وقد كان لافتا للانتباه تلقف سلام السريع لموقف جنبلاط، فاعتبره بحسب أوساط مقربة منه، «خطوة مهمة من شأنها أن تكون عاملا مسهلا لتشكيل الحكومة». وهذا الموضوع كان، أمس، محل بحث بين الرئيس المكلف ورئيس الجمهورية اللذين شددا على «أهمية تضافر الجهود وتقديم التضحيات والتنازلات، من أجل حسم موضوع تشكيل حكومة تنال أكبر تأييد شعبي وسياسي»، كما جاء في المعلومات الرسمية التي عممها قصر بعبدا.
وعلمت «السفير» أن سلام أبلغ رئيس الجمهورية أن الوقت تأخر كثيرا، وأبلغه أنه يعتزم الإقدام على خطوة ما بعد عيد الفطر، «فأنا ما زلت متحمسا لصيغة الثلاث ثمانيات، أي حكومة التوازن الوطني والمصلحة الوطنية، ولكن اذا استمرت الأمور على ما هي عليه فإنني أرغب بالذهاب الى حكومة حيادية وأنا مستعد لتقديمها خلال عشرة أيام بعد العيد».
ورد عليه رئيس الجمهورية بأنه ينصحه بالاستمرار في التشاور مع جميع الجهات وأن يستنفد خياراته قبل الإقدام «لأنه لا يمكننا الاستمرار بواقع تصريف الأعمال من دون سقف زمني، فنحن ملزمون بتأليف حكومة تملأ الفراغ وتلبي متطلبات البلد والناس، خاصة أن استمرار الفراغ لا يصب في مصلحة أحد».
وأطلع رئيس الجمهورية سلام على نتائج زيارته السريعة الى طهران ونيته القيام بزيارة رسمية الى السعودية، وأوضح له أن كل ما أشيع عن علاقة «حزب الله» بالصواريخ التي أصابت منطقة الفياضية واليرزة «غير صحيح»، وأكد له أن الحزب لا يمكن أن يقدم على عمل كهذا، مشددا على أن التواصل بينه وبين الحزب قائم ومستمر.
في هذا السياق، اعتبر رئيس «كتلة المستقبل» فؤاد السنيورة أن الحكومة الحيادية هي الحل المنطقي للوضع الذي نعيشه. وقال لـ«السفير»: «يجب أن نتطلع اليها من زاوية أن فيها مصلحة للناس، وللبلد لكي يستطيع أن يتجاوز هذا الظرف ويخرج من المأزق الذي يعيشه، وليست مطروحة من أجل تحقيق مكاسب، بل حكومة تعمل وتحل المشكلات وليس حكومة متاريس».
في المقابل، استبعد وزير الصحة علي حسن خليل ووزير التنمية الادارية في حكومة تصريف الاعمال محمد فنيش ان تكتب الحياة لطرح الحكومة الحيادية، وأكد خليل ثقة الرئيس بري بالنائب جنبلاط، وقال لـ«السفير» إن رئيس المجلس مصر على إبقاء مولداته مطفأة في ضوء التفسيرات التي أعطيت لمواقفه الأخيرة. وقال فنيش لـ«السفير» ان الحكومة المحايدة «ليست حلا بل يمكن ان تعقد المشكلة أكثر».
وقال وزير الطاقة جبران باسيل لـ«السفير» ان الحكومة الحيادية، «هي تغليف لحكومة مركبة من طرف واحد، وبالتالي مرفوضة من قبلنا كما يرفضها وضع البلد لأنها لا يمكن إلا أن تجره الى الخراب»."
النهار
جنبلاط يلمّح إلى خيارات جديدة ماذا جرى بين سليمان وروحاني؟
وكتبت صحيفة النهار تقول "تكمل أزمة تأليف الحكومة الجديدة اليوم شهرها الرابع وسط تعمّق الانسداد السياسي وتكلّس التعقيدات التي حالت دون تمكين الرئيس المكلف تمام سلام من انجاز مهمته حتى الآن. ومع انها ليست السابقة القياسية في طول المدد التي استهلكها رؤساء وزراء سابقون وخصوصا بعد العام 2005 في تأليف الحكومات، فإن ما يثير الشكوك في أن تمضي التجربة الراهنة نحو مزيد من استهلاك الوقت الضائع، هو ان جسور المشاورات بدت كأنها سدت تماماً في الآونة الاخيرة، على رغم كل المواقف الدافعة نحو احياء قنوات التفاوض حول هذا الاستحقاق الذي يخشى ان يكون حوصر بخطة محكمة، يراد لها ان تعمم الفراغ وتبقي ضمنا حكومة تصريف الأعمال لدوافع باتت مكشوفة.
ومع ذلك، برز امس عامل لافت يمكن ان يعتبر بمثابة المؤشر الثالث تعاقباً لكون شيئ ما سيجري بعد عطلة عيد الفطر في هذا السياق من دون قدرة احد طبعا على الجزم بما اذا كان لهذا المؤشر ان يكسر حلقة الدوران في الحلقة المفرغة. وتمثل هذا العامل في موقف رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط الذي لمح الى خيارات جديدة في شأن تأليف الحكومة. واعلن في هذا الاطار انه "عطفاً على حالة المراوحة الحكومية بعد مرور اشهر على التكليف فان جبهة النضال الوطني ترى ان هذا الواقع المأزوم لا يمكن ان يستمر الى ما لا نهاية، ولا سيما مع تمدد الفراغ الى اكثر من موقع". واوضح ان الجبهة "قد تدرس الخيارات الممكنة للخروج من هذا الافق المغلق نحو خطوات جديدة بعيدا من نظريات المؤامرة التي تكتب عنها بعض الاقلام". وثمّن في هذا السياق "مبادرة الرئيس سعد الحريري واعلانه القبول بالحوار مع او من دون حكومة للبحث بهدوء في القضايا الخلافية".
ويشار في هذا السياق الى ان موقف جنبلاط عدته اوساط سياسية بارزة بمثابة دفع قوي لموقف رئيس الجمهورية ميشال سليمان في خطابه في عيد الجيش حين نادى بحكومة جامعة او بحكومة حيادية وكذلك لمبادرة الحريري الذي طالب "حزب الله" بالموافقة على حكومة تهتم بقضايا الناس ولا تضم افرقاء الصراع في مقابل احياء الحوار على القضايا الخلافية. وتقول هذه الأوساط انه يبدو للوهلة الاولى ان جنبلاط قد يكون اقتنع بحكومة حيادية ولكن من غير المستبعد ان يبلور موقفه التفصيلي بعد ان يجري مشاورات مع اطراف آخرين ولا سيما منهم رئيس مجلس النواب نبيه بري.
وتزامن موقف جنبلاط مع جولة مشاورات اجراها الرئيسان سليمان وسلام امس في شأن المأزق الحكومي. وادرجت اوساط الرئيس المكلف لقاء بعبدا امس في اطار التشاور قبل عطلة الفطر.
وأبلغت مصادر مواكبة لاتصالات التأليف "النهار" ان لا جديد في المعطيات وأن الامور لا تزال تراوح مكانها، خصوصا ان النائب جنبلاط لا يزال حتى الان يربط موقفه بموقف الرئيس بري من حيث السير معا في صيغة متفق عليها او الامتناع عن السير معاً اذا لم يتم التوصل الى صيغة متفق عليها. واوضحت ان سلام يفكر في العمل على وضع صيغة لتشكيلة الحكومة الجديدة خلال 10 او 15 يوما بعد عيد الفطر فاذا ما أتى بها الى سليمان بعد جوجلة يتفق فيها مع جنبلاط يجري البحث انطلاقا منها. الا ان الامور مرهونة بأوقاتها وبما تحمله من جديد في المعطيات.
سليمان وروحاني
الى ذلك، اهتمت الاوساط المعنية باللقاء الاول الذي جمع الرئيس سليمان والرئيس الايراني الجديد حسن روحاني في طهران الاحد على هامش مشاركة الرئيس اللبناني في احتفال تسلم روحاني مهماته الرسمية. وصرح الوزير السابق خليل الهراوي مستشار رئيس الجمهورية لـ"النهار" بأن زيارة الرئيس سليمان لطهران "هي زيارة دولة وبالتالي لم يجر التطرق الى الشأن الداخلي اللبناني على الاطلاق". واضاف انه خلال لقاء الرئيس سليمان مع الرئيس حسن روحاني جرى عرض لاوضاع المنطقة والتجاذبات الحاصلة فيها. وقد عبّر سليمان عن أسفه لأن تكون هذه التجاذبات قد اتخذت طابعا مذهبيا. وتمنى على نظيره الايراني ان يسعى الى تحقيق تقارب ايراني - عربي وتحديدا تقارب ايراني - سعودي لتعطيل اي مواجهة مذهبية في المنطقة لما فيه خير الدول الاسلامية والعربية. واعتبر رئيس الجمهورية انه اذا ما تعذر تحقيق هذا الهدف من التقارب فإنه يتمنى ان يبقى لبنان خارج هذه التجاذبات. ولفت سليمان الى ان لبنان استبق هذا الواقع فتوافق اطرافه على طاولة الحوار على اعلان بعبدا الذي يدعو الى النأي عن صراعات المنطقة وعدم الانخراط فيها. لكن هناك خروقات لهذا الاعلان من بعض القوى السياسية الا ان رئيس الجمهورية يسعى الى اعادة هذه القوى الى الداخل اللبناني عبر الاستراتيجية الدفاعية التي يسعى الى عرضها على طاولة الحوار والتي تمثل قوة دفاعية للبنان وتحفظ سلاح المقاومة.
وقال الهراوي ان البحث في لقاء الرئيسين سليمان وروحاني "تطرق الى العلاقات الثنائية والاتفاقات المعقودة بين البلدين، والتي لا يمكن لبنان ترجمة بعضها الآن نظراً الى الظرف الدولي لايران. الا ان هذه الاتفاقات تبقى اساساً لتطوير التعاون بين البلدين مستقبلاً".
وقد استرعت الانتباه زيارة التهنئة التي قامت بها السفيرة الاميركية مورا كونيللي لقائد الجيش العماد جان قهوجي. وهي اعربت عن تقديرها للجهود التي يبذلها الجيش وقوى الأمن، لكنها أبدت قلق بلادها من الوضع الامني في لبنان داعية الجميع الى ضبط النفس واحترام امن لبنان واستقراره.
تفجير داريا
واحاط الغموض بحادث بلدة داريا في اقليم الخروب مع بروز معطيات جديدة في اساليب التفجير، فيما لا يزال الجيش يضرب طوقا محكما حول المنزل الذي انفجرت فيه عبوة ناسفة وقتل من جراء انفجارها الاخوان المصريان محمد وعبد اللطيف احمد الدخاخيني وجرح السوري محمد حسن مسعود. ولم يسمح الانتشار الامني الواسع لليوم الثاني بالاقتراب من المكان وسط تكتم شديد على الحادث، مع استقدام الجيش رافعة الى المكان. وتحدث مصدر امني عن وجود اكواع وقساطل حديد ومواد متفجرة في المنزل فيما أشارت معلومات ان الخلية التي كانت تعد عبوتين على الاقل كانت تخطط لاستهداف شخصيات سياسية."
الاخبار
سلام: ذاهبٌ إلى التأليف، لا إلى الاعتذار
نقولا ناصيف
وكتبت صحيفة الاخبار تقول "اليوم هو الاول في الشهر الرابع للرئيس المكلف تمام سلام. لا تأليف وشيكاً، ولكن الخيارات غير موصدة. ولا الاعتذار عن عدم التأليف وارد، وهو يحمّل طرفي النزاع مسؤولية العرقلة تحت وطأة شروطهما المتبادلة. كالرئيس ميشال سليمان، يشعر بأن الوقت ينفد كي يصل الى حكومة تمثل أمام مجلس النواب.
يبدأ العدّ عند الرئيس المكلف تمام سلام من 11 نيسان، عندما أبلغ الى رئيس الجمهورية ميشال سليمان نتائج استشاراته النيابية لتأليف الحكومة الجديدة، لا من يوم التكليف في 6 نيسان. اليوم هو الاول في الشهر الرابع للتكليف يحتفظ معه سلام بخلاصة مثلثة: شراكة كاملة مع الرئيس، الإصرار على معاييره هو للتأليف، تساوي قوى 8 و14 آذار في فرض شروط مستعصية لعرقلة التأليف.
اجتمع أمس برئيس الجمهورية في سلسلة لقاءات دورية لتبادل التشاور. أراحه أكثر من ذي قبل تبني سليمان في خطاب الفياضية «حكومة المصلحة الوطنية» وملاقاته في الاعتقاد بأن الوقت بدأ ينفد. لا يزال يحظى بتأييد الرئيس ويراه «ملتزماً ومنسجماً مع نفسه ومستقيماً في التعاطي معي، وربما ساهم ذلك الى حد بعيد في بقائي حتى الآن في هذه المهمة. أشعرني الرئيس باستمرار بأن لدي شريكاً حقيقياً يمثل عضداً قوياً لي، متعاوناً ومنفتحاً. أحرص على أن أبقى على تواصل معه. تفهّم معاييري للتأليف وأيدها».
بعد أول لقاء برئيس الجمهورية منذ خطاب الفياضية، في الأول من آب، لاقى سلام سليمان قوله في أن المهل بدأت تنفد من أجل تأليف حكومة سياسية أو حكومة محايدين: «هناك حاجة جوهرية الى التأليف. هذا هو المعطى الحقيقي الذي يضغط بكل وزنه وبإلحاح على المشكلات الراهنة وأخصها الاجتماعية والاقتصادية التي يعاني منها المواطن يومياً، فضلاً عن المشكلات السياسية والأمنية، الى شلل السلطتين الاجرائية والاشتراعية الذي لا يساعد على التصدي لكل الاستحقاقات التي تجبهنا. حرصنا هو على الاستقرار والأمان وتحييد لبنان عن أزمات ومتاهات من محاور تتسبب بالإضرار بنا. وضعنا هش بالفعل، وتواجهنا يومياً حوادث وأحداث تارة فردية وطوراً جماعية، كأن ثمة شعوراً بالتطاول على الدولة في غياب حكومة تحكم».
وهل يعتقد بأنه دخل فعلاً نفقاً لا نهاية له، يقول: «إدخالنا النفق تم من الاسبوع الاول غداة استشارات التأليف عبر الشروط والشروط المضادة، بل يمعنون في إطالة أمد البقاء داخل النفق شرطاً تلو آخر للحؤول دون إبصار الحكومة النور. لكن في المقابل تزداد رغبة الناس في المطالبة بتأليف الحكومة. لن أتنازل عن ثوابتي التي قلت بها منذ اليوم الاول إدراكاً مني بالنفق، لكنني لست متهوراً وآخذ في الاعتبار دقة الوضع، لأن المطلوب هو المصلحة الوطنية. المطلوب العمل بخطى واثقة وقرارات صائبة بغية الوصول الى الهدف الذي يطمئن الجميع. لا أزال على الثوابت نفسها المبنية على اقتناعات، المبنية بدورها على المصلحة الوطنية. قلت لا أؤلف حكومة فيها ثلث معطل لأي أحد، لأنني لا أتصور حكومة تحمل في نفسها عناصر تعطيلها. وقلت لا أؤلف حكومة متاريس داخلها، وقلت بمداورة الحقائب، وبحكومة من 24 وزيراً كي تكون لكل وزير حقيبة ينصرف الى الاهتمام بها ولا يُحمّل أكثر من حقيبة وأكثر من عبء ويفقد مقدرته على جبه المسؤولية. لا تزال أمامي صيغة حكومة 24 وزيراً، أي 3 ثمانات. يمكن أن تكون سياسية أو محايدة. لا بحث لدي في حكومة أقطاب. سمعت ذلك في الصحف. حكومة قوى سياسية أو حكومة محايدة».
وهل يشعر فعلاً بطرف واحد يفرض الشروط عليه: «في البداية كانت الشروط من طرف واحد ثم أصبحت لدى الطرفين معاً. ترفض قوى 14 آذار الجلوس مع حزب الله الى طاولة الحكومة، بينما يرفض فريق 8 آذار تأليف حكومة من دون مشاركة حزب الله فيها. شرطان تعجيزيان، وكلاهما يشتركان بذلك في تعطيل التأليف. في الايام الاخيرة كانت ثمة محاولة مبادرة للرئيس سعد الحريري متوجهاً الى قوى 8 آذار».
وهل يلاحظ أن الحريري يدعمه بيد ويعرقل التأليف بيد أخرى عندما يضع عراقيل أمام التأليف، يلاحظ الرئيس المكلف أن الحريري «لم يتأخر منذ اليوم الاول في تأكيد دعمه لي، لكن المطلوب أيضاً مشاركة الجميع في الدعم العملي. كانت في المقابل محاولة سلبية للتأثير على التأليف بتسريب كلام شكك في علاقتي بأفرقاء تبنّوا تكليفي ترؤس الحكومة، مرة الإيحاء بخلاف بيني وبين الرئيس الحريري، وأخرى بيني وبين الرئيس فؤاد السنيورة، وأحياناً بين الرئيسين الحريري والسنيورة حتى، لكن ذلك لم يطل. سمعت وسمع اللبنانيون أخيراً من الرئيسين الحريري والسنيورة كل على حدة ما يعزز تأييدي لتأليف الحكومة. إلا أنني قلت منذ اليوم الاول إنني ما إن كلفت حتى صرت رئيساً لحكومة كل لبنان، وليس صحيحاً تالياً تبرير رفض معادلة 3 ثمانات بالقول إن رئيس الحكومة عضو في فريق. ليس صحيحاً لأنني أنا من بادر بالقول إنني لست محسوباً على فريق. قلت إن الفريق الذي سمّاني لا يضع شروطاً، فلنستفد بالمسارعة الى تأليف الحكومة. لم يصغوا إليّ ثم وضع هذا الفريق في ما بعد شروطاً بعدما شارك حزب الله في معركة القصير وأعلن انخراطه في الحرب السورية. اليوم الفريقان متساويان في فرض الشروط. في الشهرين الأولين من التأليف لم تضع قوى 14 آذار شروطاً، لكن الفريق الآخر لم يكن يسهّل التأليف ولا يعترف بحيادي وصدقيتي رغم إعلاني جهاراً على السطح أنني أتعهد بالاستقالة من الحكومة ما إن يستقيل وزراء 8 آذار. البعض لامني على هذا الموقف ولاحظ أنه ربما كان من غير المناسب أن أضع نفسي في هذا التعهد. أصررت وطرحت نفسي ضماناً للجميع، لأنني لا أريد تأليف حكومة تحدّ، بل حكومة يوافق عليها الجميع، وأضع نفسي ضامناً لهم. الدستور نفسه يجعلني ضامناً وحدة الحكومة وتماسكها، وهو مغزى ما يورده بالقول إن الحكومة تستقيل عندما يستقيل رئيسها».
هل من تواصل مع قوى 8 آذار: «مع البعض. الاتصال غير مقطوع، هناك حوار وأفكار متناقلة، لكن ذلك كله يتمحور حول الثوابت نفسها. كنت مرناً في طرح صيغ مختلفة للتأليف. أولاها 9 – 8 – 7، ثم 10 – 7 – 7 ، ثم 8 – 8 – 8، ثم طرحت نفسي الضامن. هذه الافكار لا تنم عن جمود، ولكن ويا للأسف لم أتلقَّ تجاوباً بل مراوحة. كانت للرئيس نبيه بري محاولة بإعلانه إسقاط الثلث المعطل وتعاطي قوى 8 آذار معي أفرقاء منفصلين، لكن حلفاء الرئيس بري كحزب الله لم يقر بهذه الاقتراحات. كانت محاولة رئيس المجلس صادقة. إذا كانت الحكومة سياسية، فمن المؤكد أنها ستضم حزب الله الى الطاولة. لست في موقع إلغاء أي من المكونات الرئيسية في البلد. لكن في ظل حكومة سياسية يقتضي الاعتناء كثيراً بتجنيبها المتاريس. لست مع الرأي القائل بأن الاشداء من هذا الفريق أو ذاك، أو من أسميهم استفزازيين، يحلون المشكلات بسهولة أكثر داخل مجلس الوزراء. هذا كلام غير صحيح. إذا خرّبوا مجلس الوزراء يخرب الشارع وليس العكس. إذا استعرت بينهم في الداخل للفور تنتقل الى الشارع. ليسمّوا مرشحين غير استفزازيين وأنا حاضر. الرئيس وأنا حريصان على تأليف حكومة تنال الثقة، لا أن تكون حكومة تصريف أعمال وانتقالية، أو موقتة بين حكومة مستقيلة وحكومة يتعذّر تأليفها. وهو المصدر الرئيسي للتريث وعدم التهور في التأليف، وهو حرص في محله في ظل الاوضاع المحلية والاقليمية».
وهل يجد أنه ورئيس الجمهورية جاهزان لحكومة في مدى قريب، قال سلام: «لا أستطيع القول إنني بعد أربعة أشهر من التكليف لست جاهزاً للتأليف. أكيد أنا جاهز في ضوء رؤيتي والمعطيات المتوافرة لدي. جاهز للتأليف، لكن الجهوز ليس بأسماء الوزراء والحقائب فقط، بل أيضاً بتأمين الدعم اللازم والكامل من القوى السياسية جميعاً من أجل الوصول بها الى شاطئ الامان، الى مجلس النواب لنيل ثقته بها. ليست الحكومة فشة خلق، ولا أريد بها فشة خلق. لكن كي نتمكن من أن نقرّش التأليف يقتضي أن نذهب الى مجلس النواب لنيل ثقة مكمّلة لثقة 124 نائباً محضوني إياها لدى تكليفي».
وهل يشعر بأن النواب الـ124 الذين كلّفوه خدعوه: «أبداً، لم أشعر للحظة بأنهم خدعوني. إذا كان الاعتقاد بأنهم خدعوني، فهم خدعوا أنفسهم. إذا كان هناك من خذلان فهم خذلوا أنفسهم. منذ لحظة إجماعهم على تكليفي أعلنت أنهم هم المسؤولون عن هذا الإجماع وليس أنا. بذلك يكونون قد خذلوا أنفسهم وليس أنا. يكونون هم مَن نكثوا بعهدهم لأنفسهم وليس لي. كان الأمر يصح لو أنني فرضت على أحد تكليفي أو سعيت أنا الى هذا التكليف. لم أسع، ولم أفرض تكليفي. الأمانة تقع عليهم هم أيضاً. اعتبرت أنهم يريدون تأليف حكومة وعددت نفسي جاهزاً للقيام بهذه المهمة والتداول معهم في سبل تأليفها. لم ألتزم مع أحد أي وعد مسبق، ولا أحد وضع شروطاً عليّ».
وهل يبصر نفسه معتذراً عن عدم تأليف الحكومة، يقول سلام: «لم يرد الانسحاب ولا الاعتذار في ذهني حتى الآن مرة. لكن الإقدام على إجراء أو خطوة أمر يأتي وقت يستحقه. في لحظة ما يدرك المرء أن الموضوع نضج كفاية وبلغ خواتيمه. لن أعتذر بل أنا ذاهب الى تأليف الحكومة. ذاهب الى خيار التأليف، لا الى خيار الاعتذار»."
المستقبل
جنبلاط يثمّن مبادرة الحريري ومصادر سلام لا تستبعد حكومة بعد العيد
سليمان وروحاني يتفقان على دعم الاعتدال ضدّ التطرّف
وكتبت صحيفة المستقبل تقول "بقي (ويبقى) الوضع اللبناني متأرجحاً بين التفلّت الأمني المتنقّل الذي رفع منسوب القلق محلياً وخارجياً، والمراوحة في الشأن الحكومي برغم بروز مؤشرات أولية إلى احتمال حصول تطوّر ما، بعد عيد الفطر. فيما نقل مقرّبون من رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان أنّه اتفق مع الرئيس الإيراني الشيخ حسن روحاني على "تعزيز نهج الاعتدال في وجه التطرّف ورفض الآخر".
جنبلاط
وبعد كلام رئيس الجمهورية في الأسبوع الماضي عن رفضه القبول باستمرار الفراغ على المستوى الحكومي، برز كلام رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط بالأمس عن "أن الواقع المأزوم لا يمكن أن يستمر إلى ما لا نهاية سيما مع تمدّد الفراغ إلى أكثر من موقع وعلى مشارف الانتخابات الرئاسية المرتقبة (..) وإنّ الجبهة تدرس الخيارات الممكنة للخروج من هذا الأفق المغلق نحو خطوات جديدة بعيداً عن نظريات المؤامرة". وثمّن "مبادرة الرئيس سعد الحريري وإعلانه القبول بالحوار مع أو من دون حكومة، للبحث بهدوء في القضايا الخلافية وأبرزها الخطة الدفاعية"، مذكراً بأنّ الرئيس المكلف تمام سلام "وضع نفسه ضمانة سياسية وشخصية في حال استقالة مجموعة من الوزراء لدى طرح صيغة الـ8-8-8 التي كانت صيغة ملائمة وربما الأمثل لإشراك كل الأطراف وتمثيلهم من دون إعطاء أي منهم حق التعطيل".
وكان رئيس الجمهورية بحث مع الرئيس سلام في آخر المستجدات. وتوقعت أوساط قريبة من الثاني "ألاّ تطول فترة الانتظار" أكثر من الفترة التالية لعطلة عيد الفطر.
وقالت تلك الأوساط لـ"المستقبل" "إن الأمور نضجت لصالح تشكيل حكومة ولم تستبعد "احتمال حصول ذلك بعد العيد". وتابعت أن كلام رئيس الجمهورية في الفياضية في هذا الخصوص كان واضحاً وكلام النائب جنبلاط أمس كان أوضح، "فإذا بقيت الفرملة واستمرت الشروط والشروط المضادة فلا بدّ من خيار يلجأ إليه الرئيس سلام بالتفاهم مع رئيس الجمهورية لأنّ أوضاع البلد لم تعد تحتمل خصوصاً وضع النازحين". وتوقعت استئناف حركة الاتصالات بعد العيد مباشرة لهذه الغاية.
إيران..
وقال مقرّبون من الرئيس سليمان لـ"المستقبل" إنه يفتش عن ثغرة في جدار أزمة العلاقات العربية الإيرانية "تمكّن لبنان من النفاذ بشعبه واقتصاده لتحييد نفسه وتشكيل حكومة قادرة على مواجهة التحدّيات التي تعيشها البلاد (...) ذلك كان الدافع وراء زيارته إلى إيران الأحد الماضي وهذا ما سيدفعه إلى زيارة السعودية قريباً مستنداً إلى مناخ دولي وعربي متمسك بالاستقرار في لبنان مهما بلغت حدّة تداعيات الأزمة السورية عليه".
وأشار هؤلاء إلى أن محادثات سليمان مع الرئيس الإيراني الشيخ حسن روحاني تركزت "على تشجيع التفاهم الإيراني العربي والدفع باتجاه إيجاد حلول سياسية، للخلافات القائمة على الصعيد الإقليمي تلافياً للعنف ولاستثمار هذه الخلافات والانجرار نحو توترات مذهبية تضر الجميع".
ويلفت المقربون إلى أن "الرئيس سليمان ناقش مع الرئيس الإيراني ضرورة دعم مبدأ تحييد لبنان عن أي صراع إقليمي، لأن له وضعاً خاصاً، وهو بلد تعايش بين العديد من الطوائف المسيحية والإسلامية، ولأن أي انزلاق لبناني في الصراعات الإقليمية يؤدي الى خسارة لجميع الأطراف وللبنان ككل. كما شرح رئيس الجمهورية أهمية الالتزام بإعلان بعبدا بما يخدم مصلحة لبنان والأطراف اللبنانيين جميعاً من دون استثناء".
وينقل المقرّبون أن الرئيسين سليمان وروحاني "توافقا على أهمية تعزيز نهج الاعتدال في وجه مخاطر التطرف ورفض الآخر"، ويلفتون الى أنه "من هذا المنطلق ربما قد يكون تطرق رئيس الجمهورية الى ضرورة عودة حزب الله الى لبنان وانسحابه من المشاركة في النزاع السوري، وهو موقف واضح لرئيس الجمهورية ولا لبس فيه".
ونقلت "وكالة الأنباء المركزية" عن مصادر وزارية دعوتها إلى "انتظار الترجمة العملية لمفاعيل لقاء سليمان روحاني"، وتساءلت "عما إذا كانت سياسة روحاني الانفتاحية ومواقفه المؤيدة للاعتدال ستترجم تجاوباً مع تمنيات الرئيس اللبناني".
الأمن
إلى ذلك، فإنّ حادث داريا وقبله الصواريخ التي استهدفت محيط القصر الجمهوري ووزارة الدفاع وغيرها من حوادث متنقلة، رفعت منسوب القلق الأمني محلياً وخارجياً. وبرز في هذا السياق موقف السفيرة الأميركية في بيروت مورا كونيللي بعد اجتماعها في اليرزة مع قائد الجيش العماد جان قهوجي.
وأفاد بيان للسفارة، أن كونيللي هنّأت قهوجي على تمديد فترة ولايته، وأكدت "التزام الولايات المتحدة المستمر لتعزيز قدرات الجيش اللبناني الذي، كقوة الدفاع الشرعية الوحيدة للبنان، يحمل مسؤولية تأمين حدود لبنان والدفاع عن سيادة الدولة واستقلالها". وأعربت عن تقديرها للجهود التي يبذلها الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي "للعمل معاً للحفاظ على الهدوء"، مشددة على "قلق الولايات المتحدة إزاء الوضع الأمني الحالي"، داعية "جميع الفرقاء إلى ممارسة ضبط النفس واحترام أمن لبنان واستقراره". وجددت التزام الولايات المتحدة بلبنان مستقر وسيد ومستقل".
وفي شأن انفجار داريا، واصلت مخابرات الجيش تحقيقاتها وكشفها الميداني على منزل الشيخ أحمد عبداللطيف الدخاخني حيث انفجرت أول من أمس عبوة ناسفة أثناء إعدادها من قِبَل نجليه اللذين قضيا فيما أصيب شخص ثالث من التابعية السورية بجروح.
وأكدت مصادر أمنية خاصة لـ"المستقبل" أن الأجهزة الأمنية عثرت في المنزل على عبوة أخرى قيد التحضير هي عبارة عن كوع قسطل صغير مقفل من الجهتين وموصول بخيط، وعلى ألبسة عسكرية وخرائط جوية مأخوذة عن "غوغل".
وأكد رئيس بلدية داريا المهندس خليفة سرحال أن البلدية والاتحاد البلدي وكافة الأحزاب اللبنانية الموجودة في إقليم الخروب استنكرت الحادثة، مطالباً وسائل الإعلام بالموضوعية وعدم نقل أي أخبار مغلوطة عما يجري.
وأفاد بيان للبلدية أنه وبعد مراجعتها المعنيين تؤكد أن والد القتيلين الشيخ أحمد عبداللطيف ليس إماماً في البلدة ولا يقوم بأي مهام دينية أو إدارية في مساجد البلدة، وهو ما أكدته دائرة أوقاف جبل لبنان، من أن الشيخ المذكور لم يكن يوماً مكلفاً بأي مهمة دينية أو إدارية في نطاق عملها."
اللواء
سلام الي السعودية قريباً .. ويبحث مع الحريري تسريع الحكومة
جنبلاط ينتقد خطاب نصر الله .. وشربل ينفي إرتباط «شبكة داريا» بجهات خارجية
وكتبت صحبفة اللواء تقول "وضعت قضية تأليف حكومة من طراز حكومة تكنوقراط شبيهة بتلك التي مثّل فيها «حزب الله» الوزير السابق طراد حمادة ومحمد جواد خليفة عن حركة «أمل»، وسامي حداد وطارق متري وشارل رزق، على نار البحث الجدي، مع أخذ الحيطة اللازمة من «الدعسات الناقصة»، خشية الوصول إلى حكومتي تصريف أعمال، تأخذان البلد إلى مشكلة، بدل من نقله إلى مرحلة تعالج فيها المشكلات المتراكمة، خلال السنوات الثلاث الماضية.
ويستند الرئيسان ميشال سليمان وتمام سلام إلى جملة عوامل لبناء خطة التأليف أهمها:
1- سعي رئيس الجمهورية إلى توفير الغطاء الإقليمي لخطوة من هذا النوع.
وفي هذا الإطار، جاءت زيارة الرئيس سليمان إلى طهران لمناسبة تهنئته الرئيس الإيراني الجديد الشيخ حسن روحاني واعتزامه كذلك بزيارة المملكة العربية السعودية بُعيد عيد الفطر السعيد، لطلب المساعدة على دعم كل ما من شأنه أن يرسخ الاستقرار، وفي مقدمة ذلك تأليف حكومة جديدة.
وعلمت «اللواء» أن الرئيس سلام ينوي كذلك زيارة المملكة لتأدية العمرة، في خلال عطلة عيد الفطر، وربما تكون مناسبة للقاء كبار المسؤولين السعوديين، وكذلك الرئيس سعد الحريري.
وكشف مصدر مقرب بأن الرئيس سليمان سيقوم أيضاً بزيارة للسعودية تصب في الاتجاه نفسه على أساس أن تكون معادلة (س.أ.) عاملاً مساعداً للخروج من حالة الفراغ في مؤسسات الدولة، ومخاطر الاستمرار في انقطاع التواصل بين اللبنانيين.
وأكد المصدر أن الرئيس سليمان سيقابل خلال زيارته المقبلة إلى الرياض خادم الحرمين الشريفين وكبار المسؤولين السعوديين، من دون أن يستبعد المصدر أن يلتقي أيضاً الرئيس الحريري.
2- إجراء ما يلزم من اتصالات ومشاورات لا سيما مع رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط على خلفية مواقفه الأخيرة التي تحدث فيها عن خيارات قيد الدرس «تتيح الخروج من الأفق المغلق نحو خطوات جديدة بعيداً عن نظرية المؤامرة»، ملمحاً إلى أنه يدعم توجه الرئيس تمام سلام إلى حكومة 8+8+8، ومشيداً أيضاً بموقف العماد ميشال عون، مثمّناً مبادرة الرئيس الحريري، منتقداً في الوقت نفسه الكلام الأخير للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله عن قضية فلسطين، داعياً إلى ترك هذه القضية لأهلها.
إلا أنه ما زال غير واضح المعالم بالنسبة لأوساط الرئيسين سليمان وسلام الاتجاه الذي سيرسو عليه جنبلاط لأن زعيم المختارة لم يحطهما بعد بتفاصيل الخيارات التي تحدث عنها، وبالتالي امتنعت عن التعليق بانتظار اطلاعهما على المقترحات الجديدة، رغم أن هذه الأوساط وصفت موقفه بأنه «متقدّم».
حسم الخيارات
وبحسب المعلومات، فإن الاجتماع الذي عقده الرئيسان سليمان وسلام، والذي جاء في أعقاب لقاء جمع رئيس الجمهورية برئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، لم يحدث خرقاً في عملية تأليف الحكومة، وهو اقتصر على تناول «حصيلة الاتصالات والمشاورات المتعلقة بالتشكيلة الحكومية العتيدة»، لكن اللافت هو العبارة التي وردت في الخبر الرسمي للقاء والتي تحدثت عن «أهمية تضافر الجهود وتقديم التضحيات والتنازلات من أجل حسم موضوع تشكيل حكومة تنال أكبر تأييد شعبي وسياسي»، من دون أن تشير إلى «ثقة المجلس النيابي».
ولاحظت المصادر المطلعة، إلى أن غياب هذه الإشارة عن البيان الرسمي، يعكس توجه الرئيسين سليمان وسلام إلى حسم خيارهما باتجاه ضرورة تشكيل الحكومة بأسرع وقت بغض النظر عن شروط الأطراف المعنية بعملية التأليف، وإن كانا دعيا هذه الأطراف صراحة إلى «تقديم التضحيات والتنازلات».
وفي هذا الإطار، كشفت المصادر بأن الرئيسين سليمان وسلام وضعا امامهما مهلة أسبوعين أو ثلاثة كأقصى حدّ للدخول في عملية تأليف حكومة، من إحدى صيغتين:
- إما حكومة سياسية من 24 وزيراً، وفق معادلة ثلاث ثمانات، تحظى بتأييد جنبلاط وقوى 14 آذار لا يكون فيها ثلث معطّل لأي طرف، استناداً إلى تعهد سلام بأن يكون هو الضمانة.
- وإما حكومة حيادية تكون إما حيادية بالكامل لا تتمثل فيها الأحزاب، أو حكومة أصدقاء للأحزاب، على غرار حكومة الرئيس فؤاد السنيورة التي ضمّت الوزير السابق طراد حمادة وآخرين، في حال لم يتم التفاهم على تدوير الزوايا.
زيارة سليمان إلى طهران
وفي تقدير مصادر مطلعة، أن زيارة سليمان إلى طهران ساعدت على بدء علاقة جديدة مع الرئيس روحاني، وأكدت حرص رئيس الجمهورية على استنفاد كل الوسائل للحفاظ على الاستقرار ونزع فتيل الانفجار الداخلي، وفي الوقت نفسه البقاء على تواصل مع مختلف الأطراف الخارجية المعنية بالوضع اللبناني.
ولفتت إلى أن لقاء طهران، كان اللقاء الأوّل من نوعه للرئيس روحاني مع رئيس دولة، بما يعكس مدى اهتمام إيران بلبنان، وهو فتح الباب امام لقاءات أخرى عقدها الرئيس الإيراني مباشرة بعد مغادرة الرئيس اللبناني، من دون ان تكون من ضمن برنامجه الرسمي.
وأشارت إلى أن البحث تركز في شكل خاص على الوضع السوري، من زاوية مخاوف الرئيس سليمان من انعكاسات هذه الأزمة على الوضع اللبناني، خصوصاً وأن اختراقات حدثت من كل الأطراف من دون أن يؤدي «اعلان بعبدا» الذي صدر عن طاولة الحوار بهدف تحييد لبنان عن هذه الأزمة إلى لجم هذه الاختراقات، في إشارة إلى تورط «حزب الله» وآخرين بالنزاع السوري، طالباً مساعدة الدول المؤثرة والفاعلة للنأي بالنفس، وبما يكفل عدم تأثر لبنان بالتداعيات السورية، مؤكداً أن نتائج الصراع أياً تكن، وبغض النظر عن الرابح والخاسر ستترك انعكاسات بالغة الخطورة على الداخل اللبناني.
ووصفت المصادر الرئيس الإيراني الجديد الذي قبل دعوة الرئيس سليمان لزيارة لبنان، واعداً بتلبيتها «ان شاء الله»، مكرراً هذه الكلمة ثلاث مرات «بالمستمع الجيّد»، مشيرة إلى انه أكّد رفضه للعنف والتطرف، مؤيداً الحلول السلمية، وضرورة تعزيز الاستقرار والتلاقي والانفتاح لتخطي الأزمات، مشدداً على وجوب تعاون الدول الصديقة والشقيقة لدعم لبنان بلد التعايش والانفتاح والصمود بفضل مقاومته الباسلة في وجه العدو.
وأكدت المصادر أن الرئيسين لم يتطرقا من قريب أو من بعيد إلى ملفات لبنان الداخلية، وخصوصاً تشكيل الحكومة، كما نفت ان يكون روحاني تحدث عن موعد زيارته للمملكة العربية السعودية، لكنه لفت إلى انه يريد إقامة أفضل العلاقات مع الدول الصديقة والشقيقة.
إلا أن مصادر إيرانية، أبلغت الوفد اللبناني المرافق، بأن هناك اتصالات تجري مع السعودية للقيام بهذه الزيارة، مشيرة إلى أن رفع مستوى تمثيل السعودية والكويت في احتفال أداء اليمين القانونية إلى مستوى وزير دولة هو مؤشر جيد، معتبرة انه من شأن خطوات التقارب بين السعودية وإيران التأسيس لسياسة متجدّدة في المنطقة العربية ستترك حكماً تداعياتها الايجابية على لبنان.
قلق أميركي ونصائح غربية
وتزامنت أجواء الزيارة، مع معلومات تحدثت عن نصائح غربية للبنان بوجوب اتخاذ إجراءات سريعة تضع حداً للتفلت على الصعيد الأمني، وتشكيل حكومة في أسرع وقت، بعدما بلغت صواريخ العابثين بالأمن عقر الشرعية اللبنانية، مستهدفة رمزها، سواء بقصر بعبدا أو وزارة الدفاع.
وأوضحت مصادر دبلوماسية أن دولاً غربية أعربت في الفترة الأخيرة عن خشيتها من تورط فئات لبنانية في الصراع الذي بدأ يستجر إلى لبنان حالات التطرف، ظهرت في أكثر من حالة، سواء في طرابلس أو صيدا، وليس انفجار داريا وما ظهر منه سوى الجزء البسيط مما قد تحمله الأيام المقبلة إلى لبنان اذا لم يوضع حد فاصل أو خط أحمر لاستمرار الإنزلاق في المستنقع السوري.
ولفتت المصادر، في هذا السياق، إلى موقف السفيرة الأميركية في لبنان مورا كونيللي، التي نقلت إلى قائد الجيش العماد جان قهوجي، أمس، قلق بلادها إزاء الوضع الأمني الحالي، ودعت جميع الفرقاء إلى ممارسة ضبط النفس واحترام أمن لبنان واستقراره، وأكدت التزام واشنطن تعزيز قدرات الجيش اللبناني كقوة الدفاع الشرعية الوحيدة في لبنان يحمل مسؤولية تأمين حدود لبنان والدفاع عن سيادة الدولة واستغلالها».
متفجرة داريا
أمنياً، واصلت مخابرات الجيش تحقيقاتها الأولية وكشفها الميداني على منزل الشيخ المصري عبد اللطيف الدخاخنة حيث انفجرت عبوة ناسفة أثناء اعدادها من قبل نجليه اللذين قضيا، فيما أصيب شخص من التابعية السورية. وتم العثور على عبوة ثانية على شكل قسطل حديدي محشوة بالبارود المضغوط وعلى خرائط جوية تظهر بلدات عدة منها السعديات واعلام لجبهة النصرة.
وأشار وزير الداخلية والبلديات العميد مروان شربل إلى ان التحقيقات لم تصل إلى جديد بعد، متحدثاً عن ثلاثة مراكز كانت مستهدفة في منطقة سكنية في وادي الزينة بحسب الخرائط.
وأوضح الوزير شربل لـ«اللــواء» ان أهالي الاقليم يشكلون حاضنة رافضة لأي تطرف، وانهم من خيار اللبنانيين الحريصين على الأمن والاستقرار. مشيراً الى انه لم يتبين من مجريات التحقيق ان هناك أيادٍ خارجية في العملية، وان التحقيقات تتركز على قراءة الخرائط التي وجدت بحوزة الموقوفين.
شريط الأسير.. وتوتّر في طرابلس
وتزامناً مع بث شريط صوتي جديد للشيخ أحمد الأسير، هو الثاني له منذ انتهاء أحداث عبرا، هاجم فيه السيد نصر الله والرئيس الحريري مع تيار المستقبل، والنائب عون، داعياً الى تحرك جديد بعد العيد، يبدأ بعد صلاة الجمعة في مسجد الحريري في صيدا، حصل إطلاق نار في طرابلس، وتبع ذلك إشكالات أمنية متفرقة ترددت أصداؤها في المدينة وانعكس توتراً، أدى إلى مغادرة الأسواق القديمة وإقفالها والتي كانت تزدحم بالأهالي والمواطنين.
وسارع الجيش اللبناني إلى تحريك وحداته الموجودة أصلاً في المدينة، في محاولة للجم التوتر وتطويق الاشكالات التي اتصف بعضها بالشخصي، وأدت إلى إصابة شخصين بجروح أحدهما في الميناء والآخر في جبل محسن، نتيجة اطلاق النار في الهواء.
وواكب هذا الوضع اتصالات شملت رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ونواب طرابلس، حيث جرى التأكيد على رفع الغطاء عن كل مخل بالأمن وعلى ضرورة استمرار الهدوء في المدينة.
واللافت ان هذه الحوادث، جاءت بعد ساعات من زيارة لنائب طرابلس محمد عبد اللطيف كبارة إلى الرئيس ميقاتي في السراي، لافتاً نظره إلى ما يتم تداوله في المدينة من شائعات عن مشاكل ستحصل في المدينة في أيام العيد، فأبلغه الرئيس ميقاتي بأن اجتماعاً تقرر عقده اليوم على مستوى القادة الأمنيين للبحث في أوضاع المدينة، مؤكداً بأن هناك متابعة جدية للأوضاع الأمنية، وان كل ما يقال هو دس لشائعات مغرضة هدفها التشويش على الوضع في طرابلس."
الموضوعات المدرجة ضمن هذه الصفحة تعرض للقارئ أبرز ما جاء في الصحف, وموقع المنار لا يتبنى مضمونها